أقرأ أيضاً
التاريخ: 22-8-2019
7807
التاريخ: 2024-11-19
184
التاريخ: 3-8-2019
1424
التاريخ: 31-7-2019
1106
|
الصحافة الأدبية العربية
لقد تأثر الوطن العربي مشرقة ومغرية بالتطور العالمي وخصوصاً في أوروبا وأمريكا وإن كان متأخراً نسبياً، فقد لحق العرب في اكتساب المعرفة الفنية في الطباعة وبالتالي في مجال الصحافة والنشر للكتب والنشرات.
عرف العرب الأدب منذ فترة طويلة وعمد الشعراء على كتابة قصائدهم بالأشكال الفنية السائدة آنذاك، ظهرت المعلقات وكتبت الخطب والرسائل والكتب التي تضمنت شؤون الأدب المختلفة.
ظهر سوق عكاظ وذي مجته وذي مجاز والتي كانت لتبادل رقاع القصائد والخطب الأدبية، وقد علقت على جدران الكعبة القصائد والخطب، وقد أعلى العرب شأن الأدب حتى أنهم اشتهروا به.
شهدت الساحة الأدبية والثقافية العربية يقظة جديدة في أواخر القرن التاسع عشر فظهر العديد من الكتاب والأدباء والمفكرين والمصلحين، وجاء ظهور الصحافة التي شكلت حاضنة للأدب ورعت الأدباء والكتاب وتميزت الصحافة بالاعتناء بالأدب بشكل خاص، وتميزت المقالات والتحليلات الصحفية بلغتها الأدبية الراقية واعتنى الكتاب بجماليات اللغة ورصانة التعبيرات واستخدم الكتاب ضروب الأدب من السجع والطباق والجناس في صياغة المقالات، حتى أنه يبدو أي مقال أنه مقطوعة أدبية حتى لو كان المقال علمياً أو سياسياً.
وكان من الطبيعي بفعل التطور الطبيعي أن تستقل الصحافة الأدبية وتبدأ بالظهور كصحف متخصصة في أواخر القرن التاسع عشر وذلك لأسباب متعددة منها:
1. إن ضروب الأدب المختلفة تحتل مكاناً في تركيبة المجتمع الثقافية والاجتماعية العربية.
2. إن المجلات والدوريات الأدبية أقل صداماً مع المؤسسات الأمنية والسياسية وبالتالي يمكنها الصدور ومن السهل ترخيصها من الحكومات المختلفة.
3. ظهور مجموعة من المصلحين الاجتماعيين والعاملين على تطوير الجانب الحضاري للأمة وأخذوا من الأدب وسيلة للتعبير عن آرائهم ومواقفهم.
فقد ظهرت في بدايات الصحافة الأدبية صحيفة «البيان» عام 1897 لصاحبها إبراهيم اليازجي «والضياء» عام 1898، وقد نشأ الأديب والشاعر اللبناني خليل مطران «المجلة المصرية» عام 1900 وكذلك أصدر عام 1903 «الجوانب»، وكذلك فعل المؤرخ والكاتب اللبناني جورجي زيدان فأصدر عام 1892 مجلة «الهلال» وبفعل اهتمامه فقد اعتنت بالروايات التاريخية الإسلامية ومنها وكذلك الأدبية بشكل خاص واستمرت الهلال حتى غدت علامة بارزة لمؤسسة ثقافية أدبية حضارية فأصدرت العديد من الأعمال الأدبية، ومن منا لم يقرأ أو يسمع بروايات الهلال التي ما زالت تصدر حتى اليوم . وقد توسعت «الهلال» العربية لتنتج مجموعة من الدراسات الهامة مثل «الألفاظ العربية والفلسفة العربية» و «تاريخ مصر الحديث» و «تاريخ ممالك آسيا وأفريقيا والعرب قبل الإسلام» و «التمدن الإسلامي» وغيرها من الدراسات التي تحولت إلى كتب ما زالت تحتل الصدارة في المكتبة العربية، وقد أصدرت الهلال الروايات والأعمال الأدبية للأطفال وكذلك الروايات والقصص، وأصدرت كتباً في الفن وأصدرت الهلال مجلات متخصصة في صحافة المرأة والأطفال والفنون والأدب.
وكما أسلفنا فقد احتل الأدب مكانه بارزه في الصحافة الشاملة ومع ظهور الصحف والمجلات وكانت فيها علامات بارزة مثل محاولة أحمد لطفي السيد بصحيفة «الجريدة» والتي كانت أول مجلة تنشر الرواية العربية المعاصرة بأسلوبها وفنونها، فقد أصدرت للكاتب الشاب آنذاك محمد حسنين هيكل رواية «زينب» وكان ذلك في عام 1911، وكذلك ظهرت صحيفة «الشعب» للمصلح الاجتماعي والأديب أمين الرفاعي عام 1913 واتبعها الرافعي بصحيفة الأخبار عام 1920 وكان لها الفضل تبني المفكر والكاتب الكبير عباس محمود العقاد.
وقد اهتمت الصحف الشاملة بالأدب التاريخي والمعاصر وظهرت صحفاً جديدة فأصدر الشيخ علي يوسف «المؤيد»، ومصطفى كامل «اللواء» وغيرها من الصحف وقد ظهرت مجموعة من الصحف الأدبية مثل «الترقي والتقدم» و «المقتطف» و «نزهة الأفكار» و «الآداب» و «التمدن» ويلاحظ من خلال الأسماء أنها كانت مجلات وصحف تسعى للتغيير الاجتماعي والتطور الأدبي.
كانت الصحافة الأولى في أواخر القرن التاسع عشر ملاذاً وحاضنة لأفكار كبار الكتاب والمصلحين أمثال رفاعة الطهطاوي ومحمد عبده، فقد أظهرت كتاباً مهمين ما زالت أعمالهم إلى اليوم زاد كل المثقفين والقراء العرب مثل عباس محمود العقاد ومحمد حسنين هيكل إلى جانب يعقوب صروف وأديب اسحق ومي زيادة وشبلي شميل وقد كان هؤلاء الرواد المصلحين رواد النهضة العربية الحديثة.
وكما كانت الهلال علامة مهمة في تاريخ الأدب والصحافة الأديبة فقد حقق أحمد حسن الزيات هرماً ثقافياً موازناً بإصداره مجلة «الرسالة» وكانت مدرسة أدبية ليس لمصر وحدها ولكن لكافة أرجاء الوطن العربي بما قدمته من نصوص فكرية وأدبية مميزة، وكانت حاضنة لعدد ليس قليل من الكتاب والأدباء الذين قدموا نتاجهم وعرفوا به في الوطن العربي.
واستمر الحراك الأدبي والثقافي في مصر فأصدر الكاتب الكبير طه حسين مجلة «الكاتب المصري» ورأس تحريرها ولكن هذه المجلة واجهت ادعاءات كثيرة حول تمويلها إلا أنها كانت أحد النوافذ الأدبية المهمة في زمانها.
بعد نجاح ثورة 1952 في مصر - وتولي سلطة جديدة انفتحت على الجماهير بأشكال مختلفة كان أهمها تشكيل روابط وجماعات أدبية متعددة بادرت إلى إصدار صحفها ومجلاتها وكذلك تشكل المجلس الأعلى للفنون والآداب والهيئة العامة المصرية للكتاب وما زالا يقومان بدور ثقافي حتى الآن، ومن نتاج ذلك صدرت مجلة «القصة» ورأس تحريرها الكاتب والروائي المصري محمد عبد الحليم عبد الله حيث قدمت نتاجاً متعدداً ومتنوعاً فقدمت من القصة العربية والمترجمة، وفتحت المجال واسعاً أمام جيل من الكتاب الشباب وكذلك صدرت مجلة «الكاتب» والتي حققت نجاحاً باهراً في إقبال الشباب على قراءتها والكتابة من خلالها، وتميزت أنها قدمت الألوان الأدبية المختلفة من نقد، وقصة وشعر وتراجم وهكذا كان حال مجلة «المسرح» التي رأس تحريرها سعد الدين وهبة وتخصصت في المسرح وآدابه وكانت تنشر مسرحيات كاملة حتى لو كانت من فصول متعددة، وكذلك ابتدعت نشر ملخصات لمسرحيات عربية أو مترجمة، وكذلك صدر العديد من الدوريات في مجال الأدب الشعبي والتراث العربي والإسلامي.
ولم تكن باقي الدول العربية في منأى عن هذا التطور فقد صدر في لبنان مجلة «الآداب» التي كانت تستقطب الكتاب من أرجاء الوطن العربي ومقروءة من شرائح واسعة في كافة البلدان العربية والمهجر وقد خرجت رواداً مهمين في عام الأدب بضروبه المختلفة من القصة والشعر والمسرح والنقد الأدبي
وفي ستينيات وسبعينات القرن الماضي نشطت الصحافة العربية في العراق وسوريا والأردن وفي منطقة الخليج العربي فقد أصدرت مجلة «العربي» والتي ما زالت تصدر فكانت بوابة أدبية لكل الكتاب العرب وقراءة وكذلك صدرت مجلة «الدوحة» التي جمعت حولها القراء في كافة أرجاء المنطقة العربية وخصوصاً في الخليج العربي.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|