المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
المباشرة
2024-11-06
استخرج أفضل ما لدى القناص
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / الطلاق.
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / النكاح.
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / الأطعمة والأشربة.
2024-11-06
المتولي للصدقات
2024-11-06

مفهوم الخبر
20/10/2022
معنى كلمة برهن
21-1-2016
Word sharing is ordinary and inevitable
2024-01-17
التحفيز بأجناس تحتوي على النتروجين (NO)
2023-12-17
حق المتهم في مناقشة الشاهد
20-3-2018
سيانيد وفروسيانيد الصوديوم Sodium Cyanid and Ferrocyanide
13-9-2016


العلل والعوامل لظهور صفة النفاق  
  
1050   08:55 صباحاً   التاريخ: 2023-02-22
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الاسرة والمشاكل الأخلاقية للأطفال
الجزء والصفحة : ص301 ــ 307
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

للنفاق والازدواجية عوامل وعلل كثيرة نشير فيما يلي إلى قسم منها:

1ـ العوامل النفسية: وهنا نذكر عدة موارد في هذا المجال وهي:

- الحيرة والقلق التي يعيشها الفرد في مواجهة تيار معين في الحقيقة يمثل تضاد يسوق المرء إلى النفاق.

- سوء الظن يدع الفرد يتّخذ قراراً حاسماّ.

- فقدان الجرأة والشجاعة لدى الفرد في الوقت الذي يكون في ظروف يحس بها بالقلق، تقوده على اتخاذ هذا السبيل.

- الاحساس بالذلة والمسكنة يدفع الفرد إلى النفاق (نفاق المرء من ذلّ يجده في نفسه).

- المرض النفسي الذي يمثّل الارضية لتخفيف آلام البحث والنفاق من أحد الطرق للوصول إلى هذا الهدف.

- وجود جذوة الانتقام والحقد في داخل المنافق والتي تعمل على تحريكه لكي يتوسّل بهذه الصفة.

2ـ العوامل العاطفية: ان للنفاق والازدواجية جذور عاطفية نذكر عدداً من الموارد في هذا الصدد:

- الخوف من الظروف المختلفة والهلع من الفشل والسقوط في ظروف غير مناسبة.

- طلب النجاة والفرار والتحرر من المشاكل والظروف الغير طبيعية وعدم النجاح والموفقية.

- الشعور بالحسد من جهة والاجبار على الرعاية من جهة اخرى تمثل الارضية لإيجاد ظروف النفاق.

- الوقوع في ظروف عاطفية غير ملائمة تمثل الارضية لظهور ردود الفعل غير المناسبة ومن جملتها النفاق.

- الغضب والعصبية من جراء الظروف الموجودة. مثلاً الاعتراض على الحياة العائلية.

- مثلما يكون الحقد والانتقام ناشئ من طلب المحبة وعدم الموفقية في الحياة كذلك النفاق.

- التقليد للكبير والذي خالف قوله في حياته أو لم يراع ما صدر منه من كلام.

- السلوك النفاقي للأبوين والمربّين والذي يعتبر درساً سيئاً بالنسبة للطفل، فمثلا هؤلاء يتكلمون بشكل خاص أمام الطفل وفي غيابه بشكل آخر. أو مثلاً عندما يدخل شخص عليهم فإنهم يقابلونه بتحية حادة وشوق ومجاملة وسؤال عن الاحوال والاوضاع وعندما يخرج ويبعد عن النظر. يبدأون بالبحث عن عيوبه غافلين ان الطفل يراقب هذه اللقطات وكل سلوك واخلاق تمثل درساً للطفل.

وعلى العموم فإن النفاق مهما تم اخفاؤه فإنه لا يخفى عن الطفل وأخيراً سوف يتقمّص هذه الصفة.

3ـ العلل التربوية الانضباطية: وفي هذا المجال يمكننا ذكر بعض النقاط المهمة ومنها:

- ممارسة الضغوط الغير قابلة للتحمّل والتشدد المفرط يلجأ الطفل إلى التوسّل بالنفاق من أجل النجاة.

- وجود ضوابط ومقررات مختلفة في محيط العائلة تضطر الطفل إلى أن يتعامل مع كل واحدة منها بشكل مختلف لنيل رضا الآخرين.

- الوعود الفارغة والكاذبة للوالدين وعدم رعاية القول والعهد والوعد تؤثر على الروح الظريفة للطفل.

- عناد واصرار الوالدين حول أمر ليس لهم اعتقاداً فيه مما يؤثّر على الروح الشفافة للطفل.

- الآمال والأماني الفائقة للحد عند الطفل من نفسه مما يجعل غريزة صيانة ذاته في معرض الاستفهام.

- العقوبات الشديدة التي يقوم بها الآباء الاشداء تجعل الطفل ومن أجل الهرب منها ان يتوسّل بأساليب شتى.

4ـ العوامل الاخرى: وهناك علل وعوامل أخرى تشكل الارضية لظهور صفة النفاق، منها:

- وجود وجهة نظرين ورأيين وتمايلين بالنسبة لقضية واحدة.

- الرغبة في تثبيت مكانته عن طريق النفاق وبالأخص عندما لا يكون هناك اي طريق آخر يتوسل به.

- وجود الحذر والحياء الشديدين يجعلان الطفل يبتعد عن المسؤولية.

- الرغبة في التوقي من الهجوم المباشر المتوقّع.

- الشعور بالذنب وبكونه منبوذاً يلجأه إلى التوسّل بالنفاق بعنوان آلية دفاعية.

أساليب الاصلاح

هناك طرق مهمّة لاصلاح النفاق عند الاطفال وترميم اوضاعهم النفسية. ومن بينها:

1ـ التذكير الاجمالي: الغرض من التذكير هو التوعية والتفهيم بالأوضاع والظروف والاخلاق والادب، وهذه التذكرات في بعض الأحيان تكون عامة وفي حضور الجميع ويكون الخطاب للجميع أو في الصف أو في محاضرة بحضور الجميع.

أن الكثير من الافراد يهتدون إلى الطريق المستقيم عن طريق التذكير حيث يستيقظ وجدانهم ويكون تمايلهم إلى الخير شديداً.

لا يبتأسون من التذكير ولا ينجرح شعورهم. يتدرجون في التفكير والتأمل ويسعون إلى تغيير سلوكهم.

2ـ التشجيع على حفظ كرامة نفسه: الايحاءات والالقاءات من قبل المربّين تؤثّر على الطفل مع الأخذ بنظر الاعتبار حالة المرونة التي يتمتع بها الطفل، فإذا قلنا لهم ان شأنكم ارفع من أن تمارسوا عملية النفاق والازدواجية فإنهم سوف يرجعون إلى رشدهم وذلك بسبب غيرتهم على أنفسهم.

ان احترام الطفل ورفع شأنه ومكانته يؤثر في نفسه لان النفاق كما قلنا نابع من الشعور بذلة النفس والانحطاط الداخلي، فيشعر بالذلّة من الأعماق فلذا يسقط في وادي الهفوات. وعلى هذا الاساس يجب أن يكون وجوده عزيزاً وكريماً لدى الاخرين.

3ـ الاستعانة بالفطرة والوجدان: ان بناء الوجود قائم على الفطرة الانسانية بشكل تخضع وتسلم للحق وتهرب من الباطل وعدم الصواب، يجب أن يكون مسلحاً لكي لا يقبل الكلام الغير مناسب حيث ان وجدانه طاهر ونظيف من الدرن.

يجب أن نذكره ونسأله لماذا فعلت ذلك؟ لماذا تتوسل بالنفاق والازدواجية؟ لماذا تسلك سلوك ذو الوجهين؟ وبإمكانك ان تسترعي انتباهه، وبالأخص إذا كانت هذه التذكرات في الخفاء حيث نهيئ وجدانه لاتخاذ القرار والتوسل بالقوة والاقتدار. ويجب أن نسلحه بالإرادة لكي يندم على اعماله السيئة.

4ـ مواجهته بأفعاله: في بعض الاحيان يكون الطفل قد اعتاد على النفاق والازدواجية ولا ينفع معه النصح والتذكير، عندها يجب ان يفهم باننا على علم واطلاع بكل مخططاته وندرك ماذا يفعل وماذا يقصد وبأي ظرف يمر. فمواجهته بما يخطط يعتبر من العوامل الرادعة. والفائدة المرجوة من هذا العمل هو أن نجبره على التراجع عن مخططه. وإذا ما كررنا ممارستنا هذه وشعر بان أعماله وافعاله ليست خافية علينا فإنه سوف يركن إلى الياس ولا يعاود إلى تقمص صفة النفاق والازدواجية ويصرف النظر عن هذا الاسلوب.

5ـ التوصية ببناء النفس: أحيانا نستطيع أن ننصحه ونذكره بأنه إذا ما سلك طريقا مستقيما فسوف يكون عزيزا ومحبوبا وسوف ينال حب ورضا أبويه. وان هذه المحبوبية تتناسب مع الصفاء والاخلاص في سلوكه لهذا الطريق.

وفي هذا المجال يجب أن نهيئ الأرضية لتشجيع الاطفال على المطالعة ومعرفة أحوال وأوضاع الأشخاص الذين سلكوا طريق الرياء ونطلب منه أن ينسى الماضي ونحن بدورنا نقبل عذره وتوبته.

6ـ تحمل النتائج: بالإمكان تكرار التذكّر ولكنه لا يجدي نفعاً ولا اثراً. ففي هذه الحالة يجب أن نذكره بالنتائج المحتملة وعواقب عمله هذا. مثلاً ان عمله سيجره إلى فضيحة. أو يقوم الآخرين بتذكيره بأنهم على علم بما يخطط فيجب عليه ان يعلن ما يضمره عنهم.

في بعض الموارد الحادة والشديدة ومن أجل أن نوجّه له ضربة (طبعاً هذا الأمر نادر) نقوم بمواجهته وفي حضور الآخرين وذلك بإعلان مخططاته وماذا يريد أن يفعل. وبالطبع ان تحمّل هذه الضربة صعب لكن هذا العمل يعود عليه بالفائدة فيأسف على عمله.

7ـ الافصاح عن أخطائه: من أجل ترسيخ آثار الاصلاح عند الافراد فإن الطفل بحاجة ان يقوم والديه بتقديم عذر أو تبرير ما قاموا به مسبقاً وفسّره أولادهم على انّه نفاق وان يفهموا ابناءهم بانّ قصدهم من هذا السلوك هو عكس ما يتصوّرونه.

والغرض يجب أن لا يتصور الطفل بان النفاق جائز لأبويه وحرام عليه، فهذه الحالة موجودة عند الطفل حيث يقوم بمقارنة أعماله بأعمال أبويه.

فإذا ما قام الأبوان بممارسة هذه الحالة أو اية مخالفة فانهم لا يستطيعون أن يطلبوا من أبنائهم بأن يتركوا هذا العمل فالأصل ان يكون عمل الوالدين بعيداً عن النقص والخطأ.

8ـ الأساليب الاخرى: ان اعتياد الطفل على قول الحقيقة عن طريق التشجيع وان يكون والديه قدوة له حيث يجب أن يراعوا ويهتموا بأقوالهم وافعالهم ومواعيدهم، فيجب أن تكون على حساب الضوابط والمقررات، وحتى ولو كان مؤمناً بعمل فيجب أن يُراعي حال الآخرين.

يجب أن يكون محيط البيت سالماً مملوءاً بالصفاء، ويجب أن تكون الحقيقة والصدق حاكمان في الحياة. وإذا ما سلمنا للفرض العلمي القائل بان الروحيات تؤثر في البناء والايجاد فيجب علينا أن نكون على حذر من ان يصدر منا ما هو خلاف.

أحيانا يجب الاستفادة من الأساليب الرادعة مثل قطع العلاقة والملاطفة بشكل محدود، الاخطار والانذار كأساليب بناءة وكذلك التوبيخ والملامة وحتى التهديد بضرورة ترك هذه الصفة. كل هذه الأساليب لها تأثير في هداية الفرد.

الحذر والوقاية

في سبيل اصلاح وردع الاطفال المنافقين يجب أن لا ننسى بأن هؤلاء لا تفصلهم فاصلة عن فطرتهم ووجدانهم فطبع الطفل انفعالي ويتأثر بسرعة وفي عين الوقت يتّصف بالمرونة وسرعة التغيير بحسب الظروف.

الحرمان المؤقت له تأثير أفضل من التهديد والعقوبة، فأحياناً العقوبة الشديدة تجعل الطفل يصرّ على النفاق ويلجأ إلى الأساليب الذكية في هذا المجال. وعندها يكون الضرر كبيراً.

وكذلك يجب أن نحذر من أن نفضح أو نريق ماء وجه الآخرين حيث يغلب الشعور بعدم الاكتراث لدى الفرد فلا يبالي بالقيام بهذا العمل فيمارس الاسلوب الخياني بعد ذلك.

وفي كل الاحوال. إذا كان القصد هو الاصلاح فإن الكبار يجب أن يتحلوا بالشرف والعدالة وأن يكون قدوة طيبة تتحلى بالتقوى فيكون كلامهم مؤثر.

وعلى العموم فان تأثير القدوة والعمل يكون أكثر بكثير من الكلام والنصيحة. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.