أقرأ أيضاً
التاريخ: 12/12/2022
3524
التاريخ: 30-5-2020
2691
التاريخ: 18-10-2019
989
التاريخ: 12/12/2022
2709
|
تعريف العمود الصحفي وخصائصه
لكن ما المقصود بالعمود الصحفي عند إطلاقه؟ وما هي الصورة التي كان عليها العمود منذ نشأته؟ وكيف تنوعت أشكال العمود وصوره فيما بعد؟
سنجيب على السؤالين الاخيرين من هذه الاسئلة الثلاثة تمهيداً للإجابة على السؤال الاول:
كان العمود في نشأته عبارة عن فكر أو رأي، أو خاطر من الخواطر يرد على ذهن الكاتب، فيكتب فيه سطوراً قليلة، وكثيراً ما كان هذا الرأي أو الخاطر يدور حول واقعة، أو ظاهرة وقع عليها نظر المحرر في المحيط الذي يعيش فيه، ومعنى ذلك أن العمود الصحفي في بداية الامر كاد لا يتعدى المحيط الاجتماعي، ومثله عمود "ما قل ودل" في الاهرام أو في "الاخبار" لأحمد الصاوي.
ثم سرعان ما لاحظنا أن العمود الصحفي أصبح موزعاً في الصحيفة المصرية على أبواب كثيرة: فهناك العمود السياسي في صفحة السياسة الخارجية، ومثله عمود "ما وراء الاخبار" الذي كانت تنشره صحيفة "الزمان" في صفحة السياسة الدولية، وهناك العمود المسرحي أو السينمائي، ومثله العمود الذي عنوانه: "رأيت أمس" وكانت تنشره "مي شاهين" بصحيفة الاخبار.
ثم هناك العمود الرياضي، والعمود الزراعي، والعمود الاقتصادي، وهكذا.
وأكثر من هذا وذاك أننا وجدنا العمود الصحفي يستقل بموضع من مواضع الصحيفة يتعود عليه القراء، ويطالعون فيه رأي الكاتب في الابواب المختلفة من سياسة، واجتماع، وأدب، وعلوم، واقتصاد. كما نجد ذلك في الاهرام والاخبار بعنوان: "ما قل ودل" لأحمد الصاوي، وفي الاخبار بعنوان: "نحو النور" لمحمد زكي عبد القادر، وفي الاخبار كذلك بعنوان: "فكرة" لعلي أمين، وفي صحيفة القاهرة بعنوان: "بين السطور" لحافظ محمود، وفي صحيفة الجمهورية بعنوان: "خاطر الصباح" لأحمد قاسم جودة.
وإذن فليس هناك فرق بين المقال والعمود من حيث الموضوع. فكلاهما يعالجان جميع هذه الامور، وكلاهما يخوضان كل هذه الميادين، ومعنى ذلك أنه من الصعب علينا أن نميز بين هذه الفنون الثلاثة، وهي: العمود، والمقال، والقصة الإخبارية، على أساس الموضوع، وإذا فلنبحث على أساس آخر يمكن أن تقوم عليه هذه التفرقة.
ألا يكون الفرق بينهما آتياً من ناحية الاسلوب؟
إن المواد الصحفية يمكن تقسيمها على أساس الاسلوب إلى قسمين:
الاول القصة الإخبارية التي تغطي عليها الناحية الموضوعية، والتي لا تذيل غالباَ بتوقيع كاتبها، لان القصة الإخبارية الواقعة في الحقيقة إنما يشترك في كتابتها أفراد عديدون في الصحيفة الواحدة.
والثاني المواد غير الإخبارية، وهي المواد التي يذيل معظمها بتوقيع كاتبها، ولا يختفي الطابع الشخصي في الكثير منها، ومثلها العمود الصحفي على اختلاف ألوانه، ولا يستثنى من ذلك غير "المقال الافتتاحي" الذي قلنا إنه يعبر عن سياسة الصحيفة، ولا يكون عليه توقيع كاتبه إطلاقاً.
وعلى هذا لا تجد الفرق واضحاً كذلك بين العمود والمقال على أساس الاسلوب، وإذن فلنبحث عن أساس ثالث يمكن أن تقوم عليه هذه التفرقة.
وليكن هذا الاساس الاخير هو "الشكل" أو "المساحة" التي تخصص لكل مادة من مواد الصحيفة على حدة.
ومن اليسير علينا أن نلاحظ أنه بينما يجري تنظيم الصفحة الواحدة. من صفحات الصحيفة بطريقة توفر المساحة التي يشغلها العمود، بحيث يضاف إليه جزء، أو يبتر منه جزء ليوضع في صفحة أخرى، إذ بنا نرى القصة الخبرية، أو المقالة الصحفية، تبتر منذ بدايتها وتوزع على أكثر من موضوع واحد، أو صفحة واحدة من صفحات الجريدة التي تنشر فيها.
أي أننا إذا أنعمنا النظر في شكل العمود، وشكل المقال، وجدنا أن الاول يمتاز بصغر المساحة التي يشغلها من الصفحة بالقياس إلى الثاني، وهذا هو أول الفروق الواضحة بينهما.
وثم فرق آخر بينهما كذلك من حيث الشكل؛ وهو أن العمود ينشر دائماً تحت عنوان ثابت، وفي مكان ثابت من الصحيفة لا يتغير أبداً. وهناك فرق ثالث أشرنا إليه قبل الآن وهو أن العمود ينبغي أن يكون له توقيع، وإن كان هذا التوقيع له صور كثيرة كما سنرى فيما بعد على حين أن المقال الافتتاحي، بوجه خاص، لا ينبغي أن يحمل توقيع الكاتب.
بعد هذا نستطيع أن نقدم تعريفاً للعمود الصحفي فنقول:
"إن المادة الصحفية التي تتسم دائماً بطابع صاحبها، أو محررها في أسلوب التفكير، وأسلوب التعبير، ولا تتجاوز في مساحتها عموداً صحفياً على أكثر تقدير، وتنشر بانتظام تحت عنوان ثابت، وتوقيع ثابت هو توقيع المحرر".
وتوقيع العمود الصحفي قد يكون بالاسم كاملاً، وهو السائد في الاعمدة، أو بالاسم الاول فقط، أو بالحرف الاول فقط، كما في العمود الذي كانت تنشره صحيفة المصري بتوقيع "ج" تحت عنوان "تعليق"، وفيه يعقب المحرر على السياسة الخارجية، وقد يكون التوقيع بالرموز؛ كتوقيع "الحاج سيد" تحت عمود "بالبلدي" في صحيفة الجمهورية عند أول ظهورها، وتوقيع "دولي" تحت عمود "ما وراء الاخبار" في صحيفة "الزمان" وتوقيع "ديدبان" للدكتور محمود عزمي بصحيفة "الاهرام" وقد يكون توقيع العمود الصحفي على شكل نقط بين قوسين هكذا (..........) كما في عمود "لا" بصحيفة الجمهورية عند أول صدورها، وهكذا.
أما من حيث الموضع الذي يحتله العمود الصحفي من الصحيفة. فيلاحظ أنه يحتل مكاناً متطرفاً في أقصى الصفحة من اليسار، كما في عمود "ما قل ودل" بصحيفة الاهرام والاخبار، وكما في عمود "خاطر الصباح" بصحيفة "الجمهورية" أو في أول الصفحة الاخيرة من اليمين، كما في عمود "فكرة بصحيفة" ، وقد يحتل العمود مكاناً متوسطاً في الصفحة، كما في "نحو النور" في رأس العمود الرابع من الصفحة الخامسة لصحيفة "الاخبار" أيضاً، وكما في "بين السطور" العمود السادس من الصفحة الخامسة لصحيفة "القاهرة".
وأما من حيث الطباعة، فيحسن لكي يتميز العمود عن غيره من مواد الصحفية، ولكي يلفت إليه نظر القارئ، أن يكون بحروف سوداء من "بنط " خاص، ولا بأس من كتابته كذلك في إطار خاص كلما أمكن ذلك؛ كما كان الشأن في صحيفة "المصري" .
ومهما يكن من شيء، فالمهم في العمود الصحفي كما قلنا أن يكون له مكان ثابت، وعنوان ثابت، وتوقيع ثابت، وفي هذه المميزات الثلاثة ما يكفي لكي يلفت إليه أنظار القراء فيتعودون على قراءته، ويواظبون على هذه القراءة دائماً.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|