المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تنفيذ وتقييم خطة إعادة الهيكلة (إعداد خطة إعادة الهيكلة1)
2024-11-05
مـعاييـر تحـسيـن الإنـتاجـيـة
2024-11-05
نـسـب الإنـتاجـيـة والغـرض مـنها
2024-11-05
المـقيـاس الكـلـي للإنتاجـيـة
2024-11-05
الإدارة بـمؤشـرات الإنـتاجـيـة (مـبادئ الإنـتـاجـيـة)
2024-11-05
زكاة الفطرة
2024-11-05



أبو القاسم الزجَّاجي  
  
2573   11:49 صباحاً   التاريخ: 26-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج2، ص444-446
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-12-2015 2247
التاريخ: 29-12-2015 7886
التاريخ: 9-04-2015 3020
التاريخ: 13-08-2015 2223

هو أبو القاسم عبد الرحمن بن اسحاق النهاونديّ، أصله من الصيمرة، بين ديار الجبل و ديار خوزستان (في الجنوب الشرقيّ من العراق) . كان في أوّل أمره يعمل مع أستاذه أبي اسحاق إبراهيم بن السريّ الزجّاج (ت 321 ه‍) و كان يخرط الزجاج فاكتسب منه النسبة «الزجّاجيّ» . ثمّ بدا للزجّاج و للزجّاجيّ أن يتركا صناعة خرط الزجاج و يتعلّما النحو، و لذلك عرف كلّ واحد منهما بلقب «النحويّ» أيضا.

أخذ الزجّاجي النحو عن الزجّاج و محمّد بن العبّاس اليزيدي و ابن دريد و أبي الحسن علي بن سليمان الأخفش الأصغر. ثمّ إنه ذهب إلى مكّة و جاور فيها مدّة ألّف في أثنائها كتاب الجمل ثم جاء إلى حلب و أقام بها مدة ثم جاء إلى دمشق و صنّف فيها. بعدئذ عزم على الذّهاب إلى مصر و لكنّه توفّي في طريقه اليها، في طبريّة (1)، في رمضان من سنة 340 ه‍(952 م) .

خصائصه الفنّيّة:

أبو القاسم الزجّاجي نحويّ متوسّط المكانة ألّف كتاب الجمل الكبير (في النحو) و طوّله و أكثر فيه من ضرب الأمثلة (2). و مع الإجماع على أن الكتاب قاصر من الناحية العلمية فان الاجماع أيضا واقع على أنه مفيد جدّا من الناحية العملية «ما قرأه أحد إلاّ انتفع به» . و للزجّاجي أيضا كتاب القوافي (الفهرست 80) . و كذلك له كتاب مجالس العلماء جمع فيه عددا كبيرا من المناظرات و المجادلات بين علماء اللغة و علماء النحو (3).

المختار من كتاب مجالس العلماء (ص 272-273) :

- حدّثني محمّد بن يزيد (المبرّد) قال: حدّثني أحد العلماء بالشعر و المتقدّمين فيه أن ابني عبد الملك: الوليد و سليمان اختلفا في امرئ القيس و النابغة. فقدّم الوليد النابغة، و قدّم سليمان امرأ القيس. فذكر ذلك لعبد الملك فبعث إلى أعرابيّ فصيح فذكر له ذلك. فقال (الاعرابي) : أنا لا أقدّم الرجال على أسمائها، و لكنّ أنشدوني لهما و قاربوا بين المعنيين. فقال الوليد: صاحبي الذي يقول:

و صدر أراح الليل عازب همّه...تضاعف فيه الحزن من كلّ جانب

تطاول حتّى قلت ليس بمنقض...و ليس الذي يرعى النجوم بآيب (4)

فقال (الأعرابي للوليد) : ما ينبغي أن يكون في الدنيا أشعر من صاحبك. فقال سليمان: لا تعجل حتّى تسمع صاحبي الذي يقول: (5)

و ليل كموج البحر مرخ سدوله...عليّ بأنواع الهموم ليبتلي

قال (الأعرابيّ) : حسبك، صاحبك أشعر منك (6). قال سليمان: فاسمع ما بعده. قال: لا أحتاج.

_____________________

1) في طبقات الزبيدي (ص 129) : توفي بدمشق في رجب سنة سبع و ثلاثين و ثلاثمائة.

2) راجع وفيات الأعيان 1:497.

3) راجع ثبتا مفصلا لمؤلفات الزجاجي في كتاب «الايضاح» (ص 4-8) .

4) راجع الجزء الأول 180.

5) راجع الجزء الأول 118.

6) كذا في الأصل، و يجب أن يكون الصواب: أشعر من صاحبه.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.