المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



خصائص النمو لدى الطفل الرضيع  
  
6448   10:22 صباحاً   التاريخ: 18-1-2016
المؤلف : د. صالح عبد الكريم
الكتاب أو المصدر : فن تربية الابناء
الجزء والصفحة : ص51-54
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-6-2016 2262
التاريخ: 19-5-2017 5532
التاريخ: 11-9-2016 2113
التاريخ: 18-1-2016 2031

ولكي نجيد التعامل مع الرضيع لا بد وان نتعرف على خصائص النمو لديه وهي الخصائص الجسمية والحركية والعقلية والنفسية والاجتماعية واللغوية، عاملين بالحكمة القائلة "اذا عرفت استطعت"

1ـ الخصائص الجسمية للرضيع :

يزن الوليد في المدى الطبيعي ما بين ثلاث الى ثلاث ونصف كيلوا جرامات ويكون الذكور عادة اثقل بمقدار نصف كيلوجرام، وتكون الراس ربع المولود تقريبا ويبدأ التسنين غالبا في الشهر السادس ، وفي التسنين تسبق الاناث الذكور ويعد النمو الجسمي للرضيع احد طفرتي النمو في حياة الانسان ـ والطفرة الاخرى هي طفرت المراهقة ـ اي ان النمو الجسمي للرضيع يكون سريعاً.

2ـ الخصائص الحركية للرضيع :

تبدأ حركة الرضيع بشكل كلي، اي يتحرك بجسمه كله فحينما ينظر الرضيع اليك يمينا أو يسارا فانه يحرك جسمه كله لا راسه فقط ، ومع استمرار النمو يستطيع التحكم في حركة اجزاء الجسم. ثم يستطيع الجلوس ثم الحبو ثم الوقوف ثم المشي ثم الجري ثم القفز، اي ان النمو الحركي للرضيع ينمو خطوة بخطوة ، ولذا على الاباء والامهات عدم الاستعجال على حركة الطفل بما يرغبونه هم، واجبار الطفل على ان يأتي بمرحلة قبل الاخرى مثل الوقوف قبل الحبو مثلاً، والا تسبب ذلك في اصابة الطفل بتقوس الساقين، ولذا اردت ان اوضح مراحل النمو الحركي للرضيع وتوقيته التقريبي مع الاخذ في الاعتبار الفروق الفردية بين الاطفال لا سيما بين الذكور والاناث.

في الشهر السادس يستطيع الطفل الامساك بشيء ما بجواره ويضعه في فمه(ولذا فعلى الامهات الا يضعن بجوار الطفل اشياء يمكن ان يدخلها في فمه)، وفي الشهر التاسع يبدأ الطفل بالحبو(ولذا اود ان احذر الامهات من وقوع الطفل ، والا تجلسه في مكان غير امن خشية الوقوع، واود ان تعلم الامهات ان وقوع الطفل وارتطام راسه بالأشياء لا يمر مرور الكرام وانما يحصد الاطفال الثمار المرة لتلك "الخبطات "في الدماغ بعد ذلك وربما ينتج عنه عصبية زائدة وفرط حركة وغير ذلك.

اما حينما يصل الاطفال الى سن سنة كاملة يستطيع اغلب الاطفال المشي ( ولذا يجب على الام ان تؤمن الطريق لطفلها وتدعه يمشي).

وحينما يصل الطفل الى العامين يستطيع اللعب بالمكعبات (ولذا يجب على الام ان تنمي المهارات الحركية لدى الطفل وان تشجعه على الاكل بنفسه ، وتدربه على ان يلبس بعض الملابس بنفسه، ومما ينمي القدرات الحركية لدى الطفل اللعب معه، وهو ليس بتسلية وانما يعد من افضل وسائل التربية في هذه المرحلة ، ويجب على الامهات والاباء شراء بعض الالعاب المفيدة للطفل على ان تكون للعبة مواصفات معينة مثل اللون الجميل لا سيما اللون الاحمر الذي يحبه الاطفال ويجذبهم اليه ، ويفضل ان تكون اللعبة بها نور، ويكون لها اصوات وتتحرك، وبذلك تثير اهتمام الرضيع بكل حواسه.

3ـ خصائص النمو العقلي لدى الرضيع :

ينمو مخ الرضيع نموا سريعا حيث ينمو من 350 جرام الى 1000 جرام في سن سنتين ، وهو يصل في هذه المرحلة الى ثلاثة ارباع مخ الراشد ، ومن خصائص النمو العقلي انه لا يوجد ادراك كامل لدى الرضيع وبالطبع لا يعطي معنى للأشياء( واعجب ان يضرب الاباء ابناءهم وهم رضع ، وهم لا يعلمون ماذا حدث  منهم ولماذا يضربون وما الذي يريدونه منه) ويتعلم الرضيع بالمحاولة والخطأ ، ويقلد الاب والام في سلوكهم،( واللعب في هذه المرحلة ينمي الذكاء ويثري الخيال)ويجب اشباع حاجة الطفل الرضيع الى الاكتشاف وحب الاستطلاع واختبار قدراته والتعبير عنها.

4ـ خصائص النمو الانفعالي والاجتماعي لدى الرضيع :

يحب الطفل من يحبه ويلاعبه ويهتم به ويلاحظ عليه الهدوء والسعادة اذا كان لا يحتاج الى حاجاته الاساسية من غذاء وماء ونظافة وحاجة للنوم وحينما يحتاج لهذه الحاجات فانه يعبر عن ذلك بالبكاء ، ونلاحظ ان ابتسام الطفل قبل ثلاثة شهور لا يعد ابتساما له معنى نفسي او اجتماعي انما هو رد فعل لاضطرابات حشويه ، ويبدأ التعبير الحقيقي عن الانفعال بالابتسام في الشهر الثالث ، وهي اول ابتسامة اجتماعية، ويبدأ بزوغ الوعي الحقيقي في الشهر السادس ، فالطفل مشروع وجود لا يتحقق وجوده الفعلي الا بعد حوار دياليكتيكي بين الام ـ الطفل، ولاحظ انني لم اقل الام والطفل وذلك لان الطفل اذا كان حقق الانفصال البيولوجي يوم ولادته فهو لم يحقق الانفصال النفسي حتى الان فهو والام كيان واحد ، حتى يبدأ التعرف على الام ويبدأ طريق الانفصال عنها في الشهر السادس، حتى اننا نرى الطفل يبتسم لكل من يحمله سواء الام ام غيرها وسواء قريب او غريب، ثم يدخل الطفل في الشهر الثامن فيما يسمى بظاهرة حصر الغرباء او الخوف من الغرباء وفيها يبكي الطفل حينما يحمله شخص غريب وذلك لأنه بدأ يميز الام عن غيرها ويبكي حينما يحمله الغرباء او اثناء الظلام لأنه يفقد الامان بغياب الام، وهي دلالة على النمو النفسي السليم للطفل، ومع نهاية العامين ينفصل الطفل عن الام ويستقل عنها مع انتهاء هذه المرحلة وهي تتوافق مع انتهاء توقيت الرضاعة الطبيعية والفطام.

5ـ خصائص النمو اللغوي لدى الرضيع :

يبدأ النمو اللغوي لدى الرضيع بالبكاء، والبكاء يبدأ مع لحظة الولادة ، وفي الشهر الثاني تبدأ المناغاة حيث يصدر الطفل صوتا يدل على راحته واسترخائه، وفي الشهر السادس  يخرج بعض المقاطع مثل بابا ، ماما ، وفي نهاية السنة الاولى يكون محصوله اللغوي ما بين 6:10 كلمات وحينما يصل الى السنة والنصف تصل حصيلته اللغوية الى200 كلمة ومع نهاية السنة الثانية يستطيع الطفل نطق جملة ناقصة حروف الجر والروابط ويفهم منها ما يريد(بابا كورة) ويجب ان نعرف ان هناك فروقا فردية بين الاطفال في النمو اللغوي لاسيما بين الذكور والاناث حيث اسرع في النمو اللغوي الذكور ويجب على الاباء والامهات ان يتحدثوا مع الطفل ولا يلبوا رغباته بمجرد الاشارة الى الشيء حتى ينطق الكلمة وبذلك نعزز نطقه للكلمات.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.