المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

لزوم الحاجة إلى علم الرجال.
2023-07-06
حشرات الحمص (دودة الحمص الخرشفية)
10-4-2016
كبريتيد الهيدروجين hydrogen sulfide
5-6-2016
سيتي العرابة المدفونة.
2024-07-11
الصدق و اداء الامانة
22-8-2016
متناهي الصغر infinitesimal
6-6-2017


أبو خراش الهذليّ  
  
5731   07:59 صباحاً   التاريخ: 27-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص269-271
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /

هو خويلد بن مرّة أحد بني قرد بن عمرو بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل، واسم أمه لبنى.
كان أبو خراش فارسا في الجاهلية فاتكا وعدّاء لا تدركه الخيل، وكان له إخوة سبعة (وقيل تسعة) كلّهم عداؤون شعراء، وقد فرطوا أمامه (ماتوا قبله). وتأخّر أبو خراش في الدخول في الاسلام ثم أسلم وحسن اسلامه، ووفد على عمر بن الخطاب. في ذلك الحين كان قد أسن جدا، ولم يكن قد بقي له من أولاده إلا خراش فخرج غازيا إلى الشام، فقال أبو خراش في ذلك:
ألا من مبلغ عنّي خراشا... وقد يأتيك بالنبإ البعيد (1)
ألا فاعلم، خراش، بأن خير ال‍...ـمهاجر بعد هجرته زهيد (2)
فإنك وابتغاء البرّ بعدي... كمخضوب اللّبان ولا يصيد (3)
فكتب عمر بن الخطّاب بأن يردّ خراش على أبيه، وألا يقبل بعد ذلك في الغزو من كان له أب شيخ، إلاّ بعد أن يأذن له أبوه (غ 21:69).
وكانت وفاة أبي خراش في خلافة عمر بن الخطاب نهشته حيّة في ساقه ليلا بينما كان يملأ ماء لضيوف يمانيين نزلوا عنده.
أبو خراش شاعر فحل من المخضرمين وأحد حكماء العرب (الكامل 713)، وشعره على سهولته متين. ولأبي خراش من الفنون فخر وحماسة ومديح ورثاء وهجاء، الا أن أكثر شعره الرثاء.
-المختار من شعره:
-وقع عروة بن مرة (أخو أبي خراش) وخراش بن خويلد (ابن أبي خراش) في الأسر، واتفق أن آسريهما قتلوا عروة وأطلقوا سراح خراش، فقال أبو خراش في ذلك:
حمدت إلهي بعد عروة إذ نجا...خراش، وبعض الشر أهون من بعض
فو اللّه، ما أنسى قتيلا رزئته... بجانب قوسى، ما مشيت على الأرض (4)
على أنها تعفو الكلوم، وإنّما... نوكّل بالأدنى وإن جلّ ما يمضي (5)
ولم أدر من ألقى عليه رداءه...على أنه قد سلّ عن ماجد محض (6)
كان زهير بن العجوة يوم حنين (سنة 8 ه‍،630 م) مع المشركين فأسر ثم تولّى قتله جميل بن معمر (7)، فقال أبو خراش (قبل أن يسلم) يرثي زهيرا ويتهدد قريشا (المسلمين):
أ في كل ممسى ليلة أنت قائل ... من الدهر لا تبعد، قتيل جميل
فما كنت أخشى أن تنال دماءنا... قريش ولمّا يقتلوا بقتيل (8)
وأبرح ما أمّرتم وملكتم... يد الدهر، ما لم تقتلوا، بغليل (9)
وقال أبو خراش لما نهشته الحيّة في ساقه، يرثي نفسه ويذكر أن الحيّة قد نهشته في أحسن موضع من جسمه، لأنه كان عدّاء سريع الجري:
لعمرك والمنايا غالبات...على الانسان تطلع كلّ نجد
لقد أهلكت حيّة بطن أنف... على الاصحاب ساقا ذات فقد (10)
_______________________
1) وقد يحمل اليك الخير رجل بعيد (ليس من قرابتك أو قومك).
2) بعد هجرته: بعد الهجرة إلى المدينة (والضمير في «هجرته» يعود على الرسول).
3) -تركتني، وأنا عاجز محتاج إلى عونك، وذهبت إلى الغزو تحسب أن في ذلك برا (طاعة اللّه). ان لك اسم الغزو من غير ثوابه، كالكلب الذي يتلوث صدره بالدم من غير أن يكون قادرا على المجيء بالطريدة.
4) قوسى: المكان الذي قتل فيه عروة.
5) تعفو الكلوم: تمحى آثار الجروح (ينسى الانسان مصائبه) كلها؛ ولكن الانسان يتألم للمصيبة الحاضرة وإن كانت أصغر من المصيبة التي مضت (ونسيها الانسان).
6) مر رجل من بني أسد شنوءة بعروة مقتولا فخلع رداءه وألقاه على جثة عروة. فقال أبو خراش: لم أعلم من كان ذلك الشخص، ولكني أعرف أنه رجل نبيل جدا.
7) هذا غير الشاعر العذري جميل بثينة (بن معمر).
8 و9) ما كنت أنتظر أن يقتل أحدا منا أحد من بني قريش (إذ لا ثارات شخصية بيننا). أما الآن فأنا سأظل حاقدا حتى آخذ ثأري منكم.
10) سيحتاج إلي أصحابي غدا ويحتاجون إلى ركضي فلا يجدونني. حية بطن أنف: يا ايتها الحية التي نهشتني في وادي بطن أنف (بفتح الهمزة).
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.