أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-2-2020
1965
التاريخ: 14-6-2019
1756
التاريخ: 2024-11-27
51
التاريخ: 2024-09-30
233
|
المقصود بالمرتفعات هنا هي السلاسل الجبلية الكبيرة الحجم والهضاب المرتفعة ذات التأثير على المناخ، فالجبال المنفردة أو حتى السلاسل الجبلية ذات الارتفاع أقل من 1800 متر لا تدخل ضمن هذه المعالجة. حيث أن السلاسل الجبلية ضمن هذا الارتفاع ليس لها تأثير مناخي يؤدي إلى تغيير مناخ المنطقة الجبلية وجعله مختلفاً عن مناخ المنطقة المجاورة لذلك تظهر الجبال غير المرتفعة في الخريطة ضمن إقليمها المناخي المجاور.
الجبال هي ثاني عامل مهم بعد توزيع الماء واليابس يؤثر على المناخ ويجعله مختلفاً عن المنطقة المجاورة السهلية، أو ضمن نفس دوائر العرض. فالارتفاع له تأثير كبير على جملة من العناصر. ولو كانت هذه الحقيقة هي الوحيدة في تأثير الجبال على المناخ لأصبح أمر معالجتها سهلاً، ولكن المناخ في الجبال يختلف في السلسلة نفسها، فهناك اختلاف بين سفوح السلسلة الجبلية، فالسفوح المواجهة الشمس Sun facing slop تختلف حرارتها عن السفوح المعاكسة للشمس Shadow، كما أن السفوح المواجهة للرياح Windward slope تختلف في كمية أمطارها عن السفوح التي تقع في ظل المطر Leeward slop. ويختلف تأثير الارتفاع على المناخ حسب دوائر العرض التي يوجد فيها، كما يختلف تعرض السفوح للإشعاع والمطر حسب ارتفاعها ودرجة عرضها.
بالنسبة للدورة العامة ونظام الطقس والمناخ، فالسلسلة الجبلية تخضع لنفس دورة الضغط والرياح العامة للمنطقة التي توجد فيها السلسلة. فالجبال في المناطق الاستوائية تخضع لنظام الضغط الاستوائي ولنفس نظام حركة الرياح واتجاهاتها العامة والمدى الحراري وغير ذلك من مواصفات المناخ. ولكنها ستختلف عن المنطقة المجاورة لها إذا زاد ارتفاعها عن الحد الذي يخرجها من ذلك الإقليم المناخي. فمثلاً جبل مثل كلما نجارو في أفريقيا وعلى خط الاستواء، ويزيد ارتفاعه عن 4000 متر ، فنجد المناخ الاستوائي Af يكون في قاعدته والى ارتفاع معين عندما نصل إلى الارتفاع الذي يخفض درجة حرارة ابرد الشهور عن 18 م. عند ذلك الارتفاع يتحول المناخ إلى المناخ المعتدل C، وعند الوصول إلى منطقة انخفاض الحرارة لشهر واحد عن – 3م يتحول مناخ الجبل إلى المناخ البارد ،D ، وعندما نصل إلى الارتفاع الذي تكون فيه حرارة أدفئ شهر لا تزيد عن 10م يتحول المناخ إلى المناخ القطبي ، حيث يظهر مناخ التندرا أولا ثم خط الجليد الدائم فالمناخ الجبلي يأخذ نفس تسلسل مناخ السهول ولكن يفتقد مناخ الجبال إلى المناخ الصحراوي، أي باستثناء المناخ الصحراوي فان التباين الأفقي للمناخ من خط الاستواء إلى القطب نجده في المنطقة الجبلية عموديا. الفرق هنا ان المسافة الافقية المطلوبة لتغيير المناخ تكون كبيرة، بينما المسافة العمودية المطلوبة لتغيير المناخ تكون أقصر.
الضغط الاعتيادي ينخفض بالارتفاع، حيث أن عمود الهواء يتناقص ارتفاعه فيقل وزنة، لذلك فقيمة الضغط الجوي على ارتفاع 5500 متر هي نصف قيمة الضغط عند مستوى سطح البحر. ويمكن للإنسان أن يعتاد على انخفاض الضغط لو عاش في المنطقة عدة أسابيع. فهناك عدد من المستوطنات البشرية التي يزيد ارتفاعها عن 3000 متر. هذا الانخفاض في الضغط بالارتفاع لا يؤثر على حركة الهواء العامة ولا يخلق وضعاً مختلفاً الجوار. يمكن للجبال أن تعدل من اتجاه الرياح، كما إنها تؤدي إلى خلق رياح محلية مثل نسيم الجبل والوادي. فهذا النوع من الرياح المحلية معروف في المناطق الجبلية ويلعب دوراً في تحديد طقس المنطقة. ففي المساء تكون قمم الجبال أبرد من قواعدها فتهبط رياح خفيفة على السفوح بحكم ثقلها إلى الوديان فتكون بركاً من الهواء البارد في هذه الوديان. أما في النهار فان التسخين الشديد لجوانب وقعر الوادي يؤدي بالهواء إلى التمدد والارتفاع إلى الأعلى.
توجد الجبال رياح محلية أخرى هي الفوهن أو الشنوك Foehn or Chinook. وحقيقة هذا النوع من الرياح يعتمد على حقيقة أن الرياح تفقد طاقة بالارتفاع بسبب خفة الوزن والتمدد ولكن فقدان الطاقة هذا يختلف بين الهواء الجاف والهواء الرطب. فالهواء يفقد أم كلما ارتفع 100 متر إذا كان جافاً، بينما يفقد ما معدلة 0.6 م كلما ارتفع 100 متر إذا كان رطباً، وذلك بسبب أن طاقة التكاثف المحررة تضاف إلى الهواء فتقلل من نسبة فقدانه للطاقة. فإذا افترضنا أن هواء درجة حرارته صفرم اضطر لتسلق سلسلة جبلية ارتفاعها 4000 متر، ومستوى التكاثف عند الارتفاع 1000 متر. فالهواء المتسلق سيفقد حرارته بمعدل 1 م لكل 100 متر في الألف متر الأولى. أي أن الهواء عندما يصل إلى ارتفاع 1000 متر ستكون درجة حرارته 100م في هذا الارتفاع يكون الهواء قد وصل إلى مستوى التكاثف أي أن الغيوم ستشكل بعد هذا الارتفاع وبذلك يبدأ الهواء بفقدان 0.6 م لكل 100 متر ارتفاع فالهواء المتكاثف يطلق حرارة كامنة تضاف إلى حرارة الهواء فتتباطأ سرعة فقدانه للحرارة. فإذا استمر الهواء بالارتفاع فان حرارته عند ارتفاع 2000 متر ستصبح -16م، وعند ارتفاع 2000 متر ستكون - 22 م، وعند ارتفاع 4000 متر ستكون درجة الحرارة - 28م عندما يعبر الهواء القمة ويبدأ بالهبوط على السفح الأخر، فان هبوط الهواء سيرفع من حرارته نتيجة التضاغط. ترتفع درجة حرارة الهواء بمعدل أم لكل 100 متر هبوط. فعندما يهبط الهواء 1000 متر فان حرارته سوف ترتفع 10م فتصبح -18م. وعندما يهبط 1000 متر أخرى تصبح حرارته 3م، وعندما يهبط 1000 متر أخرى تصبح حرارته 2م، وعندما يهبط الهواء ال 1000 متر الأخيرة تصبح حرارته 12م. وبذلك يكون الهواء قد اكتسب 12م عن الهواء الأصل قبل تسلقه السلسلة الجبلية. لذلك فان ارتفاع درجة حرارة الهواء في ألفوهن أو الشنوك ستختلف باختلاف ارتفاع الجبال واختلاف مستوى التكاثف، فكلما ارتفع الجبل أو انخفض مستوى التكاثف ارتفعت درجة حرارة الهواء الهابط أكثر. لذلك ليس غريباً أن تكون درجة حرارة رياح ألفوهن أعلى ب 22م من الهواء المجاور، ويمكن أن يحدث ذلك خلال فترة قصيرة كما حدث في كب مونتانا حيث ارتفعت درجة حرارة الهواء 19م خلال سبعة دقائق بالنسبة للحرارة، فللجبال تأثير كما أوضحنا قبل قليل على درجة حرارة الهواء. فالهواء الجاف يفقد 10م لكل كيلومتر ارتفاع، بينما الهواء الرطب يفقد 6م لكل كيلومتر. لذلك تعتبر الجبال دائماً اقل حرارة من المناطق المجاورة لها. وهذه الصفة تكون مرغوبة في المناطق المدارية والمعتدلة الدافئة، وغير مرغوبة في المناطق الباردة والقطبية. لذلك يسكن الناس في المرتفعات في مناطق مثل اليمن وأفريقيا الاستوائية، بينما تصبح الجبال مهجورة في شمال أمريكا الشمالية وشمال أوربا. انخفاض درجة الحرارة في الجبال يختلف بين سفح وأخر وحسب اتجاه السفح. فالسفوح الجنوبية في نصف الكرة الشمالي، والعكس صحيح في نصف الكرة الجنوبي، يستلم طاقة شمسية أكبر من بقية السفوح لمواجهته الشمس طول النهار، بينما السفح الشمالي في نصف الكرة الشمال، والعكس صحيح في نصف الكرة الجنوبي، لا يستلم أية كمية مباشرة من الإشعاع طول العام. كما أن كمية الإشعاع على الجبال تكون أكبر لقرب الجبال من الشمس، وفقدانها ليلاً أكبر لصفاء السماء نتيجة الارتفاع تستلم الجبال أشعة فوق بنفسجية أكبر. كما أن درجة حرارة التربة تكون أكبر، حيث أن استلام كمية كبيرة من الأشعة الشمسية يرفع من درجة حرارة التربة المهم بالنسبة للمناخ هو انخفاض الحرارة بالارتفاع. في المناطق المدارية يمكن تمييز أربعة أنواع من المناخ وحسب الارتفاع كما أسلفنا في المثال عن جبل كلمنجارو. وتقل هذه الأقاليم إلى ثلاثة في العروض الوسطى، والى إقليمين في العروض العليا.
المدى الحراري في المناطق المرتفعة وكما أسلفنا يبقى كما هو لنوع المناخ الذي تقع فيه السلسلة الجبلية. فالمناطق المدارية ذات المدى الحراري السنوي الواطئ يبقى مداها الحراري السنوي واطئ مهما ارتفعنا وتغير المناخ إلى معتدل أو بارد. أي أن المدى الحراري يعكس طبيعة الأرض السهلية التي تقع فيها هذه السلاسل الجبلية. وفي المناطق الجبلية يتكرر ظهور الانقلابات الحرارية الواطئة. فالهواء البارد الهابط ليلاً من الجبال إلى الوديان المجاورة يكون بحيرات من الهواء البارد ويكون الهواء الدافئ فوقها. لذلك هناك منظر اعتيادي يكاد يكون يومي في المناطق الجبلية وهو ظهور الضباب الإشعاعي Radiation fog في الوديان قبل شروق الشمس والذي يتبدد بسرعة بعد الشروق.
تعتبر الجبال حاجزاً حرارياً، فالسلاسل المرتفعة والتي تمتد فقط من الشمال إلى الجنوب تعطي تأثيراً حرارياً واضحاً. فجبال الهملايا تجعل الهند والباكستان أكثر حرارة من الصين وعلى نفس دوائر العرض. تمنع هذه الجبال تسلل الكتل الهوائية القطبية إلى جنوب هذه الجبال، كما تمنع توغل الكتل المدارية إلى شمال هذه الجبال. وهذا الأمر ينطبق على جبال الألب كذلك، حيث وسط وشمال أوربا يختلف مناخياً عن جنوب أوربا جنوب جبال الألب.
أمطار الجبال تختلف عن أمطار المناطق السهلية المجاورة. فاضطرار الهواء إلى تسلق الجبال يساعد على تبريدها مما يؤدي إلى تكاثف بخار الماء فيها مما يؤدي على تنشيط سقوط الأمطار زيادة سقوط الأمطار بالارتفاع ليس له قاعدة ثابتة لأنه يعتمد على توفر بخار الماء في الهواء. وعلية يمكن القول إن الأمطار تزداد بالارتفاع ولكن إلى ارتفاع معين حيث تقل قدرة الهواء على الاحتفاظ بالرطوبة كلما انخفضت درجة حرارته، وبذلك تبدأ عندها الأمطار بالتناقص بالارتفاع. وتكفي الإشارة إلى أن أغزر بقاع العالم أمطاراً هي المناطق الجبلية كما في تشيروبونجي في الهملايا، وفي جبال الانديز في كولومبيا. هذه الحقيقة تكون أكثر بروزاً في المناطق الجافة وشبه الجافة، حيث تظهر المناطق الجبلية عبارة عن جزر خضراء في وسط الصحراء القاحلة فالارتفاع يؤدي إلى زيادة الأمطار في محيط جاف جداً أو شبه جاف مما يجعلها مختلفة عما حولها. وأبرز مثال على ذلك جبال اليمن التي تبدو وكأنها جنة خضراء في وسط صحراء مترامية الأطراف.
الجبال تختلف أمطارها ضمن المنطقة الجبلية نفسها. فالسفوح المواجهة لهبوب الرياح أمطارها أغزرمن السفوح المعاكسة لهبوب الرياح (ظل المطر Rain Shadow). فالرياح عندما تضطر لتسلق الجبال فإنها تتكاثف وتسقط أمطاراً على السفوح التي تواجهها، وعندما تعبر هذه الجبال فإنها تبدأ بالهبوط مما يكسبها حرارة فتتوقف عملية التكاثف فتصبح أقل مطراً. وتجب الإشارة هنا إلى أن الهواء العابر للجبال لا يبدأ الهبوط حال عبوره القمة وإنما يقطع مسافة بعد القمة ثم يبدأ بالهبوط وما ينطبق على الأمطار ينطبق على الثلوج. أما بالنسبة إلى خط الثلج الدائم Snow line، فان ارتفاعه يختلف حسب دائرة العرض، وحسب تعرض السفح للرياح، وحسب كمية الأمطار الساقطة. فخط الثلج مرتفع في المناطق الاستوائية والمدارية وينخفض كلما اتجهنا إلى القطب. كما أن خط الثلج اخفض على السفوح المواجهة للرياح من السفوح التي تقع في ظل المطر، وذلك لان كمية التساقط تلعب دوراً في ارتفاع خط الثلج. ففي المناطق الغزيرة التساقط يكون خط الثلج منخفضاً بينما في المناطق القليلة التساقط يكون خط الثلج مرتفعاً. لذلك فأعلى خط للثلج ليس عند خط الاستواء وإنما على دائرتي عرض 15-25 م شمالاً وذلك لغزارة الأمطار على خط الاستواء وقلتها في هذه العروض.
وأخيرا، فان تبدلات الطقس اليومي سريعة في المناطق الجبلية مقارنة بالمناطق المجاورة. فيمكن للمرء في المنطقة الجبلية أن يرى الفصول الأربعة في يوم واحد، وهذا قول شائع بين سكان المناطق الجبلية. فالمساء بارد خاصة إذا كانت السماء صافية، ويستمر إلى بعد شروق الشمس. تزداد الحرارة في النهار مع ارتفاع الشمس في الأفق، وعند الظهيرة وبعدها تبدأ الغيوم بالتكاثر في السماء وقد يسقط المطر مما يؤدي إلى خفض واضح في درجات الحرارة، ثم تعود درجات الحرارة إلى الارتفاع بعد انقشاع الغيوم، ولكن الظل يبقى بارداً.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|