أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-6-2019
1676
التاريخ: 2024-01-16
1206
التاريخ: 28-3-2020
2509
التاريخ: 2024-03-09
1156
|
في هذا البحث فسنتكلم عن المماراة واللجاج في دائرة الجدل ، أو بتعبير آخر التمسك بمسألة خاطئة لا للتعصب القومي الاعمى ، ولكن بسبب تجذّر العناد الطفولي في النفس والذي قد نشاهده في بعض الأفراد ، فلا يسلّمون للحق بل يريدون التهرب منه.
وكما رأينا في الآيات السابقة فان هذهِ الرذيلة الأخلاقية أحرقت فرص السعادة والحياة الكريمة لكثير من الأقوام. فوقعوا في مستنقع البؤس والرذيلة ، ونرى في الأحاديث الإسلامية ابحاث موسّعة حول هذا الموضوع :
1 ـ في حديث عن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) : «الخَيرُ عادَةٌ وَالشَّرُّ لَجاجةٌ» ([1]).
2 ـ في حديث عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال : «إِيَّاكَ وَمَذمُومَ اللَّجاجِ فإنّهُ يُثِيرُ الحُرُوبَ» ([2]).
فتعبير اللجاج المذموم يعني أنّ الإنسان ربّما يصرّ على امور الخير وبصورةٍ منطقية فهو بلا شك أمر محمود ورمز للموفقيّة. ولكن الاصرار على اللجاج المذموم ، هو سبب لاستفزاز الآخرين ، والمداومة عليه يؤدي إلى التعامل مع الآخرين من موقع العقدة والخصومة وإثارة الحروب وسفك الدماء.
3 ـ في حديث آخر عن الإمام علي (عليه السلام) : «جِماعُ الشَّرِّ اللَّجاجُ وَكَثرَةُ المُمارَاةِ» ([3]).
وفي الواقع أنّ كثيراً من المشكلات والمصائب الاجتماعية لا مصدر لها إلّا هذه الامور ، فيقوم البعض بمناقشة الامور بدافع البحث والجدال والمماراة ، ويقوم البعض الآخر ونتيجةً للجهل بالردّ عليهم من هذا المنطلق نفسه ، فينشأ النزاع والصداع دون أن يكون لهم هدف معين على مستوى الكشف عن الحقيقة وتحصيل الواقع ، ولو أنّهم سلكوا طريق العقل والتدبر ، لاستطاعوا القضاء على كثير من المفاسد الاجتماعية من خلال الحوار المشترك الذي ينطلق من دوافع إنسانية في واقع الإنسان والحياة.
4 ـ وفي حديث آخر عن نفس الإمام الهمام (عليه السلام) : «خَيرُ الأخلاقِ أَبعَدُها عَنِ اللَّجاجِ» ([4]).
يستفاد من هذا التعبير أنّ روح اللجاج والمماراة لها علاقة وثيقة بجميع الصفات الرذيلة ، فإمّا أن يتأثر بها أو يؤثر بواسطتها.
5 ـ ونقل عنه (عليه السلام) أيضاً : «لا مَرْكَبَ أجمَحَ مِنَ اللَّجاجِ» ([5]).
ويستفاد من هذا الحديث ، أنّ اللجاج يؤدي بصاحبه إلى منزلقات سحيقةٍ في حركة الواقع الأخلاقي للإنسان ، فمرة يجرّه الى الكذب ، واخرى إلى التكبر ، وثالثة إلى الخداع والحيلة ، ورابعة إلى الحرب والجدال كما جاء في الروايات السابقة.
6 ـ جاء في حديث عن الإمام الصادق (عليه السلام) ، أنّ موسى بن عمران (عليه السلام) عند ما أراد أن يترك استاذه الخضر (عليه السلام) ، طلب منه النصيحة والموعظة ، فقال له : «إِيَّاكَ وَاللَّجاجَةَ أوْ تَمشِي فِي غَيرِ حاجَةٍ أَو تَضْحكَ مِنْ غَيرِ عَجبٍ وَاذكُرْ خَطِيئَتَكَ وَإِيَّاكَ وَخَطايا الناسِ» ([6]).
في هذا الحديث وضع اللجاج موضع من يمشي بلا هدف والتدخل بما لا يعني الإنسان ، وهو دليل على أنّ اللجوج لا يتبع العقل والمنطق بتاتاً.
7 ـ ونختم هذا البحث بحديث آخر عن أمير المؤمنين (عليه السلام) حيث قال : «مَن لَجَّ وَتَمادى فَهُوَ رَاكِسٌ الَّذِي رانَ اللهُ عَلَى قَلبِهِ وَصارَتْ دَائِرَةُ السُّوءَ عَلَى رَأسِهِ» ([7]).
وعلى أيّة حال فان الأحاديث في ذم هذه الرذيلة كثيرة جدّاً.
والأحاديث التي أوردناها هي غيض من فيض ، وهي تبيّن أنّ هذهِ الرذيلة لا تسلك بصاحبها سوى سبيل البؤس والدمار وتبعده من الحق وتقربه من الباطل ، وتكون عاقبته أليمة وموحشة.
|
|
دراسة تحدد أفضل 4 وجبات صحية.. وأخطرها
|
|
|
|
|
استمرار توافد مختلف الشخصيات والوفود لتهنئة الأمين العام للعتبة العباسية بمناسبة إعادة تعيينه
|
|
|