أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-02-19
980
التاريخ: 5-05-2015
20767
التاريخ: 3-05-2015
2535
التاريخ: 2024-02-16
1042
|
{أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (5)
قولُه: {أُوْلَـئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ}
الجُملَةُ في مَحَلِّ الرَّفعِ، إن کَانَ: {الَّذينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ}[1] مُبتَدَاء، وإلَّا فَلَا مَحلَّ لَهُما.
وَفي الاسِم الَّذي هُو {أُوْلَـئِكَ} إیذَانٌ بِأَنَّ مَا یَرِد عُقَیبَهُ، فَالـمَذکُورُونَ قَبلَه أَهلٌ لَهُ مِن أَجلِ الخِصَالِ الَّتي عَدَدتُ لَهُم[2] فَإِنَّ أَوَّلُ الآیةِ قَالَ: {والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ} یَعنِي القُرآنَ {وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ} یَعنِي: الکُتبِ الـمُتقَدِّمِةَ {وَبِالآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ} أي: وَیُؤمِنُونَ بِالدَّارِ الآخِرَةِ؛ یَعنِي: البّعثَ بَعدَ الـمَوتِ.
وَالـمُرادُ بِهؤلَاءِ، یُحتَمَلُ أَن یَکوُنَ: مُؤمِنُوا أَهلِ الکِتَابِ، کعَبدَ اللَّـهِ بن سَلَام[3] وَغَیرُه، فَيکُونُ الـمَعطُوف غَیر الـمَعطُوفِ عَلَیهِ.
وَیُحتَمَلُ أَن یَکُونَ الأَوَّلَینِ وَوَصَفَهُم بِه فَيَکُونُ الـمَعنَی: أَنَّهُم الجَامِعُونَ بَینَ تِلكَ الصِّفَاتِ وَهذِه[4].
وَقَولُه: {هُمْ يُوقِنُونَ}.
تَعرِیضٌ بِأَهلِ الکِتَابِ، وَأَنَّهُم یُثبِتُونَ أَمرَ الآخِرَة عَلی خِلَافِ حَقِیقَتِه، وَلَا یَصدُرُ قَولهُم عَن إِیقَانٍ أَصلَاً.
وَالآخِرَةُ: تأَنِیثُ الدَارِ، بِدَلِیلِ قَولُه: {تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ}[5] وَهي مِنَ الصِّفَاتِ الغَالِبَة، وکَذلِك الدُّنیَا وَهي مَعنَی الإستعلَاءِ في قولِه: {عَلى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ}[6] ومَنحُوهُم وَأَعطَوهُم مِن عِندِه، وَهوَ: اللُّطف والتَّوفِیق عَلَی أَعمَالِ البِرِّ.
وَنَکَّر {هُدًى} لِیُفِیدَ ضَربَاً مِنهَا لَایَبلُغ کُنهَهُ، کَأَنَّهُ قِیلَ: عَلَی أَيِّ هُدَیً، وفي تکریر: {أُوْلَـئِكَ} تَنبِیهٌ عَلَی أَنَّهُم تَمَیَّزُوا بِکُلِّ وَاحِدَةٍ مِنَ الأثرَتَینِ اللَّتین هُما: الهُدَی وَالفَلَاح مِن غَیرِهم[7].
وقوله: {هُمْ} سَمَّاهُ البَصرِیُون فَصلَاً، والکُوفِیُون عِمَادَاً، وَفَائدتُه الدِّلَالَة عَلی أنَّ الـمَذکُور بَعدَه خَبرٌ لَا صِفَة وَتَوکِید، وَإیجَاب أَن فَائدَةُ الخَبرِ ثَابِتَةٌ لِلـمُخِبَرِ عَنهُ دُونَ غَیرِه[8].
وَیَجوزُ أَن یَکُونَ: {هُمْ} مُبتَدأ، و: {الْـمُفْلِحُونَ} خَبَره، والجُملَةُ خَبرُ {أُوْلَـئِكَ}.
وَالـمُفلِحُ: الفَائزُ بِالبُغیَةِ، کَأَنَّهُ الَّذِي انفَتَحَت لَهُ وُجُوهُ الظَّفَرِ[9].
[1] البقرة: 3.
[2] الكشاف عن حقائق التأويل،الزمخشري: 1/84، جوامع الجامع، الطبرسي: 1/66.
[3] عبد الله بن سلام بن الحارث، أبو يوسف، أنصاري، من بني قنيقاع، حليف، كان اسمه الحصين، فسماه رسول الله عبد الله حين أسلم، توفي سنة (71هـ) ينظر ترجمته في: أسد الغابة، ابن الأثير: 3/177، تذكرة الحفاظ، الذهبي: 1/26، تقريب التهذيب، ابن حجر: 1/500.
[4] الكشاف عن حقائق التأويل، الزمخشري: 1/82،جوامع الجامع، الطبرسي: 1/66.
[5] القصص: 83.
[6] تفسير الرازي: 2/33، جمع الجوامع، الطبرسي: 1/66.
[7] جمع الجوامع، الطبرسي: 1/66، تفسير أبي السعود: 1/33.
[8] جمع الجوامع، الطبرسي: 1/66.
[9] الكشاف عن حقائق التأويل، الزمخشري: 1/86،مقتنيات الدررن الحائري:1/64.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|