أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017
3305
التاريخ: 7-8-2017
2542
التاريخ: 14-8-2017
2637
التاريخ: 14-8-2017
3009
|
زحفت طلائع الشرك والكفر لحرب ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) في عصر الخميس لتسع خلون من شهر محرم بعد أن صدرت إليهم الأوامر المشدّدة من ابن مرجانة بتعجيل القتال وحسم الموقف خوفاً من تبلور رأي الجيش وحدوث انقسام في صفوفه وكان الإمام محتبياً بسيفه أمام بيته اذ خفق برأسه فسمعت شقيقته عقيلة بني هاشم السيدة زينب أصوات الرجال وتدافعهم نحو أخيها فانبرت إليه فزعة مرعوبه فايقظته فرفع الإمام رأسه فرأى أخته مذهولة فقال لها بعزم وثبات : إنّي رأيت رسول الله (صلى الله عليه واله) في المنام فقال : إنك تروح إلينا .. .
وذابت نفس العقيلة أسى وحسرات وانهارت قواها ولم تملك نفسها أن لطمت وجهها وراحت تقول : يا ويلتاه ... .
والتفت أبو الفضل إلى أخيه فقال له : أتاك القوم .. .
وطلب الإمام منه أن يتعرّف على خبرهم قائلاً : اركب بنفسي أنت يا أخي حتى تلقاهم فتقول لهم : ما بدا لكم وما تريدون ؟ .. .
لقد فدى الإمام (عليه السلام) اخاه بنفسه وهو مما يدلّ على سموّ مكانته وعظيم منزلته وانه قد بلغ قمّة الإيمان وأعلى مراتب المتقين ... وأسرع أبو الفضل نحو الجيش ومعه عشرون فارساً من أصحابه ومن بينهم زهير بن القين وحبيب بن مظاهر وسألهم أبو الفضل عن سبب زحفهم فقالوا له : جاء أمر الأمير أن نعرض عليكم النزول على حكمه أو نناجزكم ... .
وقفل العباس إلى أخيه فأخبره بمقالتهم وراح حبيب بن مظاهر يعظهم ويحذّرهم من عقاب الله قائلاً : أما والله بئس القوم يقدمون غداً على الله عزّ وجلّ وعلى رسوله محمد (صلى الله عليه واله) وقد قتلوا ذريته وأهل بيته المتهجّدين بالاَسحار الذاكرين الله كثيراً بالليل والنهار وشيعته الأتقياء الأبرار .. .
وردّ عليه بوقاحة عزرة بن قيس فقال له : يا بن مظاهر إنّك لتزكّي نفسك .. .
وانبرى إليه البطل الفذّ زهير بن القين فقال له : أتق الله يا بن قيس ولا تكن من الذين يعينون على الضلال ويقتلون النفس الزكية الطاهرة عترة خيرة الأنبياء .. .
فأجابه عزرة : كنت عندنا عثمانياً فما بالك .. .
فردّ عليه زهير بمنطق الشرف والإيمان : والله ما كتبت إلى الحسين ولا أرسلت إليه رسولاً ولكن الطريق جمعني وإياه فلما رأيته ذكرت به رسول الله (صلى الله عليه واله) وعرفت ما تقدمون من غدركم ونكثكم وسبيلكم إلى الدنيا فرأيت أن أنصره وأكون في حزبه حفظاً لما ضيّعتم من حقّ رسول الله (صلى الله عليه واله) .. .
لقد كان كلام زهير حافلاً بالصدق بجميع رحابه فقد بيّن أنّه لم يكتب إلى الإمام بالقدوم إلى الكوفة لأنّه كان عثماني الهوى ولكنه حينما التقى بالإمام في الطريق ووقف على واقع الحال من غدر أهل الكوفة به ونكثهم لبيعته انقلب رأساً على عقب وصار من أنصار الإمام ومن أكثرهم مودّة وحباً له لأن الإمام من ألصق الناس برسول الله (صلى الله عليه واله).
وعلى أيّ حال فقد عرض أبو الفضل مقالة القوم على أخيه فقال له : ارجع إليهم فان استطعت أن تؤخّرهم إلى غدوة لعلّنا نصلّي لربّنا هذه الليلة وندعوه ونستغفره فهو يعلم أنّي أحبّ الصلاة وتلاوة كتابه وكثرة الدعاء والاستغفار ... .
لقد أراد ريحانة رسول الله (صلى الله عليه واله) أن يودّع الحياة الدّنيا بأثمن ما فيها وهي الصلاة والدعاء والاستغفار وتلاوة القرآن الكريم وان يواجه الله تعالى وقد تزوّد منها.
ورجع أبو الفضل (عليه السلام) إلى معسكر ابن مرجانة فأخبرهم بمقالةِ أخيه فعرض ابن سعد ذلك على الخبيث الدنس شمر بن ذي الجوشن خوفاً من وشايته إذا استجاب لطلب الإمام فقد كان شمر المنافس الوحيد لابن سعد على إمارة الجيش كما كان عيناً عليه كما أراد أن يكون شريكاً له في المسؤولية فيما إذا عاتبه ابن زياد على تأخير الحرب.
ولم يبد الشمر أي رأي له في الموضوع وانما أحاله لابن سعد ليكون هو المسؤول عنه وانبرى عمرو بن الحجاج الزبيدي فأنكر عليهم هذا التردد والإحجام عن إجابة الإمام قائلاً : سبحان الله !! والله لو كان من الديلم ثم سألكم هذه المسألة لكان ينبغي أن تجيبوه .. .
ولم يزد ابن الحجّاج على ذلك فلم يقل لهم : انّه ابن رسول الله (صلى الله عليه واله) وانّهم هم الذين غرّوه وكاتبوه بالقدوم إلى مصرهم لم يقل ذلك خوفاً من أن تنقل الاستخبارات العسكرية إلى ابن زياد ذلك فينال العقاب والحرمان وأيّد ابن الأشعث مقالته فاستجاب ابن سعد إلى تأجيل الحرب وأوعز إلى رجل من أصحابه أن يعلن ذلك فدنا من معسكر الإمام ورفع صوته قائلاً : يا أصحاب الحسين بن علي قد أجّلناكم يومكم هذا إلى غد فان استسلمتم ونزلتم على حكم الأمير وجهنا بكم إليه وان أبيتم ناجزناكم ... .
وأُرجئ القتال إلى صبيحة اليوم العاشر من المحرّم وظلّ جيش ابن سعد ينتظرون الغد هل يجيبهم الإمام أو يرفض ما دعوه إليه.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مكتبة أمّ البنين النسويّة تصدر العدد 212 من مجلّة رياض الزهراء (عليها السلام)
|
|
|