المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

Greek number systems
13-10-2015
The standard is just lucky
2024-01-13
عمر العالم
17-5-2016
التصنيف البنيوي للمدن - المدن المحتشدة
18/10/2022
الشيخ محمد بن الشيخ علي بن الشيخ عبد النبي
28-8-2020
The Inert-Pair Effect
15-6-2019


الحرية في اللعب  
  
3087   01:21 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : السيد شهاب الدين الحسيني
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل في الاسلام
الجزء والصفحة : ص٧٣– ٧٨
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 2575
التاريخ: 15-1-2016 5334
التاريخ: 18-1-2016 6448
التاريخ: 18-1-2016 2150

اللعب استعداد فطري عند الطفل يتم من خلاله التخلّص من الطاقة الزائدة وهو مقدمة للعمل الجدي الهادف ، وفيه يشعر الطفل بقدرته على التعامل مع الآخرين ، وبمقدرته اللغوية والعقلية والجسدية ، ومن خلاله يكتسب الطفل المعرفة الدقيقة بخصائص الاشياء التي تحيط به ، فللعب فوائد متعددة للطفل وهو ضروري للطفل في هذه المرحلة والمرحلة التي تليها ، فالطفل ( يتعلم عن طريق اللعب عادات التحكم في الذات والتعاون والثقة بالنفس... والالعاب تضفي على نفسيته البهجة والسرور وتنمي مواهبه وقدرته على الخلق والابداع ) (١).

ومن خلال اللعب يتحقق (النمو النفسي والعقلي والاجتماعي والانفعالي للطفل... ويتعلم الطفل من خلاله المعايير الاجتماعية ، وضبط الانفعالات والنظام والتعاون... ويشبع حاجات الطفل مثل حب التملك... ويشعر الطفل بالمتعة ويعيش طفولته)(2).

فاللعب حاجة ضرورية للطفل ، فلا يمكن أن نتصور أو نرى طفلاً لا يلعب ، وحتى الانبياء والصالحين فانهم مرّوا في مرحلة اللعب وان اختلفوا عن الآخرين في طريقة واسلوب اللعب ، ولذا جاءت الروايات لتؤكد على اشباع هذه الحاجة قال الإمام جعفر الصادق (عليه‌ السلام) : «دع ابنك يلعب سبع سنين... » (3).

ووردت رواية عن رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلم) بتعبير آخر «الولد سيّد سبع سنين..»(4).

وعن أمير المؤمنين علي (عليه‌ السلام) : « يرخى الصبي سبعاً... » (5).

فالروايات تؤكد على ان مرحلة ما قبل الثامنة من العمر هي مرحلة اللعب ، وعلى الوالدين ان يمنحا الطفل الحرية في اللعب دون ضغط أو إكراه ، باستثناء الالعاب الخطرة التي يجب إبعادها عن الطفل أو ابعاده عنها.

والحرية في اللعب تعني عدم تدخل الوالدين في اختيار وقت اللعب أو نوعه أو اسلوبه ، ما دام اللعب لا ينافي الاخلاق العامة ولا خطورة فيه على الطفل أو على الآخرين ، والطفل في هذه المرحلة لا يحبذ تدخل الوالدين في شؤونه ، ولا يحبّذ كثرة الأوامر الصادرة اليه.

وأفضل اللعب عند الطفل هو اللعب الذي يختاره ، أو يصنعه بنفسه ، أو يكتشف بنفسه طريقة جديدة للعب ، أو طريقة خاصة لاستعمال اللعب ، ومن الافضل للطفل أن يقوم الوالدان بتوفير اللعبة التي يحتاجها الطفل ، وتكون منسجمة مع رغباته يقول الدكتور سپوك : ( اننا يجب ان نترك للأطفال إدارة شؤون ألعابهم حتى يستطيعوا التعلم منها... لابد ان نترك له قيادة الامر بنفسه ، وان يتبع ما يقوله له خياله ، بهذا فقط تصبح اللعبة مفيدة ، انها يجب ان تكون معلّمة له ، ولابدّ ان يخضعها لأفكاره ، وعندما يجد نفسه في حاجة إلى مساعدة أحد الوالدين لإدارة الكمية من المشاكل الطارئة مع لعبته ، فلابدّ أن يساعده الوالدان )(6).

ويؤكد جميع علماء النفس والتربية على حرية الاطفال في اللعب ( اذا حاول الاطفال رسم برنامج خاص لهم في أعمالهم فلا تمنعوهم من ذلك ، لانّ مواصلة تطبيق خطّة مرسومة دون وقوف العوائق في طريق ذلك عامل فعّال في تكوّن الشخصية عندهم ) (7).

وكان رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه ‌و آله‌ وسلم) يشجّع الحسن والحسين على المصارعة بينهما فانه

(صلى ‌الله ‌عليه ‌و آله‌ وسلم) دخل ذات ليلة بيت فاطمة (عليها‌ السلام) ومعه الحسن والحسين (عليها‌ السلام) فقال لهما :« قوما فاصطرعا... »(8).

وعن صفوان الجمال قال : ( ... اقبل أبو الحسن موسى ، وهو صغير ومعه عناق مكيّة ، وهو يقول لها : اسجدي لربّك ، فأخذه أبو عبدالله (عليه ‌السلام) وضمّه إليه.. )(9).

وكان رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) يمنح الحرية الكاملة للحسن والحسين في التعامل معه ، فكان الحسن والحسين أحياناً (يركبان ظهر النبي (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله‌ وسلم) ، ويقولان : حَلْ حَلْ ، فيقول (صلى ‌الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) : نعم الجمل جملكما)(10).

ومثل هذه العملية تتكرر في علاقة الطفل مع أبيه إذ يقوم الاطفال بالركوب على ظهر أحد الوالدين في الصلاة ، ولذا يجب على الوالدين عدم تعنيف الطفل على ذلك وترك الحرية له ، فانه سيتركها بمرور الزمن.

وقد يفهم من بعض الروايات إنّ رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه ‌و آله ‌وسلم) كان يسهّل مثل هذهِ العملية وان كانت على مرأى المجتمع ، فعن عبدالله بن الزبير قال : ( انا أحدّثكم بأشبه أهله إليه وأحبهم اليه الحسن بن عليّ ، رأيته يجيء وهو ساجد فيركب رقبته أو ظهره ، فما ينزله حتى يكون هو الذي ينزل ، ولقد رأيته يجيء وهو راكع ، فيفرج له بين رجليه حتى يخرج من الجانب الآخر )(11).

وكان رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلم) يشارك الحسن والحسين في فعلهما ، ومشاركته لا تعني التدخل في شؤونهما ، وانّما يشارك متصرفاً كانّه أحدهما (فكان رسول الله (صلى ‌الله‌ عليه‌ و آله ‌وسلم) يبرك للحسن والحسين ويخالف بين أيديهما وأرجلهما ، ويقول : « نعم الجمل جملكما » )(١2).

ومشاركة الوالدين أو أحدهما للأطفال في اللعب ضروري جداً وهي من ( أهم العوامل لتنمية قدرات الطفل وأهمها ان يصبح مستقلاً وقويّ الشخصية )(13).

وأفضل طرق المشاركة في اللعب أن يتكلم الوالدان مع الاطفال بالكلمات والعبارات التي يفهمونها والمتناسبة مع مستواهم اللغوي والعقلي، وبمعنى آخر أن يتصرّف وكأنّه طفل ، قال رسول الله (صلى‌ الله‌ عليه‌ و آله‌ وسلم) : « من كان عنده صبي فليتصابَّ له » (14).

وقد أكّد علماء التربية هذه الحقيقة، يقول موريس تي يش:(يجب أن تسلكوا مع أولادكم كأصدقاء ،أن تعملوا معهم، أن تشاركوهم في اللعب... أن تتحدثوا معهم بعبارات الودّ والصداقة ... إنّ الفرد يجب أن يعرف كيف يجعل نفسه بمستوى الاطفال ويتكلم بلغة يفهمونها)(15).

واللعب مع الاطفال يمنحهم الاحساس بالمكانة المرموقة ويُدخِل عليهم البهجة والسرور فيجب (على الكبار الخضوع لرغبة الصغار إذا طلبوا منهم اللعب معهم)(16).

واللعب وسيلة من وسائل التربية والاعداد للعمل الجدي فهو (وسيلة لفهم نفسيات الاطفال ، والوقوف على استعداداتهم ، ووسيلة لتعليمهم وتربيتهم اجتماعياً وخلقياً)(17).

ويعتبر لعب الاطفال تعبيراً حقيقياً عن سلوكهم السوي أو المضطرب (فالطفل أثناء لعبه يعبر عن مشكلاته وصراعاته التي يعاني منها ، ويسقط ما بنفسه من انفعالات تجاه الكبار على لعبه)(18).

ومن هنا فعلى الوالدين مراقبة الاطفال في لعبهم دون أنْ يشعروا بالمراقبة ، فسيحصلون على معلومات متكاملة عن جميع الجوانب لدى الطفل، في التفاعل الاجتماعي بينهم، وملاحظة الاحاديث والانفعالات التي تصاحب اللعب، وملاحظة اسلوب تعبير الطفل عن رغباته وحاجاته ومخاوفه ومشكلاته ، وخصوصاً في حالة التكرار المتزايد ، وملاحظة سلوك الاطفال من حيثُ اللين والعنف، والاضطرابات العاطفية، وملاحظة آرائه بوالديه، وخصوصاً في حالة تمثيل الطفل لدور الأب أو دور الأم ، ومن خلال المراقبة والملاحظة يمكن التعرّف على نموه اللغوي والعقلي والعاطفي، ويأتي دور الوالدين بعد المراقبة في وضع منهج متكامل للتوجيه والتربية ينسجم مع حالة الطفل العاطفية والنفسية والعقلية.

والملاحظة والمراقبة غير المباشرة تجدي نفعاً أكثر من الملاحظة والمراقبة المباشرة عن طريق المشاركة في اللعب، لأنّ الطفل في هذهِ الحالة المباشرة يخفي كثيراً من عواطفه وآرائه وتصوراته خجلاً من والديه أو خوفاً منهم.

__________

1ـ قاموس الطفل الطبّي : ٢٢١ ـ ٢٢٢.

2ـ العلاج النفسي الجماعي للأطفال ، لكاميليا عبدالفتاح : ١٦٢ ـ مكتبة النهضة المصرية ١٩٧٥ م.

3ـ مكارم الاخلاق : ٢٢٢.

4ـ مكارم الاخلاق : ٢٢٢.

5ـ مكارم الاخلاق : ٢٢٣.

6ـ مشاكل الآباء : ١٠٦.

7ـ الطفل بين الوراثة والتربية ٢ : ٦٤ ، عن كتاب نحن والابناء ٥٦.

8ـ بحار الانوار ١٠٣ : ١٨٩.

9ـ الكافي ١ : ٣١١ / ١٥ باب ٧١ من كتاب الحجة.

19ـ بحار الانوار ٤٣ : ٢٩٦.

11ـ مختصر تاريخ دمشق ٧ : ١٠.

12ـ مستدرك الوسائل ٢ : ٦٢٦.

13ـ قاموس الطفل الطبي : ٢٢٢.

14ـ من لا يحضره الفقيه ٣ : ٣١٢ / ٢١ باب فضل الاولاد.

15ـ الطفل بين الوراثة والتربية ٢ : ٩٧.

16ـ قاموس الطفل الطبي : ٣١٧.

17ـ علم النفس اسسه وتطبيقاته التربوية، للدكتور عبدالعزيز القوصي : ٢٣٩ ـ ١٩٧٨ م ط ٨.

18ـ علم النفس العلاجي ، للدكتور اجلال سري : ١٥٢ ـ عالم الكتب ١٩٩٠ ط ١.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.