أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-06-2015
2550
التاريخ: 26-06-2015
3266
التاريخ: 27-09-2015
5744
التاريخ: 27-09-2015
7980
|
هو أبو اسحاق ابراهيم بن القاسم القرويّ أو القيروانيّ-و كلاهما نسبة إلى مدينة القيروان-المغربيّ (نفح الطيب ١:١٩٣) المعروف بالنديم الرقيق، و الرقيق لقب له (معجم الأدباء 1:216) . و قد تولّى ديوان الإنشاء في الدولة الصنهاجية في القيروان (بعد انتقال الدولة الفاطمية إلى مصر) مدّة تزيد على عشرين سنة منذ أيام المنصور بن بلكّين (٣٧٣-386 ه) فيما يبدو.
و في سنة ٣٨٨ ه (٩٩٨ م) قدم الرقيق القيروانيّ بهديّة من نصير الدولة باديس ابن زيري (386-4٠6 ه) إلى الحاكم بأمر اللّه الفاطميّ (386-4١١ ه) في مصر، فسرّ في مصر و طال فيها مكثه.
و كانت وفاته في القيروان نحو سنة 4٢5 ه (١٠٣٣ م) .
قال ابن رشيق في الرقيق القيرواني: «هو شاعر سهل الكلام محكمه، لطيف الطبع قويّه تلوح الكتابة (!) على ألفاظه؛ قليل الصنعة (في) الشعر، (و لكن) غلب عليه اسم الكتابة و علم التاريخ و تأليف الأخبار، و هو بذلك أحذق الناس» . و يقول ابن خلدون (المقدّمة 4) : «و ابن الرقيق مؤرّخ إفريقية و الدول التي كانت بالقيروان. ثمّ لم يأت بعد هؤلاء (أنداد ابن الرقيق كأبي حيّان) إلاّ مقلّد. . .» .
و كان الرقيق القيروانيّ أديبا كاتبا مترسّلا و شاعرا مكثرا و مؤلّفا. و شعره سهل عذب و لكن يغلب عليه أحيانا شيء من تكلّف أوجه البلاغة تشبّها بالمشارقة.
و للرقيق القيروانيّ تصانيف كثيرة في علم الأخبار منها: كتاب تاريخ افريقية و المغرب (عدّة مجلّدات) -كتاب النساء (كبير) -كتاب نظم السلوك في مسامرة الملوك (أربع مجلّدات) ، ثمّ له كتاب الراح و الارتياح (معجم الأدباء 1:216) - معاقرة الشراب (نفح الطيب ٣:١٣٢) -قطب السرور (نفح الطيب ١: ١٣٣) في وصف الأنبذة و الخمور (بروكلمن 1:161) أو في إدارة رحى أقداح الأشربة و إثارة نشوة الأنبذة و كاسات الخمور (بروكلمن، الملحق 1:252) .
مختارات من آثاره:
- قال الرقيق القيروانيّ يذكر مصر و يتشوّق إلى إخوانه فيها:
هل الريح إن سارت مشرّقة تسري... تؤدّي تحيّاتي إلى ساكني مصرِ(1)
فما خطرت إلاّ بكيت صبابة... و حمّلتها ما ضاق عن حمله صدري
تراني إذا هبّت قبولا بنشرهم... شممت نسيم المسك في ذلك النشر (2)
و ما أنس من شيء خلا العهد دونه... فليس بخال من ضميري و لا فكري (3)
ليالٍ أنسناها على غرّة الصبا... فطابت لنا إذ وافقت غرّة الدهر (4)
لعمري لئن كانت قصارا أعدّها... فلست بمعتدٍّ سواها من العمر (5)
فكم لي بالأهرام أو دير نهيةٍ... مصايد غزلان المكابد و القفر (6)
و كم بين بستان الأمير و قصره... إلى البركة الزهراء من زهر نضر
و كم بتّ في دير القصير مواصلا... نهاري بليلي لا أفيق من السكر
تبادرني بالراح بكرٌ غريرةٌ... إذا هتف الناقوس في غرّة الفجر (7)
مسيحيّة خوطيّة كلّما انثنت... تشكّت أذى الزنّار من دقّة الخصر (8)
سقى اللّه صوب القصر تلك مغانياً... و إن غنيت بالنيل عن سبل القطر (9)
- و قال يصف مصر في مطلع قصيدة مدح فيها باديس بن زيري:
إذا ما ابن شهرٍ قد لبسنا شبابه... بدا آخرٌ من جانب الأفق يطلعُ (10)
إلى أن أقرّت جيزة النيل أعيناً... كما قرّ عيناً ظاعنٌ حين يرجع (11)
- و قال يتغزّل في مقدمة قصيدة للمديح أيضا:
أ ظالمة العينين يخلطها سحرُ... و إن ظلم الخدّان و اهتضم الخصرُ (12)
أعوذ ببردٍ من ثناياك قد ثنى... إليك قلوباً حشو أثنائها جمرُ (13)
- و قال في «قطب السرور» يصف عبد الوهّاب بن حسين بن جعفر الحاجب (نفح الطيب ١:١٩٣-194) :
. . . كان واحد عصره في الغناء الرائق و الأدب الرائع و الشعر الرقيق و اللفظ الأنيق و رقّة الطبع و إصابة النادر و التشبيه المصيب. . . و كان قد قطع عمره و أفنى دهره في اللهو و اللعب و الفكاهة و الطرب. و كان أعلم الناس بضرب العود و اختلاف طرائقه و صنعة اللّحون. و كثيرا ما يقول المعاني اللطيفة في الأبيات الحسنة و يصوغ عليها الألحان المطربة البديعة المعجبة اختراعا منه و حذقا. و كان له في ذلك قريحة و طبع. . . و كان بعيد الهمّة سمحا بما يجد. تغلّ عليه ضياعه كلّ عام أموالا جليلة فلا تحول السنة حتّى ينفد جميع ذلك و يستسلف غيره. . .
_______________________
١) تسري: (تهبّ) ليلا.
٢) قبولا: من الجنوب. النشر: الرائحة.
٣) لو نسيت كلّ ما مرّ بي في الزمن الخالي (الماضي) لما نسيت أيام اقامتي في مصر.
4) الغرّة: أوّل الشيء و بدؤه. غرّة الصبا: الشباب. غرّة الدهر: اقبال الدنيا على الإنسان (النجاح و الثروة و الصحّة) .
5) لم ترد «معتدّ» في القاموس المحيط. و قد جاء في القرآن الكريم: «فَما لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ (بكسر العين: بقاء المرأة في عزلة بعد الطلاق أو بعد وفاة زوجها) تَعْتَدُّونَها» . و الشاعر قال: فلست بمعتدّ سواها: لا أعد غيرها.
6) المكابد (؟) .
٧) الغريرة: القليلة التجربة و الاختبار.
٨) خوطيّة تشبه الخوط: الغصن الرفيع الطريّ (كناية عن الشباب و رشاقة الجسم) .
٩) صوب القصر (كذا في الأصل) . لعلّها صوب القطر (المطر) فيكون المعنى: سقى اللّه تلك المغاني (الأماكن المعمورة بالسكّان) صوب القطر (المطر الكثير) .
10) ابن شهر: الهلال، القمر. لبسنا شبابه، لبسناه: قضيناه، مرّ و انقضى. بدا آخر-بدا هلال آخر جديد (كناية عن سرعة مرور الأيّام) .
11) الجيزة-المجاز (الجانب الآخر من النهر) . جيزة مصر: الضّفّة الغربية من نهر النيل جنوب القاهرة. قرّت الأعين: فرحت و اطمأنّت و سكنت. الظاعن: المرتحل عن أهله.
12) ظالمة العينين: عيناها تظلمان المحبّين (تضنيهم، تمرضهم، تقتلهم) . و إن ظلم الخدّان (و إن كانت نسبة الظلم إلى العينين وحدهما ظلما للخدّين، لأنّ خدّي هذه الفتاة يفعلان فعل عينيها أيضا) . و اهتضم الخصر (هضم حقّ الخصر أيضا لأنّه هو أيضا يفعل فعل العينين) . و في الكلمة تورية (معنيان) ؛ اهتضم الخصر: أصبح هضيما-نحيلا.
13) أعوذ: ألجأ، احتمي. الثنايا: الأسنان. إن حرارة العشق التي يشعر بها العاشق في قلبه لا يبردها سوى قبلة من ثغر الحبيبة.
دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) . |
جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) . وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً . |
الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل. |
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|