المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

حديث الغدير يرويه البراء وزيد بن الارقم
29-01-2015
جورية بنت الحارث
16-11-2018
تنكيل الحجاج بالشيعة
22-8-2016
Rhythm
2024-06-16
Sample preparation in the MALDI analysis process
25-2-2020
منشأ اختلاف الأفراد في طائفة نحل العسل
28/10/2022


العدالة بين الاطفال  
  
2262   12:46 مساءاً   التاريخ: 19-6-2016
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص٦٧–72
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-5-2022 2340
التاريخ: 30-10-2021 2378
التاريخ: 2023-06-15 1426
التاريخ: 26-7-2022 1274

الطفل الأول في الاسرة يكون موضع حب وحنان وعناية من قبل والديه لأنّه الطفل الأول والطفل الوحيد، فيمنح الاهتمام الزائد، والرأفة الزائدة، وتلبّى كثيراً من حاجاته المادية والنفسية، فنجد الوالدين يسعيان إلى إرضائه بمختلف الوسائل ويوفّرون له ما يحتاجه من ملابس وألعاب وغير ذلك من الحاجات، ويكون مصاحباً لوالديه في أغلب الاوقات سواء مع الأُم أو مع الأب أو مع كليهما وبعبارة أُخرى يلقى دلالاً واهتماماً استثنائياً، ومثل هذا الطفل وبهذه العناية والاهتمام، سيواجه مشكلة صعبة عليه في حالة ولادة الطفل الثاني، وتبدأ مخاوفه من الطفل الثاني، لأنه سيكون منافساً له في كلِّ شيء، ينافسه في حب الوالدين ورعايتهم له، وينافسه في منصبه باعتباره الطفل الوحيد سابقاً، وينافسه في ألعابه وتبدأ بوادر الغيرة عليه منذ أول يوم الولادة، إذ ينشغل الوالدان بالوضع الطارئ الجديد وسلامة الوالدة والطفل، فاذا لم ينتبه الوالدان إلى هذه الظاهرة، فان غيرة الطفل الأول ستتحول بالتدريج إلى عداء وكراهية للطفل الجديد، وينعكس هذا العداء على أوضاعه النفسية والعاطفية، ويزداد كلّما انصبّ الاهتمام بالطفل الجديد وأُخرج الطفل الاول عن دائرة الاهتمام، فيجب على الوالدين الالتفات إلى ذلك والوقاية من هذه الظاهرة الجديدة، وابقاء الطفل الاول على التمتع بنفس الاهتمام والرعاية واشعاره بالحب والحنان، وتحبيبه للطفل الثاني، واقناعه بانه سيصبح أخاً أو أختاً له يسلّيه ويتعاون معه، وانه ليس منافساً له في الحب والاهتمام، ويجب عليهما تصديق هذا الاقناع في الواقع بأن تقوم الأم باحتضانه وتقبيله ويقوم الأب بتلبية حاجاته أو شراء ألعاب جديدة له، إلى غير ذلك من وسائل الاهتمام والرعاية الواقعية، والحل الامثل هو العدالة والمساواة بين الطفل الاول والثاني فانها

العمر، إذ تنمو مشاعرهما وعواطفهما ونضوجهم العقلي واللغوي بالتدريج يجعلهما يفهمان معنى العدالة ومعنى المساواة، ويشخّصان مصاديقها في الواقع العملي، وقد وردت الروايات المتظافرة لتؤكد على إشاعة العدالة بين الاطفال، قال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) : « اعدلوا بين أولادكم كما تحبّون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف » (١).

والعدالة بين الاطفال مطلقة وشاملة لكلِّ الجوانب الحياتية التي تحيط بالأطفال في جانبها المادي والمعنوي ، أي في إشباع حاجاتهما الماديّة وحاجاتهما المعنوية للحب والتقدير والاهتمام جاء عن رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلم) :(أنه نظر إلى رجل له ابنان فقبّل أحدهما وترك الآخر، فقال (صلى ‌الله ‌عليه ‌و آله ‌وسلم) : « فهلاّ ساويت بينهما » ) (2).

وقال (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) :« إنّ الله تعالى يحبّ أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القُبل»(3).

وأكّد (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) على العدالة في العطاء والهدية سواء في الأكل والشرب والثياب والالعاب إلى غير ذلك كما جاء في قوله (صلى‌ الله ‌عليه ‌و آله‌ وسلم) : « ساووا بين أولادكم في العطيّة ، فلو كنت مفضلاً أحداً لفضّلتُ النساء » (4).

وقال (صلى‌ الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) : « اعدلوا بين أولادكم في النحل كما تحبّون أن يعدلوا بينكم في البرّ واللطف » (5).

والعدالة لا تعني عدم التفضيل بين الاطفال، فبعض الاطفال يكونون أكثر جاذبية من بعض من قبل الوالدين، فعن رفاعة الاسدي قال: (سألت أبا الحسن ـ موسى بن جعفر (عليه‌ السلام) ـ عن الرجل يكون له بنون وأُمهم ليست بواحدة، أيفضل أحدهم على الآخر ؟ قال (عليه‌ السلام) : «نعم، لا بأس به، قد كان أبي (عليه‌ السلام) يفضلّني على أخي عبدالله ») (6).

والتفضيل يجب أن يكون مستوراً لا يظهره أمامهما ويحتفظ به في مشاعره القلبية، أمّا في الواقع فلا يعمل إلاّ بالعدالة والمساواة، كما قال الإمام جعفر بن محمد الصادق (عليه‌ السلام) : «قال والدي : والله لأصانع بعض ولدي وأجلسه على فخذي وأكثر له المحبّة، وأكثر له الشكر، وانّ الحق لغيره من ولدي، ولكن محافظة عليه منه ومن غيره لئلا يصنعوا به ما فعل بيوسف اخوته» (7) لأن عدم العدالة له تأثيره السلبي على نفسية الاطفال تؤدي إلى زرع روح الكراهة والبغضاء بينهم وتؤدي بهم في النتيجة إلى العداء المستحكم، واتخاذ الموقف غير السليم كما فعل اخوة يوسف به حينما ألقوه في البئر.

وقد كانت السيرة قائمة على أساس إشاعة العدالة بين الاطفال سواء كانوا أخوة أو أرحام، فعن عبدالله بن عبّاس قال : (كنت عند النبي (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) وعلى فخذه الايسر ابنه ابراهيم و على فخذه الايمن الحسين بن علي، وهو تارة يقبّل هذا وتارة يقبّل هذا) (8).

فإبراهيم ابن رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) والحسين ابن بنته ، ومع كلِّ هذهِ الاختلافات في الروابط فانه (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلم) لم يفرّق في المعاملة بينهما.

وفي رواية (كان النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) يصلي فجاء الحسن والحسين فارتدفاه، فلما رفع رأسه أخذهما أخذاً رفيقاً فلمّا عاد عادا، فلما انصرف أجلس هذا على فخذه الأيمن وهذا على فخذه الأيسر) (9).

وكان رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) يخطب على المنبر فجاء الحسن والحسين يمشيان ويعثران ( فنزل رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) من المنبر فحملهما ووضعهما بين يديه)(10).

ومن مصاديق العدالة والمساواة هو عدم إقامة المقارنة بين الاطفال، في صفاتهم الجسمية والمعنوية والنفسية، فلا يصح ان يقال فلان أجمل من فلان، أو أذكى منه أو أكثر خُلقاً منه لأنها ستكون منبعاً للحقد، لانّ المقارنة بين الاطفال تؤدي إلى (الغيرة من بعضهم وإلى التنافس)(11).

والمقارنة تؤدي إلى فقدان الثقة بين الاشقاء والعكس صحيح (عدم التفرقة في المعاملة هو أكبر دعامة لخلق جو من الثقة المتبادلة بينه وبين سائر أفراد العائلة) (12).

ونلاحظ عند كثير من الآباء مواقفَ غير مقصودة بأن يقول: ان ابني فلان يشبهني، وفلان لا يشبهني، فحتى هذه المقارنة تعمل عملها في الغيرة والتنافس، والافضل اجتنابها.

ومن العدالة هو عدم التمييز بين الولد والبنت، لانّ التميز يؤثر تأثيراً سلبياً على نفسية البنت، وعلى زرع العداوة والحقد بين الاخت وأخيها، وهذه ظاهرة شائعة في أغلب البلدان، حيثُ يميل الابوين إلى الابن أكثر من ميلهما إلى البنت، ويلبيّان مطاليب الولد أكثر من مطاليب البنت، ولغرض التقليل من شأن هذهِ الظاهرة جاءت الروايات لتعطي للبنت عناية استثنائية وتمرّن الابوين عليها كما جاء عن ابن عباس عن رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) : « من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله كان كحامل صدقة إلي قوم محاويج، وليبدأ بالاناث قبل الذكور.. » (13).

والبدء بالاناث لا يولّد أي تأثير سلبي على الطفل الابن، لأنه يراه أمراً طبيعياً فلابدّ من تقديم أحدهم، وغالباً ما يسكت الطفل ولا يلتفت إلى التمييز إنْ حصل على عطاء والديه، سواء كان العطاء أولاً أو ثانياً.

والعدالة بين الاطفال لا تعني ان لا نتخذ اسلوباً للتشجيع بان تخصص هدية إضافية لمن يعمل عملاً صالحاً، فان ذلك ضروري لتشجيع الطفل على السلوك الصالح، وقد ينفع في إقامة المنافسة المشروعة بين الاطفال لا تؤثر على نفسياتهم بصورة سلبية، بل يجدونها أمراً مشروعاً وحقاً طبيعياً، وعلى الوالدين التعامل بحذر في مثل هذه الحالة بالتعرّف على نفسية أطفالهم، وابتكار الاساليب الناجحة في التشجيع المنسجمة مع حالاتهم النفسية التي لا تؤدي إلى الشعور بعدم العدالة.

ومهما تحققت العدالة والمساواة بين الاطفال فانّها لا تستطيع إنهاء بعض المظاهر السلبية كالشجار والصراع بين الاطفال، وهي ظاهرة طبيعية تحدث بين الاطفال في كلِّ أو أغلب الاسر، فتحدث حالات من النقاش الحاد أو الاشتباك بالأيدي بين الاطفال، ويتهم أحد الاطفال أخاه أو اخته بانه المقصر في حقه أو البادئ في العدوان عليه ، وفي مثل هذه الحالة على الوالدين ان يدرسا المشكلة دراسة موضوعية وان ينظرا إلى الشجار والصراع بانّه حالة طبيعية، فاذا كان سهلاً وبسيطاً ومحدوداً، فالأفضل عدم التدخل في إنهائه، وان يترك الاطفال يعالجون أمورهم بأنفسهم لانهاء الشجار، وليس صحيحاً ان يدخل الوالدان أو أحدهما كقاضي في الحكم بينهما، لانّ الحكم لأحد الاطفال دون الآخر لا ينسجم مع مبدأ تطبيق العدالة والمساواة مع الاطفال، امّا اذا تكرر الشجار والصراع عدة مرّات أو كان مستمراً طول النهار، أو كان قاسياً وخطراً على الاطفال، يأتي دور الابوين في التدخل لانهائه، باصدار الاوامر لكليهما بالتوقف السريع عن الاستمرار به، أو إلفات نظرهم إلى موضوع آخر، واشغالهم به، أو التدخل لابعاد أحدهم عن الآخر ، واذا تطلّب الأمر استخدام التأنيب أو العقوبة المعنوية فالأفضل ان تكون موجهة لكليهما انسجاماً مع تطبيق العدالة بين الاطفال.

_________________

١ـ اضواء على النفس البشرية، للدكتور الزين عباس عمارة: ٣٠٢ ـ دار الثقافة ١٤٠٧ ه‍ ط ١.

2ـ مكارم الاخلاق : ٢٢٠.

3ـ مكارم الاخلاق : ٢٢١.

4ـ كنز العمّال ١٦ : ٤٤٥ / ٤٥٣٥٠.

5ـ كنز العمّال ١٦ : ٤٤٤ / ٤٥٣٤٦.

6ـ كنز العمّال ١٦ : ٤٤٤ / ٤٥٣٤٧.

7ـ مكارم الاخلاق : ٢٢١.

8ـ مستدرك الوسائل ١٢ : ٦٢٦.

9ـ بحار الانوار ٤٣ : ٢٦١.

10ـ بحار الانوار ٤٣ : ٢٧٥.

١1ـ بحار الانوار ٤٣ : ٢٨٤.

1٢ـ حديث إلى الامهات : ٦٨.

1٣ـ قاموس الطفل الطبي : ٢٧٤.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.