مع الذوق الأدبي وصدق المشاعر وجزالة الألفاظ وعذوبة الكلام انطلقت في رحاب الكاظمين القدسية فعاليات المهرجان الشعري بموسمه الثامن الذي أقامته الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تحت شعار: (قَوَافٍ وَلائية في منهج سَيَد البرية)، الذي يوفر فضاءات طيبة للشعراء والأقلام العربية والإسلامية بأن يحلقوا فيها ويبدعوا في ميدان الشعر والأدب ويسهموا برفيف نبضات قلوبهم ويظللوا بظلال قصائدهم الغراء بأروع ما تجود به خلجاتهم من عذب الكلام في هذا الملتقى الأدبي، ليعبروا عن انفعالاتهم وأحاسيسهم ووجدانهم وينبروا لأداء رسالتهم السامية من خلال قصائدهم الغراء وتعريف الأمة بالمزيد من الموروث الشامخ للرسول الأكرم والائمة الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين بحضور عدد من الشخصيات الأدبية والدينية والثقافية والأكاديمية وبمشاركة نخبة من الشعراء والأدباء الذين جاءوا من دول عربية ومحافظات عراقنا الحبيب ليتحفوا الحضور بروائع الصور الشعرية والخيال الخصب والكنوز الأدبية.
افتتح الحفل بتلاوة مباركة من كتاب الله الكريم عطر بها أسماع الحاضرين قارئ العتبة المقدسة الخادم حسين مع الله، بعدها قراءة أنشودة الفردوس بصوت فرقة إنشاد الجوادين، تلتها كلمة افتتاح المهرجان وألقاها شاعر أهل البيت "عليهم السلام" السيد نبيل أبو العيس الكاظمي جاء فيها قائلاً: (إن الغاية من هذا المهرجان هو إحياء ذكر النبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم" بتوظيف أكثر من نشاط في ذكر أخلاقه وجهاده وسيرته العطرة وبيان آثاره على الإنسانية والدعوة إلى الالتزام بمنهجه والاستنان بسنته، فلا بد من دعوات العودة إليه من خلال أقلامكم ومنابركم ودوركم في المجتمع، وقد مر علينا في الأسبوع الماضي انعقاد المؤتمر العلمي السنوي الدولي الحادي عشر تحت شعار (من نور نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم خلق الله كل خير) وها نحن اليوم نعيش انعقاد المهرجان السنوي الثامن للشعر العربي تحت شعار (قوافٍ ولائية في منهج سيد البرية) وكان ما بين هذا وذاك إقامة معرض الكتاب الدولي الثامن بمشاركة دور نشر محلية ودولية فضلا عن مشاركة العتبات المقدسة وهذا التنوع جاء لتنشيط الحركة المعرفية والثقافية بين الشرائح المختلفة كل حسب اهتمامه وميوله).
 تلتها كلمة اللجنة المنظمة للمهرجان السنوي الثامن للشعر العربي، والقاها عضو مجلس إدارة العتبة المقدسة المهندس جلال علي محمد بيّن خلالها قائلاً: (معروف أن الشعر هو من الفنون الوجدانية الراقية، وهو ذلك الكلام الموزون لحناً، العذب لغة، لا يتقنه إلّا من حباه الله بهذه الموهبة الجميلة، فالشعر مرآة تعكس واقع حياتنا وما ترافقها من تفاعلات تصحبها رقة المشاعر ورهافة الأحاسيس كما أنه يعكس صدق ولاءاتنا ودرجة إيماننا وحقيقة مبادئنا، فالشعر يترجم الأحاسيس العصية على البوح أحيانا، إنه مناجاة الروح للروح.. وصناعة لغوية للتعبير عن ذواتنا.. عن إنسانيتنا.. وقد توظف القصيدة إلى موعظة أو نص إرشادي هادف، لذا لابد للشعر أن يحترم ذائقة القراء والعمل من خلاله على الارتقاء بهم فهو في ذات الوقت احترام للغة العربية ولفن الشعر في آن واحد ويجب الحفاظ عليهما من الإسفاف.
وأضاف: تسلمت اللجنة المنظمة للمهرجان تسعا وثلاثين قصيدة من داخل العراق وخارجه ترنمت قوافيها بفخر الكائنات وسجدت كلماتها في محراب العشق المحمدي مرتدية حلة الولاء والمودة لمن هو على خلق عظيم، فتم قبول ثلاث وعشرين قصيدة بعد عرض جميع المشاركات على لجنة ذات خبرة للفحص والتقويم وها نحن اليوم وإياكم في هذه الرحاب الطاهرة نترجل من صهوة المؤتمر العلمي الدولي السنوي الحادي عشر الذي انعقد في الجمعة الماضية لنركب سفينة الشعراء وسط أمواج بحور الشعر العربي ولنغوص في أعماقها ونجني من قاعها دررا تتلألأ في سماء الشعر والشعراء من جوار جنة الفردوس جنة موسى والجواد عليهما السلام).
ثم صدحت حناجر الشعراء في الجلسة الأولى وحلّقت في أجواء الصحن الكاظمي الشريف بروائع الكلمات معبرةً عن ولائها المطلق للرسول الأكرم وأهل بيته الأطهار "عليهم السلام" وكان مسك الختام بقصيدة محمدية لضيف المهرجان للشاعر الأديب الدكتور محمد علي الحسيني ليكون موعد الجلسة الثانية وختام المهرجان وحفل التكريم يوم غد السبت بإذنه تعالى.