أقرأ أيضاً
التاريخ: 7-8-2017
2191
التاريخ: 12-8-2017
2403
التاريخ: 7-8-2017
2396
التاريخ: 8-8-2017
2292
|
آن النصر المحتم لجيش الإمام علي (عليه السلام) فقد أشرف على الفتح ولم يبق إلاّ مقدار حلبة شاة من الوقت حتى يؤسر معاوية أو يقتل كما أعلن ذلك قائد القوّات المسلحة في جيش الإمام الزعيم مالك الأشتر ومن المؤسف جدّاً أنّه في تلك اللحظات الحاسمة مُني الإمام بانقلاب عسكري في جيشه فقد رفع عسكر معاوية المصاحف على أطراف الرماح وهم ينادون بالدعوة إلى تحكيم القرآن وإنهاء الحرب حقناً لدماء المسلمين واستجابت قطعات من جيش الامام لهذا النداء الذي يحمل التدمير الشامل لحكومة الإمام وأفول دولة القرآن.
يا للعجب لقد نادى جيش معاوية بالرجوع إلى تحكيم القرآن ومعاوية وأبوه هما في طليعة من حارب القرآن.
أصحيح أنّ ابن هند يؤمن بالقرآن ويحرص على دماء المسلمين وهو الذي أراق أنهاراً من دمائهم إرضاءً لجاهليته وانتقاماً من الإسلام.
وكان أول من استجاب لهذا النداء المزيّف العميل الأموي الأشعث ابن قيس فقد جاء يشتدّ كالكلب نحو الإمام وقد رفع صوته ليسمَعَهُ الجيش قائلاً :
ما أرى الناس إلاّ قد رضوا وسرّهم أن يجيبوا القوم إلى ما دعوهم إليه من حكم القرآن فان شئت أتيت معاوية فسألته ما يريد .. .
وامتنع الإمام من إجابة هذا العميل المنافق الذي طعن الإسلام في صميمه والتفّ حول الأشعث جماعة من الخونة فأحاطوا بالإمام وهم ينادون : أجب الأشعث ولم يجد الإمام بُدّاً من إجابته فانطلق الخائن صوب معاوية فقال له : لآيّ شيء رفعتم هذه المصاحف ؟..
فأجابه معاوية مخادعاً : ولنرجع نحن وأنتم إلى أمر الله عزّ وجلّ في كتابه تبعثون منكم رجلاً ترضون به ونبعث منّا رجلاً ثمّ نأخذ عليهما أن يعملا بما في كتاب الله لا يعدوانه ثم نتّبع ما اتفقا عليه .. .
ورفع الأشعث عقيرته قائلاً : هذا هو الحقّ .. .
وخرج الأشعث من معاوية وهو ينادي بضرورة إيقاف الحرب والرجوع إلى كتاب الله العظيم ومن المؤكّد أنّ هذه الحركة الانقلابية التي تزعّمها هذا المنافق العميل لم تكن وليدة رفع المصاحف وانّما كانت قبل زمن ليس بالقليل فقد كانت هناك اتّصالات سريّة بين الأشعث وبين معاوية ووزيره والفكر المدبّر لخدعه وأباطيله عمرو بن العاص ومما يدل على ذلك أنّه لم تكن هناك رقابة ولا مباحث في جيش الامام على من يتّصل بمعسكر معاوية فقد كان الطريق مفتوحاً وجرت اتصالات مكثّفة بين معاوية والأشعث وغيره من قادة الجيش العراقي وقدم لهم معاوية الرشوات ومنّاهم بالمراتب العالية وبالمزيد من الأموال إن استجابوا لدعوته.
وعلى أيّ حال فقد أُرغم الإمام على قبول التحكيم فقد أحاطت به قطعات من جيشه وقد شهرت عليه السيوف والرماح وهي تنادي : لا حكم إلاّ لله واتّخذوا هذا النداء شعاراً لتمرّدهم ووقوفهم ضدّ الامام وسرعان ما أصبحوا حركة ثورية ومصدر قلق مثير للفتن والاضطراب.
وعلى أيّ حال فقد جهد الإمام بنفسه ورسله على إقناعهم وإرجاعهم إلى طريق الحقّ والصواب فلم يتمكّن ورأى أنّهم جادّون على مناجزته والإطاحة بحكومته فاستجاب لهم وأوعز إلى قائد قوّاته العسكرية الزعيم مالك الأشتر بالانسحاب عن ساحة الحرب وإيقاف العمليات العسكرية وكان قد أشرف على الفتح فلم يبق بينه وبين الاستيلاء على معاوية سوى مقدار حلبة شاة ورفض مالك الاستجابة وأصرّ على مزاولة الحرب إلاّ أنّه أخبر بأنّ الإمام في خطر وان المتمرّدين قد أحاطوا به فاضطرّ إلى إيقاف الحرب وبذلك فقد تمّ ما أراده معاوية من الإطاحة بحكومة الإمام وكتب له في تلك اللحظات النصر على الإمام وقد انتصرت معه الوثنية القرشية كما يقول بعض الكتّاب والمحدثين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|