المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19



دور فاطمة (عليها السلام) في الثقافة الإسلامية  
  
1161   03:09 مساءً   التاريخ: 2023-08-19
المؤلف : الشيخ / حسين الراضي العبد الله
الكتاب أو المصدر : التقوى ودورها في حل مشاكل الفرد والمجتمع
الجزء والصفحة : ص 530 ــ 531
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-12-04 978
التاريخ: 8-10-2017 2450
التاريخ: 2024-10-09 247
التاريخ: 2023-10-05 1522

عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ زُرَارَةَ:

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ (عليه السلام) قَالَ: جَاءَتْ فَاطِمَةُ (عليها السلام) تَشْكُو إِلَى رَسُولِ اللهِ (صلى الله عليه وآله) بَعْضَ أَمْرِهَا، فَأَعْطَاهَا رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وآله) كُرَيْسَةٌ (1) وَقَالَ: تَعَلِّمِي مَا فِيهَا، فَإِذَا فِيهَا: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ (2) الْآخِرِ، فَلا يُؤذِي (3) جاره و (4) مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، فَلْيَقُلْ خَيْراً أَو ليسكت (5)، (6).

الكريسة: مصغر الكراسة وهي الجزء من الصحيفة وفي بعض النسخ [كربة] أي لوحاً، والكربة: أي كَرَب النخل وهو أصل السعف أمثال الكتف.

في هذه الرواية ورواية تعليمها التسبيح المعروف باسمها أنه في كل مرة تأتي تطلب حاجة من أبيها يهدي لها هدية معنوية ثقافية تبقى على مدى التاريخ فهي قد استفادت منها وكذلك الأجيال التي جاءت بعدها استفادت منها ببركة سيدة النساء فاطمة (عليها السلام).

مما يلفت النظر أكثر الجملة الأخيرة قوله (صلى الله عليه وآله): (وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْراً أَوْ لِيَسْكُت) ينبغي أن تكون قاعدة لمحبي فاطمة الزهراء (عليها السلام) فإن تعيين الخير حتى يقوله الشخص لم يكن بالأمر السهل وعليه عند عدم العلم بالخير أن يسكت.

على محبي فاطمة الزهراء (عليها السلام) أن يتعلموا من هذا العطاء والخلق الرفيع الذي قدمه رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبضعته الطاهرة وأعطاها إياه حتى يكونوا مصداقاً حقيقياً لتعاليمها وثقافتها ومحبتها. لا أن تعيش هذه التعاليم في واد ومن يدعي حبها في واد آخر.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ في نسخ (ب، ج، د، ز، ص، بس) وحاشية (بف) وشرح المازندراني والوسائل: (كربة) بالتحريك. أي لوحاً. و(الكراسة) واحدة الكراس والكراريس: الجزء من الصحيفة، و(الكريسة): تصغير الكراسة. راجع: القاموس المحيط، ج 1، ص 780 (كرس). كما صرح به في الوافي.

2ـ في نسخة (ب): (باليوم).

3ـ في نسخة (د) والوسائل: (فلا يؤذ) بصيغة النهي.

4ـ في نسخة (ص): - (من كان يؤمن ـ إلى ـ جاره و).

5ـ في (بف): (فليسكت).

6ـ الكافي (الطبعة الحديثة)، ج 4، ص 758، الحديث 3761، وفي الطبع القديم ج

2، ص 667، وفي الكافي أيضاً، كتاب الأطعمة، باب حق الضيف وإكرامه، ح 11631، بسند مثله من أبي جعفر (عليه السلام) وتمام الرواية فيه: مما علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) علياً (عليه السلام) قال: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه. وفيه، نفس الباب، ح 11630، بسند آخر عن إسحاق بن عبد العزيز وجميل وزرارة، عن أبي عبد الله (عليه السلام) وتمام الرواية فيه: مما علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاطمة (عليها السلام) أن قال لها: يا فاطمة، من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، الوافي، ج 5، ص 516، ح 2476، الوسائل، ج 12، ص 126، ح 15839، البحار، ج 46، ص 61، ح 52. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.