الأسس الجغرافية للتخطيط الاقليمي (الأسس البشرية - السكان - توزيع السكان) |
3743
02:38 مساءاً
التاريخ: 28-8-2016
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-2-2022
2071
التاريخ: 21-2-2022
1236
التاريخ: 3-3-2022
1682
التاريخ: 9-7-2021
2988
|
تمثل العوامل البشرية أساسا وضابطاً هاما للتخطيط الاقليمي ، فالإنسان هو الذي يقوم بالعمل ، وهو الذي يعطي لعناصر البيئة الطبيعية قيمتها ويكسبها أهمية ويعطي لوجودها معنى ، فالإنسان هو المخطط والمنتج والمستهلك ، لذلك يسعى في كل اقاليم العالم الى استغلال موارد البيئة الطبيعية بناء على خطة مدروسة غالبا لتوفير احتياجاته مستغلا في ذلك قدراته وامكانياته المتعددة سواء الكمية أو الكيفية ، لذلك كانت ضرورة دراسة العوامل البشرية التي تتمثل أساسا في السكان من حيث التوزيع والقدرات التي تتوقف الى حد كبير على المستوى الحضاري والمعيشي ، بالإضافة الى الحالتين الصحية والتعليمية ، وكلها عناصر بشرية تعطي صورة واضحة للخطط عن مدى العلاقة بين الانسان والبيئة الي يعيش فيها والتي يراد التخطيط لاستثمار مواردها لصالحه .
السكان :
يكون استغلال موارد البيئة الطبيعية نتاجا لتفاعل امكانيات البيئة وصلاحيتها للاستغلال مع نشاط الانسان ومقدرته على العمل والانتاج ، كذلك فالتخطيط البشري لأي اقليم يعتمد على كل من البيئة والانسان ، وان تشابه الخصائص الطبيعية في عدة اقاليم لا يؤدي بالضرورة الى تشابه النمط البشري فيها حيث يرتبط الاخير بطبيعة الانسان وقدرته واستعداده للعمل والانتاج ومستواه الحضاري والمعيشي الذي يحدد بدوره طبيعة احتياجاته وحجمها وهي أمور توضع في الاعتبار عند اعداد خطة التنمية .
ويمكن ذكر عدة أمثلة على هذه الحقيقة منها تباين الحياة البشرية لسكان السهول الوسطى في أمريكا الشمالية عند مثيلتها لسكان سهول وسط آسيا ، كذلك يلاحظ انتشار حرفة رعي الاغنام والماعز في شمال افريقيا لفقر الغطاء النباتي عن قلة الأمطار ، لذا تسود حرفة الرعي المتنقل التي لا تساهم بنصيب يذكر في التجارة الدولية للأغنام والماعز ومنتجاتهما .
أما في استراليا حيث تسود خصائص طبيعية تكاد تشبه مثيلتها في شمال افريقيا من امطار قليلة الى غطاء نباتي فقير فتسود حرفة الرعي التجاري التي تساهم بدور كبير في التجارة الدولية الدولية للأغنام والماعز حتى أن استراليا تساهم وحدها بحوالي 40% من صادرات الصوف العالمية ، 20% من صادرات لحوم الضأن والماعز العالمية ، ويرجع الفرق في كمية الانتاج ونوعيته وبالتالي ثقله في التجارة الدولية الى اختلاف المستوى الحضاري والمعيشي في أستراليا عنه في شمال أفريقيا .
ويرجع تغير المظهر الحضاري والمعيشي في بيئة معينة واكتسابه خصائص مميزة الى الدور الذي يمارسه الانسان لتحديد هذا المظهر بتعديل ملامح البيئة الطبيعية واستغلالها وفق قدراته ورغباته ، وهناك الكثير من الأمثلة التي توضح تعديل الانسان لبعض ملامح البيئة الطبيعية من أشكال السطح أو خصائص التربة أو موارد الثروة النباتية بل وفي بعض الاحيان خصائص العناصر المناخية وخاصة المطر والرطوبة ودرجة الحرارة .
ولا يمكن دراسة التخطيط الاقليمي بكل عناصره دون دراسة السكان الذين يكونون اساساً هاما للتخطيط أذ أن الانسان كما سبق أن ذكرنا عامل جغرافي يعمل على تغيير بيئة الطبيعية حسب قدراته ومستواه الحضاري وأيضا وفق واحتياجاته .
ويمكن تقسيم عامل السكان في مجال التخطيط الى الموضوعات التالية :
- توزيع السكان .
- كثافة السكان .
- توزيع القوى العاملة .
- مدى التوازن بين الزيادة السكانية والزيادة الانتاجية .
- مستوى معيشة السكان .
- مستوى الخدمات الصحية .
توزيع السكان :
يختلف توزيع السكان من اقليم لآخر على سطح الارض ، فيلاحظ أن هناك أقاليم تتركز فيها اعداد كبيرة من السكان بينما يقل هذا التركيز في اقاليم أخرى ، في حين يكاد ينعدم السكان في اقاليم ثالثة ، وهذا يعني أن سكان العالم غير موزعين توزيعاً عادلا في المناطق المختلفة ، ويرجع ذلك الى عدة عوامل أهمها العوامل الطبيعية (كالمناخ ومظاهر السطح) التي تؤثر في العمليات الانتاجية والموارد الطبيعية التي يمكن أن يستغلها الانسان وتعمل على تجمعه بأعداد متباينة ، الى جانب العوامل البشرية التي تشمل المواليد والوفيات والهجرة التي تؤدي الى تباين معدلات نمو السكان في الجهات المختلفة ، بالإضافة الى الحرف الانتاجية ومدى توافر طرق ووسائل النقل وعدد أخر من العوامل (1) .
وقد بلغ عدد سكان العالم 5026 مليون نسمة تقريبا عام 1987 يتوزعون على النحو الذي توضحه أرقام الجدول رقم [1] :
تبين أرقام الجدول رقم [1] أن آسيا تتصدر القارات من حيث عدد السكان (58,3 %) ، يليها أفريقيا في المركز الثاني (12%) ثم تأتي بعد ذلك باقي القارات .
ويختلف توزيع أعداد السكان من اقليم لآخر داخل القارة الواحدة لذا يمكن تحديد أكثر جهات العالم ازدحاماً بالسكان بأربعة أقاليم رئيسية :
1- الجزء الجنوبي من قارة آسيا الذي يضم الهند وباكستان وبنجلاديش وسريلانكا وبورما وتايلاند وكمبوديا وماليزيا وإندونيسيا ، ويكون سكان هذا الجزء من آسيا [1318,2 مليون نسمة] حوالي 45% من جملة سكان القارة ، 26,2% من اجمالي سكان العالم ، أي أن هذا الجزء من القارة يضم أقل قليلاً من ثلث سكان العالم .
ويتباين توزيع السكان في هذا الاقليم من نطاق لآخر تبعا لاختلاف العوامل الطبيعية والبشرية . وتعد الهند أكبر دول هذا الجزء من القارة ازدحاماً بالسكان حيث بلغ عدد سكانها 800,3 مليون نسمة عام 1987 .
2- الجزء الشرقي من آسيا والذي يشمل الصين الشعبية واليابان وكوريا والصين الوطنية (تايوان) والفلبين وفيتنام وهونج كونج وسنغافورة ومنغوليا ، ويكون سكان هذا الجزء من القارة [1401,2 مليون نسمة] ما يعادل 47,8% من جملة سكان آسيا ، 27,8% من اجمالي سكان العالم ، وتعد الصين الشعبية أكثر دول العالم هذا الجزء من القارة ازدحاماً بالسكان فقد أعلن أخيراً أن عدد سكان الصين الشعبية بلغ نحو 1,1 مليار نسمة .
3- قارة أوربا وخاصة الاجزاء الغربية منها حيث تنتشر المنشآت الصناعية والتعدينية المختلفة ، وقد بلغ عدد سكان القارة 497 مليون نسمة أي ما يكون 9,9 % من اجمالي سكان العالم عام 1987 ، وتعد المانيا (77,7 مليون نسمة) وايطاليا (57,4 مليون نسمة) والمملكة المتحدة (56,8 مليون نسمة) وفرنسا (55,6 مليون نسمة) أكثر دول القارة الأوربية ازدحاماً بالسكان عام 1987 .
4- الاجزاء الشرقية من قارة أمريكا الشمالية والتي تضم أساساً النطاق الجنوبي الشرقي من كندا ، والنطاق الشمالي الشرقي من الولايات المتحدة الامريكية .
والازدحام السكاني في آسيا أوضح منه في أي مكان آخر في العالم ، ويرجع ذلك الى تركز معظم الموارد الطبيعية في القارة داخل عدد محدود من الدول مما عمل على ازدحامها بالسكان ، بينما تتوزع مثل هذه الموارد على عدد اكبر من دول القارة الاوربية مما قلل الى حد كبير من الازدحام الشديد للسكان في عدد قليل من الدول ، بالإضافة الى تركز السكان في أجزاء محدودة من قارة آسيا لعظم المساحات غير الصالحة لسكنى الانسان سواء كانت صحراوية أو جبلية بينما تقل نسبة مثل هذه الاراضي في أوربا وخاصة اذا قارناها بتلك الموجودة في آسيا .
وفي أمريكا الشمالية يزداد الازدحام السكاني في الولايات المتحدة الامريكية عنه في كندا حيث يبلغ عدد سكان الدولة الاخيرة 26 مليون نسمة ، حين يبلغ عدد سكان الولايات المتحدة الامريكية 244 مليون نسمة عام 1987 ويرجع ذلك الى أن الدولة الأخيرة أكثر جذباً للسكان المهاجرين لغناها الكبير بالموارد الطبيعية وتقدمها الحضاري ، بالإضافة الى أنها اقدم من حيث التعمير الحديث ، ومع ذلك تضم كندا موارد طبيعية هائلة تحتاج الى اعداد كبيرة من الأيدي العاملة وشبكة جديدة من الطرق المختلفة لإمكان استغلالها .
___________
(1) للتوسع في هذه الدراسة انظر :
(أ) محمد السيد غلاب ، محمد صحبي عبد الحكيم ، السكان ديموغرافيا ، القاهرة ، 1963 ، ص 232 ، 249 .
(ب) عبد الفتاح محمد وهيبه ، جغرافية الانسان ، بيروت ، 1972 ، ص . ص 147-186 .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
معهد الكفيل للنطق والتأهيل: أطلقنا برامج متنوعة لدعم الأطفال وتعزيز مهاراتهم التعليمية والاجتماعية
|
|
|