المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23



تصحيح المعتقدات ضمانة لسلامة العادات  
  
1837   11:09 صباحاً   التاريخ: 13-12-2021
المؤلف : هادي المدرسي
الكتاب أو المصدر : كيف تستخدم طاقاتك؟
الجزء والصفحة : ص53 ـ 55
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 8/10/2022 1580
التاريخ: 17-2-2022 2577
التاريخ: 2023-12-18 1024
التاريخ: 16-12-2021 1992

المتأمل في عادات الناس وتقاليدهم يلاحظ أن الأفكار تسبق العقائد، والعقائد تسبق الأفعال، والأفعال تسبق العادات والتقاليد.

فالمعتقدات هي حجر الأساس لتصرفاتنا جميعاً، إلا أن تأثيراتها ليست مباشرة، بل هي بعيدة المدى، فمن المعتقدات تولد الأفعال، ومن الأفعال تولد العادات والتقاليد، ومن العادات والتقاليد تتكون شخصيتنا الاجتماعية.

من هنا فإن من الضروري تنقيح الرؤى لضمان سلامة المعتقدات، وبعدها يتم تصحيح الأفعال حتى نتعود على الخير ونترك الشر.

فمن أراد أن يغير عادة سيئة في ذاته فلينبش في جذورها، ويبدأ من الفكرة التي أدت به إلى العقيدة، والتي دفعته بدورها للقيام بالفعل الخاطئ.

إن العادات والتقاليد تضرب جذورها في عمق التاريخ، وسبب إستمرارها وديمومتها ليس كونها صحيحة ومنزهة عن الخطأ، فالكثير من العادات السلبية السيئة إستمرت مع الناس لقرون طويلة، وسبب ديمومتها هو إجماع الناس على الالتزام بها، والإحسان لمؤديها، ومعاقبة مخالفيها.

فكثيراً ما تصل عقوبات الإحجام عن الالتزام بالعادات والتقاليد إلى حدود بعيدة قد تصل إلى حد القتل، إضافة إلى ما يجلب إلى من يخالف تلك العادات والتقاليد من العار، وسوء السمعة، وسط العشيرة التي ينتمي إليها.

إن قوة العادات والتقاليد نابعة من الأفكار التي تحوم حولها، وهي عادة أفكار مؤيدة ومساندة لها، وهي كقالب فولاذي يحمي ما في داخله من تقاليد، وإن كانت هذه التقاليد خاطئة فإن الذي سيحميها من الزوال هي الأفكار التي تحوم في أذهان الناس حولها.

وأنت إذا كنت تريد أن تكون لك عادات حسنة، وتتجنب العادات السيئة فليس أمامك إلا تصحيح المعتقدات والأفكار أولاً، ثم الالتزام بأفعال صحيحة، وتكرارها حتى تصبح عادة.

وخير البر ما تعودت عليه، كما يقول الإمام علي (عليه السلام). 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.