أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-2-2017
8059
التاريخ: 10-2-2017
4698
التاريخ: 10-2-2017
3324
التاريخ: 13-2-2017
12583
|
قال تعالى : {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} [النساء : 40] .
{إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ} أحدا قط ﴿مثقال ذرة﴾ : أي زنة ذرة ، وهي النملة الحمراء الصغيرة التي لا تكاد ترى ، عن ابن عباس ، وابن زيد ، وهي أصغر النمل .
وقيل : هي جزء من أجزاء الهباء في الكوة من أثر الشمس ، وإنما لا يختار الله تعالى الظلم ، ولا يجوز عليه الظلم ، لأنه عالم بقبحه ، مستغن عنه ، وعالم بغناه عنه ، وإنما يختار القبيح من يختاره ، لجهله بقبحه ، أو لحاجته إليه ، لدفع ضرر ، أو لجر نفع ، أو لجهله باستغنائه عنه ، والله سبحانه منزه عن جميع ذلك ، وعن سائر صفات النقص والعجز ولم يذكر سبحانه الذرة ليقصر الحكم عليها ، بل إنما خصها بالذكر ، لأنها أقل شيء مما يدخل في وهم البشر .
﴿وإن تك حسنة يضاعفها﴾ ومعناه : وإن تك زنة الذرة حسنة ، يقبلها ويجعلها أضعافا كثيرة . وقيل : يجعلها ضعفين عن أبي عبيدة . وقيل : معناه يديمها ، ولا يقطعها ، ومثله قوله : {ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره} ، وكلتا الآيتين غاية في الحث على الطاعة ، والنهي عن المعصية . وقوله ﴿ويؤت من لدنه﴾ : أي يعطه من عنده ﴿أجرا عظيما﴾ : أي جزاء عظيما ، وهو ثواب الجنة . وفي هذه الآية دلالة على أن منع الثواب ، والنقصان منه ، ظلم ، لأنه لو لم يكن كذلك لما كان لهذا الترغيب في الآية معنى ، وفيها أيضا دلالة على أنه سبحانه قادر على الظلم ، لأنه نزه نفسه عن فعل الظلم ، وتمدح بذلك ، فلو لم يكن قادرا عليه ، لم يكن فيه مدحة .
______________________
1 . تفسير مجمع البيان ، ج3 ، ص 87-88 .
{إِنَّ اللَّهً لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ} . بعد أن أمر سبحانه بعبادته ، وبالإحسان للوالدين ، ومن ذكر معهم ، وعقب بذم البخل ، ومن أنفق رياء ، ومن كتم فضل اللَّه ، وتوعد المختالين وإخوان الشياطين ، بعد هذا بيّن سبحانه مؤكدا انه لا ينقص أحدا من أجر عمله شيئا ، وان كان كذرة الهباء ، بل يضاعف ثواب المحسنين تفضلا من عنده ، كما قال : {وإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها ويُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} . ومن لدنه إشارة إلى انه تعالى يعطي المحسن في مقابل حسناته ، ثم يزيده علاوة على أجره {أَضْعافاً كَثِيرَةً} .
وللفلاسفة أقوال في ان اللَّه : هل يثيب المطيع على سبيل الحتم والاستحقاق ، بحيث لو منعه لكان ظالما له . . تعالى اللَّه . . أو على سبيل التفضل والإحسان ؟ .
والأقرب في رأينا ان اللَّه سبحانه يثيب على الواجب تفضلا ، لأنه لا أجر ولا شكر على واجب ، أما المستحب فيثبت عليه استحقاقا . . وعلى أية حال ، فإن الأمر سهل ، لأن الثواب حاصل ، ما في ذلك ريب ولا خلاف ، وعليه يكون النزاع في أن سببه التفضل أو الاستحقاق يكون هذا النزاع عقيما ، ما دام السبب خارجا عن المقدور والاستطاعة .
_______________________
1. تفسير الكاشف ، ج2 ، ص 327 .
قوله تعالى : { إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ } الآية . المثقال هو الزنة ، والذرة هو الصغير من النمل الأحمر ، أو هو الواحد من الهباء المبثوث في الهواء الذي لا يكاد يرى صغرا. وقوله : { مِثْقالَ ذَرَّةٍ } نائب مناب المفعول المطلق أي لا يظلم ظلما يعدل مثقال ذرة وزنا.
وقوله : { وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً } ، قرئ برفع حسنة وبنصبها فعلى تقدير الرفع كان تامة ، وعلى تقدير النصب تقديره : وإن تكن المثقال المذكور حسنة يضاعفها ، وتأنيث الضمير في قوله : { إِنْ تَكُ } إما من جهة تأنيث الخبر أو لكسب المثقال التأنيث بالإضافة إلى ذرة .
والسياق يفيد أن تكون الآية بمنزلة التعليل للاستفهام السابق ، والتقدير : ومن الأسف عليهم أن لم يؤمنوا ولم ينفقوا فإنهم لو آمنوا وأنفقوا والله عليم بهم لم يكن الله ليظلمهم في مثقال ذرة أنفقوها بالإهمال وترك الجزاء ، وإن تك حسنة يضاعفها . والله أعلم .
___________________________
1. تفسير الميزان ، ج4 ، ص 301-302 .
ما هي «الذّرة»؟ :
«الذّرة» في الأصل هي النملة الصغيرة التي لا ترى ، وقال البعض : هي من أجزاء الهباء والغبار في الكوّة التي تظهر عند دخول شعاع الشمس خلالها ، وقيل أيضا أنّه الغبار الدقيق المتطاير من يدي الإنسان إذا جعلهما على التراب وما شابهه ثمّ نفخهما.
ولكنّها أطلقت تدريجا على كل شيء صغير جدّا ، وتطلق الآن ويراد منها ما يتكون من الإلكترون والبروتون أيضا. لأنّها إذا كانت تطلق سابقا على أجزاء الغبار ، فلأن تلك الأجزاء كانت أصغر أجراء الجسم ، ولكن حيث ثبت اليوم أنّ أصغر أجزاء «الجسم المركب» هو «المولوكول» أو الجزئية ، وأصغر أجزاء «الجسم البسيط» هو «الذّرات» ، اختيرت لفظة «الذّرة» في الاصطلاح العلمي على تلك الجزئيات التي لا ترى بالعين المجرّدة ، بل لا يمكن أن ترى حتى بأقوى الميكروسكوبات الإلكترونية ، وإنّما يحسّ بوجودها من خلال القوانين والمعادلات العلمية والتصوير بآلات مزودة بأدقّ الأجهزة وأقواها ، وحيث أن «مثقال» يعني الثقل ، فإنّ التعبير بمثقال ذرة يعني جسما في غاية الدقة والصغر .
إنّ الآية الحاضرة تقول : إنّ الله لا يظلم قط زنة ذرة ، بل يضاعف الحسنة إذا قام بها أحد ، ويعطي من لدنه على ذلك أجرا عظيما : {إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضاعِفْها وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْراً عَظِيماً} .
إنّ هذه الآية ـ في الحقيقة ـ تقول للكافرين الذين يبخلون والذين مرّ الحديث عن أحوالهم في الآيات السابقة : إنّ العقوبات التي تصيبكم ما هي في الحقيقة إلّا جزاء ما قمتم به من الأعمال ، وأنّه لا يصيبكم أي ظلم من جانب الله ، بل لو أنّكم تركتم الكفر والبخل وسلكتم طريق الله لنلتم المثوبات العظيمة المضاعفة .
ثمّ أنّه لا بدّ من الانتباه إلى أن لفظة «ضعف» و «المضاعف» تعني في اللغة العربية ما يعادل الشيء أو يربو عليه مرّات عديدة ، وعلى هذا الأساس لا تنافي هذه الآية الآيات الاخرى التي تقول : إن أجر الإنفاق قد يصل إلى عشرة أضعاف ، وقد يصل إلى سبعمائة مرّة .... وعلى أي حال فإنّها تحكي عن لطف الله بالنسبة إلى عباده ، حيث لا يعاقبهم على سيئاتهم وذنوبهم بأكثر ممّا عملوا ، بينما يضاعف الأجر بمرات كثيرة إذا أتوا بحسنة واحدة .
يبقى أن نعرف لماذا لا يظلم الله سبحانه ؟ فإنّ السبب فيه واضح ، لأن الظلم عادة ـ إمّا ناشئ عن الجهل ، وإمّا ناشئ عن الحاجة ، وإمّا ناشئ عن نقص نفسي .
ومن كان عالما بكل شيء ، وكان غنيّا عن كل شيء ، ولم يكن يعاني من أي نقص ، لا يمكن صدور الظلم منه ، فهو لا يظلم أساسا ، لا أنّه تعالى لا يقدر على الظلم ، ولا أن الظلم غير متصوّر في حقّه (كما تذهب إليه طائفة من الأشاعرة) ، بل مع قدرته تعالى على الظلم ـ لا يظلم أبدا لحكمته وعلمه ، فهو يضع كل شيء في عالم الوجود موضعه ، ويعامل كل أحد حسب عمله ، وطبقا لسلوكه وسيرته .
_________________________
1. تفسير الأمثل ، ج3 ، ص 135-136 .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|