المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

مدير لأول مرة
2024-08-04
ميراث الموتى
21-1-2022
شعر لعبد البر بن فرسان
2023-02-06
امراض البصل (مرض العفن الأبيض على البصل)
31-3-2016
قصور كهرمغناطيسي electromagnetic inertia
13-12-2018
أحمد بن إدريس الاشعري القمي
25-8-2016


نيران الظلم المحرقة  
  
1250   04:35 مساءً   التاريخ: 11/9/2022
المؤلف : مجتبى اللّاري
الكتاب أو المصدر : المشاكل النفسية والأخلاقية في المجتمع المعاصر
الجزء والصفحة : ص101 ـ 102
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-7-2018 1974
التاريخ: 2023-02-07 1212
التاريخ: 19/12/2022 1339
التاريخ: 27-3-2019 2755

إن أثر الظلم في إبادة المجتمعات وتحطيم الأخلاق والإخلال بالأمن الاجتماعي من القطعية بمكان لا يقبل الانكار، بحيث لا يجد حتى غير المتدين مساغاً عن الاعتراف بهذه الحقيقة، إن انتشار الظلم يؤدي إلى تحطيم الروابط العامة والتشتت في نظام المجتمع. إن العمل بالقوى الشيطانية الجائرة يطوي صحائف الحكومات المقتدرة ويبيد حضارتها. وأن في مطالعة تاريخ حياة الظالمين الذين راوا عاقبة امرهم دروساً وعبراً، ونكتفي نحن هنا بذكر شاهد واحد من تلك الشواهد.

كان لمحمد بن عبد الملك موقع خاص بين وزراء الخلافة العباسية. وكان قد هيأ هذا الوزير القسي الفتّاك لمجازات المذنبين السياسيين تنوراً من الحديد في جدرانه من الداخل مسامير ناتئة، كان يحبس السجناء الأشقياء في هذا المكان الموحش المدهش، ثم يسلط عليه النيران من الخارج حتى تخرج أرواحهم بهذه الكيفية التعذيبية الفجيعة.

فلما بلغ المتوكل إلى الخلافة عزله عن الوزارة وسجنه في نفس سجنه هذا، فلما بلغت روحه التراقي او كادت، طلب قلماً ودواتاً وكتب إلى المتوكل هذين البيتين:

هي السبيل فمن يوم إلى يوم            كأنه ما تريك العين في نوم

لا تجزعن رويداً انها دول              دنيا   تنقل من  قوم إلى قوم

فلما بلغ الكتاب إلى المتوكّل امر بإطلاقه، ولكن كان صدور الأمر بعد أن كان الوزير القدير قد مات في سجنه بأشق الأحوال(1).

نعم إن أولئك الذين يزعمون أن الدهر ليس إلا صعيداً لتنازع البقاء، يحاولون دائماً أن يحطموا الضعفاء تحت ضغط الحرمان تحكيماً لقدرتهم وحفظاً لشوكتهم ثم لا يرتدعون في ذلك عن اية جناية لا إنسانية. ولكن لا تمر الأيام والليالي حتى يستعر أوار الغضب من الصدور بنهضة أو ثورة تجر عليهم اياماً دموية عظيمة.

إن الظلم لا يخص طبقة أو أفراداً معينين، فكل إنسان في اي مقام وعلى أي حال حاول أن يستفيد من مزايا الحياة الدنيا لنفسه من دون أي قيد أو شرط، وأراد ان يتجاوز في ذلك حدود القوانين العقلية والشرعية، فهو ظلوم كفار.

واليوم نرى - مع الأسف الشديد - أن الظلم يطوي فيه مراحل الرقي والتقدم فنرى نيران الظلم والجور تستعر في أوساط المجتمعات البشرية وتهدد بناء الحضارة الإنسانية بالسقوط والدمار، فعمال الظلم يدوسون حقوق المجتمعات البشرية بأرجلهم، وينهبون منابع ثرواتهم ومنافعها بكل ما لهم من حول وقوة، بينما يلوح تمثال (ملكة العدالة) بلا حول ولا روح.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ مروج الذهب: ج4، ص88. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.