المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9100 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإنتاج المعدني والصناعة في الوطن العربي
2024-11-05
التركيب الاقتصادي لسكان الوطن العربي
2024-11-05
الامطار في الوطن العربي
2024-11-05
ماشية اللحم في استراليا
2024-11-05
اقليم حشائش السافانا
2024-11-05
اقليم الغابات المعتدلة الدافئة
2024-11-05

Lipid Malabsorption
6-10-2021
أخلاقيات الإنترنت
13-8-2022
مشكلة تعدد الجنسية
13-12-2021
الانفاق الاستثماري (الموازنة الرأسمالية) والعوامـل الدافعـة للاستثمـار
5/12/2022
اقتـصـاد المـعـرفـة وخصائـصـه
6-1-2023
مراحل النمو السكاني - المرحلة الثالثة
22-11-2021


مظاهر من شخصيّة الزهراء ( عليها السّلام) : مكارم أخلاقها  
  
2107   04:34 مساءً   التاريخ: 8-5-2022
المؤلف : المجمع العالمي لأهل البيت ( ع ) - لجنة التأليف
الكتاب أو المصدر : أعلام الهداية
الجزء والصفحة : ج 3، ص36-38
القسم : سيرة الرسول وآله / السيدة فاطمة الزهراء / مناقبها /

كانت فاطمة ( عليها السّلام ) : « كريمة الخليقة ، شريفة الملكة ، نبيلة النفس ، جليلة الحس ، سريعة الفهم ، مرهفة الذهن ، جزلة المروءة ، غرّاء المكارم ، فيّاحة نفّاحة ، جريئة الصدر ، رابطة الجأش ، حميّة الأنف ، نائية عن مذاهب العجب ، لا يحدّدها ماديّ الخيلاء ، ولا يثني أعطافها الزهو والكبرياء »[1].

لقد كانت سبطة الخليقة في سماحة وهوادة إلى رحابة صدر وسعة أناة في وقار وسكينة ورفق ورزانة وركانة ورصانة وعفة وصيانة .

عاشت قبل وفاة أبيها متهلّلة العزة وضّاحة المحيّا حسنة البشر باسمة الثغر ، ولم تغرب بسمتها إلّا منذ وفاة أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) .

كانت لا يجري لسانها بغير الحقّ ولا تنطق إلّا بالصدق ، لا تذكر أحدا بسوء ، فلا غيبة ولا نميمة ، ولا همز ولا لمز ، تحفظ السرّ وتفي بالوعد ، وتصدق النصح وتقبل العذر وتتجاوز عن الإساءة ، فكثيرا ما أقالت العثرة وتلقّت الإساءة بالحلم والصفح .

« لقد كانت عزوفة عن الشرّ ، ميّالة إلى الخير ، أمينة ، صدوقة في قولها ، صادقة في نيّتها ووفائها ، وكانت في الذروة العالية من العفاف ، طاهرة الذيل عفيفة الطرف ، لا يميل بها هواها ، إذ هي من آل بيت النبيّ الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا .

وكانت إذا ما كلّمت إنسانا أو خطبت في الرجال يكون بينها وبينهم ستر يحجبها عنهم عفة وصيانة .

ومن عجيب صونها أنّها استقبحت بعد الوفاة ما يصنع بالنساء من أن يطرح على المرأة الثوب فيصفها[2].

وكانت الزهراء ( عليها السّلام ) زاهدة قنوعة ، موقنة بأنّ الحرص يفرّق القلب ويشتّت الأمر ، مستمسكة بما قاله لها أبوها : « يا فاطمة ! اصبري على مرارة الدنيا لتفوزي بنعيم الأبد » فكانت راضية باليسير من العيش ، صابرة على شظف الحياة ، قانعة بالقليل من الحلال ، راضية مرضيّة ، لا تطمح إلى ما لغيرها ، ولا تستشرف ببصرها إلى ما ليس من حقّها ، وما كانت تتنزّل إلى سؤال غير اللّه تعالى ، فهي رمز لغنى النفس ، كما قال أبوها ( صلّى اللّه عليه واله ) : « إنّما الغنى غنى النفس » .

إنّها السيّدة البتول التي انقطعت إلى اللّه تعالى عن دنياها وعزفت عن زخارفها وصدفت عن غرورها وعرفت آفاتها ، وصبرت على أداء مسؤولياتها وهي تعاني شظف العيش ولسانها رطب بذكر مولاها .

لقد كان همّ الزهراء الآخرة ، فلم تحفل بمباهج الدنيا وهي ترى إعراض أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) عن الدنيا وما فيها من متع ولذائذ وشهوات .

وعرف عنها صبرها على البلاء وشكرها عند الرخاء ورضاها بواقع القضاء ، وقد روت عن أبيها ( صلّى اللّه عليه واله ) : « إنّ اللّه إذا أحبّ عبدا ابتلاه ، فإن صبر اجتباه وإن رضي اصطفاه »[3].

 

[1] أهل البيت : 132 - 134 .

[2] أهل البيت : 132 - 134 .

[3] أهل البيت : 137 .




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.