أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-10-2019
1415
التاريخ: 18/12/2022
2414
التاريخ: 7-1-2023
1145
التاريخ: 5-1-2023
1109
|
رواد فن المقال- مؤنس الرزاز
نقرأ مؤنس الرزاز في مقالاته الصحفية، وهو الأديب والروائي، الذي كان يكتب مقالا عمودياً عاماً، يتناول فيه ما يجده مناسبة للكتابة، منطلقاً في ذلك من كونه كاتباً وإنسان يشعر بمسؤوليته ككاتب، وبدور الكلمة في إحداث الأثر المطلوب عند القراء. علما بأن كل ما كتبه كان يعبر بصدق عما يحس به كإنسان وكاتب تجاه أمته التي كان يأمل في كل كلمة كتبها أن ترقى إلى الحياة الكريمة وأن تتعزز فيها الكرامة ويحوطها الكبرياء وأن تقال عثراتها وتخف أوجاعها وتتخلص من آثار ما تتعرض له من النكبات والمحن والمظالم.
لقد كان الرزاز كاتباً غزير الإنتاج، وقال معللا أسباب غزارة الإنتاج عنده، بأنها: تكمن في الاحتراف، وأعتقد أني من الأدباء العرب القليلين الذين ينظرون للكتابة كاحتراف وليس کھواية. فمشكلة الكاتب العربي عموما أنه يتعامل مع الإبداع على أساس أنه ينتظر الوحي حين يأتيه. إنما أنا أرى أن الإبداع احتراف شأنه شأن الهندسة والطب، وبالتالي على المبدع أن يهتم بالقراءة التي تشحن الوجدان بالكثير من الطاقة التي يعبر عنها الكاتب على الورق، وعليه أن يوظف وقته في الاطلاع على الكتب الجديدة، سواء كانت الكتاب عرب أو كتاب الأدب في العالم.
والحقيقة أن الكتابة حين تصبح احترافا تصبح متعة وليست واجباً ثقيلا لأنني لا أكتب من أجل راتب في آخر الشهر وإنما هي طاقة مشحونة داخل المبدع يعبر عنها بالكتابة التي إذا لم يعبر عنها تؤدي إلى نوع من العزلة والاكتئاب لدى الكاتب.
وأنا أعتقد أن على كل كاتب أن يجلس على طاولة الكتابة يوميا حتى لو كتب مجرد صفحة، فعليه أن يكتب كل يوم كنوع من التمرين، وهذا لا يعني أن عليه أن ينشر كل ما يكتب، فإذا لم يجد فيما يكتبه شيئا مهما أو شيئا يستحق النشر فليس هناك أية ضرورة للنشر، وإنما الهدف هو التمرين. وبالمقابل، على هذا الكاتب إذا جلس على طاولة الكتابة لمدة ساعة مثلا أن يقرأ بالمقابل أربع ساعات، لأن هذه القراءة هي التي ستدفع لديه موهبة الكتابة والإبداع.
وقال: إنه قادر على المواءمة بين الكتابة الصحفية والكتابة الأدبية، فكلاهما نوعان لأصل واحد، بل إن كليهما مرتبط بالآخر. فكون الصحفي أديباً فهذا يعطيه ثقة بنفسه وبقدراته. وأن: معرفة الصحفي بالأدب مصدر قوة له، ولكن هذا لا يعني أنه المصدر الوحيد.
وقد تميز مؤنس الرزاز بأسلوب كتابي مترد يمزج بين الطاقة الأدبية الخلاقة، والانشغال اليومي بهموم الناس.
وقد امتلك حاسة اجتماعية قوية، وثقافة واسعة تدل على قراءات متشعبة في الأدب والتراث والتاريخ والسياسة، تربط بين هم الحاضر وأحداث الماضي، وتشكل المادة التاريخية محورا رئيسية فيها.
وامتلك كذلك، قدرة عالية من الحساسية إزاء الأحداث والقضايا المصيرية للإنسان والوطن. وقدرة عالية من النبل الذي يجلب المعاناة النفسية القاسية في سبيل التطلع لحياة أجمل لهذه الأمة. وقدرة عالية من الموهبة الأدبية التي جعلته يوظفها، وهو يكتب مقالاته الصحفية وكأنه يصرخ في الوجوه. إن هذا يجب أن يكون.. وهذا يجب أن يتوقف.. وهكذا..
لقد كان يتناول موضوعاته، متحدثا عن شؤون السياسة وأهل السياسة من أبواب مختلفة، لا من الباب المباشر كما يفعل أصحاب الأعمدة السياسية اليومية عادة، بل من باب الخبر والمعلومة والطرفة والواقعة التاريخية والمفارقة التي تستدعي التأمل. دون أن يغرقنا في متاهات واحجيات ملغزة. فالحكاية التي يرويها ذات مغزى معروف، وعبرة يمكن التقاطها بسرعة، ورمز يسهل الوصول إلى عقدته.
وإذا كانت قيود حرية التعبير دائماً هي ما يحول دون انطلاق الكاتب لقول ما يريد، فإن الأسلوب الذي ميز كتابات الرزاز جعله يقول أشياء كثيرة، لكن في إطار أسلوب خاص اختاره لمقالته يعتمد على السخرية والرمز وتنوع الموضوعات، والانتقال من موضوع إلى الآخر، دون أن يشعر القارئ بأنه قد خرج عن سكة الفهم والمتابعة.
لقد كان أبرز الملامح الأسلوبية في مقالة الرزاز:
التصوير الدقيق في روايته لبعض الوقائع والموضوعات: وهي براعة في الكتابة الصحفية مستمدة ولا شك من الموهبة الإبداعية في كتابة الرواية. إنه هنا الكاتب الصحفي الذي يستخدم قدرات الأديب الروائي في نسجه لمادة المقال وسرده للوقائع التي يتشكل منها.
البساطة في الأسلوب: ويتمثل في البعد عن الألفاظ غير المألوفة، واقترابه كثيرا من لغة الحياة اليومية النابضة بالحيوية والصدق، في غير تكلف أو صنعة أو فذلكة لغوية مع حرص واضح على اللغة الفصحى الميسرة التي يفهمها قارئو الصحف عادة.
الإيجاز في العبارة: ويتصل به الوضوح في الفكرة المراد طرحها، وإن استخدمت الرمز الذي يمكن للقارئ فهمه والتوصل إلى المعنى الذي يحمله أو يدل عليه.
استخدام العبارات او الأمثلة الدارجة: وكذلك اللجوء إلى بعض الكلمات والتعبيرات العامية، التي تدخل إلى نص المقال بطريقة انسيابية غير متكلفة، ويكون استخدامها انسجاما مع واقع الحال الذي يرمي إليه المقال.
انسجام المادة الكتابية مع التجربة الشخصية للكاتب: سواء كانت تجربته في عالم السياسة والعمل السياسي أو الحزبي أو القومي. فهو في العديد من مقالاته يروي تجاربه، ومشاهداته ومعاناته، وذكرياته مع والده الذي كان أحد البارزين في الحركة القومية العربية الحديثة.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
قسم الشؤون الفكرية والثقافية يجري اختبارات مسابقة حفظ دعاء أهل الثغور
|
|
|