أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-4-2016
2846
التاريخ: 2024-03-24
805
التاريخ: 2023-03-14
1129
التاريخ: 10-4-2018
2033
|
ـ تمسّك بطموح معيّن لمدّة لثلاث سنوات
جميعنا نمرّ بوقت، مرّة على الأقلّ في حياتنا، نشعر فيه بالإحباط لأنّنا لا نحقّق طموحاتنا. فقد يحلم النجم الرياضي في الجامعة بالانضمام إلى فريق محترف، بينما يطمح كثير من الشباب إلى أن يكونوا نافعين للعالم. لكن مع مرور الوقت، غالباً ما نترك هذه التطلّعات تنكمش إلى أن تصبح أصغر بكثير ممّا كانت عليه أساساً.
لنأخذ مثالاً على ذلك طالباً جامعياً من منطقة ريفية تم قبوله في إحدى الجامعات المتميزة. فنيل قبول في إحدى الجامعات المتميّزة يعد تحدّياً كبيراً بالنسبة إلى طالب من الأرياف وإنجازاً هائلاً بحد ذاته. لذا يشعر هذا الطالب بفخر كبير بهذا الإنجاز ويبدأ عامه الأوّل بآمال وتطلعات عالية، وبثقة أنه حصل على هذه الفرصة لتحقيق التميز وترك بصمته على التاريخ. لكن عندما يصل إلى الحرم الجامعي ويبدأ بالاختلاط بالطلاب، تصدمه الحقيقة غير المتوقعة، ألا وهي وجود آلاف من الطلاب الآخرين مثله تماماً. يلي ذلك إدراكه مدى قلة احتمال أن يصبح كل طالب هناك صاحب إنجاز عظيم أو عبقرياً نادراً. كان الواقع أكثر حدّة وصعوبة ممّا توقّع الطالب. فحتّى تلك اللحظة، لم يكن قد شكّك في جدارته، لكنّه يشعر الآن أن أهميته سُلبت منه في ضربة واحدة. فجأة، شعر أنه إنسان عاديّ وتافه.
ينطبق المبدأ الأساسي نفسه عندما نبدأ حياتنا المهنية بعد التخرّج. ففي اليابان، من الشائع أن يبدأ جميع الموظفين المتخرجين حديثاً بوظائف أساسية للغاية، كالأرشفة، والنسخ، وغير ذلك من المهامّ المكتبية الوضيعة. ومن ينضمّ إلى شركة متميّزة قد يأمل في أن يساعده العمل الجاد على المساهمة في إنجازات عظيمة للشركة. غير أن واقع عمل الموظّف في السنة الأولى قد يحطّم آماله.
يقدّم عديد من الشركات اليابانية فرصاً للموظّفين للدراسة في الخارج. لكن عندما يعود الموظّف بفخر حاملاّ شهادة ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة أمريكية، قد يجد نفسه محدوداً في أعمال ترجمة بدلاً من المشاريع الكبيرة التي كان يأمل أن يتم تكليفه بها.
كما تُظهر هذه الأمثلة، حتّى عندما نعتقد أننا حققنا شيئاً سيمنحنا فرصة لاستخدام قدراتنا، من الشائع جدّاً في الواقع مواجهة حقائق مخيفة قد تبعدنا عن تطلّعاتنا.
ما الذي يمكننا فعله عندما تنهار أحلامنا ولا يتيح لنا الواقع فرصة لاختبار قدراتنا؟ أنصحك بتحديد هدف أو طموح أنت واثق من أنك تستطيع التمسّك به لمدة ثلاث سنوات على الأقل. فما يعتبره معظم الناس طموحاً عالياً هو في الواقع ضعيف للغاية، حتى إنّه لا يدوم أكثر من شهر أو شهرين، أو ربّما ستة أشهر على الأكثر. فالطموحات العالية تفقد قابلية التحقيق إذا كانت هشّة. وفي هذه الحالة، يمكن اعتبارها أحلاماً كبيرة وحسب.
لذا قم بتحديد طموح حقيقي يمكنك السعي إلى تحقيقه لمدّة ثلاث سنوات على الأقل. وإذا استطعت أن تستمر لمدة ثلاث سنوات من دون استسلام، فسيعدّ ذلك إنجازاً استثنائياً بحدّ ذاته. وعندما تحقق طموحك، يمكنك استخدام إنجازك كنقطة انطلاق ومصدر إلهام في سعيك إلى تحقيق حلمك القادم.
في الواقع، من النادر أن يتمكّن المرء من تحقيق أحلامه الكبيرة على الفور. علاوة على ذلك، نادراً ما تتسنّى لنا فرصة لتحقيق أحلامنا قبل بلوغ منصب معين في حياتنا المهنية.
اليوم، أنا قادر على تحقيق الكثير من أحلامي. ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى منصبي كمؤسس ورئيس تنفيذي لمجموعة Happy Science Group. غير أنني لم أتمكّن في السابق من تحقيق كثير منها، بغض النظر عن شدة رغبتي فيها، إلى أن وصلت إلى هذا المنصب. ولدى التفكير في الأمر، نجد أنّ بيئتنا في حالة تغير مستمر، عاماً بعد عام. بالتالي، من غير المحتمل أن نبقى على حالنا بعد ثلاث سنوات من الآن. وهذا سبب آخر من الأسباب التي تدفعني إلى التأكيد على أهمّية اختيار طموح يمكنك التمسك به لثلاث سنوات وبدء تلك الرحلة الآن.
ـ تكمن مواهبك الحقيقية في اهتماماتك
أقدّم نصيحتي التالية لمن هم غير واثقين من الطموحات التي يريدون تحديدها لأنفسهم. إن كنت واحداً منهم، اطرح على نفسك هذا السؤال: ما هو أكثر ما أهتمّ به أو أنجذب إليه؟ فمواهبنا الحقيقية مخبأة في الاهتمامات التي تنجذب إليها قلوبنا بقوّة.
بغض النظر عن الوقت الذي تخصّصه لرحلات السير لمسافات طويلة، ستجد صعوبة في الاستمتاع بها إذا كانت السباحة هي النشاط الذي يجذبك حقاً. كذلك، إن كنت شديد الرغبة بتعلم اللغة الإسبانية ولكنّك تجبر نفسك على دراسة الهندسة المعمارية بدلاً من ذلك، فمن غير المحتمل أن تمنحك دراستك إحساساً عميقاً بالرضى. بالمقابل، إذا كنت تحبّ السباحة، فإنّ تخصيص مزيد من الوقت لهذا النشاط سيسمح لموهبتك بالازدهار في النهاية. فالقدرة على الاهتمام بمجال من المجالات موهبةٌ في حدّ ذاتها.
لذا أوصيك بأن تبدأ باختيار المجال الذي تحبّه حقاً، وتنفق الكثير من الوقت في التعمّق فيه. قد يكون لعب رياضة أو تعلّم لغة جديدة أو تعلم مادّة جديدة أو مجرّد ممارسة هواية. قد يكون أيّ شيء، طالما أنّك مفتون به ويمكن أن تبقى مستغرقاً فيه لمدة ثلاث سنوات متتالية. وبعد ثلاث سنوات من الجهد وبناء درجة معيّنة من الثقة بالنفس، ستصل إلى مستوى قريب جداً من المستوى المهني أو على الأقلّ شبه احترافي في هذا المجال.
كخطوة ثانية، أوصيك بتوسيع آفاقك ومجالات اهتمامك. إذ يميل العقل البشري بشكل طبيعي إلى البحث عن مجموعة واسعة من الاهتمامات، مما يصعّب علينا أن نحدّ أنفسنا في مجال واحد فقط من مجالات الاهتمام طوال حياتنا. لذا، بمجرّد أن تصبح بارعاً في مجال معين، فكر كيف ترغب في توسيع اهتماماتك إلى مجالات أخرى. وهذا ما سيسمح لك بتنمية قدراتك.
من يبذلون جهوداً متواصلة في أي مجال كان يكافأون بفرصة استخدام مواهبهم في مرحلة من المراحل، وهذا سيؤدّي بدوره إلى إحراز مزيد من التقدّم في حياتهم.
بعبارة أكثر بساطة، فإنّ النقطة الحيوية هي في جوهرها كالتالي: علينا بذل الجهد لكي نفتح الأبواب الممكنة أمام أحلامنا وتطلّعاتنا. إذ يعتبر الجهد الشرْط الأساسي لتحقيق أحلامنا وتطلّعاتنا. بالطبع، سنواجه طرقاً مسدودة في بعض الأوقات، بغضّ النظر عن حجم التعب الذي نبذله. وفي هذه الحالة، يعتمد نجاحنا على الوقت الذي سنتمكّن فيه من المثابرة بصبر. فمن النادر جداً ألا نكافأ على جهدنا. وحتّى إن لم نحصل على المكافأة في حياتنا، فأنا على يقين من أن الأجيال القادمة ستعترف بنا.
على سبيل المثال، يحظى بعض الكتاب القدماء بتقدير كبير في جميع أنحاء العالم، ولكنّهم لم يكتسبوا هذه الشهرة إلّا بعد وفاتهم. فما دمنا مثابرين على سعينا للتألق، سيأتي الوقت الذي سنكافأ فيه في نهاية المطاف. والأهمّ الاعتقادُ بصحّة ذلك وعدم التوقّف عن العمل على الأشياء التي نحبها.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|