بقاء النيماتودا Survival

يتواصل بقاء النيماتودا، واستمرارية وجودها من موسم إلى آخر عبر آليات تختلف باختلاف نوع النيماتودا وطبيعة النبات العائل وتفرضها الظروف الجوية والبيئية السائدة. فحيثما يتوفر الغذاء الكافي والظروف البيئية المواتية تبقى النيماتودا في حالة نشاط بيولوجي مستمر وتتابع دورات الحياة بشكل طبيعي، بينما تدخل بعض أطوار النيماتودا خلال فترات الشتاء أو الصيف غير المواتية في بعض أشكال من السكون Dormancy ، وقد ينشأ ذلك عن ندرة أو عدم توفر الغذاء أو نتيجة الإجهاد الناشئ عن انخفاض أو ارتفاع درجات الحرارة أو الرطوبة أو مستوى الأكسجين عند حدود حرجة.

ففي نهاية موسم القمح مثلاً يدخل الطور اليرقي الثاني للنيماتودا Anguina tritici حالة سكون قد تمتد لعشرات السنين تحت ظروف الجفاف، في حين يدخل الطور اليرقي الرابع لنيماتودا السوق والأوراق Ditylenchus dipsace في حالة سكون لمدة قد تزيد عن عشر سنوات تحت ظروف الجفاف. كذلك قد تدخل بيوض بعض أنواع النيماتودا فترة سكون بيولوجي تحت الظروف البيئية والجوية غير المواتية وهذا ما يتبدى في أمثلة عديدة من أنواع النيماتودا، منها أنواع نيماتودا تعقد الجذور Meloidogyne ، حيث يبقى البيض في حالة سكون بحماية كيس جيلاتيني ينكمش في حالة الجفاف ولدى توفر الرطوبة يعود الكيس إلى طبيعته وتفقس البيوض الناضجة.

وقد يمتد السكون لسنوات عدة نتيجة عدم توفر "معامل الفقس" الذي تفرزه جذور العوائل النباتية المناسبة كما هو الحال في أنواع النيماتودا الحوصلية Globodera, Heterodera . أما في حالة النيماتودا Xiphinema فقد وجد بأن الأنثى البالغة وما قبل البالغة أكثر مقاومة لظروف الحرارة والرطوبة غير المواتية من الأطوار اليرقية اليافعة.

وبالإضافة إلى ما سبق هناك أنواع أخرى من السكون التي تفرضها عوامل متباينة مثل مستويات تركيز الأكسجين والمواد الكيماوية الذائبة في المحلول المائي للتربة وغير ذلك من العوامل. فقد وجد بأن نقص نسبة الاكسجين من 25 إلى 5 % ينقص معدل فقس البيوض بشكل كبير وعندما تصبح صفراً يتوقف الفقس نهائياً . كذلك تهاجر بعض أنواع النيماتودا إلى مستويات أعمق في التربة خلال فترات الشتاء أو الصيف بعيداً عن التأثيرات الضارة لعوامل المناخ. وفي جميع الحالات، تنتهي فترة السكون ويعود النشاط البيولوجي للنيماتودا الى وضعه الطبيعي إثر زوال العامل أو العوامل التي أدت إليها، شريطة توفر الظروف الجوية والبيئية المناسبة لكل من النيماتودا والنبات العائل.

وهناك بعض الدراسات حول موضوع بقاء نيماتودا النبات في البلدان العربية. ففي مصر (2004 ,Amin and Shalaby) تبين أن أعداد النيماتودا Aphelenchoides besseyi تتناقص مع زيادة عمر بذور الأرز، ولكنها تستطيع البقاء حية حتى خمس سنوات. وفي دراسة حقلية في عُمان (1999 Mani,) تبنيت إمكانية بقاء النيماتودا Pratylenchus jordanensis مدة 100 يوم في بقايا جذور الفصة الجافة، كما لوحظ بأنها تهاجر إلى أعماق التربة عند جفاف سطحها . أما في الأرض البور فيمكنها البقاء 380 يوماً. وفي جانب من دراسة أجريت في سورية (الزينب والمملوك، 2002) فقد تبين أن يرقات النيماتودا Anguina tritici من عشيرتين إحداهما من القمح والأخرى من الشعير تمكنتا من البقاء حية وبحيوية عالية لمدة 6 - 8 أسابيع في بيئة مائية تحت ظروف المختبر.