المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17639 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05

النكتارين او الخوخ الاملس Nectarines Culture
12-2-2020
الخلافات الزوجية
14-5-2017
المعلَّق
31-8-2016
آخر الدول العربيّة التي تشرق الشمس عليها
17-5-2017
زيارة مكة والمدينة
5-6-2022
صفات مخارج الحروف العربية
2023-05-27


تفسير الاية (11-13) من سورة المجادلة  
  
15456   03:36 مساءً   التاريخ: 3-10-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الميم / سورة المجادلة /

قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (11) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (12) أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المجادلة: 12، 13].

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

لما قدم سبحانه النهي عن النجوى لما فيه من إيذاء المؤمنين عقبه بالأمر بالتفسح لما في تركه من إيذائهم أيضا فقال {يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس} أي اتسعوا فيه وهو مجلس النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) عن قتادة ومجاهد وقيل المراد به مجالس الذكر كلها {فافسحوا يفسح الله لكم} أي فتوسعوا يوسع الله لكم مجالسكم في الجنة {وإذا قيل انشزوا} أي ارتفعوا وقوموا ووسعوا على إخوانكم {فانشزوا} أي فافعلوا ذلك وقيل معناه وإذا قيل لكم انهضوا إلى الصلاة والجهاد وعمل الخير فانشزوا ولا تقصروا عن مجاهد وقيل معناه وإذا قيل لكم ارتفعوا في المجلس وتوسعوا للداخل فافعلوا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) لا يقرب ولا يرفع إلا بإذن الله وأمره وقيل معناه وإذا نودي للصلاة فانهضوا فإن رجالا كانوا يتثاقلون عن الصلاة عن عكرمة والضحاك وقيل وردت في قوم كانوا يطيلون المكث عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فيكون كل واحد منهم يحب أن يكون آخر خارج فأمرهم الله أن ينشزوا أي يقوموا إذا قيل لهم انشزوا.

 {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} قال ابن عباس يرفع الله الذين أوتوا العلم من المؤمنين على الذين لم يؤتوا العلم درجات وقيل معناه لكي يرفع الله الذين آمنوا منكم بطاعتهم لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) درجة والذين أوتوا العلم بفضل علمهم وسابقتهم درجات في الجنة وقيل درجات في مجلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فأمر الله سبحانه أن يقرب العلماء من نفسه فوق المؤمنين الذين لا يعلمون العلم ليبين فضل العلماء على غيرهم وفي هذه الآية دلالة على فضل العلماء وجلالة قدرهم وقد ورد أيضا في الحديث أنه قال (صلى الله عليه وآله وسلّم) فضل العالم على الشهيد درجة وفضل الشهيد على العابد درجة وفضل النبي على العالم درجة وفضل القرآن على سائر الكلام كفضل الله على خلقه وفضل العالم على سائر الناس كفضلي على أدناهم رواه جابر بن عبد الله وقال علي (عليه السلام) من جاءته منيته وهو يطلب العلم فبينه وبين الأنبياء درجة {والله بما تعملون خبير} أي عليم.

ثم خاطب سبحانه المؤمنين مرة أخرى وقال {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة} أي إذا ساررتم الرسول فقدموا قبل أن تساروه صدقة وأراد بذلك تعظيم النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) وأن يكون ذلك سببا لأن يتصدقوا فيؤجروا عنه وتخفيفا عنه (صلى الله عليه وآله وسلّم) قال المفسرون فلما نهوا عن المناجاة حتى يتصدقوا ضن كثير من الناس فكفوا عن المسألة فلم يناج أحد إلا علي بن أبي طالب على ما مضى ذكره قال مجاهد وما كان إلا ساعة وقال مقاتل بن حيان كان ذلك ليالي عشرا ثم نسخت بما بعدها وكانت الصدقة مفوضة إليهم غير مقدرة {ذلك} أي ذلك التصدق بين يدي مناجاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) {خير لكم} لأن فيه أداء واجب وتحصيل ثواب {وأطهر} أي وأدعي لكم إلى مجانبة المعاصي وتركها وأزكى لكم تتطهرون بذلك بمناجاته كما تقدم الطهارة على الصلاة {فإن لم تجدوا} ما تتصدقون به {فإن الله غفور} يستر عليكم ترك ذلك {رحيم} يرحمكم وينعم عليكم ثم قال سبحانه ناسخا لهذا الحكم {أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات} يعني أ خفتم الفاقة يا أهل الميسرة وبخلتم بالصدقة بين يدي نجواكم وهذا توبيخ لهم على ترك الصدقة إشفاقا من العيلة {فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم} لتقصيركم فيه {فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله} فيما أمركم به ونهاكم عنه {ورسوله} أي وأطيعوا رسوله أيضا {والله خبير بما تعملون} أي عالم بأعمالكم من طاعة ومعصية وحسن وقبيح فيجازيكم بها

________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج9 ، ص418-419.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ} . كان الصحابة يتسابقون إلى مجلس رسول اللَّه (صلى الله عليه واله وسلم) ويحرصون على القرب منه ، وكان المجلس في كثير من الأحيان يزدحم بالناس ، ولا يفسح الجليس للقادم ، فيضطر إلى الرجوع أو الوقوف على قدميه ، فأدبهم سبحانه بخلق الإسلام ، وأمر أن يفسح ويوسع بعضهم لبعض ، ووعد الذين يفسحون في مجالسهم ان يفسح لهم في الجنة .

{وإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا} . أمر سبحانه أولا الجالسين ان يوسعوا للقادم إذا اتسع المجلس له ولهم ، ثم أمرهم بالسمع والطاعة لرسول اللَّه (صلى الله عليه واله وسلم) إذا طلب منهم ان يتركوا مجالسهم للقادمين حيث لا يتسع المكان للجميع حتى مع التفسح والتوسع ، وفي بعض الروايات ان النبي (صلى الله عليه واله وسلم) كان يقيم نفرا من مقاعدهم ليجلس فيها من هو أفضل وأسبق إلى الخيرات ، وكانت تبدو الكراهية في وجوه البعض لذلك ، ولكن بعد ان نزلت هذه الآية تأدبوا بآدابها ، وأفسحوا لإخوانهم عن طيب خاطر وقبل أن يأمرهم النبي (صلى الله عليه واله وسلم) بذلك . وفي بعض التفاسير ان المعنى إذا قيل لكم : انهضوا إلى الخير فأجيبوا . . وليس هذا ببعيد لأن الأمر عام لجميع معاني النهوض إلى الخيرات سواء أكانت افساحا أم جهادا أم غيرهما .

وإذا كان من آداب القرآن ان يفسح الإنسان لأخيه أو يخلي له مكانه فليس من الآداب والأخلاق في شيء أن يقيم القادم أحدا من مجلسه ، فلقد كان الرسول الأعظم (صلى الله عليه واله وسلم) يجلس حيث ينتهي به المجلس . . أجل ، إذا طلب صاحب المجلس القيام من أحد الجالسين فينبغي ان يجيبه . . ولكن لا ينبغي لصاحب المجلس ان يطلب ذلك إلا لمبرر كما لو خرج الجليس عن الآداب ، أو كان للقادم شأن أجل وأرفع عند اللَّه ، قال تعالى :

{يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ والَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ واللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} .

ان اللَّه خبير بأهل الفضل وغيرهم ، وعليم بمراتب الفضل ودرجاته ، وهو يعطي لكل ذي فضل حقه ، وأفضل الناس عنده أشدهم ورعا عن محارمه ، وإذا كان مع هذا الورع وعي وعلم فصاحبهما في أعلى عليين . . وليس من شك ان تعظيم من عظَّم اللَّه فرض لازم ، فقد جاء في الحديث : ان رسول اللَّه كان يكرم أهل بدر ويقدمهم على غيرهم ، وفي ذات يوم دخل جماعة منهم إلى مجلسه ، فوجدوه مزدحما بالناس ، ولم يفسح أحد لهم ، فقال النبي (صلى الله عليه واله وسلم) لمن حوله من غير أهل بدر : قم يا فلان ، وأنت يا فلان ، وأجلس أهل بدر . . وتتفق هذه الرواية مع قوله تعالى : {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا} الخ .

صدر المجلس :

وبهذه المناسبة أشير إلى اني إذا قرأت في الصحف مقالا يتصل بموضوع آية من آي الذكر الحكيم احتفظت به في ملف خاص حتى إذا بلغت بالتفسير إلى الآية رجعت إلى المقال ، واستشهدت بشيء من كلماته ، وأشرت إلى اسم الصحيفة وتاريخها لأن بعض الجيل الجديد يقتنع بالصحف ولغتها أكثر من أي مصدر .

ويلاحظ القارئ هذا الاستشهاد فيما سبق من المجلدات ، منها - على سبيل المثال - ما جاء في المجلد الرابع ص 379 بعنوان {الماديون والحياة بعد الموت} والمجلد الخامس ص 79 بعنوان (اللَّه وعلم الخلايا) والمجلد السادس ص 49 بعنوان {الرحلة إلى القمر} وص 388 بعنوان (الإسلام وفتاة انكليزية) .

وفي ذات يوم قرأت في إحدى الجرائد عن مجادلات السياسيين الكبار حول مائدة المفاوضات : من الذي يتصدر ومن الذي يتأخر ؟ وأي وفد يدخل حجرة المفاوضات قبل الآخر . . ومن الأمثلة التاريخية التي ذكرها الكاتب : انه في سنة 1945 عقب الحرب العالمية الثانية اتفق تشرشل وستالين وروزفلت على أن يتفاوضوا في بودابست ، ولكنهم اختلفوا أيهم يدخل الحجرة قبل غيره ، وطال هذا الخلاف أمدا غير قصير . . ثم انحلت المشكلة في أن يتفاوضوا في حجرة لها ثلاثة أبواب ، يدخل كل واحد منهم من باب في آن واحد .

وحين بلغت بالتفسير إلى قوله تعالى : {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وإِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ والَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ} حين بلغت إلى هنا تذكرت المقال ، وأشرت - كما ترى - إلى بعض ما جاء فيه ليعلم القارئ ان الإسلام لا يقيم وزنا إلا للعلم والإخلاص : {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ والَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجاتٍ} . هذه هي حضارة الحق والعدل بمعناها الصحيح ، أما تكريم صانعي الموت الذين يملكون صواريخ (مينوتمان) وصواريخ (س س) وغيرها من أسلحة التخريب والتدمير ، أما هؤلاء فلا وزن لهم إلا في شريعة الشيطان ، وحضارة البغي والعدوان .

{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وأَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهً غَفُورٌ رَحِيمٌ} . لا أجد تفسيرا لهذه الآية أحسن من تفسير مقاتل بن حيان لها ، قال : ان الأغنياء غلبوا الفقراء على مجلس النبي (صلى الله عليه واله وسلم) - وهذا شأنهم في كل زمان - وأكثروا من مناجاته حتى كره النبي (صلى الله عليه واله وسلم) طول جلوسهم ، فأمر اللَّه بالصدقة عند المناجاة ، فأما الأغنياء فامتنعوا ، وأما الفقراء فلم يجدوا شيئا ، واشتاقوا إلى مجلس الرسول (صلى الله عليه واله وسلم) فتمنوا لو كانوا يملكون شيئا ينفقونه ويصلون إلى مجلس رسول اللَّه (صلى الله عليه واله وسلم) وعند هذا ازدادت درجة الفقراء عند اللَّه ، وانحطت درجة الأغنياء .

وفي العديد من التفاسير ، منها تفسير الطبري والرازي : ان هذه الآية ما عمل بها أحد إلا علي بن أبي طالب (عليه السلام) . كان معه دينار فصرفه بعشرة دراهم ، فكان كلما أراد مناجاة الرسول تصدق بدرهم ، ثم نسخت الآية قبل أن يعمل بها

أحد غير علي . وقال صاحب تفسير روح البيان : روي عن عبد اللَّه بن عمر انه قال : كان لعلي ثلاث لو كانت لي واحدة منهن كانت أحب إليّ من حمر النعم :

تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى .

{أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وتابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وآتُوا الزَّكاةَ وأَطِيعُوا اللَّهً ورَسُولَهُ} . لما شق الأمر بالصدقة على الأغنياء حرصا على أموالهم ، وعلم اللَّه منهم ذلك ، وعرفوا ان وقت النبي هو لابلاغ الرسالة وتدبير شؤون المسلمين ، وليس لهم وحدهم ، لما كان الأمر كذلك رخّص اللَّه لهم في المناجاة دون أن يقدموا الصدقة ، وعفا عن الذين لم يتصدقوا على أن لا يفرطوا في الصلاة والزكاة وسائر الطاعات {واللَّهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ} لا يخفى عليه إحسان من أحسن ، وإساءة من أساء ، وهو يجازي الأول بالحسنى ، والثاني بما هو أهله .

______________________

1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7 ، ص271-274.

 

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم} إلخ، التفسح الاتساع وكذا الفسح، والمجالس جمع مجلس اسم مكان، والاتساع في المجلس أن يتسع الجالس ليسع المكان غيره وفسح الله له أن يوسع له في الجنة.

والآية تتضمن أدبا من آداب المعاشرة، ويستفاد من سياقها أنهم كانوا يحضرون مجلس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فيجلسون ركاما لا يدع لغيرهم من الواردين مكانا يجلس فيه فأدبوا بقوله: {إذا قيل لكم تفسحوا} إلخ، والحكم عام وإن كان مورد النزول مجلس النبي (صلى الله عليه وآله وسلم).

والمعنى: يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم توسعوا في المجالس ليسع المكان معكم غيركم فتوسعوا وسع الله لكم في الجنة.

وقوله: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا} يتضمن أدبا آخر، والنشوز - كما قيل - الارتفاع عن الشيء بالذهاب عنه، والنشوز عن المجلس أن يقوم الإنسان عن مجلسه ليجلس فيه غيره إعظاما له وتواضعا لفضله.

والمعنى: وإذا قيل لكم قوموا ليجلس مكانكم من هو أفضل منكم في علم أو تقوى فقوموا.

وقوله: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} لا ريب في أن لازم رفعه تعالى درجة عبد من عباده مزيد قربه منه تعالى، وهذا قرينة عقلية على أن المراد بهؤلاء الذين أوتوا العلم العلماء من المؤمنين فتدل الآية على انقسام المؤمنين إلى طائفتين: مؤمن ومؤمن عالم، والمؤمن العالم أفضل وقد قال تعالى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: 9].

ويتبين بذلك أن ما ذكر من رفع الدرجات في الآية مخصوص بالذين أوتوا العلم ويبقى لسائر المؤمنين من الرفع الرفع درجة واحدة ويكون التقدير يرفع الله الذين آمنوا منكم درجة ويرفع الذين أوتوا العلم منكم درجات.

وفي الآية من تعظيم أمر العلماء ورفع قدرهم ما لا يخفى.

وأكد الحكم بتذييل الآية بقوله: {والله بما تعملون خبير}.

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة} إلخ، أي إذا أردتم أن تناجوا الرسول فتصدقوا قبلها.

وقوله: {ذلك خير لكم وأطهر} تعليل للتشريع نظير قوله: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} [البقرة: 184] ، ولا شك أن المراد بكونها خيرا لهم وأطهر أنها خير لنفوسهم وأطهر لقلوبهم ولعل الوجه في ذلك أن الأغنياء منهم كانوا يكثرون من مناجاة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يظهرون بذلك نوعا من التقرب إليه والاختصاص به وكان الفقراء منهم يحزنون بذلك وينكسر قلوبهم فأمروا أن يتصدقوا بين يدي نجواهم على فقرائهم بما فيها من ارتباط النفوس وإثارة الرحمة والشفقة والمودة وصلة القلوب بزوال الغيظ والحنق.

وفي قوله: {ذلك} التفات إلى خطاب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بين خطابين للمؤمنين وفيه تجليل لطيف له (صلى الله عليه وآله وسلم) حيث إن حكم الصدقة مرتبط بنجواه (صلى الله عليه وآله وسلم) والالتفات إليه فيما يرجع إليه من الكلام مزيد عناية به.

وقوله: {فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم} أي فإن لم تجدوا شيئا تتصدقون به فلا يجب عليكم تقديمها وقد رخص الله لكم في نجواه وعفا عنكم إنه غفور رحيم فقوله: {فإن الله غفور رحيم} من وضع السبب موضع المسبب.

وفيه دلالة على رفع الوجوب عن المعدمين كما أنه قرينة على إرادة الوجوب في قوله: {فقدموا} إلخ، ووجوبه على الموسرين.

قوله تعالى: {أ أشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات} إلخ، الآية ناسخة لحكم الصدقة المذكور في الآية السابقة، وفيه عتاب شديد لصحابة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين حيث إنهم تركوا مناجاته (صلى الله عليه وآله وسلم) خوفا من بذل المال بالصدقة فلم يناجه أحد منهم إلا علي (عليه السلام) فإنه ناجاه عشر نجوات كلما ناجاه قدم بين يدي نجواه صدقة ثم نزلت الآية ونسخت الحكم.

والإشفاق الخشية، وقوله: {أن تقدموا} إلخ، مفعوله والمعنى: أ خشيتم التصدق وبذل المال للنجوى، واحتمل أن يكون المفعول محذوفا والتقدير أ خشيتم الفقر لأجل بذل المال.

قال بعضهم: جمع الصدقات لما أن الخوف لم يكن في الحقيقة من تقديم صدقة واحدة لأنه ليس مظنة الفقر بل من استمرار الأمر وتقديم صدقات.

وقوله: {فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} إلخ، أي فإذ لم تفعلوا ما كلفتم به ورجع الله إليكم العفو والمغفرة فأثبتوا على امتثال سائر التكاليف من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.

ففي قوله: {وتاب الله عليكم} دلالة على كون ذلك منهم ذنبا ومعصية غير أنه تعالى غفر لهم ذلك.

وفي كون قوله: {فأقيموا الصلاة} إلخ، متفرعا على قوله: {فإذ لم تفعلوا} إلخ، دلالة على نسخ حكم الصدقة قبل النجوى.

وفي قوله: {وأطيعوا الله ورسوله} تعميم لحكم الطاعة لسائر التكاليف بإيجاب الطاعة المطلقة، وفي قوله: {والله خبير بما تعملون} نوع تشديد يتأكد به حكم وجوب طاعة الله ورسوله.

____________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج19 ، ص166-167.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

إحترام أهل السابقة والإيمان:

تعقيباً على الموضوع الذي جاء في الرّوايات السابقة حول ترك (النجوى) في المجالس، يتحدّث القرآن عن أدب آخر من آداب المجالس حيث يقول سبحانه: {يا أيّها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسّحوا في المجالس فافسحوا(2) يفسح الله لكم}.

«تفسّحوا» من مادّة (فسح) على وزن قفل بمعنى المكان الواسع، وبناءً على هذا، فإنّ التفسّح بمعنى التوسّع، وهذه واحدة من آداب المجالس، فحين يدخل شخص إلى المجلس فإنّ المرجو من الحاضرين أن يجلسوا بصورة يفسحوا بها مجالا له، كي لا يبقى في حيرة وخجل، وهذا الأدب أحد عوامل تقوية أواصر المحبّة والودّ على عكس النجوى التي اُشير إليها في الآيات السابقة، والتي هي أحد عوامل التفرقة والشحناء، وإثارة الحساسيات والعداوة.

والشيء الملاحظ أنّ القرآن الكريم، الذي هو بمثابة دستور لجميع المسلمين لم يهمل حتّى هذه المسائل الجزئية الأخلاقية في الحياة الإجتماعية للمسلمين، بل أشار إليها بما يناسبها ضمن التعليمات الأساسية، حتّى لا يظنّ المسلمون أنّه يكفيهم الإلتزام بالمباديء الكليّة.

جملة {يفسح الله لكم) فسّرها بعض المفسّرين بتوسّع المجالس في الجنّة، وهو ثواب يعطيه الله تعالى للأشخاص الذين يراعون هذه الآداب في عالم الدنيا، ويلتزمون بها، وبلحاظ كون الآية مطلقة وليس فيها قيد أو شرط فإنّ لها مفهوماً واسعاً، وتشمل كلّ سعة إلهيّة، سواء كانت في الجنّة أوفي الدنيا أوفي الروح والفكر أوفي العمر والحياة، أوفي المال والرزق، ولا عجب من فضل الله تعالى أن يجازي على هذا العمل الصغير بمثل هذا الأجر الكبير، لأنّ الأجر بقدر كرمه ولطفه لا بقدر أعمالنا.

وبما أنّ المجالس تكون مزدحمة أحياناً بحيث أنّه يتعذّر الدخول إلى المجلس في حالة عدم التفسّح أو القيام، وإذا وجد مكان فإنّه غير متناسب مع مقام القادمين وإستمراراً لهذا البحث يقول تعالى: {وإذا قيل انشزوا فانشزوا}(3)أي إذا قيل لكم قوموا فقوموا.

ولا ينبغي أن تضجروا أو تسأموا من الوقوف، لأنّ القادمين أحياناً يكونون أحوج إلى الجلوس من الجالسين في المجلس، وذلك لشدّة التعب أو الكهولة أو للإحترام الخاصّ لهم، وأسباب اُخرى.

وهنا يجب أن يؤثّر الحاضرون على أنفسهم ويتقيّدوا بهذا الأدب الإسلامي، كما مرّ بنا في سبب نزول الآية، حيث كان رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أمر المجموعة التي كانت جالسة بالقرب منه بالتفسّح للقادمين الجدد لأنّهم كانوا من مجاهدي بدر، وأفضل من الآخرين من ناحية العلم والفضيلة.

كما فسّر بعض المفسّرين (انشزوا) بمعناها المطلق وبمفهوم أوسع، حيث تشمل أيضاً القيام للجهاد والصلاة وأعمال الخير الاُخرى، إلاّ أنّه من خلال التمّعن والتدقيق في الجملة السابقة لها والتي فيها قيد «في المجالس»، فالظاهر أنّ هذه الآية مقيّدة بهذا القيد، فيمتنع إطلاقها بسبب وجود القرينة.

ثمّ يتطرّق سبحانه إلى الجزاء والأجر الذي يكون من نصيب المؤمنين إذا التزموا بالأمر الإلهي، حيث يقول عزّوجلّ: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اُوتوا العلم درجات}(4).

وذلك إشارة إلى أنّ الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إذا أمر البعض بالقيام وإعطاء أماكنهم للقادمين، فإنّه لهدف إلهي مقدّس، وإحتراماً للسابقين في العلم والإيمان.

والتعبير بـ (درجات) بصورة نكرة وبصيغة الجمع، إشارة إلى الدرجات العظيمة والعالية التي يعطيها الله لمثل هؤلاء الأشخاص، الذين يتميّزون بالعمل والإيمان معاً، أوفي الحقيقة أنّ الأشخاص الذين يتفسّحون للقادمين لهم درجة، واُولئك الذين يؤثرون ويعطون أماكنهم ويتّصفون بالعلم والتقوى لهم درجات أعلى.

وبما أنّ البعض يؤدّي هذه التعليمات ويلتزم بهذه الآداب عن طيب نفس ورغبة، والآخرون يؤدّونها عن كراهية أو للرياء. والتظاهر .. فيضيف تعالى في نهاية الآية: {والله بما تعملون خبير}.

وقوله تعالى : {يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نَجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ذَلِكَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَأَطْهَرُ فَإِن لَّمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (12) ءَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَىْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَت فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَوةَ وَءَاتُوا الزَّكَوةَ وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَاللهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}:

الصدقة قبل النجوى (إختبار رائع):

في قسم من الآيات السابقة كان البحث حول موضوع النجوى، وفي الآيات مورد البحث إستمراراً وتكملة لهذا المطلب.

يقول سبحانه: {ياأيّها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرّسول فقدّموا بين يدي نجواكم صدقة} وكما ذكرنا في سبب نزول هذه الآيات، فإنّ بعض الناس وخاصّة الأغنياء منهم كانوا يزاحمون الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) باستمرار ويتناجون معه ... ولمّا كان هذا العمل يسبّب إزعاجاً للرسول بالإضافة إلى كونه هدراً لوقته الثمين، وفيه ما يشعر بالخصوصية لهؤلاء الذين يناجونه بدون مبرّر لذا نزل الحكم أعلاه، وكان إمتحاناً لهم، ومساعدة للفقراء، ووسيلة مؤثّرة للحدّ من مضايقة هؤلاء لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

ثمّ يضيف بقوله تعالى: {ذلك خير لكم وأطهر}.

أمّا كون الصدقة «خير» فإنّها كانت للأغنياء موضع أجر وللفقراء مورد مساعدة، وأمّا كونها (أطهر) فلأنّها تغسل قلوب الأغنياء من حبّ المال، وقلوب الفقراء من الغلّ والحقد، لأنّه عندما تكون النجوى مقرونة بالصدقة تكون دائرتها أضيق ممّا كانت عليه في الحالة المجانية، وبالتالي فإنّها نوع من التصحيح والتهذيب الفكري والإجتماعي للمسلمين.

ولكن لوكان التصدّق قبل النجوى واجباً على الجميع، فإنّ الفقراء عندئذ سيحرمون من طرح المسائل المهمّة كإحتياجاتهم ومشاكلهم أمام الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) فلذا جاء في ذيل الآية إسقاط هذا الحكم عن المجموعة المستضعفة ممّا مكّنهم من مناجاة الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) والتحدّث معه {فان لم تجدوا فانّ الله غفور رحيم}.

وبهذه الصورة فإنّ دفع الصدقة قبل النجوى كان واجباً على الأغنياء دون غيرهم.

والطريف هنا أنّ للحكم أعلاه تأثيراً عجيباً وإمتحاناً رائعاً أفرزه على صعيد الواقع من قبل المسلمين في ذلك الوقت، حيث امتنع الجميع من إعطاء الصدقة إلاّ شخص واحد، ذلك هو الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام)، وهنا اتّضح ما كان يجب أن يتّضح، وأخذ المسلمون درساً في ذلك، لذا نزلت الآية اللاحقة ونسخت الحكم حيث يقول سبحانه: {أأشفقتم أن تقدّموا بين يدي نجواكم صدقات}.

حيث اتّضح أنّ حبّ المال كان في قلوبكم أحبّ من نجواكم للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)واتّضح أيضاً أنّ هذه النجوى لم تكن تطرح فيها مسائل أساسية، وإلاّ فما المانع من أن تقدّم هذه المجموعة صدقة قبل النجوى، خاصّة أنّ الآية لم تحدّد مقدار الصدقة فبإمكانهم دفع مبلغ زهيد من المال لحلّ هذه المشكلة!!

ثمّ يضيف تعالى: {فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون}.

ويعكس لنا التعبير بـ (التوبة) أنّهم في نجواهم السابقة كانوا قد ارتكبوا ذنوباً، سواء في التظاهر والرياء، أو أذى الرّسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أو أذى المؤمنين الفقراء.

وبالرغم من عدم التصريح بجواز النجوى في هذه الآية بعد هذا الحادث، إلاّ أنّ تعبير الآية يوضّح لنا أنّ الحكم السابق قد رفع.

أمّا الدعوة لإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وإطاعة الله ورسوله فقد أكّد عليها بسبب أهميّتها، وكذلك هي إشارة إلى أنّه إذا تناجيتم فيما بعد فيجب أن تكون في خدمة الأهداف الإسلامية الكبرى وفي طريق طاعة الله ورسوله.

_____________________
1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج14 ، ص29-35.

2 ـ إنّ إختلاف التعبيرين ـ تفسّحوا وافسحوا ـ عن الآخر وهو أنّ أحدهما من تفعّل، والآخر من الثلاثي المجرّد، ويمكن أن يكون الفرق أنّ الأوّل له صفة التكلّف، والآخر خال من هذه الصفة، يعني كما لو قال قائل: افسحوا للشخص الذي يقدم توّاً، فإنّ الجالسين بدون أن يشعروا بالتكلّف يتفسّحون، (يرجى ملاحظة ذلك).

3 ـ «انشزوا» من مادّة (نشزَ) على وزن (نصر) مأخوذة من معنى الأرض العالية، لذلك استعمل بمعنى القيام، و«المرأة الناشزة» تطلق على كلّ من تعتبر نفسها أعلى من أن تطيع أمر زوجها، وإستعمل هذا المصطلح أحياناً بمعنى الإحياء، لأنّ هذا الأمر سبب للقيام من القبور.

4 ـ «يرفع» في الآية أعلاه مجزومة بسبب صيغة الأمر التي جاءت قبلها، والتي في الحقيقة تعطي مفهوم الشرط، ويرفع بمنزلة جزاء هذا الشرط.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .