المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



حسد قابيل لأخيه هابيل  
  
1362   01:21 صباحاً   التاريخ: 2-8-2022
المؤلف : أمل الموسوي
الكتاب أو المصدر : الدين هو الحب والحب هو الدين
الجزء والصفحة : ص240 ـ 241
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

أمر الله تعالى آدم (عليه السلام)، أن يضع مواريث النبوة والعلم عند هابيل ويعلمه بذلك ويعلّمه ما أمر الله تعالى به وما نهى عنه، فلما فعل ذلك وعلم قابيل بما جرى اعترض على أبيه فقال له: ألست أنا الأكبر من هابيل وأنا الأحق بهذا الامر والأحرى أن تقدمني على أخي هابيل؟ فقال له: يا بني أن الامر لم يكن بيدي وانه بيد الله وان الله تعالى هو الذي خصه بما فعلت ولم أفعله عن أمري بل ذلك بأمر ربي فإن لم تصدقني فقربا قرباناً فأيكما تقبل الله تعالى قربانه أولى بالفضل وأعطاه مواريث النبوة، وكان علامة قبول القربان في ذلك العهد هو أن تنزل عليه النار من السماء فتحرقه وإذا لم يتقبل من الله تعالى فلا تنزل عليه نار ولا تحترق، وكان قابيل صاحب زرع فقرب قمحاً رديئاً، وكان هابيل صاحب غنم فقرب كبشاً سميناً فنزلت النار من السماء وأكلت قربان هابيل وأحرقته ولم تنزل على قربان قابيل ولم تقربه فغضب قابيل غضباً شديداً وأتاه إبليس اللعين ووسوس له وقال له: لو أتاكما ذرية وأولاداً وكثر نسلكما فلابد أن يفتخر أولاد هابيل على أولادك بقبول قربان أبيهم هابيل وعدم قبول قربانك أنت، وبأن الله تعالى قد خص هابيل بمواريث النبوة دونك، وهذا أمر يسبب الألم والذل لأولادك، ولئن قتلته قطعت نسله وأرحت أولادك من هذه المصائب وتحمل هذه الشدائد، ولم يجد أبوك من يخصه بالمواريث سواك فتفوز بفضلها فسولت له نفسه قتل أخيه فقتله(1).

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ الموعظة الحسنة لعلي حيدر، (الاخلاق والآداب الإسلامية ص197). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.