أقرأ أيضاً
التاريخ: 8-8-2017
2993
التاريخ: 12-8-2017
2924
التاريخ: 7-8-2017
3140
التاريخ: 12-8-2017
2842
|
لم تزل هذه الفضيلة نفسية أبي الفضل في جميع مواقفه عند ذلك المشهد الرهيب، لاسيّما حين بلغه كتاب عبيد اللّه بن زياد بالأمان له ولإخوته الذي أخذه عبد اللّه بن أبي المحل بن حزام، وكانت أُم البنين عمّته، وبعثه مع مولاه كزمان، فلمّا قدم كربلاء قال للعباس وإخوته: " هذا أمان من ابن زياد، بعثه إليكم خالكم عبد اللّه! فقالوا له: أبلغ خالنا السلام وقل له: لا حاجة لنا في أمانكم، أمان اللّه خير من أمان ابن سميّة " .
كيف يتنازل أبو الفضل للدنية وهو ينظر بعين غير أعين الناس، ويسمع بأُذنه الواعية غير ما يسمعونه، يشاهد نصب عينه الرضوان الأكبر مع " خلف النّبي المرسل "، ويسمع هتاف الملكوت من شتى جوانبه بالبشرى له بذلك كُلِّه عند استمراره مع أخيه الإمام.
نعم، وجد " عباس المعرفة " نفسه المكهربة بعالم الغيب، المجذوبة بجاذب مركز القدّاسة إلى التضحية دون حجّة الوقت لا محالة، فرفض ذلك الأمان الخائب إلى أمان الرسول الأعظم.
وهنالك طمع الشمر فيه وفي إخوته أن يفصلهم عن مستوى الفضيلة، فناداهم: أين بنو أُختنا؟ أين العبّاس وإخوته؟ فاعرضوا عنه، فقال الحسين: " أجيبوه ولو كان فاسقاً ".
قالوا: ما شأنك؟ وما تريد؟
قال: يا بني أُختي، أنتم آمنون، لا تقتلوا أنفسكم مع الحسين، والزموا طاعة أمير المؤمنين يزيد.
فقال له العبّاس: لعنك اللّه ولعن أمانك، تؤمننا وابن رسول اللّه لا أمان له ؟! وتأمرنا أن ندخل في طاعة اللعناء وأولاد اللعناء، فرجع الشمر مغضباً .
إنّ هذا الجلف الجافي قد أساء الظنّ بهؤلاء الفتية نجوم الأرض من آل عبد المطلب، فحسب أنّهم ممّن يستهويهم الأمن والدعة، أو تروقهم الحياة مع أبناء البغايا، هيهات! خاب الرّجس ففشل، واخفق ظنّه، وأكدى أمله، ولم يسمع في الجواب منهم إلاّ لعنك اللّه، وتبّت يداك، ولعن ما جئت به.
وحيث إنّ ابن ذي الجوشن يفقد البصيرة التي وجدها أبو الفضل، والنفسية التي يحملها، والسؤدد المتحلّي به، والحفاظ اللائح على وجناته ; طمع أن يستهوي رجل الغيرة ويجرّه إلى الخسف والهوان والحياة مع الظالمين.
أيظنّ أن أبا الفضل ممن يستبدل النور بالظلمة، ويستعيض عن الحقّ بالباطل، ويدع علم النبوّة، وينضوي إلى راية ابن مرجانة؟!
كلاّ ...
ولمّا رجع العبّاس وإخوته إلى الحسين واعلموه بما أراده الماجن منهم، قام زهير بن القين إلى العبّاس حدّثه بحديث، قال فيه: إنّ أباك أمير المؤمنين (عليه السلام) طلب من أخيه عقيل ـ وكان عارفاً بأنساب العرب وأخبارها ـ أن يختار له امرأة ولدتها الفحولة من العرب، وذوو الشجاعة منهم، ليتزوّجها، فتلد غلاماً فارساً شجاعاً، ينصر الحسين بطفّ كربلا، وقد ادّخرك أبوك لمثل هذا اليوم، فلا تقصّر عن نصرة أخيك وحماية إخوتك ".
فغضب العبّاس وقال: " يا زهير، تشجّعني هذا اليوم، فواللّه لأرينك شيئاً ما رأيته " .
فجدل أبطالاً، ونكّس رايات في حالة لم يكن همّه من القتال، ولا منازلة الأبطال، بل كان همّه إيصال الماء إلى أطفال أخيه، ولكن لا مردّ للقضاء، ولا دافع للأجل المحتوم.
ولا يَهمّهُ السّهامُ حَاشَا ... مِن هَمّه سِقايَةُ العُطَاشَا
فَجادَ باليَمِينِ والشِمَالِ ... لِنُصرةِ الدِينِ وحِفظِ الآلِ
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|