أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-2-2018
3299
التاريخ: 21-06-2015
2122
التاريخ: 26-12-2015
2626
التاريخ: 22-2-2018
3009
|
أبو محمد المصري، أخو الرشيد أحمد بن علي، وقد تقدم ذكره وكان من أهل أسوان من غسان وكان الحسن هذا يلقب القاضي المهذب. مات في ربيع الآخر سنة إحدى وستين وخمسمائة بمصر وكان كاتبا مليح الخط فصيحا جيد العبارة وكان أشعر من أخيه الرشيد وكان قد اختص بالصالح بن رزيك وزير المصريين وقيل إن أكثر الشعر الذي في ديوان الصالح إنما هو عمل المهذب بن الزبير وحصل له من الصالح مال جم ولم ينفق عنده أحد مثله.
وكان القاضي عبد
العزيز بن الحباب المعروف بالجليس هو الذي قرظه عند الصالح حتى قدمه فلما مات
الجليس شمت به ابن الزبير ولبس في جنازته ثيابا مذهبة فنقص بهذا السبب واستقبحوا
فعله ولم يعش بعد الجليس إلا شهرا واحدا. وصنف المهذب كتاب الأنساب وهو كتاب كبير
أكثر من عشرين مجلدا كل مجلد عشرون كراسا رأيت بعضه فوجدته مع تحققي هذا العلم
وبحثي عن كتبه غاية في معناه لا مزيد عليه يدل على جودة قريحة مؤلفه وكثرة اطلاعه
إلا أنه حذا فيه حذو أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري وأوجز في بعض أخباره عن
البلاذري إلا أنه إذا ذكر رجلا ممن يقتضي الكتاب ذكره لا يتركه حتى يعرفه بجهده من
إيراد شيء من شعره وخبره. وكان المهذب قد مضى إلى بلاد اليمن في رسالة من بعض ملوك
مصر واجتهد هناك في تحصيل كتب النسب وجمع منها ما لم يجتمع عند أحد حتى صح له
تأليف هذا الكتاب. وكان أخوه الرشيد لما مضى إلى اليمن وادعى الخلافة كما ذكرناه
في ترجمته نمي خبره إلى المعروف بالداعي فقبض عليه قبضا لا نعلم كيفيته وهم بقتله
فكتب المهذب هذا إلى الداعي بقصيدته المشهورة يمدحه ويستعطفه حتى أطلقه والقصيدة: [الكامل]
(يا ربع أين ترى الأحبة يمّموا ... هل أنجدوا من
بعدنا أم اتهموا)
(رحلوا وقد لاح الصباح وإنما ... يسري إذا جن
الظلام الأنجم)
(وتعوضت بالأنس روحي وحشة ... لا أوحش الله
المنازل منهم)
(لولاهم ما قمت بين ديارهم ... حيران أستاف
الديار وألثم)
(أمنازل الأحباب أين هم وأيـ ... ـن الصبر من
بعد التفرق عنهم)
(يا ساكني البلد الحرام وإنما ... في الصدر مع
شحط المزار سكنتم)
(يا
ليتني في النازلين عشية ... بمني وقد جمع الرفاق الموسم)
(فأفوز إن غفل الرقيب بنظرة ... منكم إذا لبى
الحجيج وأحرموا)
(إني لأذكركم إذا ما أشرقت ... شمس الضحى من
نحوكم فأسلم)
(لا تبعثوا لي في النسيم تحية ... إني أغار من
النسيم عليكم)
(إني امرؤ قد بعت حظي راضيا ... من هذه الدنيا
بحظي منكم)
(فسلوت إلا عنكم وقنعت إلـ... ـلا منكم وزهدت
إلا فيكم)
(ورأيت كل العالمين بمقلة ... لو ينظر الحساد ما
نظرت عموا)
(ما كان بعد أخي الذي فارقته ... ليبوح إلا
بالشكاية لي فم)
(هو ذاك لم يملك علاه مالك ... كلا ولا وجدي
عليه متيم)
(أقوت مغانيه وعطل ربعه ... ولربما هجر العرين الضيغم)
(ورمت به الأهوال همة ماجد ... كالسيف يمضي
عزمه ويصمم)
(يا راحلا بالمجد عنا والعلا ... أترى يكون لكم
إلينا مقدم)
(يفديك قوم كنت واسط عقدهم ... ما إن لهم مذ غبت
شمل ينظم)
(لك في رقابهم وإن هم أنكروا ... منن كأطواق
الحمام وأنعم)
(جهلوا فظنوا أن بعدك مغنم ... لما رحلت وإنما
هو مغرم)
(فلقد أقر العين أن عداك قد ... هلكوا ببغيهم
وأنت مسلم)
(لم يعصم الله ابن معصوم من الآفات ... واخترم
اللعين الأخرم)
(واعتضت بعدهم بأكرم معشر ... بدءوا لك الفعل
الجميل وتمموا)
(فلعمر مجدك إن كرمت عليهم ... إن الكريم على
الكرام مكرم)
(أقيال بأس خير من حملوا القنا ... وملوك قحطان
الذين هم هم)
(متواضعون ولو ترى ناديهم ... ما اسطعت من
إجلالهم تتكلم)
(وكفاهم شرفا ومجدا أنهم ... قد أصبح الداعي
المتوج منهم)
(هو بدر تم في سماء علاهم ... وبنو أبيه بنو
رويع أنجم)
(ملك حماه جنة لعفاته ... لكنه للحاسدين جهنم)
(أثني
عليك بما مننت وأنت من ... أوصاف مجدك يا مليكا أعظم)
(فاغفر لي التقصير فيه وعده ... مع ما تجود به
علي وتنعم)
(مع أنني سيرت فيك شواردا ... كالدر بل أبهى لدى
من يفهم)
(تغدو وهوج الذاريات رواكد ... وتبيت تسري
والكواكب نوم)
(وإذا المآثر عددت في مشهد ... فبذكرها يبدا
المقال ويختم)
(وإذا تلا الراوون محكم آيها ... صلى عليك
السامعون وسلموا)
(وكفى برأي إمام عصرك ناقضا ... ما أحكم الأعداء
فيك وأبرموا)
وأنشدني أبو طاهر إسماعيل بن عبد الرحمن
الأنصاري المصري بمصر في سنة اثنتي عشرة وستمائة قال: أنشدني أبو محمد الحسن بن
علي بن الزبير مطلع قصيدة: [الكامل]
(أعلمت حين تجاور الحيان ... أن القلوب مواقد النيران)
(وعلمت أن صدورنا قد أصبحت ... في القوم وهي
مرابض الغزلان)
(وعيوننا عوض العيون أمدها ... ما غادروا
فيها من الغدران)
(ما الوجد هز قناتهم بل هزها ... قلبي لما فيه
من الخفقان)
(وتراه يكره أن يرى أظعانهم ... فكأنما أصبحت في
الأظعان)
وكان
لما جرى لأخيه الرشيد ما جرى من اتصاله بالملك صلاح الدين يوسف بن أيوب عند كونه
محاصرا للإسكندرية كما ذكرنا في بابه قبض شاور على المهذب وحبسه فكتب إلى شاور
شعرا كثيرا ليستعطفه فلم ينجع حتى التجأ إلى ولده الكامل أبي الفوارس شجاع بن شاور
مدحه بأشعار كثيرة وهو في الحبس حتى قام بأمره واستخرجه من حبسه وضمه إليه واصطنعه.
فمن ذلك قوله من قصيدة: [الطويل]
(أيا صاحبي سجن الخزانة خليا ... نسيم الصبا
يرسل إلى كبدي نفحا)
(فإن تحبساني في النجوم تجبرا ... فلن تحبسا مني
له الشكر والمدحا)
وكتب
إليه: [الطويل]
(وما كنت أخشى قبل سجنكما على ... دموعي أن
يقطرن خوف المقاطر)
(وما لي من أشكو إليه أذاكما ... سوى ملك الدنيا
شجاع بن شاور)
ومما
قاله فيه وهو لعمري من رائق الشعر وجيده: [الطويل]
(إذا أحرقت في القلب موضع سكناها ... فمن ذا
الذي من بعد يكرم مثواها)
(وإن نزفت ماء العيون بهجرها ... فمن أي عين
تأمل العيس سقياها)
(وما الدمع يوم البين إلا لآلئ ... على الرسم في
رسم الديار نثرناها)
(وما أطلع الزهر الربيع وإنما ... رأى الدمع
أجياد الغصون فحلاها)
(ولما أبان البين سر صدورنا ... وأمكن فيها
الأعين النجل مرماها)
(عددنا
دموع العين لما تحدرت ... دروعا من الصبر الجميل نزعناها)
(ولما وقفنا للوداع وترجمت ... لعيني عما في
الضمائر عيناها)
(بدت صورة في هيكل فلو اننا ... ندين بأديان
النصارى عبدناها)
(وما طربا صغنا القريض وإنما ... جلا اليوم مرآة
القرائح مرآها)
(وليالي كانت في ظلام شبيبتي ... سراي وفي ليل
الذوائب مسراها)
(تأرج أرواح الصبا كلما سرى ... بأنفاس ريا آخر
الليل رياها)
(ومهما أدرنا الكأس باتت جفونها ... من الراح
تسقينا الذي قد سقيناها)
ومنها:
(ولو لم يجد يوم الندى في يمينه ... لسائله غير
الشبيبة أعطاها)
(فيا ملك الدنيا وسائس أهلها ... سياسة من قاس
الأمور وقاساها)
(ومن كلف الأيام ضد طباعها ... فعاين أهوال
الخطوب فعاناها)
(عسى نظرة تجلو بقلبي وناظري ... صداه فإني
دائما أتصداها)
وحدثني الشريف أبو جعفر محمد بن عبد العزيز
الإدريسي أن السبب في حبسه كان: أنه كاتب شيركوه الملقب بأسد الدين وهو نازل على
بلبيس بعساكره في محاربة شاور فلما رحل أسد الدين عن بلبيس.
ومن شعره: [الطويل]
(يجور على العشاق والعدل دأبه ... ويقطعني ظلما
وصنعته الوصل)
ومن
شعره أيضا: [الكامل]
(ولئن ترقرق دمعه يوم النوى ... في الطرف منه
وما تناثر عقده)
(فالسيف أقطع ما يكون إذا غدا ... متحيرا في
صفحتيه فرنده)
ومنه أيضا:
[الطويل]
(لقد طال هذا الليل بعد فراقه ... وعهدي به قبل
الفراق قصير)
(فكيف أرجي الصبح بعدهم وقد ... تولت شموس بعدهم
وبدور)
ومنه
أيضا: [الطويل]
(يعنفني من لو تحقق ما الهوى ... لكان إلى من قد
هويت رسولي)
(بنفسي بدر لو رآه عواذلي ... على الحب فيه فاد
كل عذول)
ومنه
أيضا: [البسيط]
(أقصر
فديتك عن لومي وعن عذلي ... أو لا فخذ لي أمانا من ظبا المقل)
(من كل طرف مريض الجفن ينشدني ... يا رب رام
بنجد من بني ثعل)
(إن كان فيه لنا وهو السقيم شفا ... فربما صحت
الأجسام بالعلل)
وقال
يرثي صديقا له وقد وقع المطر يوم موته: [الطويل]
(بنفسي من أبكى السموات فقده ... بغيث ظنناه
نوال يمينه)
(فما استعبرت إلا أسى وتأسفا ... وإلا فماذا
القطر في غير حينه)
وله أيضا:
[السريع]
(لا ترج ذا نقص ولو أصبحت ... من دونه في الرتبة
الشمس)
(كيوان أعلى كوكب موضعا ... وهو إذا أنصفته نحس)
وله
أيضا: [الكامل]
(فدع التمدح بالقديم فكم عفا ... في هذه الآكام
قصر داثر)
(إيوان كسرى اليوم عند خرابه ... خير لعمرك منه
قصر عامر)
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
ضمن أسبوع الإرشاد النفسي.. جامعة العميد تُقيم أنشطةً ثقافية وتطويرية لطلبتها
|
|
|