أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017
2510
التاريخ: 7-8-2017
2407
التاريخ: 21-8-2017
2585
التاريخ: 8-8-2017
2330
|
بقي الإمام الممتحن في ارباض الكوفة قد أحاطت به المحن والأزمات يتبع بعضها بعضاً يرى باطل معاوية قد استحكم وشرّه قد استفحل وهو لا يتمكّن أن يقوم بأي عمل لتغيير الأوضاع الاجتماعية المتدهورة المنذرة بأفول دولة الحق وإقامة حكومة الظلم والجور.
لقد استوعبت المحن الشاقة التي أحاطت بالإمام نفسه الشريفة فراح يدعو الله ويتوسّل إليه بحرارة أن ينقله إلى جواره ويريحه من هذا العالم المليء بالفتن والأباطيل واستجاب الله دعاء الإمام فقد عقدت عصابة مجرمة من الخوارج مؤتمراً في مكّة وأخذوا يذكرون بمزيد من الأسى والحزن قتلاهم الذين حصدت رؤوسهم سيوف الحق في النهروان وعرضوا ما مني به العالم الإسلامي من الفتن والانشقاق وألقوا تبعة ذلك حسب زعمهم على الإمام أمير المؤمنين ومعاوية وعمرو بن العاص فقرّروا القيام باغتيالهم وعيّنوا لذلك وقتاً خاصاً وضمن لهم ابن اليهودية عبد الرحمن بن ملجم اغتيال الامام أمير المؤمنين ومن الجدير بالذكر أن مؤتمرهم كان بمرأى ومسمع من السلطة المحلّية بمكّة وأكبر الظنّ أنّها كانت على اتصال معهم وان القوى المنحرفة عن الإمام قد أمدّت ابن ملجم بالمال ليقوم باغتيال الإمام.
وعلى أيّ حال فقد قفل ابن ملجم راجعاً إلى الكوفة وهو يحمل شرّ أهل الأرض ويحمل الكوارث المدمّرة للمسلمين وفور وصوله إلى الكوفة اتصل بعميل الامويين المنافق الأشعث بن قيس وأخبره بمهمته فشجّعه على اقتراف الجريمة وأبدى له تقديم جميع ألوان المساعدات لتنفيذها.
وفي ليلة التاسع عشر من رمضان شهر الله المبارك اتّجه زعيم الموحّدين وسيّد المتقين نحو مسجد الكوفة ليؤدّي صلاة الصبح فأقبل نحو الله فشرع في صلاته ولما رفع رأسه من السجود علاه ابن اليهودية بالسيف فشقّ رأسه الشريف الذي كان كنزاً من كنوز العلم والحكمة والإيمان والذي ما فكّر إلاّ بتوزيع خيرات الله على البؤساء والمحرومين وإشاعة الحقّ والعدل بين الناس.
ولمّا أحسّ الإمام بلذع السيف علت على شفتيه ابتسامة الرضا والظفر وراح يقول : فزت وربّ الكعبة .. .
لقد فزت يا إمام المصلحين فقد وهبت حياتك لله وجاهدت في سبيله جهاد المنيبين والمخلصين.
لقد فزت يا إمام المتّقين لأنّك في طيلة حياتك لم توارب ولم تخادع ولم تداهن ومضيت على بصيرة من أمرك مقتدياً بسيّد المرسلين ابن عمّك صلّى الله عليه وعليك فكان ذلك حقاً هو الفوز العظيم.
لقد فزت أيّها الإمام الحكيم لأنّك خبرت الدنيا وعرفتها دار فناء وزوال فطلّقتها ثلاثاً وأعرضت عن زينتها ومباهجها واتجهت صوب الله فعملت كل ما يرضيه وما يقربك إليه زلفى.
وحُمل الإمام إلى منزله وقد فاضت عيون الناس بالدموع وتقطّعت النفوس ألماً وحزناً وكان الإمام هادئ النفس قرير العين قد تعلّق قلبه بالله وهام في مناجاته وقد سأله مرافقة الأنبياء والأوصياء وأخذ يلقي نظراته على أولاده وخصّ ولده أبا الفضل بالعطف والحنان واستشفّ من وراء الغيب انّه ممن يرفع رايه القرآن ويقوم بنصرة أخيه ريحانة رسول الله المنافح الأول عن رسالة الإسلام.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|