أقرأ أيضاً
التاريخ: 2-9-2016
1892
التاريخ: 11/9/2022
1261
التاريخ: 2-8-2022
1369
التاريخ: 21-2-2022
1414
|
الغضب نوعان: غضب من أجل المبدأ، وغضب من أجل المصلحة.
فالنوع الأول ليس طبيعياً، بل لا بد منه في كثير من الأحيان وهو معروف لدى عظماء التاريخ.
فهذا أبو ذر الغفاري، كان يغضب لله إذا تعرضت المثل الحقة والقيم الإنسانية للتنكر. ولقد تحمل الكثير من المضايقات لأنه كان شديد الغضب لله، فقد تم تسفيره إلى الربذة حيث مات هناك من وعثاء الطريق.
ولذلك عندما جاء الإمام علي (عليه السلام) إلى توديعه، قال له: (يا أبا ذر.. إنك إنما غضبت لله عزّ وجل فارجُ من غضبت له، إن القوم خافوك على دنياهم وخفتهم على دينك فأرحلوك عن الفناء وامتحنوك بالبلاء، ووالله لو كانت السماوات والأرض على عبد رتقاً ثم اتقى الله عزّ وجل جعل له منها مخرجاً، فلا يؤيسنّك إلا الحق ولا يوحشنّك إلا الباطل.
فستعلم من الرابح غداً والأكثر حُسّداً)(1).
ولكن الغضب من أجل المصلحة يأكل من شخصية الإنسان، كما تأكل الرطوبة أساس البناء.
ولذلك جاء في الحديث الشريف (الغضب مفتاح كل شر)(2) ذلك أن (الغضب يثير كوامن الحقد)(3) و(يردي صاحبه ويبدي معايبه)(4) ومن هنا كان (من طباع الجهّال التسرع إلى الغضب في كل حال)(5).
فكم من رجال أسقطهم الغضب من عيون الناس؟
وكم من رجال أعمال خسروا الكثير لاستبداد الغضب بهم وسيطرته عليهم؟
إنك قد تقول: ماذا أفعل؟ إن الغضب يأتيني رغماً عني. وهذا صحیح بنسبة معينة، ولكن الانسياق وراء الغضب والانجرار نحوه بدل محاولة السيطرة عليه هو الذي يحوّل الغضب البسيط فورة عارمة تؤدي بالإنسان إلى ما لا يحمد عقباه فيخسر علاقاته بالناس وربما يخسر حياته أيضاً.
لقد ثبت بما لا مجال للشك فيه أن الغضب يؤدي إلى تمزيق شخصية صاحبه من الداخل بمقدار ما يؤدي إلى إفشال أعماله، وعلاقاته الخارجية.
وبمقدار ما يؤثر الغضب المسيطر على الروح، يؤثر بمقدار مماثل على الجسد، ولذلك فإن أول ضحايا الغضب هو صاحبه.
يقول الإمام علي (عليه السلام): ويقول : (عقوبة الغضوب والحسود، والحقود تبدأ بأنفسهم)(6).
ولقد ثبت بما لا مجال للشك فيه أن الغضب يؤدي إلى الموت المبكر وهو أحد أسباب الموت، فإطلاق العنان للغضب يقضي على صاحبه عاجلاً أم آجلاً حيث إن القلب لا يتحمل الغضب الشديد، ولأن الغضب يؤدي إلى القلق، فإن الأطباء باتوا مقتنعين بأن الغضب عامل مهم من عوامل ظهور أعراض مرضية مثل قرحة المعدة والتهاب غشاء القولون المخاطي وارتفاع ضغط الدم والصداع النصفي.
وكم من حوادث وفاة جاءت مباشرة بعد فورة غضب لدى أصحابها؟
وكم من سكتة قلبية جاءت نتيجة حدة الطبع لدى أصحابها؟
هذا أحدهم: كان رجلاً ثرياً معافى اعتاد أن يحقق ما يصبو إليه وينال مبتغاه.. في السن الرابعة والأربعين أنشأ شركته الخاصة التي ضمت 100 عامل. لكنه كان من المشككين فلم يثق أبداً بحسن قيام عماله بواجباتهم. فكان يدقق في كل شاردة وواردة، وذلك أدى في كثير من الأحيان إلى نوبات غضب عنيفة، لكنه كان مؤمناً بأن طبعه الحاد ساهم في ما حققه من نجاح.
وذات يوم خريف فيما هو يقود سيارته منتقلاً من مكتب له إلى آخر، تجاوزه سائق أرعن بسرعة خاطفة. وهو كان عادة يضغط بوق السيارة في مثل هذه الأحوال، لكنه شعر فجأة كأن قضيباً حديدياً حامياً غرز في صدره. وتمكن بصعوبة من التوجه بسيارته إلى أقرب مستشفى حيث أدخل وحدة «العناية الفائقة».
في الأيام القليلة التالية لم يدل تخطيط القلب على حصول نوبة أو أي شيء غير عادي، واجتاز صاحبنا فحصاً للإجهاد فأمر طبيبه بإجراء فحص أخير للدم وحدث أن صعب على الممرضة سحب عينة من الدم ساعده. وفي المحاولة الثالثة سيطر الغضب على المريض، فشعر بالقضيب المتوهج ذاته يطعن صدره ثانية. وأظهرت الفحوص اللاحقة انسداداً في أحد شرايينه التاجية، فحين يغضب يعجز القلب عن نيل كمية الدم التي يحتاج إليها، وكان ذلك دليلاً على أن طبعه العدواني أضر بقلبه.
وكم كان الإمام علي (عليه السلام) صادقاً حينما قال: «من أطلق غضبه تعجل حتفه)(7) وقال: (الغضب شر إن أطلقته دمّر)(8).
وهكذا فإن الغضب إما أن يكون مدمّراً لشخصية الإنسان، وإما أن يكون التبديد الأعظم للطاقة.. ولذلك فهو من أكبر معوقات نمو الشخصية القوية المتماسكة..
إن الغضب طاقة جبارة، ولذلك فإنه إذا سيطر عليك شكّل قوة ضدك، بينما إذا سيطرت عليه شكّل قوة لك.
والمهم هنا أن تعرف أنه إذا كان الغضب أمراً يتعذر تلافيه فلا بد لسلامتك النفسية والجسدية معاً، أن تعرف كيف تسخّر هذه الطاقة الهائلة لكي تعمل من أجلك عوضاً عن عملها لتقصير أجلك، وإفشال عملك.
وهنا بعض النصائح التي تساعدك للسيطرة على الغضب، والتحكم به كي تحقق أهدافك بالطرق السليمة، وتحافظ على تماسك شخصيتك:
أولاً - حاول أن لا تغضب.
إن الغضب عادة. فإذا عوّدت نفسك على أن تفعله سيطر عليك، أما إذا عودت نفسك على أن لا تغضب فلربما تواجه بعض الصعوبات في البداية، ولكن سرعان ما تتعود على أن لا تفعل.
وهنا لا بد من ذكر أن الغضب - في كثير من الأحيان – مستلزم للحرام، ولذلك جاء النهي الشديد عنه.
يقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (الغضب جمرة من الشيطان تتوقد في ابن آدم، أما رأيتم إلى حمرة عينيه، وانتفاخ أوداجه)(9).
ويقول الإمام علي (عليه السلام): (احذر الغضب فإنه جند عظيم من جنود إبليس)(10).
ثم إن الغضب نوع من أنواع الجنون وكما يقول الإمام علي (عليه السلام) فإن (الحدّة ضرب من الجنون لأن صاحبها يندم فإن لم يندم فجنونه مستحكم)(11).
إن الإنسان، وإن حاول أن لا يغضب فهو قد يفشل، فكيف إذا لم يحاول؟
من هنا تأتي أهمية المحاولة، إذ ربما تفشل مرة ومرتين ولكنك حتماً سوف تنجح في النهاية..
ثانياً - لا تظهر غضبك.
عندما تشعر بالغضب، فلا تتصرف بوحي منه، بل اكظمه..
يقول الله تعالى، وهو يصف المتقين فيقول: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134].
ويقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): (مِن أحبّ السبل إلى الله جرعتان: جرعة
غيظ تردّها بحلم، وجرعة مصيبة تردّها بصبر)(12).
وفي رسالة وجهها الإمام علي (عليه السلام) إلى الحارث الهمداني، قال له: (إكظم الغيظ، وتجاوز عند المقدرة، واحلم عند الغضب، واصفح مع الدولة، تكن لك العافية)(13).
ثالثاً - عالج جذور الغضب.
إن للغضب جذوراً في النفس، فإذا عولجت تلك الجذور تمت الوقاية منه..
وهذه الجذور ذكرها النبي عيسى (عليه السلام) عندما سئل: «ما بدء الغضب؟ فقال (عليه السلام): (الكبر، والتجبر، ومحقرة الناس)(14).
إن المتكبرين أسرع الناس إلى الغضب وهم: أضعف أن من يكظموه، ولذلك فإنهم يبطشون كجبارين، إذ يعاقبون بلا حساب، ويضربون بلا رحمة، ويدمرون بلا تفكير في العواقب.
وهكذا نجد أن الغضب كثيراً ما يرافقه التعالي، لأنه نتاج التكبر.
وهذا هو الفارق بين الغضب الذي هو لله، والغضب الذي هو للمصلحة. فالغضب الذي هو لله يرافقه التواضع، لأنه ليس نابعاً من الحقد والكراهية أو الكبر والتعالي، بينما الغضب الذي هو للمصلحة على العكس من ذلك تماماً.
رابعاً - بدل وضعيتك.
تبديل الوضعية يؤدي دوراً مهدئاً للغضب، حيث إن الجسم يقوم حينئذ بتغيير الموضوع الذي من أجله غضب صاحبه.
يقول الحديث الشريف: (أيما رجل غضب وهو قائم فليجلس، فإنه سيذهب عنه رجز الشيطان، وإن كان جالساً فليقم)(15).
خامساً - اكتشف الأسباب الرئيسية للغضب.
غالباً ما نصب جام غضبنا على غير الشخص المعني ولغير السبب الأصلي وفي الوقت غير المناسب. ونرى أن الأشخاص الذين يتحاملون على غيرهم ليسوا، في كثير من الأحيان، سوى أناس تعساء في حقيقة أنفسهم وغاضبين لا يجرؤون على مجابهة أسباب غضبهم وخيبتهم مما يجعلهم (يتجنون) على الآخرين، لذلك ففي المعرفة الدقيقة لمصدر الخلاف الحقيقي ما يحول دون وقوع العواقب الوخيمة، ولأضرب مثلاً على ذلك:
يقول أحد علماء النفس: كانت هناك معلمة أوكلت إليّ إرشادها بعدما أصبحت تعرف في مدرستها باسم «الصارخة» لكثرة صياحها. وكان طلاب صفها الثالث الابتدائي يرتعدون خوفاً من تصرفاتها. وتبين لي، بعد بضع جلسات معها أن تصرفها كان مجرد انعكاس للغضب الذي تكتمه إزاء التزامها بخدمة والدها المسن المخرف من غير مساعدة أحد من الناس ولما كانت أنثى - وعزباء أيضاً - فقد أوكل إليها إخوتها، الثلاثة الأكبر منها سناً مهمة العناية بوالدهم المشاكس. وحين أدركت المعلمة مصدر غضبها الحقيقي، واجهت إخوتها بصراحة تامة. وما أن بدأ إخوتها يشاركونها مشقة العناية بالوالد حتى أخذ شعورها بالحاجة إلى معاقبة تلاميذها يتوارى.
سادساً - نفّس عن الغضب بحكمة.
من الإرشادات الجيدة في مجال الغضب، أن لا ندعه يتراكم لأنه حينئذ سيؤدي إلى أن يتخذ المرء قرارات خطيرة.
إن كثيراً من الناس ينسحب من ساحة الخلاف بصمت عدائي، وهو إذ يغضب فهو يدعه يتراكم في نفسه، وعندما ينفجر يؤدي به إلى تصرفات سيئة..
هذا ما حدا برجل في الرابعة والتسعين من عمره، ويدعى (إبراهيم ميماسي) من منطقة ريّاق في لبنان إلى أن يتخذ قراراً بقتل ولده البالغ من العمر ستين عاماً نتيجة تراكم الغضب عنده..
وقال الرجل الذي ارتكب جريمته هذه في 18 كانون الثاني 1994، في مقابلة صحفية أن السبب وراء ذلك هو: أن ابنه البالغ من العمر ستين عاماً، والذي كان يسكن معه في البيت نفسه كان يوجه إليه في الأعوام الأخيرة كلاماً قاسياً وشتائم وأنه كان يصبر عليه.. إلا أنه في ذلك اليوم زاد من كلامه، فما كان منه إلا أن أطلق عليه النار فأرداه قتيلاً ثم عمد إلى زوجته البالغة 80 عاماً وأطلق عليها النار فقتلها، وذلك لأنه رأى بعد مقتل ابنه أنه لا بد وأن يعتقل فتبقى زوجته من دون معيل..!
إن الغضب المكبوت - لسنواتٍ عدّة - يؤدي برجل في العقد التاسع من عمره إلى ارتكاب جريمة مزدوجة.
إن بعض التنفيس ضروري في بعض الأحيان، ولكن بشرط أن يتم بحكمة، فقد يكون التعبير عنه بالكلمات تنفيساً عن الكربة. وربما أنهى الخلاف وغالباً ما يعلم الآباء الناجحون أولادهم. عن طريق المثل الحي عادة - كيف يعبرون عن التوتر بأسلوب صريح ومباشر دونما لجوء إلى العنف. فترى الأولاد يتعلمون أن التنفيس عن الغضب فوراً يمكن أن يلطف الجو فيعقبه - كما يعقب العاصفة الرعدية في الصيف - أنس وود وهدوء.
يقول أحد مستشاري الأمور النفسية بدأت قبل حين بمعالجة رجل شديد القنوط فقد قدرته على العمل فقداً متزايداً على مر الأيام. وتبين لي أن مشكلته نجمت عن فتور علاقته برئيسه الشاب الذي كان يستخف بآراء هذا الرجل المتقدم في السن إما بابتسامة ترفّع وإما برفض قاطع. وهكذا بدأ الرجل من فرط غيظه ينطوي على نفسه حتى غدا قانطاً ومتجهماً وسلبياً.
وبعد إلحاح مستمر، قبل الرجل أن يواجه رئيسه لمناقشة الأمر بينهما بهدوء وصراحة وأعرب عن تظلماته لرئيس عمله من دون مرارة.
ولحسن الحظ، بدأ ذلك الرئيس الشاب بتفهم وضع موظفه المتقدم في السن وراح يعامله باحترام جديد وقد ذكرتني تجربة هذا الرجل بالحقيقة التي عبرت عنها قصيدة للشاعر الإنكليزي وليم بليك :
(كنت مع الصديق غاضباً،
وتحدثت عن غيظي فمات الغيظ فيّ.
كنت مع العدو غاضباً،
وما تحدثت عنه فنما الغيظ فيّ).
إن الغضب كالقنبلة الموقوتة: في إمكانه إذا لم يتوافر له حل، أو لم يبطل مفعوله - أن يدمّر العلاقات وحياة الأفراد، وحتى الأسر بكاملها.
سابعاً - اشغل نفسك بالأعمال.
الغضب - أحياناً كالقلق - يتسرّب إلى النفوس التي ليست لديها أعمال تؤديها.
أما المنشغلون بالعمل، فقلما يستحكم الغضب في نفوسهم.
فإذا ما شعرت أن الغضب بدأ يتحكم فيك فلا بد أن تنغمس انغماساً عميقاً في هواية ما، لأن مثل هذا الانخراط ينطوي على قيمة لا تقدر. وربما كان في أعمال كتقطيع الأخشاب أو تزيين المنزل وطلائه بالألوان أو تعشيب البستان وما شابهها، فائدة جلية للتخلص من التوتر واستعادة القدرة على رؤية الأشياء في أبعادها الصحيحة.
لذلك، لا تدع الغضب يلتهمك، التهاماً، بل جد وسيلة تستخدم بها تلك الطاقة التي يفجرها الغضب، فلعلها تكون أداة لتحسين أوضاعك ولفائدتك في شتى نشاطات بناءة.
إن علماء النفس يدركون الآن أن كل شخص، دونما استثناء، يكون في بعض الحالات عرضة للغضب. لكن الأسلوب الذي يتدبر به المرء أمر غضبه هو الفاصل بين المرض، والصحة وبين التخريب الهدّام والعمل البناء، وبين السعادة واليأس. وعلينا أن نعلم بادئ الأمر. وهذه نقطة مهمة في الموضوع - أننا غاضبون لأن الغيظ المكبوت وغير المعترف به قد يؤذينا ويضر كذلك بالذين نحبهم. والواقع الجلي أن عدداً كبيراً من الناس لا يعرف كيف يتدبر الغضب تدبّراً صحيحاً.
وإليك مثالاً على ذلك:
يقول أحد علماء النفس: عالجت قبل سنوات عدة، مريضاً في مستهل العشرينات من عمره، اعتدى على أكثر من عشرين شخصاً قبل إلقاء القبض عليه وإحالته إلى المعالجة. والغريب أن زملاءه في العمل توسموا فيه هدوء الطبع وقلة التذمر وحسن تفهم الآخرين، بل إنه هو نفسه أنكر أن يكون في يوم من الأيام غضب على شخص آخر. ولم يدرك مدى غضبه المكبوت إلا بعدما أحيل إلى المعالجة، فتبين أنه كان غاضباً لكون أبيه قاسي الطبع لا يرحم ولكون أمه استغلالية إلى حد مفرط، لكنه سرعان ما تعلم كيف ينتهج سبلاً أقل ضرراً للتفريج عن غضبه. وقد قال هو نفسه عند انتهاء فترة معالجته: (أعلم الآن أن الرجل السليم هو ذاك الذي يتدبر مشكلاته بلا قتال).
إن الغضب المكبوت قد يؤدي أحياناً إلى تدمير سعادة الآخرين بطرق خفية وحاذقة، كأن يلجأ أحد المسؤولين إلى التعبير عن عدوانيته في كثير من الأحيان بجعل الآخرين ينتظرونه وقتاً طويلاً وهم على موعد معه، أو أن يلجأ رجل الأعمال الذي لا يطيق اللياقات الاجتماعية، إلى النوم لدى زيارة الآخرين، بينما ترتبك زوجته خجلاً. وخذ مثلاً آخر على الذي يحدث عندما تأنف ربة البيت من إقامة حفلات العشاء لزملاء زوجها، فأنا أعرف امرأة تنجح في إفساد حفلات من هذا النوع، إما بحرق اللحم المشوي وإما بإلقاء الشاي أو القهوة على أثاث البيت.
ثامناً - فكّر منطقياً.
إننا نغضب أحياناً كثيرة لأننا لا نفكر بشكل منطقي، فالتشاؤم واتهام الآخرين، والأفكار السوداوية كثيراً ما تؤدي بك إلى تفسير سلوك الآخرين وكأنه عدواني، ولو فكرت بشكل منطقي فلربما لا تغضب بلا سبب. لنفترض مثلاً أنك تقف في الطابور منتظراً دورك لإنهاء معاملة، فتراودك أفكار تشاؤمية. هنا ذكّر نفسك بأن الشخص المتمهل أمامك، قد لا يقصد إثارة غضبك وسوف يساعدك تعقلك في استعادة النظرة المنطقية للواقع.
ثم إذا استطعت أن تضحك من طبيعتك التشكيكية فإنك تساعد نفسك على التخلص من الغضب، فالمرح هو استراتيجية رائعة لطرد الارتياب ولتهدئة الغضب.
تاسعاً - فكر كما يفكر الطرف الآخر.
إذا وضعت نفسك في مقام شخص آخر، فسوف تنجلي لك وجهة نظره ودوافعه وسلوكه. وفي معظم الحالات تجد أن حنقك أخذ يتلاشى.
فالتقمص العاطفي، أي اعتناق موقف الآخرين لا يتمازج مع العدوانية.
عاشراً - تمرّن على الثقة.
تحيّن الفرص والمناسبات لتولي أحدهم ثقتك. فبدلاً من طلب مقعد معين في الطائرة، مثلاً، اسأل الموظف المسؤول: «أي مقعد تختاره يكون مناسباً لي». قد يكون من حظك أن يختار لك مقعداً مفضلاً. وإذ تكتشف أن ليس عليك التدقيق في كل شيء، تجد في ذلك مفاجأة مدهشة.
حادي عشر - مارس الغفران.
يجب أن تتخلى عن الغيظ والاستياء والعقاب، فقد تجد ثقل الغضب يرتفع عن كاهليك مما يساعدك على تناسي الإساءة.
___________________________________
(1) الكافي، ج 8، ص 207.
(2) البحار، ج 73، ص266.
(3) غرر الحكم ودرر الكلم.
(4) المصدر نفسه.
(5) المصدر نفسه.
(6) المصدر نفسه.
(7) غرر الحكم ودرر الكلم.
(8) المصدر نفسه.
(9) الترغيب، ج 3، ص 448.
(10) نهج البلاغة، ة، باب الكبت، ص69.
(11) البحار، ج73، ص266.
(12) الكافي، ج 2، ص 110.
(13) نهج البلاغة، باب الكبت، ص69.
(14) مشكاة الأنوار، ص 219.
(15) البحار، ج 73، ص 264.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|