المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
وظـائـف اتـجاهـات المـستهـلك
2024-11-28
كيفيّة محاسبة النّفس واستنطاقها
2024-11-28
المحاسبة
2024-11-28
الحديث الموثّق
2024-11-28
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28

اساليب الطباعة الرئيسية
16-6-2021
العباس الرياشي النحوي
29-12-2015
متطلبات الإعلام الزراعي
8-8-2019
تفسير آية (40) من سورة النساء
10-2-2017
عــــلاقة المـــوكـــل بالـــوكـــيـــل من الباطن
2023-10-11
مـهارات القـيـادة وصـفات القـائـد
8/11/2022


امتناع رؤية اللّه  
  
3163   10:43 صباحاً   التاريخ: 30-7-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الإمام الرضا (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ج‏1،ص285-287.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / التراث الرضوي الشريف /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-8-2016 2984
التاريخ: 4-8-2016 2867
التاريخ: 3-8-2016 4240
التاريخ: 2-8-2016 4066

كتب محمد بن عبيد الى الامام الرضا (عليه السّلام) يسأله عن الرؤية - أي رؤية اللّه تعالى- و ما ترويه العامة و الخاصة في ذلك و سأل الامام أن يشرح له ذلك فكتب الامام إليه الرسالة التالية: اتفق الجميع لا تمانع بينهم أن المعرفة من جهة الرؤية ضرورة فاذا جاز أن يرى اللّه بالعين وقعت المعرفة ضرورة ثم لم تخل تلك المعرفة من أن تكون ايمانا أو ليست بايمان فان كانت تلك المعرفة من جهة الرؤية ايمانا فالمعرفة التي في دار الدنيا من جهة الاكتساب ليست بايمان لأنها ضده فلا يكون في الدنيا مؤمن لأنهم لم يروا اللّه عزّ ذكره و ان لم تكن تلك المعرفة التي من جهة الرؤية ايمانا لم تخل هذه المعرفة التي من جهة الاكتساب أن تزول و لا تزول في المعاد فهذا دليل على أن اللّه عزّ و جلّ لا يرى بالعين إذ العين تؤدي الى ما وصفنا ... .

و ابطل الامام بهذه الحجة البالغة رؤية الخالق العظيم بالعين لا بالكفر و العقل فان الايمان به تعالى لو كان مرتبطا بها للزم أن يكون الايمان الناشئ من الأدلة الوجدانية على وجود اللّه ليس ايمانا و هو باطل و ان كانت معرفة اللّه تعالى الناشئة من الرؤية ليست ايمانا فلازمه أن لا تكون المعرفة الناشئة من الادلة موجبة للايمان و هو باطل أيضا.

إن الايمان بالخالق تعالى من الضروريات التي لا ينكرها الا من زاغ فكره و ضلّ عقله و اللّه تعالى ابرز حقيقة ظاهرة في هذا الوجود تدلل عليه مخلوقاته ابطال‏ التفويض و الجبر.

أما التفويض فهو يتصادم مع الدين الإسلامي و كذلك الجبر فانه ليس من الاسلام في شي‏ء و قد سأل الحسن بن علي الوشاء الامام عن ذلك فقال له: اللّه فوّض الأمر الى العباد؟ ...

و سارع الامام في ابطال ذلك قائلا: اللّه أعز من ذلك ...

و انبرى الحسن قائلا: جبرهم على المعاصي؟ ...

فرده الامام قائلا: اللّه أعدل و أحكم من ذلك ...

و اضاف الامام قائلا: قال اللّه: يا ابن آدم أنا أولى بحسناتك منك و أنت أولى بسيئاتك مني عملت بالمعاصي بقوتي التي جعلتها فيك .. .

ان اللّه تعالى منح عباده الارادة الكاملة فهم بمحض ارادتهم يطيعون أو يعصون و ليسوا مجبرين على شي‏ء منهما.

و مما أثر عن الامام الرضا (عليه السّلام) في ابطال الجبر و التفويض ما رواه سليمان بن جعفر الجعفري قال: ذكر عند الامام الرضا (عليه السّلام) الجبر و التفويض فقال: الا اعطيكم في هذا أصلا لا تختلفون فيه و لا يخاصمكم عليه أحد الا كسرتموه ...

فقال اصحابه: إن رأيت ذلك فقال (عليه السّلام): إن اللّه تعالى لم يطع بإكراه و لم يعص بغلبة و لم يهمل العباد في ملكه و هو المالك لما ملكهم و القادر على ما أقدرهم عليه فإن ائتمر العباد بطاعته لم يكن اللّه عنها صادرا و لا منها مانعا و إن ائتمروا بمعصيته فشاء أن يحول بينهم و بين ذلك فعل و إن لم يحل ففعلوا فليس هو الذي ادخلهم فيه ...

و عقب هذا البرهان الحاسم قال (عليه السّلام) لأصحابه : من يضبط حدود هذا الكلام فقد خاصم من خالفه .. .

و أكد الامام هذا الامر في حديثه مع علي بن اسباط فقد سأله عن الاستطاعة فأجابه: يستطيع العبد بعد اربع خصال: أن يكون مخلى السرب صحيح الجسم سليم الجوارح له سبب وارد من اللّه ...

و انبرى علي قائلا: جعلت فداك فسّر لي هذا ...

و أوضح الامام (عليه السّلام) هذه الأمور بقوله: أن يكون العبد مخلى السرب صحيح الجسم سليم الجوارح يريد أن يزني فلا يجد امرأة ثم يجدها فأما أن يعصم نفسه فيمتنع كما امتنع يوسف (عليه السّلام) أو يخلي بينه و بين ارادته فيزني فيسمى زانيا و لم يطع اللّه باكراه و لم‏

يعصه بغلبة ... .

لقد عرض الامام الرضا (عليه السّلام) و بقية أئمة أهل الهدى (عليهم السّلام) الى بطلان الجبر و التفويض و اثبتوا بصورة حاسمة لا تقبل الشك ان الأمر بين الأمرين لا جبر و لا تفويض ..




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.