تصنيف الأخبار وفقاً لمكان وقوعها

تصنف المدرسة التقليدية الأخبار وفقاً لمكان وقوع الحدث إلى نوعين أساسيين هما الخبر الداخلي والخبر الخارجي على أساس أن الأخبار الداخلية هي التي تقع داخل المجتمع الذي تصدر فيه الصحيفة والأخبار الخارجية هي الأخبار التي تقع خارج المجتمع الذي تصدر فيه الصحيفة.

التصنيف التقليدي:

والواقع أن هذا التصنيف الذي يستند إلى مكان وقوع الحدث فقط، لا يأخذ في اعتباره عوامل أخرى مهمة مثل المكان الذي تصدر منه الصحيفة أو الذي يوجد به مقر محطة الإذاعة أو التليفزيون، والمنطقة الجغرافية التي تغطيها الصحيفة، والمكان الذي يتعرض فيه القارئ للأخبار.

فالتقسيم التقليدي للأخبار إلى داخلية وخارجية أصبح في عداد التقسيمات التاريخية التي لا تواكب التطورات الحديثة في تكنولوجيا الإعلام والاتصال، والتي أتاحت تعدد مناطق توزيع الوسيلة الإعلامية بصرف النظر عن المكان أو المجتمع الذي يوجد به مقرها الرئيسي ولذلك لا يمكن القول أن الأخبار التي تنشرها صحيفة الأهرام الدولي عن الولايات المتحدة ويقرؤها قارئ عربي داخل أمريكا، هي أخبار خارجية، وفق ما يقول به أصحاب التقسيم التقليدي.. كذلك لا يمكن القول أن الأخبار التي تتعلق ببريطانيا وتبثها القناة الفضائية المصرية ويستقبلها المشتركون في هذه القناة داخل بريطانيا، هي أخبار خارجية. الأمر الذي يهدم الأساس الذي قام عليه هذا التقسيم.

ويؤخذ أيضاً على هذا التقسيم أنه لا يأخذ في اعتباره التنوع الجغرافي الكبير في أماكن صدور الصحف حتى داخل المجتمع الواحد. فقد أتاحت تكنولوجيا الطباعة الحديثة إصدار صحف محلية (صحف المدن) وصحف إقليمية (صحف المحافظات) التي تتوجه إلى القارئ المحلي والإقليمي، فكيف يتم الحكم على الأخبار التي تنشرها هذه الصحف وفقا للتقسيم التقليدي؟ وهل ما تنشره من أخبار عن أحداث خارج حدود المدينة أو المحافظة تعتبر أخباراً خارجية؟

ومن ناحية أخرى.. فإن هذا التقسيم لا يأخذ في اعتباره التداخل الذي كثيراً ما يحدث بين مكان وقوع الحدث وانتماء صانع أو صانعو هذا الحدث. الأمر الذي يثير مشكلة مهمة عند تصنيف هذه الأخبار وعلى سبيل المثال إذا أدلى وزير الخارجية المصري أثناء زيارته لباريس بتصريحات حول موقف مصر من إحدى القضايا الدولية، فهل يعد هذا الخبر عند نشره بصحيفة مصرية خبرا خارجياً، على أساس أنه وقع خارج مصر؟ أو إذا تم اختطاف طائرة ركاب أمريكية على متنها عدد كبير من المصريين وهبطت هذه الطائرة في ألمانيا.. فكيف يتم تصنيف هذا الخبر؟ وهل هو خبر داخلي بالنسبة للصحف المصرية أم خبر خارجي؟

الخبر المحلي - القومي - العالمي:

وفي ضوء هذه الإشكاليات التي يثيرها هذا التقسيم التقليدي للخبر، فإننا نقترح تقسيماً للأخبار يأخذ في اعتباره مكان صدور وسيلة الإعلام والنطاق الجغرافي الذي توزع فيه ومكان وقوع الخبر وانتماء صانع الخبر. وبناء علي ذلك تنقسم الأخبار إلى:

1. الأخبار المحلية وهي الأخبار التي تنشر في وسائل الإعلام المحلية وتتعلق بأحداث تقع داخل المجتمع المحلي، أو يكون صانعها شخصية محلية، وتهم القارئ المحلي في المقام الأول. ومن أمثلة هذه الأخبار ما تنشره الصحف المحلية وتذيعه الإذاعات وقنوات التليفزيون المحلية من أخبار تتعلق بالمجتمعات التي تغطيها. فالخبر في تليفزيون الدلتا هو الخبر الذي وقعت أحداثه أو ينتمي صانعه إلى منطقة الدلتا.
2. الأخبار القومية وهي التي تنشر عبر وسائل الإعلام ذات التوزيع القومي، أي على مستوى الدولة كلها وتتعلق بأحداث ذات طبيعة قومية سواء وقعت داخل حدود الدولة أو خارجها وتهم القارئ أو غالبية القراء في الدولة.
3. الأخبار العالمية، وهي التي تنشر عبر وسائل الإعلام سواء كانت محلية أو قومية أو دولية عن أحداث وقعت خارج حدود الدولة التي تصدر فيها وسيلة الإعلام، ولم يشارك في صنعتها أشخاص من الدولة.