المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17751 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الموطن الاصلي للفجل
2024-11-24
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24

احدث الطرق في كتابة المقالة
22-10-2019
هل اغوى الله ابليس
2-10-2014
أهداف التوظيف
17-10-2016
Smarandache-Wagstaff Function
30-11-2020
Amicable Quadruple
22-11-2020
Jaundice
14-11-2021


الوحي الحضوري الشهودي  
  
1803   04:24 مساءاً   التاريخ: 30-05-2015
المؤلف : الشيخ علي أكبر السيفي المازندراني
الكتاب أو المصدر : دروس تمهيدية في القواعد التفسيرية
الجزء والصفحة : ج2 ، ص 31-38
القسم : القرآن الكريم وعلومه / الإعجاز القرآني / الوحي القرآني /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 30-05-2015 1697
التاريخ: 21-04-2015 1855
التاريخ: 2023-11-23 1873
التاريخ: 8-11-2020 2772

الوحي الحضوري الشهودي في المعراج بشهود الملائكة مع مصاحبة جبرائيل ، وإن شئت فسمه الوحي العروجي المشافهي . وقد كان هذا الوحي في محضر الله في عالم الملكوت في الملأ الأعلى بلا واسطةٍ . وهذا النوع من الوحي كان من مختصات نبينا محمد (صلى  الله عليه وآله وسلم) .

وقد دل على نزول هذا النوع من الوحي قوله تعالى : {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم : 8 - 10] حيث دلّ بظاهره على أن هذا الوحي كان بطريق دنو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وشدة قربه المعنوي الروحاني من الله ، لا بواسطة جبرئيل .

وقد دلت النصوص المعتبرة المستفيضة ، بل المتواترة على نظر هذه الآيات الى واقعة ليلة المعراج وأن المقصود دنو النبي وشدة قربه الروحاني الى الله في ليلة المعراج ، حتى أوحى الله إليه مشافهة بلا واسطة جبرائيل ، ولا ينافي ذلك كون أصل اسراءِ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) وعروجه جسمانية .

فمن هذه النصوص :

مارواه علي بن إبراهيم في تفسير آية : {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} [البقرة : 285] بقوله : " فإنه حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن أبي عبد الله (عليه السلام) : " إن هذه الآية مشافهة الله تعالى لنبيه ليلة اسرى به الى السماء . قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : انتهيت الى محل سدرة المنتهى ... فكنت من ربي كقاب قوسين أو أدنى ، كما حكى الله عزوجل ، فناداني ربي تبارك وتعالى : آمن الرسول بما أُنزل إليه من ربه ، فقلت : أنا مجيب عني وعن  أمتي " (1) .

هذه الرواية صحيحة لا إشكال في سندها . وقد دلت على نكتتين ؛ إحداهما : ما دلّت عليه بالصراحة ؛ وهي أن الآية المزبورة قد أوحيت الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بالمشافهة من غير واسطة جبرئيل في ليلة المعراج .

ثانيتها : أن قوله تعالى : {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (8) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (9) فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} معناه أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) دنا وقرب الى نور ربه في عالم الملكوت الأعلى في ليلة المعراج ، ثم أوحى الله إليه بالمشافهة ما أوحى ؛ يعني بلا واسطة جبرئيل .

وأما كيفية الدنو والقرب لم تكن مادياً قطعاً ؛ لأن القُرب المادي يعتبر فيه كون طرفي القرب جسمانياً ، والله تعالى - وهو أحد طرفي القرب - ليس جسمانياً ، وإن كان عروج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بجسمه ، كما هو ظاهر الآيات والروايات ، ولكن قربه من الله إنما كان بتعالي الدرجات المعنوية واشتداد القوة الروحانية .

وعلى أي حال لا إشكال في دلالة هذه الصحيحة ، بل صراحتها في أن ما أوحى الله تعالى في ليلة المعراج الى نبينا (صلى الله عليه وآله وسلم) كان بالوحي الحضوري الشهودي وبالمشافهة ، بلا وساطة جبرئيل (عليه السلام) . فهي نافيةٌ لما قاله الطبرسي في تفسير الآية المزبورة ، من أن المقصود منها دنو جبرائيل وقربه الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد استوائه في الأُفق الأعلى من الأرض وأن المراد إيحاء الله تعالى نبيه على لسان جبرائيل .

ويؤيده ما رواه علي بن إبراهيم عن أبي الحسن الرضاء (عليه السلام) ، قال " وقوله : {وهو بالأُفُقِ الأعْلَى} يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، {ثُمَّ دَنَا} يعني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من ربه عزوجل فتدلى . قال (عليه السلام) : إنما نزلت هذه (ثم دنا فتدانى فكان قاب قوسين أو أدنى) . قال (عليه السلام) : كان من الله كما بين مقبض القوس الى رأس السية . أو أدنى أي من نعمته ورحمته قال بل أدنى من ذلك ، فأوحى الى عبده ما أوحى ، قال وحي مشافهة " (2) . قوله : رأس السية ؛ أي ما يُربَط به طرفي القوس وهذا كناية عن شدة القرب على وجه التشبيه بالقرب المادّي .

وكون هذا كلام علي بن ابراهيم نفسه ، وإن كان محتملاً ؛ نظراً الى احتمال انقطاع المروي عن الامام قبله ، إلا أن التعبير بلفظ " قال " مكرراً في الكلام المزبور يشهد أن  القائل هو الإمام (عليه السلام) ، كما يظهر من تفسير نور الثقلين (3) في ذيل الآية المزبورة ؛ حيث أسند هذا الكلام كله الى الأمام (عليه السلام) .

وأيضاً قال عليّ بن إبراهيم في تفسير آية { فكان قابَ قوسين أو أدْنَى} :

" كان بين لفظه وبين سماع محمد كما بين وتر القوس وعودها ، فاوحى الى عبده ما أوحى فسُئل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عن ذلك الوحي ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) : أُوحي اليّ أنّ علياً سيد الوصيين وإمام المتقين وقائد الغرّ المحجلين وأولُ خليفة يستخلف خاتم النبيين ، فدخل القوم في الكلام ، فقالوا : أمن الله ومن رسوله ؟ فقال الله جل ذكره لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : قل لهم : ما كذب الفؤاد ما رأى ، ثم ردّ عليهم فقال : أفتمارونه على ما يرى " (4) . ويُحتمل قوياً كونه رواية أبي جعفر المروي قبل الكلام المزبور ، فراجع .

وقوله : { فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى } تشبيه وتمثيل بالقرب المكاني لبيان القرب المعنوي الملكوتي . وليس المراد المكاني ، كما قلنا .

ومما يشهد لذلك ما رواه الصدوق في العلل بقوله : حدّثنا الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المؤدّب وعلي بن عبد الله الوراق وأحمد بن زياد جعفر الهمداني رضي الله عنهم ، قالوا : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن يحيى بن أبي عمران وصالح بن السندي ، عن يونس بن عبد الرحمان ، قال : " قلت لأبي الحسن موسى بن جعفر (عليهما السلام) : لأي علة عرج الله تعالى بنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) الى السماء ، ومنها الى سدرة المنتهى ، ومنها الى حجب النور وخاطبه وناجاه هناك ؟ والله لا يوصف بمكان ؟ فقال (عليه السلام) إن الله لا يوصف بمكان ولا يجري عليه زمان ، ولكنه عزوجل أراد أن يُشرِّف به ملائكته وسكّان سماواته ويكرمهم بمشاهدته ، ويريه من عجائب عظمته ما يخبر به بعد هبوطه وليس ذلك على ما يقول به المشبّهون سبحان الله وتعالى عما يصفون " (5).

قوله : " بمشاهدته " ؛ أي بمشاهدة النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وقوله : " يُريه " ؛ أي أراد أن يُري النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) .

هذه الرواية صحيحة ؛ إذ لا إشكال في رجال سندها ، إلا صالح بن السندي ، ولكن يرتفع الاشكال ؛ حيث روى معه في طبقته يحيى ابن أبي عمران ؛ لأنه من وكلاءِ الامام موسى بن جعفر (عليه السلام) ولم يُعرف بقدح . وهذا يكفي في وثاقة الرجل ؛ لما بيناه في كتابنا " مقياس الرواية " .

هذا مضافاً الى أن صالح بين السندي أيضاً لم يعرف بقدح ، مع أنه من المعاريف ؛ إذ له أصل روائي وكثير الرواية ونقل عنه أجلاء الرواة ، فلو كان في مثله قدح لبان ونُقِل . كما بينا تفصيل ذلك في كتابنا " مقياس الرواية " .

ونظيره ما رواه الصدوق بإسناد عن أبي حمزة الثمالي في العلل (6) .

وقد دلّت على ذلك روايات مستفيضة ، بل متظافرة روي أكثرها في تفسير نور الثقلين ، (7) فراجع .

فلا يُصغى الى ما قاله الطبرسي في تفسير الآية المزبورة بعد ما دلّت النصوص المعتبرة المتظافرة على خلافه .

حيث قال في تفسير الآيات المزبورة ما حاصله : " أن جبرائيل دنا وقَرُب الى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ونزل إليه بعد استوائه في الأفق الأعلى من الأرض ، وكان الفصل بين جبرائيل وبين النبي بمقدار قوسين أو أقل من ذلك ، فأوحى الله تعالى على لسان جبرائيل الى محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ما أوحى " (8) .

ومما دلّ على نزول هذا النوع من الوحي على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) في ليلة المعراج ما رواه الكليني عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال في حديث المعراج :

" إن الله عزوجل لما عرج بنبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) الى سماواته السبع ؛ أما أوليهن فبارك عليه ، والثانية علّمه فرضه ، فأنزل الله محملاً من نور فيه أربعون نوعاً من  أنواع النور كانت محدقة بعرش الله تغشى أبصار الناظرين ...

ثم عرج به الى السماء فنفرت الملائكة الى أطراف السماء وخرَّت سجداً ، وقالت سبوح قدّوس ما أشبه هذا النور بنور ربّنا ! فقال جبرائيل (عليه السلام) : الله أكبر الله أكبر ، ثم فتحت أبواب السماء واجتمعت الملائكة فسلمت على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفواجاً ، وقالت : وكيف أخوك ؟ إذا نزلت ، فاقرءه السلام . قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أفتعرفونه ؟ قالوا كيف لا نعرفه وقد أخذ ميثاقك وميثاقه منا وميثاق شيعته الى يوم القيامة علينا . وإنا لنتصفح وجوه شيعته في كل يوم وليلة خمساً - يعنون في كل وقت صلاة - وإنا لنصلّي عليك وعليه ...

قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : .... ثم أوحى الله اليّ : يا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ادن من صاد فاغسل مساجدك وطهّرها وصلّ لربّك ، فدنى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من صاد - وهو ما يسيل من ساق العرش الأيمن - فتلقّى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الماء بيده اليمنى ، فمن أجل ذلك صار الوضوء باليمين .

ثم أوحى الله عزوجل إليه : أن أغسل وجهك ؛ فانّك تنظر الى عظمتي . ثم اغسل ذراعيك اليمنى واليسرى ؛ فإنّك تلقّى بيدك كلامي ؛ ثم امسح رأسك بفضل ما بقي في يديك من الماء ورجليك الى كعبيك ، فاني أُبارك عليك واُطيك موطئاً لم يطأه أحدٌ غيرك ، فهذا علّة الاذان والوضوء .

ثم أوحى الله عزوجل إليه يا محمد استقبل الحجر الأسود وكبّرني على عدد حُجُبي . فمن أجل ذلك صار التكبير سبعاً ؛ لأن الحُجب سبعٌ ، فافتتح عند انقطاع الحُجُب ، فمن أجل ذلك صار الافتتاح سنّة . والحجب متطابقة بينهنّ بحار النور ، وذلك النور الذي أنزله الله على محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) . فمن أجل ذلك صار الافتتاح ثلاث مرّات ؛ لافتتاح الحجب ثلاث مرّات ، فصار التكبير سبعاً والافتتاح ثلاثاً .

فلما فرغ من التكبير والافتتاح أوحى الله إليه أن أحمدني . فلمّا قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : الحمد لله ربّ العالمين ، قال النبي (صلى  الله عليه وآله وسلم) في نفسه شكراً ، فأوحى الله عزوجل إليه : قطعت حمدي ، فسم باسمي . فمن أجل ذلك جعل في الحمد الرحمن الرحيم مرتين فلما بلغ {ولا الضّالِّين} قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : الحمد الله رب العالمين : شكراً فأوحى الله إليه : قطعت ذكري ، فسم باسمي ، فمن أجل ذلك جعل بسم الله الرحمن الرحيم في أول السورة .

ثم أوحى الله عزوجل إليه اقراء يا محمد نسبة ربّك تبارك وتعالى : {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1) اللَّهُ الصَّمَدُ (2) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص : 1 - 4] ثم أمسك عنه الوحي ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : الواحد الأحد الصمد ، فأوحى الله إليه : لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، ثم أمسك عن الوحي . فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : كذلك الله كذلك الله ربّنا . فلمّا قال ذلك أوحى الله إليه اركع لربّك يا محمد فركع فأوحى الله إليه - وهو راكع - : قل : سبحان ربّي العظيم ، ففعل ذلك ثلاثاً .

ثم أوحى إليه : أن ارفع رأسك يا محمد ففعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقام منتصباً ، فأوحى الله عزوجل إليه : أن اسجد لربّك يا محمد ، فخر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ساجداً ، فأوحى الله عزوجل إليه : قل : سبحان ربي الأعلى ، ففعل ذلك ثلاثاً ، ثم أوحى الله إليه : استوِ جالساً يا محمد ، ففعل ، فلمّا رفع رأسه من سجوده واستوى جالساً ، نظر الى عظمته تجلّت له ، فخر ساجداً من تلقاء نفسه لا لأمر أمر به فسبّح ثلاثاً ، فأوحى الله إليه انتصب قائماً ، ففعل فلم ير ما كان رأى من العظمة ، فمن أجل ذلك صارت الصلاة ركعة وسجدتين .

ثم أوحى الله عزوجل : اقرء " إنا أنزلناه " ؛ فانّها نسبتك ونسبة أهل بيتك الى يوم القيامة . وفعل في الرّكوع مثل ما فعل في المرّة الأولى . ثم سجد سجدة واحدة ، فلمّا رفع رأسه ، تجلّت له العظمة ، فخر ساجداً من تلقاء نفسه ، لا لأمر أمر به فسبّح أيضاً .

ثم أوحى الله إليه : ارفع رأسك يا محمد ، ثبَّتك ربّك ، فلمّا ذهب ليقوم ، قيل : يا محمد اجلس ، فجلس ، فأوحى الله إليه : يا محمد إذا ما أنعمتُ عليك ، فسم باسمي ... أن قال (صلى الله عليه وآله وسلم) : بسم الله وبالله ولا إله إلا الله والأسماء الحسنى كلّها لله . ثم أوحى الله إليه : يا محمد صلّ على نفسك وعلى أهل بيتك . فقال : صلى الله عليّ وعلى أهل بيتي .... ثم التفت ، فاذا بصفوف من الملائكة والمرسلين والنبيّين ، فقيل : يا محمد سلّم عليهم ، فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فأوحى الله إليه أن السلام والتحية والرحمة والبركات أنت وذرّيتُك " (9) .

هذه الرواية صحيحة لا إشكال في سندها ، وهي طويلة نقلنا هاهنا بعض مواضعها . وقد دلّت بالصراحة على أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد أوحى الله إليه أجزاء الصلاة وشرائطها ومالها من الخصوصيات في ليلة المعراج .

وفي صحيح هشام (10) أن في جميع مراحل العروج - من السماء الدنيا الى السماء السابعة - كان جبرائيل (عليه السلام) يصاحب النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتكلم معه ويرشده ويخبره عن أوضاع ملائكة السماوات السبع والأنبياء الماضين وخواتيم الأعمال وعواقب أمور أبناء البشر .

________________

1. تفسير القمي : ج1 ، ص 95 .

2. تفسير القمي : ج2 ، ص 334 .

3. تفسير نور الثقلين : ج5 ، ص 148 .

4. المصدر .

5. علل الشرايع : ج1 ، ص 132 ، ح2 .

6. المصدر : ص 131 ، ح1 .

7. تفسير نور الثقلين : ج5 ، ص 148-152 .

8. تفسير مجمع البيان : ج9 - 10 ، ص 173 .

9. الكافي : ج3 ، ص 482-486 .

10. تفسير علي بن ابراهيم : ج2 ، ص3 .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .