المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24

Peter Guthrie Tait
22-12-2016
معنى {الد الخصام}
2024-04-03
ظهور الحركة الأخبارية عند الشيعة
21-3-2016
التلوث المقبول Acceptable Pollution
13-12-2020
معنى كلمة كدر‌
14-12-2015
قاعدة « وجوب دفع الضرر المحتمل‌ »
20-9-2016


حركة معاوية لمطالبة الناس ببيعة يزيد  
  
2958   04:23 مساءاً   التاريخ: 6-4-2016
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : حياة الامام الحسن دراسة وتحليل
الجزء والصفحة : ج2 ، ص436-441
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /

رأى معاوية بعد امتناع المدنيين عن بيعة يزيد واجماعهم على رفضها أن ينطلق بنفسه الى المدينة ليفاوض أهل الحل والعقد وليشتري الذمم والضمائر بالأموال ويتوعد ويرهب من لم يخضع للمادة ليفوز ولده بالخلافة وسافر من أجل هذه الغاية الى يثرب وذلك سنة خمسين من الهجرة فلما انتهى إليها بعث فورا نحو عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ؛ فلما حضروا عنده أمر حاجبه أن لا يسمح لأحد بالدخول عليه حتى يخرج هؤلاء النفر من عنده ثم التفت إليهم قائلا : الحمد لله الذي أمرنا بحمده ووعدنا عليه ثوابه نحمده كثيرا كما أنعم علينا كثيرا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ؛ أما بعد : فإني قد كبر سني ووهن عظمي وقرب أجلي وأوشكت أن أدعى فأجيب وقد رأيت أن أستخلف بعدي يزيد ورأيته لكم رضا وأنتم عبادلة قريش وخيارهم وأبناء خيارهم ولم يمنعني أن أحضر حسنا وحسينا إلا أنهما أولاد أبيهما علي على حسن رأيي فيهما وشديد محبتي لهما فردوا على أمير المؤمنين خيرا رحمكم الله ؛ وقد احتوى كلامه على اللين والمدح والثناء ولكن هؤلاء الأبطال الذين هم نخبة العرب والمسلمين رأيا وإقداما لم يذعنوا لمعاوية وردوا عليه مقاله وعرفوه بمن هو أهل للخلافة وأول من تكلم منهم حبر الأمّة عبد الله ابن عباس فقال : الحمد لله الذي ألهمنا أن نحمده واستوجب علينا الشكر على آلائه وحسن بلائه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وصلى الله على محمد وآل محمد ؛ أما بعد : فانك قد تكلمات فأنصتنا وقلت فسمعنا وإن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه اختار محمدا (صلى الله عليه واله) لرسالته واختاره لوحيه وشرّفه على خلقه فأشرف الناس من تشرف به وأولاهم بالأمر أخصهم به وإنما على الأمّة التسليم لنبيها إذا اختاره الله لها فإنه إنما اختار محمدا (صلى الله عليه واله) بعلمه وهو العليم الخبير واستغفر الله لي ولكم ؛ وتكلم من بعده عبد الله بن جعفر فقال : الحمد لله أهل الحمد ومنتهاه : نحمده على إلهامنا حمده ونرغب إليه في تأدية حقه وأشهد أن لا إله إلا الله واحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه واله) ؛ أما بعد : فان هذه الخلافة إن أخذ فيها بالقرآن فأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وإن أخذ فيها بسنة رسول الله (صلى الله عليه واله) فأولو رسول الله (صلى الله عليه واله) وإن أخذ فيها بسنة الشيخين أبي بكر وعمر فأي الناس أفضل وأكمل وأحق بهذا الأمر من آل الرسول؟ وأيم الله لو ولوه بعد نبيهم لوضعوا الأمر موضعه لحقه وصدقه ولأطيع الرحمن وعصي الشيطان وما اختلف في الأمّة سيفان فاتق الله يا معاوية فانك قد صرت راعيا ونحن رعية فانظر لرعيتك فانك مسئول عنها غدا وأما ما ذكرت من ابني عمي وتركك أن تحضرهما فو الله ما أصبت الحق ولا يجوز لك ذلك إلا بهما وإنك لتعلم انهما معدن العلم والكرم فقل أودع واستغفر الله لي ولكم .

وبيّن عبد الله بن جعفر استحقاق أهل البيت (عليه السلام) للخلافة على جميع الوجوه فان كان مدرك استحقاقها القرآن الكريم فأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض وإن كانت السنة المقدسة قال الرسول أولى بالأمر من غيرهم وإن كانت سنة الشيخين قال الرسول (صلى الله عليه واله) أولى بالأمر وذلك لمواهبهم وكمالهم وتقدمهم على غيرهم بالعلم والفضل ثم بيّن الأضرار الناجمة من ترك الأمّة لهم وعدم اتباعهم وانبرى من بعده عبد الله بن الزبير فقال : الحمد لله الذي عرفنا دينه وأكرمنا برسوله أحمده على ما أبلى وأولى وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؛ أما بعد : فان هذه الخلافة لقريش خاصة تتناولها بمآثرها السنية وأفعالها المرضية مع شرف الآباء وكرم الأبناء فاتق الله يا معاوية وأنصف نفسك فإن هذا عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله) وهذا عبد الله بن جعفر ذي الجناحين ابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنا عبد الله بن الزبير ابن عمة رسول الله وعلي خلف حسنا وحسينا وأنت تعلم من هما وما هما فاتق الله يا معاوية وأنت الحاكم بيننا وبين نفسك ؛ وقد رشح ابن الزبير هؤلاء النفر للخلافة وحفزهم لمعارضة معاوية وإفساد مهمته وانبرى من بعده عبد الله بن عمر فقال : الحمد لله الذي أكرمنا بدينه وشرفنا بنبيه (صلى الله عليه واله) ؛ أما بعد : فإن هذه الخلافة ليست بهرقلية ولا قيصرية ولا كسروية يتوارثها الأبناء عن الآباء ولو كان كذلك كنت القائم بها بعد أبي فو الله ما أدخلني مع الستة من أصحاب الشورى إلا على أن الخلافة ليست شرطا مشروطا وإنما هي في قريش خاصة لمن كان لها أهلا ممن ارتضاه المسلمون لأنفسهم ممن كان أتقى وأرضى فإن كنت تريد الفتيان من قريش فلعمري إن يزيد من فتيانها واعلم انه لا يغني عنك من الله شيئا .

لقد شجب ابن عمر بيعة يزيد ولكنه لم يلبث أن سمع وأطاع وبايع له لأن معاوية قد أرشاه بمائة ألف دينار وبذلك فقد باع عليه ضميره ودينه ؛ ومهما يكن من شيء فان معاوية قد ثقل عليه كلام هؤلاء النفر فلقد جابهوه بعدم صلاحية ابنه للخلافة وانهم أولى بها منه وانبرى إليهم مجيبا : قد قلت وقلتم وإنه قد ذهبت الآباء وبقيت الأبناء فابني أحب إلي من أبنائهم مع ان ابني إن قاولتموه وجد مقالا وإنما كان هذا الأمر لبني عبد مناف لأنهم أهل رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما مضى رسول الله ولىّ الناس أبا بكر وعمر من غير معدن الملك والخلافة غير أنهما سارا بسيرة جميلة ثم رجع الملك الى بني عبد مناف فلا يزال فيهم الى يوم القيامة وقد أخرجك الله يا ابن الزبير وأنت يا ابن عمر منها فأما ابنا عمي هذان فليسا بخارجين من الرأي إن شاء الله ؛ وعلى أي حال فقد فشل معاوية فى مهمته ونزح عن يثرب وولى الى عاصمته وأعرض عن ذكر بيعة يزيد فلقد عرف انها لا تتم ما دام الحسن حيا فأخذ يطيل التفكير في كيفية اغتيال الإمام حتى يتم له الأمر وقد توصل الى ما أراد فاغتاله بالسم .

لقد اتخذ معاوية بعد اغتياله للإمام جميع التدابير واعتمد على جميع الوسائل فى ارغام المسلمين على بيعة يزيد وفرضه حاكما عليهم وقد راسل الوجوه من أبناء المهاجرين والأنصار يدعوهم الى ذلك وذكر المؤرخون نصوص رسائله مع أجوبتهم له وقد كتب الى الإمام الحسين (عليه السلام) ما نصه : أما بعد : فقد انتهت إلي منك امور لم أكن أظنك بها رغبة عنها وإن أحق الناس بالوفاء لمن أعطى بيعة من كان مثلك في خطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك الله بها فلا تنازع الى قطيعتك واتق الله ولا تردن هذه الأمّة في فتنة وانظر لنفسك ودينك وأمّة محمد ولا يستخفنك الذين لا يوقنون , وأجابه أبو الشهداء (عليه السلام) فذكر له الاحداث الجسام التي ارتكبها وعرض عليه ما مني به المسلمون من الظلم والجور فى دوره وقد استشهدنا ببعض فصوله للاستدلال به على شجب الإمام الحسين (عليه السلام) لموبقات معاوية وقد جاء فى آخر جوابه ما لفظه : وقلت فيما قلت : لا ترد هذه الأمّة في فتنة وإني لا أعلم فتنة لها أعظم من امارتك عليها.

وقلت فيما قلت : انظر لنفسك ولدينك ولأمّة محمد وإني والله ما أعرف أفضل من جهادك فإن أفعل فإنه قربة الى ربي وإن لم أفعل فأستغفر الله لذنبي وأسأله التوفيق لما يحب ويرضى ؛ وقلت فيما قلت : متى تكدني أكدك فكدني يا معاوية فيما بدا لك فلعمري لقديما يكاد الصالحون وإني لأرجو أن لا تضر إلا نفسك ولا تمحق إلا عملك فكدني ما بدا لك ؛ واتق الله يا معاوية واعلم أن لله كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها! واعلم أن الله ليس بناس لك قتلك بالظنة وأخذك بالتهمة وامارتك صبيا يشرب الخمر ويلعب بالكلاب!! ما أراك إلا وقد أوبقت نفسك وأهلكت دينك وأضعت الرعية والسلام ؛ ولم يجد مع ابن هند النصح ولا التحذير من عقوبة الله فقد راح يعمل بوحي من جاهليته الى ضرب الإسلام والى ارغام المسلمين على مبايعة يزيد المستحل لجميع ما حرم الله .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.