المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

التصحر ودور الانسان
24-12-2015
تعريف علم الاصول
10-8-2016
حق المساواة وحق التمتع بالعدل
20-6-2017
صناعة الشرابت
10/10/2022
حدود الصداقة
15-12-2021
محاصيل الحبوب - الذرة الرفيعة
21-1-2017


العطف والحقد  
  
2016   01:22 مساءاً   التاريخ: 18-4-2016
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : دور الام في التربية
الجزء والصفحة : ص232-233
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية النفسية والعاطفية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-4-2017 1922
التاريخ: 18-4-2016 2017
التاريخ: 28-4-2017 2387
التاريخ: 18-4-2016 2606

يجب ان لا يؤدي حب الام وعطفها على جرأة الطفل وتجاسره عليها بالضرب والاعتداء فما اقبح منظر الطفل وهو يضرب امه وتحملها لذلك واقبح منه منظر الام التي تضرب طفلها ضربا مبرحاً وبقسوة ومن ثم تدلـله لينشأ مائعاً.

لا تسمحوا للطفل بان يرفع يده على امه حتى مزاحاً ولا تتغاضوا عنه فيما لو فعل ذلك كي لا ينهار صرح وجوده امام عينيه، فلا تليق الامومة للمرأة التي لا تستطيع ان تحفظ اُبهة كيان شخصيتها امام الطفل وليس لها ان تتحمل اعتداءات الطفل وتجاوزاته عليها وتقضي حياتها بالاستسلام لآرائه وارادته. وليس لصالح الطفل ايضا إغراقه بالمحبة والحنان او الصراخ فيه وضربه وتحديد نشاطه بشدة وقسوة.

وعلى الام ان لا تحنو وتدلل الطفل بلا دليل وسبب ومن جانب آخر تعاقبه عقابا شديداً لأقل خطأ وليس صحيحاً الحنان في غير محله وإعطاء الوعود بالرشوة .

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.