المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

مسائل تسع في أحكام صلاة الجماعة
15-1-2020
التليفزيون والإذاعة
23-6-2021
المجتمع الملوث بالذنوب
10/9/2022
الظروف البيئية الملائمة لزراعة محصول الطماطة – عامل التربة
12-5-2021
الحاجز المعدي – المعوي Gastrointestinal
26-6-2016
Passives
2023-03-14


وراثي الحقد على الاسلام  
  
3479   04:16 مساءاً   التاريخ: 6-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص142-145
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016 3003
التاريخ: 6-4-2016 2926
التاريخ: 4-03-2015 2897
التاريخ: 7-4-2016 2830

أبو سفيان من ألدّ أعداء النبي (صلى الله عليه واله) فهو الذي قاد الأحزاب وظاهر اليهود وناصر جميع القوى المعادية للإسلام وتضاعف حقده على النبي (صلى الله عليه واله) حينما وتره بأسرته وبسبعين رجلا من صناديد قريش ممن كانوا تحت لواء الشرك في غزوة بدر الكبرى فأترعت نفسه الأثيمة بالحزن عليهم وظل يناجز الرسول (صلى الله عليه واله) ويؤلب عليه الأحقاد ولكن الله رد كيده فنصر رسوله وأعز دينه وأذل أبا سفيان وحزبه فقد فتح النبي (صلى الله عليه واله) مكة ودخل ظافرا منتصرا فحطم الأصنام وكسر الأوثان ودخل أبو سفيان على كره منه في الاسلام ذليلا مقهورا يلاحقه العار والخزي وظل بعد إسلامه محتفضا بجاهليته لم يغير الاسلام شيئا من طباعه وأخلاقه وكان بيته وكرا للخيانة وكان هو كهفا للمنافقين ؛ ولما فجع المسلمون بالنبي (صلى الله عليه واله) وتقمص أبو بكر الخلافة أقبل أبو سفيان يشتد إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) يطلب منه الثورة ومناجزة أبي بكر لإرجاع الخلافة إليه ولم يكن ذلك منه إيمانا بحق أمير المؤمنين ولكن ليجد بذلك منفذا يسلك فيه للتخريب والهدم ولم يخف على الامام نواياه الشريرة فأعرض عنه وزجره وظل أبو سفيان بعد ذلك قابعا في زوايا الخمول ينظر إليه المسلمون نظرة ريبة وشك في اسلامه ولما آل الأمر الى عثمان وقرّب بني أمية وفوض إليهم أمور المسلمين ظهر أبو سفيان وعلا نجمه وراح يظهر الأحقاد والعداء الى النبي فوقف يوما قبال مرقد سيد الشهداء حمزة (عليه السلام) فألقى ببصره المتغور على القبر ثم حرّك شفتيه قائلا : يا أبا عمارة! إن الأمر الذي اجتلدنا عليه بالسيف أمس في يد غلماننا يلعبون به ؛ ثم ركل القبر الشريف برجله ومضى مثلوج الصدر ناعم البال قرير العين كل ذلك بمرأى ومسمع من عثمان فلم يوجّه له عتابا ولم ينزل به عقابا فإنا لله وإنا إليه راجعون .

هذا واقع أبي سفيان في كفره وحقده على الإسلام وأما زوجته هند فانها لا تقل ضراوة عن زوجها وكانت أحقد منه على رسول الله (صلى الله عليه واله) فكانت تحرض المشركين على قتاله ومناجزته ولما انتهت واقعة بدر بقتل أهلها ومن يمت إليها من المشركين لم تظهر الحداد والحزن عليهم تحرض بذلك قريشا على الطلب بثأرهم وجاءتها نسوة قريش قائلات لها : ألا تبكين على أبيك وأخيك وعمك وأهل بيتك ؟

فانبرت إليهن قائلة بحرارة : حلاني أن أبكيهم فيبلغ محمدا وأصحابه فيشمتوا بنا ونساء بني الخزرج لا والله حتى أثأر محمدا وأصحابه والدهن عليّ حرام إن دخل رأسي حتى نغزوا محمدا والله لو أعلم أن الحزن يذهب عن قلبي لبكيت ولكن لا يذهبه إلا أن أرى ثأري بعيني من قتلة الأحبة ؛ ومكثت على حالها لم تظهر الأسى ولم تقرب من فراش أبي سفيان ولم تدهن حتى صارت واقعة أحد فأخذت ثأرها من سيد الشهداء حمزة فمثلت به وفعلت معه ذلك الفعل الشنيع فعند ذلك أظهرت السرور والفرح وأخذت ترتجز قائلة :

شفيت نفسي بأحد                          حين بقرت بطنه عن الكبد

أذهب عني ذاك ما كنت أجد        من لوعة الحزن الشديد المعتمد

والحرب تعلوكم بشؤبوب برد              نقدم إقداما عليكم كالأسد

 ولما رأى رسول الله (صلى الله عليه واله) ما فعلته هند بعمه من التنكيل غاظه ذلك والتاع أشد اللوعة وقال : ما وقفت موقفا أغيظ إلي من هذا الموقف ؛ وقال (صلى الله عليه واله) ثانيا : لن أصاب بمثل حمزة أبدا ؛ ولما كان يوم الفتح ودخل المسلمون مكة قام أبو سفيان في أزقة مكة وشوارعها مناديا على كره منه من ألقى سلاحه فهو آمن ومن دخل داره فهو آمن ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن فلما سمعت هند منه ذلك لطمته على وجهه وجعلت تصيح بلا اختيار : اقتلوا الخبيث الدنس قبّح من طليعة قوم ؛ ثم التفت الى جماهير قريش محرضة لهم على الحرب قائلة بنبرات تقطر حماسا : هلاّ قاتلتم عن بلادكم ودفعتم عن أنفسكم ؛ تثير بذلك حفاظ النفوس وتلهب نار الثورة في قومها ولكن الله ردّ كيدها وخيّب سعيها فنصر الاسلام وأهله ؛ هذان أبوا معاوية وبقاعدة الوراثة نجزم بأن ما استقر في نفسيهما من الغل والحقد والبغض والعداء للإسلام ولرسول الله (صلى الله عليه واله) قد انتقل إلى معاوية ومضافا إلى ذلك فان رسول الله قد لاقى الأمويين عموما بالاستهانة والتحقير وذلك لما لاقى منهم من العناء والآلام فأمر بأبعادهم عن يثرب كالحكم وابنه مروان وسعيد بن العاص والوليد وأمر المسلمين بالتجنب عنهم وسماهم بالشجرة الملعونة وهذه الامور التي شاهدها معاوية قد أولدت في نفسه حقدا على النبيّ (صلى الله عليه واله) وعلى أهل بيته.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.