أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-6-2016
3085
التاريخ: 9-12-2015
7977
التاريخ: 15-11-2015
3212
التاريخ: 20-10-2014
2937
|
مصبا- السحر : الرئة ، وقيل ما لصق بالحلقوم المريء من أعلى البطن ، وقيل هو كلّ ما تعلّق بالحلقوم من قلب وكبد ورئة ، وفيه ثلاث لغات ، وزان فلس وسبب وقفل ، وكلّ ذي سحر مفتقر الى الطعام ، وجمع الاولى سحور ، والثانية والثالثة أسحار. والسحر قبيل الصبح ، وبضمّتين لغة ، والجمع أسحار. والسحور : ما يؤكل في ذلك الوقت. وتسحّرت : أكلت السحور ، والسحور : فعل الفاعل.
والسحر : قال ابن فارس : هو إخراج الباطل في صورة الحق ، ويقال هو الخديعة ، وسحره بكلامه : استماله برقته وحسن تركيبه.
مقا- سحر : اصول ثلاثة متبائنة ، أحدها عضو من الأعضاء ، والآخر خدع وشبهه ، والثالث وقت من الأوقات. فالعضو السحر وهو ما لصق بالحلقوم والمريء من أعلى البطن ، ويقال بل هي الرئة ، ويقال منه للجبان : انتفخ سحره. وأمّا الثاني- فالسحر قال قوم : هو إخراج الباطل في صورة الحقّ ، ويقال هو الخديعة. وأمّا الوقت : فالسحر والسحرة وهو قبل الصبح. ويقولون- أتيتك سحر ، إذا كان ليوم بعينه ، فان أراد بكرة وسحرا من الأسحار ، قال- أتيتك سحرا.
أسا- كلّ ذي سحر أو سحر يتنفّس ، وهو الرئة. ومن المجاز : سحره وهو مسحور ، وإنّه لمسحّر : سحر مرّة بعد اخرى حتّى تخبّل عقله ، وأصله من سحره إذا أصاب سحره. ولقيته سحرا وسحرة وبالسحر وفي أعلى السحرين : وهما سحر مع الصبح وسحر قبله ، كما يقال الفجران للكاذب والصادق. وأسحرنا مثل أصبحنا.
واستحروا : خرجوا سحرا. وتسحّرت : أكلت السحور ، وإنّما سمّي السحر استعارة ، لأنّه وقت إدبار الليل وإقبال النهار فهو متنفّس الصبح. وجاء فلان بالسحر في كلامه. والمرأة تسحر الناس بعينها ، ولها عين ساحرة. وسحرته عن كذا : صرفته.
والتحقيق
أنّ الأصل الواحد في هذه المادّة : هو الصرف عن ما هو واقع وحقّ الى خلافه ، كصرف الأبصار عمّا يشاهدونه في الظاهر الى خلافه ، وصرف القلوب عمّا يدركونه الى الخلاف ، يقال هو ساحر ، وذاك مسحور.
{فَلَمَّا أَلْقَوْا سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ } [الأعراف : 116] ، . { فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} [طه : 66] ، . {إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه : 69].
يراد صرف أبصار الناظرين عمّا يشاهدونه وعمّا كان ووقع الى خلافه.
{سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ} [المؤمنون : 89] ، {إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا} [الإسراء : 47] ، {بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ} [الحجر : 15].
يراد كونهم مصروفين عمّا هو الحقّ والواقع.
وأمّا إطلاق السحر على وقت قريب من الصبح ومتّصل به : فهو من جهة أنّ ذاك الوقت يدلّ الى ضياء وظهور شفق بالفجر مع ما يشاهد من الليل والظلمة ويتوقّع امتدادها ، فكأنّه يصرف الأبصار الى خلاف ما وقع. وبهذه المناسبة يؤمر بالاستغفار فيه : {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ } [آل عمران : 17].
فبالاستغفار يوافق الباطن بالظاهر ، ويصرف القلب من كدورات الآثام وظلمات المعاصي الى ضياء الطاعة ونور العبوديّة ، ومن الغفلة والمحجوبيّة الى التوجّه والذكر والروحانيّة.
وبهذا الاعتبار يطلق السحور على طعام يؤكل في ذلك الوقت : حيث أنّه يصرف الإنسان الى حال أحسن ، من ضعف الى قوّة ، ولا سيّما إذا كان للصوم ، فيصرف الى حالة روحانيّة وإمساك عن اللذّات البدنيّة.
وأمّا إطلاق السحر على الصدر وما يقرب من النحر : فانّ الصدر يصرف الناظر من أسافل الأعضاء الى أعاليها ، والصدر هو الواسطة بينهما ، ويتوجّه الناظر به الى جمال الوجه والى مجلى الإدراك والتعقّل واللطف.
فهذا القيد لا بدّ أن يلاحظ في كلّ من الموارد المذكورة.
ثمّ إنّ السحر إمّا واقعيّ أو ادّعائيّ : فالأوّل كما في : {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ} [الأعراف : 116].
والثاني كما في : {فَلَمَّا جَاءَتْهُمْ آيَاتُنَا مُبْصِرَةً قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ} [النمل : 13].
والسحر تعليمه وتعلّمه والعمل به محرّم ممنوع ، فانّه يصرف الناس عن الحقّ الواقع ويضلّ أفكارهم : {وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ} [يونس : 77].
{وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة : 102].
{سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ} [الأعراف : 116].
{فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ } [البقرة : 102] 102.
والسحر على نوعين : إمّا بالتوسّل بأسباب ووسائل وآلات وأدوية مضبوطة في الكتب المربوطة ، وإمّا بسرعة اليد في العمل وإعمال حيل تخفى على الناظر ، ويطلق على النوع الأخير الشعوذة والشعبذة ، وقد يطلق على مطلق السحر.
والفرق بين السحر والإعجاز : أنّ الاعجاز لا يعتمد على أسباب مخفيّة ولا على سرعة حركة في اليد وغيره حتى توجب صرف الذهن عن الواقع. بل هي عمل على خلاف مجرى الطبيعة بقوّة الإرادة وقدرة النفس مستندا الى القدرة الإلهيّة وفي حال التسليم ، ومقترنا بدعوى النبوّة.
فللمؤمن السالك صراط الأنبياء : أن يتصف بصفاتهم بتزكية النفس وتسبيحها وتقويتها وإخلاصها ، حتّى يقول لشيء كن فيكون. ولا ينبغي له أن يتبع سبل الشياطين في تعلّم أنواع السحر وصرف عباد اللّه عن شهود الوقائع والأمور الحقّة الى خلافها.
________________________
- مصبا = مصباح المنير للفيومي ، طبع مصر 1313 هـ .
- مقا = معجم مقاييس اللغة لابن فارس ، ٦ مجلدات ، طبع مصر ١٣٩ هـ .
- أسا = أساس البلاغة للزمخشري ، طبع مصر، . ١٩٦ م .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|