من خلال ملاحظة أي خارطة طقسية سنلاحظ ان اتجاه الرياح لا يكون موازيا الخطوط الايزوبار وانما يكون عاموديا عليها بسبب دوران الأرض حول محورها من الغرب نحو الشرق، وقوة كوريولس مسؤولة عن انحراف الرياح نحو يمين اتجاهها في نصف الارض الشمالي ونحو يسار اتجاهها في نصف الارض الجنوبي، فمثلا اذا كانت الرياح في نصف الارض الشمالي متجهة في الاصل نحو الشمال فانها تنحرف نحو الشرق اما اذا كانت متجهة نحو الجنوب فانها تنحرف نحو الغرب.

وقد ظهرت عدة تفسيرات لظاهرة الانحراف الرياح بتأثير قوة كوريولس وهي كالاتي:

اولا : اختلاف سرعة دوران الارض

ان سرعة دوران أي نقطة فوق سطح الارض في المنطقة الاستوائية يفوق بكثير سرعة دوران النقاط الاخرى كلما اقتربنا من القطبين، فأي نقطة على خط الاستواء تتحرك دائريا مع دوران الأرض بسرعة تبلغ 40.234 كم/ يوم، في حين ان اي نقطة ضمن دائرة عرض 60° شمالا او 60° جنوبا تتحرك مـع دوران الارض بسرعة 20.117 كم / يوم 1 ، فالرياح في حالة هبوبها باتجاه القطبين تنتقل من جهات سريعة الدوران الى جهات بطيئة الدوران لذلك فانها تسبق هذه الجهات الاخيرة في دورانها وتنحرف نحو الشرق لأن دوران الارض حول نفسها يكون من الغرب الى الشرق اما للرياح التي تهب نحو خط الاستواء فتنتقل من جهات بطيئة الدوران الى جهات سريعة لذلك فانها تتأخر وتنحرف نحو اليمين (الغرب).

ثانيا: الحركة العمودية والموازية المحور الأرض.

في حالة وجود جسم فوق القطب مباشرة تجد ان حركة ذلك الجسم هي كلها حركة عمودية على محور الأرض اما لو كان ذلك الجسم موجودا على خط الاستواء فان حركته كلها تكون موازية المحور الأرض اما ولو كان ذلك الجسم موجودا في مكان آخر يقع بين القطب وخط الاستواء فان حركته لا تكون متعامدة على محور الأرض ولا موازية له بل تكون محصلة لقوتين او حركتين احدهما عمودية على محور الأرض والاخرى موازية له وتزداد الحركة العمودية كلما ابتعدنا عن خط الاستواء باتجاه القطب وتتناقص الحركة الموازية هذا ان الحركة العمودية عند خط الاستواء تساوي صفرا وتبلغ نستنتج من اقصى حد لها عند القطب، وبما ان القوة الكورولية ترتبط بالحركة العمودية فلا بد انها تزداد بازدياد درجة العرض 2.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

N. K. Horrocks, Physical Geography and Climatology, third edition, printed in Hong Kong, 1981, p.178

ـ احمد سعيد حديد، فاضل باقر الحسني، علم المناخ، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، كلية التربية العراق، ص 118 

ـ نعمان شحادة، الجغرافية المناخية (علم المناخ)، الطبعة الأولى، دار القلم للنشر والتوزيع الامارات العربية، دبي، 1988، ص 182 .