أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-4-2016
2888
التاريخ: 7-4-2016
2910
التاريخ: 5-03-2015
3541
التاريخ: 5-4-2016
3405
|
رأى معاوية بعد امتناع المدنيين عن بيعة يزيد واجماعهم على رفضها أن ينطلق بنفسه الى المدينة ليفاوض أهل الحل والعقد وليشتري الذمم والضمائر بالأموال ويتوعد ويرهب من لم يخضع للمادة ليفوز ولده بالخلافة وسافر من أجل هذه الغاية الى يثرب وذلك سنة خمسين من الهجرة فلما انتهى إليها بعث فورا نحو عبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ؛ فلما حضروا عنده أمر حاجبه أن لا يسمح لأحد بالدخول عليه حتى يخرج هؤلاء النفر من عنده ثم التفت إليهم قائلا : الحمد لله الذي أمرنا بحمده ووعدنا عليه ثوابه نحمده كثيرا كما أنعم علينا كثيرا وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ؛ أما بعد : فإني قد كبر سني ووهن عظمي وقرب أجلي وأوشكت أن أدعى فأجيب وقد رأيت أن أستخلف بعدي يزيد ورأيته لكم رضا وأنتم عبادلة قريش وخيارهم وأبناء خيارهم ولم يمنعني أن أحضر حسنا وحسينا إلا أنهما أولاد أبيهما علي على حسن رأيي فيهما وشديد محبتي لهما فردوا على أمير المؤمنين خيرا رحمكم الله ؛ وقد احتوى كلامه على اللين والمدح والثناء ولكن هؤلاء الأبطال الذين هم نخبة العرب والمسلمين رأيا وإقداما لم يذعنوا لمعاوية وردوا عليه مقاله وعرفوه بمن هو أهل للخلافة وأول من تكلم منهم حبر الأمّة عبد الله ابن عباس فقال : الحمد لله الذي ألهمنا أن نحمده واستوجب علينا الشكر على آلائه وحسن بلائه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وصلى الله على محمد وآل محمد ؛ أما بعد : فانك قد تكلمات فأنصتنا وقلت فسمعنا وإن الله جل ثناؤه وتقدست أسماؤه اختار محمدا (صلى الله عليه واله) لرسالته واختاره لوحيه وشرّفه على خلقه فأشرف الناس من تشرف به وأولاهم بالأمر أخصهم به وإنما على الأمّة التسليم لنبيها إذا اختاره الله لها فإنه إنما اختار محمدا (صلى الله عليه واله) بعلمه وهو العليم الخبير واستغفر الله لي ولكم ؛ وتكلم من بعده عبد الله بن جعفر فقال : الحمد لله أهل الحمد ومنتهاه : نحمده على إلهامنا حمده ونرغب إليه في تأدية حقه وأشهد أن لا إله إلا الله واحدا صمدا لم يتخذ صاحبة ولا ولدا وأن محمدا عبده ورسوله (صلى الله عليه واله) ؛ أما بعد : فان هذه الخلافة إن أخذ فيها بالقرآن فأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله وإن أخذ فيها بسنة رسول الله (صلى الله عليه واله) فأولو رسول الله (صلى الله عليه واله) وإن أخذ فيها بسنة الشيخين أبي بكر وعمر فأي الناس أفضل وأكمل وأحق بهذا الأمر من آل الرسول؟ وأيم الله لو ولوه بعد نبيهم لوضعوا الأمر موضعه لحقه وصدقه ولأطيع الرحمن وعصي الشيطان وما اختلف في الأمّة سيفان فاتق الله يا معاوية فانك قد صرت راعيا ونحن رعية فانظر لرعيتك فانك مسئول عنها غدا وأما ما ذكرت من ابني عمي وتركك أن تحضرهما فو الله ما أصبت الحق ولا يجوز لك ذلك إلا بهما وإنك لتعلم انهما معدن العلم والكرم فقل أودع واستغفر الله لي ولكم .
وبيّن عبد الله بن جعفر استحقاق أهل البيت (عليه السلام) للخلافة على جميع الوجوه فان كان مدرك استحقاقها القرآن الكريم فأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض وإن كانت السنة المقدسة قال الرسول أولى بالأمر من غيرهم وإن كانت سنة الشيخين قال الرسول (صلى الله عليه واله) أولى بالأمر وذلك لمواهبهم وكمالهم وتقدمهم على غيرهم بالعلم والفضل ثم بيّن الأضرار الناجمة من ترك الأمّة لهم وعدم اتباعهم وانبرى من بعده عبد الله بن الزبير فقال : الحمد لله الذي عرفنا دينه وأكرمنا برسوله أحمده على ما أبلى وأولى وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ؛ أما بعد : فان هذه الخلافة لقريش خاصة تتناولها بمآثرها السنية وأفعالها المرضية مع شرف الآباء وكرم الأبناء فاتق الله يا معاوية وأنصف نفسك فإن هذا عبد الله بن عباس ابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله) وهذا عبد الله بن جعفر ذي الجناحين ابن عم رسول الله (صلى الله عليه واله) وأنا عبد الله بن الزبير ابن عمة رسول الله وعلي خلف حسنا وحسينا وأنت تعلم من هما وما هما فاتق الله يا معاوية وأنت الحاكم بيننا وبين نفسك ؛ وقد رشح ابن الزبير هؤلاء النفر للخلافة وحفزهم لمعارضة معاوية وإفساد مهمته وانبرى من بعده عبد الله بن عمر فقال : الحمد لله الذي أكرمنا بدينه وشرفنا بنبيه (صلى الله عليه واله) ؛ أما بعد : فإن هذه الخلافة ليست بهرقلية ولا قيصرية ولا كسروية يتوارثها الأبناء عن الآباء ولو كان كذلك كنت القائم بها بعد أبي فو الله ما أدخلني مع الستة من أصحاب الشورى إلا على أن الخلافة ليست شرطا مشروطا وإنما هي في قريش خاصة لمن كان لها أهلا ممن ارتضاه المسلمون لأنفسهم ممن كان أتقى وأرضى فإن كنت تريد الفتيان من قريش فلعمري إن يزيد من فتيانها واعلم انه لا يغني عنك من الله شيئا .
لقد شجب ابن عمر بيعة يزيد ولكنه لم يلبث أن سمع وأطاع وبايع له لأن معاوية قد أرشاه بمائة ألف دينار وبذلك فقد باع عليه ضميره ودينه ؛ ومهما يكن من شيء فان معاوية قد ثقل عليه كلام هؤلاء النفر فلقد جابهوه بعدم صلاحية ابنه للخلافة وانهم أولى بها منه وانبرى إليهم مجيبا : قد قلت وقلتم وإنه قد ذهبت الآباء وبقيت الأبناء فابني أحب إلي من أبنائهم مع ان ابني إن قاولتموه وجد مقالا وإنما كان هذا الأمر لبني عبد مناف لأنهم أهل رسول الله (صلى الله عليه واله) فلما مضى رسول الله ولىّ الناس أبا بكر وعمر من غير معدن الملك والخلافة غير أنهما سارا بسيرة جميلة ثم رجع الملك الى بني عبد مناف فلا يزال فيهم الى يوم القيامة وقد أخرجك الله يا ابن الزبير وأنت يا ابن عمر منها فأما ابنا عمي هذان فليسا بخارجين من الرأي إن شاء الله ؛ وعلى أي حال فقد فشل معاوية فى مهمته ونزح عن يثرب وولى الى عاصمته وأعرض عن ذكر بيعة يزيد فلقد عرف انها لا تتم ما دام الحسن حيا فأخذ يطيل التفكير في كيفية اغتيال الإمام حتى يتم له الأمر وقد توصل الى ما أراد فاغتاله بالسم .
لقد اتخذ معاوية بعد اغتياله للإمام جميع التدابير واعتمد على جميع الوسائل فى ارغام المسلمين على بيعة يزيد وفرضه حاكما عليهم وقد راسل الوجوه من أبناء المهاجرين والأنصار يدعوهم الى ذلك وذكر المؤرخون نصوص رسائله مع أجوبتهم له وقد كتب الى الإمام الحسين (عليه السلام) ما نصه : أما بعد : فقد انتهت إلي منك امور لم أكن أظنك بها رغبة عنها وإن أحق الناس بالوفاء لمن أعطى بيعة من كان مثلك في خطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك الله بها فلا تنازع الى قطيعتك واتق الله ولا تردن هذه الأمّة في فتنة وانظر لنفسك ودينك وأمّة محمد ولا يستخفنك الذين لا يوقنون , وأجابه أبو الشهداء (عليه السلام) فذكر له الاحداث الجسام التي ارتكبها وعرض عليه ما مني به المسلمون من الظلم والجور فى دوره وقد استشهدنا ببعض فصوله للاستدلال به على شجب الإمام الحسين (عليه السلام) لموبقات معاوية وقد جاء فى آخر جوابه ما لفظه : وقلت فيما قلت : لا ترد هذه الأمّة في فتنة وإني لا أعلم فتنة لها أعظم من امارتك عليها.
وقلت فيما قلت : انظر لنفسك ولدينك ولأمّة محمد وإني والله ما أعرف أفضل من جهادك فإن أفعل فإنه قربة الى ربي وإن لم أفعل فأستغفر الله لذنبي وأسأله التوفيق لما يحب ويرضى ؛ وقلت فيما قلت : متى تكدني أكدك فكدني يا معاوية فيما بدا لك فلعمري لقديما يكاد الصالحون وإني لأرجو أن لا تضر إلا نفسك ولا تمحق إلا عملك فكدني ما بدا لك ؛ واتق الله يا معاوية واعلم أن لله كتابا لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها! واعلم أن الله ليس بناس لك قتلك بالظنة وأخذك بالتهمة وامارتك صبيا يشرب الخمر ويلعب بالكلاب!! ما أراك إلا وقد أوبقت نفسك وأهلكت دينك وأضعت الرعية والسلام ؛ ولم يجد مع ابن هند النصح ولا التحذير من عقوبة الله فقد راح يعمل بوحي من جاهليته الى ضرب الإسلام والى ارغام المسلمين على مبايعة يزيد المستحل لجميع ما حرم الله .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|