المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

الادارة و الاقتصاد
عدد المواضيع في هذا القسم 7174 موضوعاً
المحاسبة
ادارة الاعمال
علوم مالية و مصرفية
الاقتصاد
الأحصاء

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مسائل في زكاة الفطرة
2024-11-06
شروط الزكاة وما تجب فيه
2024-11-06
آفاق المستقبل في ضوء التحديات
2024-11-06
الروايات الفقهيّة من كتاب علي (عليه السلام) / حرمة الربا.
2024-11-06
تربية الماشية في ألمانيا
2024-11-06
أنواع الشهادة
2024-11-06



أمثلـة على الممارسات التي تخطّـت الحـدود الأخلاقية لوظيفة " السوق" 2  
  
1555   01:59 صباحاً   التاريخ: 6-7-2021
المؤلف : طاهـر حمدي كنعان ، حـازم تيسيـر رحاحلـة
الكتاب أو المصدر : الدولـة واقتصاد السوق ( قراءات في سياسات الخصخصـة وتجاربها العالمية والعربيـة)
الجزء والصفحة : ص68 -70
القسم : الادارة و الاقتصاد / علوم مالية و مصرفية / السياسات و الاسواق المالية /

- تسويق مباريات كأس العالم (World Cup): لفت إلى هذا المثال أحد مؤلفي هذا الكتاب في مقالة له في عام 2010 (11)، حيث وجه الانتقاد الحاد إلى ربط فرصة مشاهدة مباريات كأس العالم لكرة القدم التي تجري كل أربع سنوات برسوم مالية باهظة، الأمر الذي اضطر بعض الدول إلى شراء حقوق بث المباريات لإتاحتها لمواطنيها بالمجان، بينما اقتصرت مشاهدة المباريات في دول أخرى على المواطنين المقتدرين مالياً . 

لاحظت المقالة أن مباريات كرة القدم بقیت عبر السنين مصدراً غنياً للمتعة الشعبية البريئة للأغنياء والفقراء على السواء. لذلك احتلت مباريات "كاس العالم"، الذروة في بواعث تلك المتعة البريئة. ويضاف إلى متعة المشاهدة المردود الاجتماعي لممارسة النشاط الرياضي الجمعي وما تؤديه من وظيفة تربوية واجتماعية بالغة الفائدة وهي تعميم وترسيخ قيم وثقافات منها ثقافة التنافس الإيجابي بين الشبيبة، ومنها ثقافة العمل "بروح الفريق" المتمثلة بالتعاون وتقسيم المهمات بين أعضاء الفريق الواحد الهادف إلى التفوق في أداء معين. لهذه الأسباب ، يحمل النشاط الرياضي كما تحمل المشاركة فيه والإعلام عنه كامل صفات "السلع العامة" التي تُنتج بطلب المجتمع كله ، ولمنفعة المجتمع كله، والتي لا يجوز لذلك تقنين إنتاجها وحصر الانتفاع بها في الأفراد أو الفئات القادرة على دفع مقابل مالي لقاء ذلك الانتفاع، كما لا يجوز لأي مجتمع أن يسمح بجعلها مصدر ارتزاق من خلال احتكار وسائل مشاهدتها والإعلام عنها. على الرغم من ذلك، نجد إدارة مباريات كأس العالم (فيفا)، تتجاهل تلك الاعتبارات وتدير مبارياتها العالمية بممارسة احتكارية معيبة تؤدي إلى إقصاء الجماهير الفقيرة في العالم، ولا سيما في دول العالم الثالث، عن حقها في ذلك المرفق الدولي العام، وحرمانها من المشاهدة المجانية لمباريات كأس العالم.  

المدهش أن الحكومات والأفراد يستسلمون لذلك القضاء من دون احتجاج، فنجد دولة مثل لبنان تدفع مبلغاً باهظاً بالنيابة عن شعبها كي يُتاح لجميع مواطنيها الفرصة المتكافئة لمشاهدة المباريات، ونجد دولة مثل کوریا تسجل المباراة التي خاضها فريقها كي تذيعها لاحقاً تعويضاً للشعب الكوري عن مشاهدتها في حينها، ونجد إحدى الفضائيات العربية تتواطأ مع احتكار الفيفا فتشتري منها الامتياز الحصري لإذاعة المباريات للمشاهدين العرب، وتبيع الرخصة الفردية لرؤية المباريات في الأردن مثلاً بمئة دولار، أي بما يقارب متوسط الدخل القومي لشهر المباريات كاملاً، وبما يفوق دخل الأسر الأردنية الفقيرة شهوراً عدة .

من اللافت أن وسائل الإعلام حفلت مؤخراً (في عام 2015) بالأخبار عن الفساد المالي الرهيب الذي وصم قمة المسؤولين في إدارة الفيفا، إلا أن الفساد القيمي الناتج من جعل كأس العالم سلعة يرتبط الاستمتاع بها بالقدرة المالية ما برح لا يحظى بما يستحقه من اهتمام. 

تقدم الأمثلة المتقدم الاستشهاد بها أدلة قوية على احتمالات التردي الأخلاقي والفساد القيمي الذي ربما تقود إليه عنجهية السوق ، والذي يختصر في النزوع إلى تحويل «اقتصاد السوق» إلى "مجتمع السوق"، وفي الحثّ على الانشغال السطحي باعتبارات "الكفاءة" بدلاً من التفكير الأعمق في كيفية تقويم أوجه النشاط الاقتصادي المختلفة. فتقویم خدمات الصحة والتعليم والدفاع الوطني والعدالة الجنائية وحماية البيئة وغيرها يثير مسائل في السياسة والأخلاق تتعدى التقويم الاقتصادي. ويقتضي بحث هذه المسائل استدعاء الاعتبارات الأخلاقية والثقافية وحتى الروحية لهذه الغاية، والبتّ بها في الحوار الديمقراطي القائم على الدراسة القيمية لكل حالة على حدة .  

يری ساندل أن من الضرورة الحرص الشديد على المكونات التي تسم الحياة بالجمال وتصونها من التشويه الذي يهدد هذا الجمال من خلال التسليع والعبث بالحدود التي يتعين أن تقيّد مجال تأثير آليات السوق. ويشمل هذا الحرص معرفة سبل التقويم الصحيح للصحة والتعليم والحياة الأسرية ونظافة البيئة والآداب والفنون والواجبات المدنية ... إلخ. ولا تمت هذه المعرفة لسبل التقويم الصحيح لهذه الأمور إلى علم الاقتصاد بقدر ما تمت إلى علوم الاجتماع والسياسة والأخلاق. ولم تكن هذه المعرفة متاحة بسهولة خلال حقبة "عنجهية السوق" التي سادت فيها نزعة الانزلاق من "اقتصاد السوق"، إلى "مجتمع السوق" .

يعرف ساندل الفرق بين "اقتصاد السوق" ، و"مجتمع السوق"، بالآتي: "اقتصاد السوق" ، هو أداة فاعلة ونافعة لأغراض تنظيم النشاط الإنتاجي. في المقابل "مجتمع السوق" هو طريقة في الحياة تنفذ من خلالها "قيم السوق" إلى جميع مناحي النشاط البشري حتى تصبح العلاقات الاجتماعية مرآة عاكسة لعلاقات السوق وقيمه. والسؤال هنا هو: هل نريد لقيم المجتمع الإنساني أن تنحطّ إلى مستوى قيم السوق فتصبح موضوعات يتحكم بها المال وتخضع لآليات المتاجرة ؟ 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(11) طاهر حمدي كنعان، «مباريات كاس العالم سلعة عامة لا يجوز احتكارها،» الشروق، 2010/6/30 .




علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





علم قديم كقدم المجتمع البشري حيث ارتبط منذ نشأته بعمليات العد التي كانت تجريها الدولة في العصور الوسطى لحساب أعداد جيوشها والضرائب التي تجبى من المزارعين وجمع المعلومات عن الأراضي التي تسيطر عليها الدولة وغيرها. ثم تطور علم الإحصاء منذ القرن السابع عشر حيث شهد ولادة الإحصاء الحيوي vital statistic وكذلك تكونت أساسيات نظرية الاحتمالات probability theory والتي تعتبر العمود الفقري لعلم الإحصاء ثم نظرية المباريات game theory. فأصبح يهتم بالمعلومات والبيانات – ويهدف إلى تجميعها وتبويبها وتنظيمها وتحليلها واستخلاص النتائج منها بل وتعميم نتائجها – واستخدامها في اتخاذ القرارات ، وأدى التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات واستخدام الحاسبات الآلية إلى مساعدة الدارسين والباحثين ومتخذي القرارات في الوصول إلى درجات عالية ومستويات متقدمة من التحليل ووصف الواقع ومتابعته ثم إلى التنبؤ بالمستقبل .





لقد مرت الإدارة المالية بعدة تطورات حيث انتقلت من الدراسات الوصفية إلى الدراسات العملية التي تخضع لمعايير علمية دقيقة، ومن حقل كان يهتم بالبحث عن مصادر التمويل فقط إلى حقل يهتم بإدارة الأصول وتوجيه المصادر المالية المتاحة إلى مجالات الاستخدام الأفضل، ومن التحليل الخارجي للمؤسسة إلى التركيز على عملية اتخاذ القرار داخل المؤسسة ، فأصبح علم يدرس النفقات العامة والإيرادات العامة وتوجيهها من خلال برنامج معين يوضع لفترة محددة، بهدف تحقيق أغراض الدولة الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية و تكمن أهمية المالية العامة في أنها تعد المرآة العاكسة لحالة الاقتصاد وظروفه في دولة ما .و اقامة المشاريع حيث يعتمد نجاح المشاريع الاقتصادية على إتباع الطرق العلمية في إدارتها. و تعد الإدارة المالية بمثابة وظيفة مالية مهمتها إدارة رأس المال المستثمر لتحقيق أقصى ربحية ممكنة، أي الاستخدام الأمثل للموارد المالية و إدارتها بغية تحقيق أهداف المشروع.