أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-03-2015
11318
التاريخ: 3-05-2015
2598
التاريخ: 17-10-2014
2529
التاريخ: 2024-10-07
410
|
قال تعالى : {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى} [سبأ : 46]
لا نجانب الحقيقة ونحن نسجّل أنّ (للإمام الخميني) ولعا عظيما بهذه الآية الكريمة :
{قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وفُرادى} ، التي تحوّلت إلى ما يشبه البيان الأوّل لحركته الإحيائية، والإطار التأسيسي الذي يحوي بذور نهضته وعناصرها الاولى.
يعود تأريخ أوّل وثيقة تؤشّر للعلاقة الحميمة التي تربطه بهذه الآية، إلى ستة عقود من الآن، ثمّ توالت هذه العلاقة ولم تنقطع حتّى أواخر عمر الإمام. فسماحته اتخذ من هذه الآية منطلقا للنهضة، وأساسا للعمل الاجتماعي والسياسي العام، وكان ينظر إليها بوصفها تمثّل روح العمل الديني، ومن ثمّ فهي المنار الذي يضيء للسالكين والعاملين الطريق.
على مدار ستين عاما والإمام [الخميني] يستمدّ من هذه الآية بصائر تدفع إلى العمل من أجل اللّه، ويتزوّد منها بطاقة تغذّ الخطى على دروب الاستقامة والنهضة والصبر على مشاقّهما، حتّى وثّقت المصادر المكتوبة خمسة عشر مرّة وقف فيها الإمام مع هذه الآية على مدار هذه السنين (1) , هذا خلا ما كان ذكره شفويا وفي المجالس الخاصّة، فضاع ولم يوثّق.
يعود تاريخ أقدم وثيقة مكتوبة تحدّث بها الإمام عن الآية، إلى سنة 1363 ه، حيث اتجه بخطابه انطلاقا من الآية، إلى علماء إيران وشعبها، وهو يحدّثهم عن حالة العمل الديني، وأوضاع البلد وما آلت إليه نتيجة ترك القيام للّه، وتمركز الجهود حول الذات وأنانيّاتها.
في هذه الوثيقة القرآنية التي تحوي بواكير الفكر الجهادي الخميني وأوليات النهضة، يرسم النص للمعنيين بالتغيير في إيران، مسارين للحركة :
الأوّل : مسار الحركة من أجل اللّه، وما يصحبه من منافع ومعطيات.
الثاني : مسار الحركة من أجل الذات، وما يجرّ إليه من انتكاسات وتبعات.
وإذ لا يسعنا أن نغطّي في هذه النقطة كلّ الأفكار القرآنية التي أثارها النص الخميني خلال بضعة عشر مرّة، فسنكتفي بما احتوته هذه الوثيقة التاريخية التي حرّرها الإمام بتاريخ 11 جمادي الأوّل 1363، وقد كتب بخطّه في أعلاها الكلمتين التاليتين : اقرءوا واعملوا.
يفتتح الإمام الوثيقة بعد البسملة، على النحو التالي : «قال اللّه تعالى : {قُلْ إِنَّما أَعِظُكُمْ بِواحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وفُرادى} . بيّن اللّه تعالى في هذا الكلام الشريف الطريق كلّه، بدءا من منزل الطبيعة المظلمة وحتّى ذروة مسار الإنسانية وغايته، فانتخب ربّ العالمين من بين المواعظ كلّها أفضلها، ووضعها بكلمة واحدة بين يدي البشر، هذه الكلمة التي تعدّ الطريق الوحيد لإصلاح الدارين. إنّ القيام للّه هو الذي سما بإبراهيم خليل الرحمن، لبلوغ منزلة الخلّة، وحرّره من المظاهر المختلفة لعالم الطبيعة (2) ... والقيام للّه هو الذي مكّن موسى الكليم من قهر الفراعنة بعصى، وجعل عروشهم وتيجانهم تتهاوى في مهبّ الريح؛ والقيام للّه هو الذي أوصله إلى ميقات المحبوب، وجرّه إلى مقام الصعق والصحو (3).
القيام من أجل اللّه هو الذي جعل خاتم النبيين صلّى اللّه عليه وآله وسلّم، ينتصر وحده على كلّ تقاليد الجاهلية وأعرافها وعاداتها، وطهّر بيت اللّه من الأصنام، وجعل نداء التوحيد والتقوى يصدح بدلا منها. والقيام للّه هو الذي أوصل تلك الذات [المحمدية] المقدّسة، إلى مقام قاب قوسين أو أدنى» (4).
___________________________________
(1)- راجع في توثيق هذه المصادر : فصلية بينات، المزدوج 22- 23، كشاف خاص بالآيات-- التفسيرية في آثار الإمام : 375، حيث تمّ ذكر المرّات الخمس عشرة التي مرّ بها الإمام على الآية موثّقة بمصادرها.
(2)- هنا ذكر الإمام بيتا من الشعر الفارسي، مضمونه : بسرعة الخليل أطرق علم اليقين، ومثل الخليل نادي لا أحبّ الآفلين. والخليل هو نبي اللّه إبراهيم عليه السّلام.
(3)- الصعق باصطلاح العرفاء، هو بمعنى فناء العبد السالك. والصحو هو مصطلح عرفاني آخر، جاء هنا بمعنى العودة إلى عالم الناسوت والملك والمادة، بأمر الربّ الجليل، بعد حالة الصعق والفناء التي مرّ بها.
(4)- إشارة لقوله تعالى : { ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى* فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى}.( النجم : 8- 9)
|
|
كل ما تود معرفته عن أهم فيتامين لسلامة الدماغ والأعصاب
|
|
|
|
|
ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
|
|
|
|
|
جامعة الكفيل تناقش تحضيراتها لإطلاق مؤتمرها العلمي الدولي السادس
|
|
|