أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-11-2016
665
التاريخ: 2-11-2016
2674
التاريخ: 1-11-2016
902
التاريخ: 1-11-2016
1154
|
تقع مدينة الوركاء على بعد (30 كم) جنوبي مدينة السماوة الى الغرب من لجش(1)، وتضم مدينة الوركاء مجموعة تلول اثرية وتبلغ مساحة المدينة (7 كم2).
ان اول من نقب في الوركاء هم البريطانيون برئاسة (لوفتس Loftes) عام (1849م) حتى عام (1854م)، وفي عام (1856م) عاود التنقيب مرة اخرى من قبل البعثة الالمانية برئاسة (بوليوس بوردان)، ثم استأنفت التنقيبات في الموقع في عام (1928م) من قبل البعثة التنقيبية برئاسة (نولدكه) والتي استمرت حتى عام (1964)(2)، ومن اهم ما عثرت عليه البعثات التنقيبية ما يسمى براس الوركاء وهو راس امراة من المرمر الابيض يرجع الى اوائل الالف الثالث ق.م، كما عثرت على تمثال لبوة يسمى بـ(لبوة الوركاء)(3)، كما عثرت البعثات التنقيبية على بقايا بناء يعود الى عصر فجر السلالات تمثلت بأحد قصور حكام الوركاء كذلك بقايا معبد انانا (عشتار) الذي يعود الى عصر فجر السلالات كما عثر على زقورة الاله (انو) في الوركاء(4).
لقد بينت نتائج التنقيبات ان تاريخ الاستيطان في مدينة الوركاء يرجع الى عصر العبيد في (الالف الخامس ق.م) وحتى الفترة السلوقية (311 ق.م).
اما اهم السلالات التي حكمت في مدينة الوركاء والتي ورد ذكرها في اثبات الملوك السومرية فهي سلالة (الوركاء الاولى) والتي حكم فيها اثني عشر ملكا في حدود (2310عام) ويعد الملك (ميسكيكاشر Meskiagasher) مؤسس سلالة الوركاء الاولى الذي ذكر اسمه في اثبات الملوك وترد مع اسمه عبارة تشير الى اصله المقدس هي انه ذهب الى البحر وصعد الجبال وحكم بصفته سيدا ثم ملكا (5)، اما الحاكم الاخر فهو (اينمير كار Enmerkar) وهو ابن ميسكيكاشر والذي حكم (240 عاما) والذي شيد مدينة الوركاء اذ جمع قسمي المدينة وهما (اي انا) و(كُلاب) وجعل منهما مدينة كبيرة واحدة يضمها سور كبير(6)، ثم الملك (لوكال بندا Lugal Banda) الذي نعت بالراعي والذي ذكر في ملحمة جلجامش، كما ورد اسم جلجامش على انه الملك الخامس في سلالة الوركاء الاولى وحكم (126عاما)(7) وتذكر بعض الكتابات التاريخية ان جلجامش هو الذي شيد سور مدينة الوركاء اذ تم العثور على بقايا من هذا السور دوّن عليه اسم الملك جلجامش(8) وقد ورد ذكـر جلجامش في نص تمال(9) (Tammal Inscription) وعاصر حكمه الملك (ميس – اني - بدا) مؤسس سلالة اور الاولى(10)، ويعد جلجامش البطل السومري الذي عرفت له ملحمة سميت بـ (ملحمة جلجامش) رمز التضحية والبطولة في سبيل الحصول على الخلود وقهر الموت(11).
امـا سلالة الوركاء الثانية فقد جاءت بعد ان ضربت مدينة خمازي (همازي)(12) بالسلاح فانتقلت الملوكية الى مدينة الوركاء وقد حكم في هذه السلالة ثلاثة ملوك ومدة حكمهم (187عاما، مئة وسبعة وثمانون عاما) وكان اولهم (اينشاكوش انا Enshakush ana) حكم ستين عاما وقد كانت اسماء بقية حكام هذه السلالة مخرومة لذلك فأخبارها مجهولة، ثم ضربت سلالة الوركاء الثانية بالسلاح لتنقل الملوكية الى مدينة اور(13).
اما سلالة الوركاء الثالثة التي حكم فيها ملك واحد وهو لوكال زاكيزي وقد حكم (25 عام خمسة وعشرين عاماً)، فلم ترد اخبار عنها.
اما سلالة الوركاء الرابعة فقد حكم فيها خمسة ملوك مدة حكمهم (30 عاما ثلاثون عاما)، اما السلالة الخامسة في الوركاء فقد كان الملك الوحيد فيها اوتوحيكال وحكم نحو (سبع سنوات ونصف)(14)، وقد اصبحت مدينة الوركاء في هذا العصر من المدن السومرية المهمة التي قادت الثورة ضد الكوتيين بقيادة (اوتوحيكال) الذي جند جيشا كبيرا من مدينة الوركاء لمقاتلة الكوتيين والتخلص من الاحتلال، وقد دونت تلك الحرب في وثيقة سومرية تعود الى الملك اوتوحيكال الذي انتصر على الكوتيين ونصب نفسه ملكا على الوركاء واعاد ملوكية سومر الى اهلها(15).
يتضوح لنا من ذلك ان مدينة الوركاء من المدن التي جاء ذكرها في نصوص دولة لجش التي اشارت الى وجود علاقة سياسية بينهما اذ يرجع زمن تلك العلاقة بين الدولتين الى عهد الحاكم (اياناتم) حاكم سلالة لجش الاولى فقد قاد اياناتم حملة عسكرية على مدينة الوركاء من ضمن مجموعة من المدن التي قاد اياناتم عليها حملاته العسكرية، وان الاسباب المباشرة لهذه الحملات العسكرية غير معروفة(16)، اذ جاء ذلك في النص الاتي:
"مدينة الوركاء بالسلاح قد ضربها" (17)
يحتمل ان هذه الحملات العسكرية حدثت قبل حرب اياناتم مع اوما، اذ يحتمل ان مدينة الوركاء والمدن السومرية الاخرى قد تحالفت ضده فاضطر لدخول الحرب دفاعا عن مدينته(18)، وفي عهد الحاكم (اينشا كوش انا) حاكم سلالة الوركاء الثانية كانت العلاقة علاقة سلم وتحالف اذ كان (اينشاكوش انا) من الموالين لدولة لجش وكان متحالفا مع اياناتم(19).
اما في عهد الحاكم انتيمينا فان تضارب مصالح الدويلات السومرية اوجد الضرورة للإقامة معاهدات سلمية وصداقة تقوم على اساس تبادل المصالح لذلك ارتبطت لجش بعلاقات ودية مع الوركاء في عهد الحاكم انتيمينا، فقد اشارت كتاباته الى توطيد الصداقة بين لجش والدويلات المجاورة ومنها الوركاء، فقد ابرم انتيمينا مع ملك الوركاء المدعو (لوكال كينشيدودو Lugal Kinshedudu) معاهدة سلم وصداقة سميت بـ(ميثاق الاخوة)(20).
ان عقد مثل هذه المعاهدات تعبر عن حقيقة توازن قوى المنطقة في العراق القديم، اذ كان لانتيمينا نشاط في مجال العلاقات الدولية وكسب حلفاء جدد، اذ عبرت تلك المعاهدة عن تقارب المستوى بين القوى المتناحرة في العصر السومري القديم، والذي ادى الى نشوء النظام السياسي السائد والذي يعرف بعصر دويلات المدن السومرية(21).
في عهد سلالة لجش الثانية تشير بعض الكتابات الى تزامن ظهورها مع سلالة الوركاء الرابعة وقد ظهرت هاتين السلالتين على الرغم من الاحتلال الكوتي لبلاد الرافدين والذي كان اخف وطاة في جنوب البلاد ما سمح بظهور سلالات سومرية محلية(22).
ولم ترد اخبار تبين نوع العلاقة بين مدينة لجش ومدينة الوركاء في سلالتها الرابعة. اما في زمن سلالة الوركاء الخامسة التي اسسها الحاكم الشهير اوتوحيكال، فتشير بعض النصوص الى انها تعاصر حكم جوديا سابع حاكم من حكام سلالة لجش الثانية فبعض النصوص اشارت الى ان سلطته امتدت الى الوركاء والى مدن اخرى في اواخر حكم الكوتيون(23) اذ كان اوتوحيكال هو الملك الوحيد في هذه السلالة وقد ذكر في نصوص بعض المخاريط الطينية ان اوتوحيكال عين الحدود بين لجش واور وقد كان اوتوحيكال متحيزا في تعيين الحدود الى لجش.
من ذلك يتبين ان العلاقة بين الوركاء في عهد ملكها اوتوحيكال ودولة لجش في اواخر حكمها كانت علاقة صداقة، كما وتشير بعض النصوص الى تبعية لجش الى الملك اوتوحيكال(24).
____________________
(1) فرج بصمه جي، الوركاء، مجلة (سومر)، م11، (بغداد، دائرة الاثار القديمة، 1955)، ج 1-2، ص ص47-49.
(2) سامي سعيد الاحمد، المدن الملكية والعسكرية بحث ضمن الكتاب، المدينة والحياة المدنية، ج 1 (بغداد، دار الحرية للطباعة، 1988)، ص 149-150
(3) اندريه بارو، سومر فنوها وحضارتها، المصدر السابق، ص 69.
(4) طه باقر، تقرير عن اعمال البعثة الالمانية في الوركاء، تقرير رقم 53، 1939، ص 1-3.
- كانت مدينة الوركاء في الاطوار الاولى من عصر فجر السلالات مؤلفة من قسمين رئيسين هما (اي انا E-Anna) والقسم الثاني (كُلاب Kullab) اذ وردت هاتين التسميتين في ملحمة جلجامش ثم ادمج هذان القسمان وعرفا باسم اوروك (الوركاء). طه باقر واخرون، تاريخ العراق القديم، ج1، ص 125.
(5) طه باقر، المقدمة، ج1، المصدر السابق، ص305. وحول اسماء ملوك سلالة الوركاء ومدة حكمهم ينظر: صموئيل نوح كريمر، السومريون، المصدر السابق، ص 274-275. كذلك: يراجع اثبات الملوك في (طه باقر، المقدمة، ج1، المصدر السابق، ص 289-295).
(6) طه باقر، المقدمة، ج1، المصدر السابق، ص 306.
(7) المصدر نفسه، ص 207.
(8) طه باقر، ملحمة كلكامش، (بغداد، دار الشؤن الثقافية العامة،2002) ص51.
(9) نص تمال (Tammal Inscription): يعد من المصادر الكتابية المهمة لمعرفة عدد حكام عصر فجر السلالات وازمان حكمهم وقد دون هذا النص على لوح من الطين وجدت نسخة منه في نفر في العصر البابلي القديم وهو يسجل اسماء الحكام اللذين قاموا بتجديد معبد (تمال) الواقع في حارة تمال المقدسة في نفر وخصص للالهة ننليل زوجة الاله انليل. ينظر: طه باقر، المقدمة، ج1، المصدر السابق، ص 295-296.
(10) Th. Jacobsen, The Sumerian King List, Fourth Impresson, op.cit, pp.91-92.
(11) اندريه بارو، سومر فنونها وحضارتها، المصدر السابق، ص 200. وحول ملحمة كلكامش، انظر: طه باقر، المقدمة، ج1، المصدر السابق، ص 307، ينظر كذلك: طه باقر، ملحمة كلكامش، المصدر السابق، ص 71-91.
(12) خمازي (همازي)(Hamazi): مدينة تقع خارج حدود بلاد سومر بين الزاب الاعلى و ديالى. ينظر: Meek, Excavation at Nuzi, olD, Vol. III, 1935, p. VIII. T.H.,
(13) موريس لامبرت، عصر ما قبل سرجون، سومر، م 9، (بغداد دائرة الاثار القديمة، 1953)، ج 1-2، ص 57. ينظر كذلك:
Th. Jacobsen, The Sumerian King List, Fourth Impresson, 1973, p. 107
(14) طه باقر، المقدمة، ج1، المصدر السابق، ص 294-295.
(15) عامر سليمان، العراق في التاريخ، ج1، ص 165-166.
(16) صموئيل نوح كريمر، السومريون، مصدر سابق، ص 74.
(17) فوزي رشيد، ترجمات لنصوص ملكية سومرية، المصدر السابق، ص79.
(18) عبد العزيز عثمان، معالم تاريخ الشرق الادنى القديم، ج 1،المصدر السابق، ص 254.
(19) موريس لامبرت، عصر ما قبل سرجون، المصدر السابق، ص 56-61. ينظر كذلك:
Jerrold S. CooperSARI, op.cit., p. 38.
(20) طه، باقر المقدمة، ج، مصدر سابق، ص318.
(21) جورج رو، العراق القديم، المصدر السابق، ص196، ينظر كذلك:
Jerrold S. Cooper,SARI , op.cit., p. 38.
وينظر، سامي سعيد الاحمد، العراق القديم، ج1، المصدر السابق، 333.
(22) طه باقر واخرون، تاريخ العراق القديم، ج2، المصدر السابق، ص152.
(23) حول الاحتلال الكوتي لبلاد الرافدين وحرب التحرير ينظر (الفصل الثالث).
(24) طه باقر، المقدمة، ج1،المصدر السابق، ص379. وينظر: عبد العزيز صالح، الشرق الادنى القديم، مصر والعراق، المصدر السابق، ص431.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|