المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05
ماشية اللحم في كازاخستان (النوع كازاك ذو الرأس البيضاء)
2024-11-05

مُجَالَسَةِ أَهْلِ الْمَعَاصِي‏ - بحث روائي
28-9-2016
الساسانيون
17-10-2016
التمثّل بالحيوانات والعادات في الشعر الجاهلي
22-03-2015
فضل القناعة عند الهادي (عليه السلام)
29-07-2015
التضخم
2023-02-08
اعتلالات الهيموجلوبين (Hemoglobinopathies)
28-5-2021


الانسان وحب المال  
  
143   03:46 مساءً   التاريخ: 2024-09-23
المؤلف : محمد تقي فلسفي
الكتاب أو المصدر : الأفكار والرغبات بين الشيوخ والشباب
الجزء والصفحة : ص 224 ــ 247
القسم : الاسرة و المجتمع / معلومات عامة /

الناس جميعهم يحبون المال، ولكن بنسب متفاوتة، لكن ما جرى البحث حوله هو: هل أن حب المال ودافع التملك فطري وغريزي، أم اكتسابي؟ يعتقد البعض أن مسألة التملك عمل غريزي موجود في طبيعة ووجود الإنسان، ويقول هؤلاء إن الحيوانات أيضاً تمتلك هذه الغريزة حيث تجمع بعض الأشياء وتعتبرها ملكاً خاصاً بها.

وسيلة لإشباع الغرائز:

برأي العلماء والمحققين، إن حب المال ودافع التملك ليس غريزة طبيعية مستقلة، وليس له جذور فطرية في وجود الإنسان، وإنما هو وسيلة لإرضاء غرائز وإشباع ميول طبيعية وأهواء نفسية.

إن الإنسان يستطيع، بامتلاكه للثروة، أن يلبي حاجاته الحياتية وضرورياته مثل الغذاء، والملابس والسكن، وغيرها وعن هذا الطريق. يشبع غريزة حفظ الذات وحب الحياة والإستمرار في حياته بكل استقرار وهدوء، كما يشبع غريزته الجنسية.

الإنسان يستطيع عن طريق التملك وجمع المال أن يوفر وسائل الحفاظ على أبنائه وتربيتهم طبقاً لما يريده فيلبي عن هذا الطريق رغبته في أن يكون له أولاد. والخلاصة أن الثروة بإمكانها أن تلبي الكثير من الرغبات الفطرية والميول الغريزية وتحققها.

كذلك فإن تصرفات حالة التملك لدى الحشرات والحيوانات ليس لها جذور مستقلة، فطرياً وبيئياً، وليست ناجمة عن دوافع غريزية، وإنما تكون دوافع التملك لديها، كما لدى الإنسان، وسيلة لتلبية الغرائز الطبيعية.

التملك على أساس الحاجة:

(بدأ ـ بيغل هول ـ بدراسة دلائل تصرفات التملك لدى أنواع مختلفة من الحيوانات والحشرات، وتوصل إلى نتيجة عامة وهي أنه رغم أن تصرفات التملك لدى هذه الحيوانات والحشرات كثيرة إلآ أنها لا يمكن أن تعتبر هدفاً مستقلا يمكن بيانُه، بل إنها وسيلة لإرضاء احتياجات البدن. الأساسية.

إن الحيوانات تسعى لامتلاك أشياء تحتاجها لأهداف معينة. والتملك الأساسي يتمثل بالغذاء والأنيس والبيت والوطن. ورغبة التملك في الحيوانات تتمثل غالباً في تلبية حاجات الجوع، والتناسل، والمحافظة على الأولاد) (1).

بالإضافة إلى الغرائز المشتركة الموجودة بين الإنسان والحيوان التي تشبع عن طريق تملك الأشياء والأموال، توجد بعض الرغبات الخاصة الأخرى في وجود الإنسان تٌلبى أيضاً عن طريق امتلاك الثروة.

الإنسان لديه غريزة حب التسلط، ولذا فإنه يستطيع بجمع الثروة أن يصبح قوياً ومقتدراً يتفوق بها على الأفراد العاديين، ويشبع رغبته في هذا المجال بتلبية غريزة حب السيطرة.

والإنسان يحب الجمال والشهوة وكسب الفخر، والثروة بإمكانها إلى حد كبير أن تلبي هذه الرغبات. إن بعض الناس يعتقدون أن الثروة تجلب الجمال والمكانة الإجتماعية لصاحبها، وكذلك تمنحه الشخصية والعظمة. الأغنياء يعتبرون ازدياد المال سبباً للافتخار والرفعة، ونقصانه فشلاً وحقارة.

الملكية وعظمة الشخصية:

(يعتبر وليام جيمس (الغنى) في المجتمع بمثابة شهرة للشخصية، أو نوعاً من زيادة الحجم النفسي. ويقول إن الـ (أنا)، بأوسع معانيها، تعني مجموعة الأشياء التي يمكنه أن يدعي امتلاكها، وهذه الأشياء لا تشمل فقط الجسم والقوى النفسية، بل اللباس والبيت والأرض وحسابه في المصارف أيضاً، وجميع هذه الأشياء توجد لديه شعوراً واحداً، كما أنه يشعر بالقوة فيما إذا زادت لديه هذه الأشياء وأما إذا نقصت وانعدمت فإنه سيشعر بالحقارة والصغار. ورغم كل ذلك يجب أن نشير إلى نقطة مهمة وهي أن العلاقة بين الشخص وثروته هي نتيجة التقاليد والعادات لدى الجميع، فإذا كان الناس يشعرون أن الشخصية لديهم ترتبط بنسبة ثروتهم فلأن مجتمعهم يعير أهمية كبرى للثروة) (2).

حب المال:

رغم أن حب المال وطلبه ليس فطرياً وغريزياً، إلا أنه اكتسب هذه الصفة تدريجياً لأنه عامل مؤثر في إدارة دفة الحياة، وإرضاء الغرائز، واكتساب السيطرة، وبإمكانه أن يلبي الكثير من رغبات الإنسان ويعزز شخصيته، حتى أصبح مطلوباً من قبل الإنسان. وبهذا الصدد يقول القرآن الكريم: {وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ} [الفاتحة: 8].

إن طلب المال سبب للتحرك الإجتماعي، وإدارة العجلة الاقتصادية إذ يدفع الإنسان إلى السعي لتأمين الحياة. وحفظ الشرف الإنساني الذي هو من الواجبات الدينية المقدسة، ولو كان طلب المال معتدلاً وبالميزان الصحيح، ولا يتعدى حدود مصلحة الفرد والمجتمع فإنه مقبول من قبل أولياء الإسلام.

عن عمرو بن جميع قال: سمعت أبا عبد الله (الصادق) (عليه السلام) يقول: (لا خير فيمن لا يحب جمع المال من حلال يكف به وجهه، ويقضي به دينه ويصل به رحمه) (3).

إذا تجاوز حب المال حد المصلحة العامة، وأصبح رغبة عصبية. وصار حباً شديداً في وجود الإنسان، فإنه لن يكون مقبولاً من قبل الإسلام، بل يكون مذموماً. إن مثل هذا الحب يسلب عقل الإنسان، ويعمي البصيرة، ويصم الآذان، ويدفع بالإنسان إلى السقوط.

قال علي (عليه السلام): (حب الدنيا يفسد العقل ويصم القلب عن سماع الحكمة) (4).

معيار التفوق:

إن الحب الشديد للمال يحجب العقل، ويمنع الإنسان من إدراك الحقائق. كما أن عشاق المال والثروة لا يهتمون بمكارم الأخلاق والفضائل الانسانية، ولا يعتبرون هذه الصفات معياراً للشخصية، بينما المال عندهم هو المعيار الوحيد للتفوق والعظمة، والمقياس الوحيد للقيم والإحترام الإجتماعي، وفي رأيهم أنهم كلما ازدادوا ثروة كلما زيد في احترامهم وتقديرهم.

لسوء الحظ أن عشاق الثروة ينقلون مرضهم النفسي هذا إلى أبنائهم ايضاً، ويسعون إلى جعلهم في مثل أخلاقهم يصرفون جل اهتمامهم لجمع المال والثروة، ويغفلون عن سائر القيم الإنسانية.

روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه نظر إلى بعض الأطفال فقال: (ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم. فقيل: يا رسول الله من آبائهم المشركين؟.  فقال: لا، من آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض وإذا تعلموا أولادهم منعوهم ورضوا عنهم بعرضٍ يسير من الدنيا، فأنا منهم بريء وهم مني براء) (5).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ علم النفس الاجتماعي، ج 1، ص 104.

2ـ المصدر السابق، ص 110.

3ـ وسائل الشيعة، كتاب التجارة، ج 4، ص 102.

4ـ غرر الحكم، ص 111.

5ـ مستدرك الوسائل، ج 2، ص 625. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.