المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4880 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
العيوب الفسيولوجية التي تصيب البطاطس
2024-11-28
العوامل الجوية المناسبة لزراعة البطاطس
2024-11-28
السيادة القمية Apical Dominance في البطاطس
2024-11-28
مناخ المرتفعات Height Climate
2024-11-28
التربة المناسبة لزراعة البطاطس Solanum tuberosum
2024-11-28
مدى الرؤية Visibility
2024-11-28

الانسان وحب المال
2024-09-23
علاقة لجش الوركاء(اورك)
1-11-2016
The long monophthongs NURSE
2024-06-05
تفسير ظاهرة المد والجزر عند تقي الدين المقريزي
2023-07-11
أصالة الاحتياط
23-8-2016
التوكيد
21-10-2014


ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ سميعا بصيرا  
  
1584   03:11 مساءً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 90
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الثبوتية / السمع و البصر /

ﺍﺗﻔﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺻﻔﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﻬﻤﺎ، ﻟﻜﻦ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﻣﻌﻨﺎﻫﻤﺎ ﻓﺬﻫﺐ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻴﻦ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻭﺍﻟﻜﻌﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻋﺒﺎﺭﺗﺎﻥ ﻋﻦ ﻋﻠﻤﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻤﺴﻤﻮﻋﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﺒﺼﺮﺍﺕ، ﻭﻫﻮ ﻣﺬﻫﺐ ﻓﻼﺳﻔﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ.

ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ ﻣﻦ ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺻﻔﺘﺎﻥ ﺯﺍﺋﺪﺗﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﻖ.

ﻟﻨﺎ: ﺇﻥ ﻭﺻﻔﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﺴﻤﻴﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﺍﻟﻠﻐﻮﻳﺔ ﺃﻭ ﻣﺠﺎﺯﻩ ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻮﺻﻔﻴﻦ ﻣﺸﺮﻭﻃﺔ ﺑﺂﻟﺘﻲ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ ﺍﻟﻤﻤﺘﻨﻌﺘﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺍﻟﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ، ﻓﻨﺤﻦ ﻧﺤﻤﻠﻬﻤﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺨﺼﻮﺹ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻻﺳﻢ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺒﺐ، ﻭﻫﻮ ﺃﻗﻮﻯ ﻭﺟﻮﻩ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﻟﻴﺲ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﺯ ﺁﺧﺮ.

ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺇﻧﻤﺎ ﺻﺮﻧﺎ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ، ﻭﺍﻷﺻﻞ ﻋﺪﻡ ﻣﺠﺎﺯ ﺁﺧﺮ ﻭﻷﻥ ﺳﺒﺒﻴﺔ ﺍﻟﺴﻤﺎﻉ ﻭﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻟﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺨﺮﻭﺝ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﻤﺎ ﻋﻦ ﺍﻹﺭﺍﺩﺓ ﺍﺳﺘﻠﺰﻣﺖ ﻇﻦ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﺠﺎﺯﺍ، ﻓﻼ ﻳﺪﻓﻊ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻈﻦ ﺑﺎﺣﺘﻤﺎﻝ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻣﺠﺎﺯ ﺁﺧﺮ.

ﺍﺣﺘﺞ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ:

(ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ) ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻲ، ﻭﺍﻟﺤﻲ ﻳﺼﺢ ﺍﺗﺼﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﺢ ﺍﺗﺼﺎﻓﻪ ﺑﺼﻔﺔ ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻬﺎ ﻻ ﺗﺼﻒ ﺑﻀﺪﻫﺎ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻤﻌﻴﺎ ﺑﺼﻴﺮﺍ ﻻﺗﺼﻒ ﺑﻀﺪﻫﻤﺎ، ﻭﻫﻮ ﻧﻘﺺ ﻣﺤﺎﻝ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. (ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺳﻤﻴﻌﺎ ﺑﺼﻴﺮﺍ ﻟﻜﺎﻥ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻣﻨﺎ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻨﻪ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺇﻥ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﻭﺃﻣﺎ ﺑﻄﻼﻥ ﺍﻟﻼﺯﻡ ﻓﻈﺎﻫﺮ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ ﻓﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46] ، ﻭﻗﻮﻟﻪ : {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1] ﻭﻧﺤﻮﻩ.

(ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ) ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺼﺤﺤﺔ ﻟﻠﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ ﺃﻥ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﺤﻴﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺘﺎﻥ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺇﺷﺮﺍﻛﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻣﺘﻰ ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺣﻴﺎﺗﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﺤﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎﻧﻊ ﺃﻭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺴﻠﻢ ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻤﻨﻮﻉ، ﺇﺫ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﺤﺔ ﺍﺗﺼﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ ﻣﺸﺮﻭﻃﺎ ﺑﺤﺼﻮﻝ ﺁﻟﺘﻴﻬﻤﺎ ﺍﻟﻤﻤﺘﻨﺘﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻻ ﻳﻠﺰﻡ ﻣﻦ ﺻﺤﺔ ﺍﻻﺗﺼﺎﻑ ﺑﻬﻤﺎ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻻﺗﺼﺎﻑ. ﻗﻮﻟﻪ " ﻟﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻳﺘﺼﻒ ﺑﻬﻤﺎ ﻻ ﺗﺼﻒ ﺑﻀﺪﻫﻤﺎ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ، ﻟﺠﻮﺍﺯ ﺧﻠﻮ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﺿﺪﻩ ﻛﺎﻟﻬﻮﺍﺀ ﻓﺈﻧﻪ ﻟﻜﻮﻧﻪ ﺟﺴﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﺍﺗﺼﺎﻓﻪ ﺑﺎﻟﺴﻮﺍﺩ ﻭﺍﻟﺒﻴﺎﺽ ﻣﻊ ﺧﻠﻮﻩ ﻋﻨﻬﻤﺎ. ﻧﻌﻢ ﻻ ﻳﺨﻠﻮ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺊ ﻭﻋﺪﻣﻪ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺇﻥ ﻋﺪﻡ ﺍﻟﺴﻤﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﻘﺺ.

(ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻣﻨﻊ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ. ﻗﻮﻟﻪ " ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻤﻦ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻫﻮ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻤﻦ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻧﺎﻥ ﻟﻪ، ﺃﻣﺎ ﻣﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻤﻤﻨﻮﻉ ﻭﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﺛﺒﺘﻪ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﻛﻤﺎ ﻷﻥ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

ﺛﻢ ﻫﻮ ﻣﻌﺎﺭﺽ ﺑﻤﺎ ﺃﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﺟﻪ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻦ ﻗﺒﻴﺤﺔ، ﻓﻠﻮ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻜﺎﻥ ﺃﺣﺪﻧﺎ ﺃﻛﻤﻞ ﻣﻨﻪ ، ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ. ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﻫﺬﺍ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻷﺟﺴﺎﻡ، ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﺰﻩ ﻋﻨﻬﺎ. ﻗﻠﺖ: ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﺴﻤﻴﻊ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮ ﻛﺬﻟﻚ. ﻭﻋﻦ ﺃﺩﻟﺔ ﺍﻟﺴﻤﻊ: ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻘﻞ ﻣﻨﻊ ﻣﻦ ﺇﺟﺮﺍﺋﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻇﻮﺍﻫﺮﻫﺎ، ﻓﻮﺟﺐ ﺗﺄﻭﻳﻠﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﻠﻢ ﻛﻤﺎ ﺳﺒﻖ ﺃﻭ ﺗﻔﻮﻳﺾ ﻋﻠﻤﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﻵﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﻌﺮﺓ ﺑﺎﻟﺘﺠﺴﻴﻢ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.