أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-08-21
267
التاريخ: 2024-01-27
1084
التاريخ: 2024-03-24
871
التاريخ: 2024-07-09
582
|
لما ارتاح الملك «تحتمس الأول» من الحياة الدنيا وصعد إلى السماء، بعد أن أتمَّ سني حياته بقلب فَرِح — كما ينص التعبير المصري على لسان مدير أعماله «إنني» — كان الشيب قد خضب لحيته وذهب بشعر رأسه، ولا بد أنه قد مات محزونًا كسير القلب؛ إذ قد وارى التراب ثلاثة من أنجاله الذكور في حياته، أكبرهم «وازمس»، وقد توفي في أول حكمه، ثم لحق به أخوه «أمنمس» الذي كان قائدًا للجيش وولي عهده، وأخيرًا ابنة تُدعَى «نفرو بتي»، وهي ابنة زوجه الشرعية المسمَّاة الزوجة الملكية العظيمة «أحمس حنت تامحو» أكبر بنات سلفه «أمنحتب» الأول كما يدَّعِي بعض المؤرخين، وبنت أحمس الأول على أشهر الأقوال كما سنبرهن على ذلك بعدُ، وقد عاشت «أحمس» هذه بعد وفاة زوجها «تحتمس الأول»، وكذلك بقي لها بنت على قيد الحياة تُدعَى «حتشبسوت»؛ ولكن تحتمس كان له ابن آخَر من زوجةٍ تُدعَى «موت نفرت»؛ وقد كان الموقف إذن معقدًا كما سبق شرحه، فقد كان الوارث الحقيقي في مثل هذه الأحوال أكبر ابن شرعي خلفه الفرعون، ولكنه كان في هذه الظروف ابنة لا ابنًا وهي «حتشبسوت»؛ ومهام الملك كان لا بد أن يتولَّاها رجل.
شكل 1: الملكة حتشبسوت.
وقد كان الحل الوحيد للخروج من هذا المأزق أن يتزوَّج «تحتمس» ابن الملكة «موت نفرت» من أخته «حتشبسوت»، وبذلك يُتوَّج ملك الوجه القبلي والوجه البحري، وقد كان هذا الزواج غير مُوفَّق، ولما توفي هذا الفرعون أصبح الموقف أشد تعقيدًا؛ إذ قد تكررت نفس المأساة ولم تُرزَق «حتشبسوت» من «تحتمس» الثاني إلا بنتين كبراهما تُسمَّى «نفرو رع»، والصغرى تُدعَى «مريت رع حتشبسوت»، وتوفي بعدها هذا الفرعون دون أن يعقب وارثًا شرعيًّا ذكرًا للعرش؛ وبذلك وجدت «حتشبسوت» نفسها بعد ذلك أمًّا لوارثة العرش، ورئيسة البيت المالك التي لا ينازعها منازع، وكانت لا تزال في مقتبل العمر وريعان الشباب، وقد وقع على عاتقها مسألة وراثة الملك في نفس الصورة التي وجدت فيها البلاد بعد وفاة والدها «تحتمس» الأول. والواقع أن الموقف كان حرجًا، ولا بد من الخروج منه بصورة ترضيها وترضي الشعب المصري، وتدل شواهد الأحوال على أن «تحتمس» الثاني كان ميَّالًا إلى أن يخلفه ابنه «تحتمس» الذي أنجبه من إحدى زوجاته غير الشرعيات المسمَّاة «إزيس»، وقد كان «تحتمس» هذا لا يزال في طفولته لم يبلغ الحادية عشرة وقت وفاة والده؛ والظاهر أن والده كان قد وكَّلَ أمره إلى كهنة مبعد الإله «آمون» لتربيته تربية دينية، غير أنه لم يكن قد أصبح كاهنًا بعدُ، وقد كان تحتمس هذا هو الذي انتُخِب ليكون وارثًا لعرش الملك مع أخته «نفرو رع»، وتحدِّثنا الآثار أن «تحتمس» الثاني هو الذي اختاره وارثًا له كما سيقصه علينا «تحتمس» الثالث نفسه فيما بعدُ على آثاره، والظاهر أن هذا الملك الفتي كان متفانيًا في حب والده، فكان يمقت «حتشبسوت» التي كانت تتجاهل والده مدة حياته، واتخذت من اعتلال صحته فرصة للسيطرة على شئون البلاد، وقد كان لها هي من جهة أخرى حزب يشدُّ أزرها من أشراف البلاد وعظمائها طول عهد زوجها «تحتمس» الثاني، ولم ينفض عنها هذا الحزب بعد موته، بل أخذ يقوي حجتها في تولِّي الملك، غير أنه على ما يظهر لم يكن في مقدورها هي وحزبها أن يمنعوا تتويج الملك تحتمس الثالث؛ لأن حكم النساء كان غير مرغوب فيه.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|