المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

HeLa Cells
16-5-2016
نظريـة النمـو الاقتصـادي عنـد آدم سميـث
2-11-2019
ثقل المسؤولية
23-5-2021
محمّد بن أحمد الصّفوانيّ
28-8-2016
الأمونيا في الغلاف الجوي Ammonia in the atmosphere
2023-10-23
سيادة أهل البيت على الناس
2-4-2016


سعيد بن حميد الكاتب  
  
5676   11:19 صباحاً   التاريخ: 30-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص322-323
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-06-2015 1736
التاريخ: 10-04-2015 1861
التاريخ: 21-2-2018 5648
التاريخ: 27-09-2015 7464

هو أبو حميد سعيد بن حميد بن سعيد بن حميد بن بحر، كان أبوه من أولاد الدهاقين و من أهل النهروان الأوسط، جنوب البصرة. كان مولده في سامرّا، و كان أبوه ينتقل به بين سامرّا و بغداد فتلقّى سعيد شيئا من العلم على ابن الاعرابي (ت 231 ه‍) ثم أصبح في أيام المأمون من الأدباء المعروفين و من كتّاب الدواوين البارزين. و لكنّ سعيدا كان ماجنا كثير التنقّل بين النساء، إلاّ أنّ تعلّقه كان بفضل الشاعرة؛ و كانت هي تودّه إلى أن فسد ما بينهما.

خصائصه الفنّيّة:

سعيد بن حميد شاعر ظريف رقيق عذب الألفاظ صاحب بديهة و على شيء من القدرة في قول الشعر. و فنونه العتاب و الهجاء و الغزل و المجون. ثم هو مترسّل بارع. و لسعيد بن حميد ديوان شعر و ديوان رسائل و كتاب انتصاف العجم من العرب و يعرف بكتاب التسوية.

المختار من شعره و نثره:

- كتب سعيد بن حميد إلى فضل الشاعرة رقعة فيها:

تظنّون أني قد تبدّلت بعدكم... بديلا؛ و بعض الظنّ إثم و منكر

إذا كان قلبي في يديك رهينة... فكيف بلا قلب أصافي (1) و أهجر

- تغاضب سعيد و فضل الشاعرة أياما ثم كتب اليها:

تعالي نجدّد عهد الرضا... و نصفح في الحب عمّا مضى

و نجري على سنّة العاشقين... و نضمن عنّي و عنك الرضا

و يبذل هذا لهذا هواه... و يصبر في حبّه للقضا

و نخضع ذلاّ خضوع العبيد... لمولى عزيز إذا أعرضا

فإنّي مذلجّ هذا العتاب... كأنّي أبطنت جمر الغضا

- كتب سعيد بن حميد إلى صالح بن يزداد في يوم نوروز (ديوان المعاني 1:95-96) :

النفس لك و المال منك و الرجاء موقوف عليك و الأمر مصروف اليك، فما عسانا أن نهدي لك في هذا اليوم و هو يوم قد شملت فيه العادة للاتباع الأولياء باهدائهم إلى السادة العظماء، و كرهنا أن نخليه من سننه فنكون من المقصّرين أو ندّعي أن في وسعنا ما يفي بحقّك فنكون من الكاذبين. فاقتصرنا على هديّة تقضي بعض الحق و تقوم عندك مقام أجمل البرّ، و هي الثناء و الدعاء الحسن؛ فقلت: لا زلت، أيّها السيد الكريم، دائم السرور و الغبطة (2) في أتمّ العافية و أعلى منازل الكرامة، تمرّ بك الأيام المفرحة و الأعياد الصالحة فتخلقها و أنت جديد!

____________________

1) كيف أستطيع-و قلبي معك-أن أصافي (أحب) غيرك؟

2) في الأصل: العطية.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.