المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24
من آداب التلاوة
2024-11-24
مواعيد زراعة الفجل
2024-11-24
أقسام الغنيمة
2024-11-24
سبب نزول قوله تعالى قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون الى جهنم
2024-11-24



مواجهة التحديات والصبر على المصائب  
  
4310   10:45 صباحاً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص218-227
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-6-2017 2841
التاريخ: 17-9-2020 2102
التاريخ: 4-1-2017 2203
التاريخ: 28-6-2021 2248

إن الحياة مليئة بالصعاب والمصائب، لذا يجب على المربي ان يعد الطفل منذ المراحل الاولى  من حياته وما بعدها لمواجهة تلك التحديات، وان يبذل قصارى جهده في تقوية نفسية الطفل وتهيئة الاجواء اللازمة لاستمراره في العمل، وممارسة النشاطات الملائمة له، والمؤدية إلى نمو شخصيته، وبنائها وتكاملها.

قد يتعرض الطفل إلى الهزيمة والفشل اثناء فترات لعبه او تعلمه فحينئذ يجب على الآباء والمربين ان يعملوا على تقوية عزيمته، وتشجيعه على الاستمرار ومواصلة برامجه التعليمية والنشاطية، وعدم السماح له مطلقا بالانقطاع والعزلة او التأخر عن اقرانه وممارسة اعماله اليومية لان ذلك يخلق في نفسه روح العزيمة على المواجهة، والصبر على مقاومة الشدائد، وعدم الانطواء على النفس بعد حصول الهزيمة والفشل وما بعدهما.

ان تعوّد الطفل على الصبر، ومواجهة الفشل بمواصلة النشاط والعمل والسعي الحثيث من اجل النجاح تتعالى قواه العقلية والروحية ويتقدم نحو الكمال لان لهذه الصعاب والتحديات التي يواجهها آثاراً عميقة وواسعة في حياته، حيث تتهذب نفسه تحت ضغط المصائب والمصاعب.

وقطعا ان الانسان لو لم يتألم من جهله منذ الايام الاولى من حياته لما استطاع ان يعالج جهله، ولبقى يعيش في دياجير الجهل والتوحش فاقداً لمظاهر العقل والذوق والاخلاق. فالإحساس بألم الجهل والفشل والهزيمة هو الذي دفعه إلى المقاومة المضادة وتحقيق الانتصار في نهاية المطاف.

اجل ان هذه القاعدة هي الاساس لكل تقدم مدني، ولكل تكامل انساني سواء كان فرديا او اجتماعياً، حيث ان اغلب الثورات الفكرية والاجتماعية والابداعية التي ادت إلى تطور الانسانية وتقدمها انما ظهرت نتيجة لتحديات كبرى وصعوبات ومشاكل لا تطاق. نعم ان الصعوبات والحوادث المرة والالام والشقاء كلها تستبطن السعادة والنجاح والهناء.

يقول الفيلسوف الالماني (هيكل) بهذا الصدد: (ان تنازع البقاء هو قانون التقدم والتطور، وان الصفات والسجايا إنما تتكون وتتكامل في معركة البلابل والقلاقل وانما يبلغ الفرد قمة تعاليه من خلال الالام وتحمل المسؤوليات والقلق والاضطرابات.

وان وقوع الآلام امر معقول وهو سمة الحياة وهو كذلك الدافع إلى الاصلاح فيها.

وليست الحياة للاستقرار والرضا الناشئ عنه، بل انما هي للتكامل فيها وان تاريخ العالم ليس صعيداً للسعادة والهناء بل ان ادوار السعادة فيها انما تشكل منها تلك الصحائف الباهتة الميتة غير ذات الروح والحيوية، فأنها إنما هي ادوار الالتئام والانسجام والتناغم، وان رضا الخاطر الناشئ من ذلك لا يليق بالمرء، فان التاريخ انما يصنعه ويسطره ما يسجله التكامل الانساني من حل لتناقضات العالم).

نعم، ان الانسان لا يتطهر مما تلوث به الا بعد تعرضه لمصائب الحياة، ولم يتمكن من الوقوف على رجليه واداء تكاليفه الشرعية والانسانية بصورة صحيحة ومرضية الا بعد تذوق مرارة الحياة وآلامها، فحالة كالمصوغات الذهبية لا تتخلص من الشوائب وتصبح نقية الا بعد صهرها بالنار وتعرضها لدرجات الحرارة العالية.

وعليه فان الانسان لا يتمكن من ضمان سعادته وتجسيدها على ارض الواقع الا في ظل المرارة والالم والمصاعب فهو يعيش دائما في نصب وكبد كما يقول الله سبحانه في قرآنه المجيد: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]

وقد ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) انه قال:

( ان اشد الناس بلاءً الانبياء ثم الذين يلونهم الامثل فالأمثل)(1).

ويقول الشاعر مولوي عن هذه الحقيقة

اودعوا في الارضة حبة      وحصدوا منها سنابل

طحنوها في المطاحن         خبزوا منها المآكل

كرروا الطحن باسنا           ن حداد وفواصل

حصلت منها ثمار الر         وح في كل الفضائل

ويقول احد العلماء الغربيين :

(ان المشاكل والمشاق تجعل الانسان في موقعية الاختيار اكثر من حالة الراحة، فتبدي ما في باطنه من مزايا ومحسنات، ان المشاكل والصعوبات بمثابة اختبار لاخلاق الانسان، فكما ان بعض النباتات يجب ان تفرك لكي يشم منها رائحتها الطيبة كذلك بعض الطبائع يجب ان تصاب بالصعاب كي تتجلى فيها فضائلها، وملكاتها الذاتية.

لا راحة في هذا العالم لا تتبدل إلى الم ومصيبة، كما انه لا مشكلة لا تؤدي في النهاية إلى السعادة والهناء، وما يعود علينا من نتائج في هذه الحالة يعود إلى كيفية افادتنا منها.

لا يمكن ان نجد في هذه الحياة راحة وسعادة تامة، وعلى فرض ذلك فلا فائدة فيها فان المشاكل

والانتكاسات مؤدبة للفرد اكثر من الهناء والراحة وان الانتكاسات تصلح طبيعة الفرد وتقوي من روحيته ومعنويته، وان الالام والمشاكل تهذب طبيعة الانسان وتوقظها، وتعلمه الصبر والحلم، وتنمي فيه اسمى الافكار والخيالات.

(يتساءل هيبر: ما هو الذي يسبب توسعة الافكار وعمقها في نوع الانسان؟ ليس ذلك هو العلم والمعارف وليس الكفاءة والفن وليس العواطف والاحاسيس، بل انما هي الآلام والمحن التي بإمكانها ان تشق اعماق الفكر الانساني، ولعله لهذا نرى العالم مليئاً بالآلام، ان الملك الموكل بمشاكل الناس ومصائبهم قد خدم البشر في هذه الحياة اكثر من الملك الذي جاء لهم بالشفاء والعلاج)(2)، اجل ان الفضائل والاخلاق السامية الملكات الذاتية والتوسعة في الافكار لا تولد الا من رحم الآلام والمشاكل والاعصاب.

ومن هنا تبرز اهمية النظرية الاسلامية التي تؤكد على قوة العزيمة ومواجهة المشاكل والتحديات بصدر رحب وصبر عظيم وقوة لا تلين، وكثيراً ما كان الائمة المعصومين عليهم افضل التحية والسلام يؤكدون على الصبر عند المصائب والشدائد، وعلى تأدية الطاعات والتكاليف الشرعية وقد ضربوا لنا وللإنسانية جمعاء اروع الامثلة في الصبر عند الشدائد وسوح الجهاد، والتضحية والفداء من اجل الثبت على المبدأ والقيم الاسلامية والانسانية الرفيعة).

نعم، لولا ثبات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) واوصيائه المعصومين سلام الله عليهم اجمعين وصحبه الابرار المنتجبين عند الشدائد والصعاب وقوة جهادهم للشرك والكفر والنفاق والفساد لما بزغت شمس الفضيلة والحرية وقيم العالم والكمال والحضارة والهناء في الحياة.   ان الحياة ساحة لجهاد دائم، وكفاح قوي يمتد من بداية الحياة وحتى نهاية العمر، وان الصبر والثبات على الحق اقوى سلاح قاطع في هذا الصراع، وان النصر سيكون حليف اولئك الابطال الذين يصمدون في اقسى الظروف واصعب الاحوال ولم يعرفوا للاستسلام سبيلاً وكلما وقعوا قاموا من جديد متكلين على الله سبحانه بعزيمة لا تلين مستفيدين من كل خطأ وهفوة وعاملين بتدبر ورؤية.

وعلى كل حال فان الصمود اما المشاكل والمشاق يصنع المعجزات ويحقق الانتصارات بأقصر الطرق ان يصبر ويتسلح بقوة التدبير والواقعية، وينظر إلى الحياة في افق واسع ومتقد ويتوكل الله تبارك وتعالى سيفتح على نفسه ابواب الموفقية والنجاح الباهر.

ويحقق الانتصار بأقصر الطرق واقل الوقت فقد جاء عن امير المؤمنين (عليه السلام) انه قال:

(عند تناهي الشدائد يكون توقع الفرج)(3).

و(عند تضايق حلق البلاد يكون الرخاء)(4).

يقول الفيلسوف الالماني (كانت):

(ان الطير حيث يرى في طيرانه الريح المانع الوحيد يتصور انه لولا الريح لكان بإمكانه ان يطير اسرع واروح. بينما لولا الريح لكان يعجز الطير عن الطيران في الخلاء ولكان يسقط فوراً، اذن فنفس العنصر الذي يضغط على الطير حين طيرانه هو العامل الاساسي في طيرانه).

اذن، لما كانت هكذا الحياة هي عصارة من الآهات والمشاكل ولا ينجح فيها الا المثابر الصابر والساعي المجد، والذي لا يتوقف عند المشاكل ولم يستسلم بل يصمد ويكافح حتى يحقق المنشود فحينئذ يكون من اللازم والواجب على المربين والمعلمين ان يعملوا المستحيل من اجل ان يتمكن الاطفال وعموم الناشئة والشباب من مواصلة المسير وعدم التوقف والاستسلام عند المشاكل والصعوبات، والاخذ بأيديهم واعانتهم عند كل هفوة وكبوة، وتسهيل امرهم وشحذ هممهم، ودفعهم بقوة لكي يقفوا مرة اخرى على ارجلهم ويتجاوزوا كل اثار الهزائم والمشاكل وعندئذ لابد من التحاقهم بالركب والظفر بنيل المقصود والمنشود، وهو النجاح في الحياة والتسامي فيها.

جاء عن امير المؤمنين علي (عليه السلام) انه قال:

(بالتعب الشديد تدرك الدرجات الرفيعة والراحة الدائمة).

واخيراً نقول: ان كل جهد يبذله المربون، وكل محاولة يعملونها من اجل الصعود والرقي بالطفل وعموم الناشئة والشباب إلى محل ارفع ومرتبة اسمى هو جهد قيم ومحاولة قيمة وان لم يتحقق الهدف المرسوم بالكامل، ولكن يبذل المساعي والمحاولات المستمرة والتعب الشديد سيتحقق ان عاجلا او اجلاً، لان الاصطدام بالمشاكل، والصمود امام الحوادث يقوي القابليات ويكثر من الفضائل.

وكثيرا ما نشاهد ان شابا فقد العماد والسناد بموت والده او من يساعده في حياته فاصبح ذا قوة عجيبة ومكانه رفيعة وقد قيل: (اذا اراد الله بعبده خيراً ارسل به إلى مدرسة الحاجة لا إلى مكتبة الراحة واطراد الحياة).

وقد جاء في الحدث الشريف :[اذا احب الله عبداً ابتلاه]

وقد جاء في القرآن الكريم: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} [آل عمران :186]

اجل، ان الله عز وجل يبتلي المؤمنين بأموالهم وانفسهم ويتعرضون للشدائد والمصائب والمشاكل فيصرون فيتبدل خوفهم امنا وخيرا واستقامة حيث يهزم ايمانهم وصبرهم كل الوان الخوف واليأس والخطر، فتزكى انفسهم وارواحهم وقلوبهم وعواطفهم كلها ويتعودوا على الفداء وتحمل الصعاب وظفروا بقطف الثمار ولنجاحهم في الاختبار، وهذا سر انتصارهم في صدر الاسلام.

واعتقد ان نظرة سريعة لتاريخ الرسول والرسالة وحياة الأئمة والصحابة سلام الله عليهم أجمعين تغنينا عن أي مقال في هذا المجال.

جاء في كتاب: (رسالة الاخلاق ص212 مترجم عن الفارسية : كاميابي: 59-61) ما يلي :

(.... اغرسوا بلوطين مقطوفين من شجرة واحدة ويشبه احدهما الاخر تقريباً في مكانين مختلفين. احدهما فوق الجبل والاخر في غابة كثيفة ثم لاحظوا العروق والجذور فالبلوط الذي ينمو لوحده على الجبل وهو في معرض الريح والامطار والعواصف يبعث عروقه لجميع الاطراف ويصبح شجرة ضخمة ذات ظلال واسعة منتشرة، بينما البلوط المغروس في الغابة لا تصبح الا شجرة ضعيفة ضئيلة ذلك انها تحت ظلال الاشجار الاخرى كذلك قوموا بتربية طفلين متماثلين او متقاربين في محلين مختلفين أي القوا احدهما في محيط يضطر فيه منذ طفولته ان يواجه المشاكل والعراقيل، وحرموا عليه المال وجميع انواع العون والمساعدات الاخرى.

فهو اذا سقط سيقوم بعزم اقوى، ترسخت عزيمته اكثر فاكثر. في جانب اخر نرى الطفل المتربي في النعيم والدلال، والذي كان له مربون منعمون بل مربيات ملونات كلما امل شيئا اعد له واستجيب، وكان تحت تصرفه مال كثير، فانه ستكون مقاومته عند المشاكل اقل وسقوط فيها اسرع) انتهى.

لا شك ان الشخص الذي يتربى في الشدائد والمشاكل يكون كالشجرة البرية القوية، اما المدلل

وطالب الراحة فهو كشجرة البستان طرية ضعيفة. ولهذا المعنى يشير امير المؤمنين علي (عليه السلام) بقوله: (الا ان الشجرة البرية اصلبُ عوداً. والرواتع الخضرة ارق جلوداً، والنباتات العذية (5) اقوى وقودا وابطأ خموداً)(6).

نعم، كلما كانت العراقيل، والتحديات أكبر، ترسخت العزيمة اكثر فاكثر، وكلما كان الدلال اكثر والحياة اهنا واسهل تكون المقاومة عند المشاكل اقل، والسقوط فيها اسرع فالذين يعتمدون على الله سبحانه ويستمرون على مزاولة اعمالهم ونشاطاتهم، ولم يستسلموا لركلات الحياة او يعتمدوا على النعم والدلال سيحققوا الرقي والتقدم في الحياة.

وقطعا ان كل الذين صنعوا من انفسهم شخصية يُشار لها بالبنان وذاع صيتهم في الافاق والبلدان وبلغوا بأمتهم إلى أوج الفخر والعزة والكمال قد تجلوا من بين كانون المشاكل والمصائب والصعوبات حيث مارسوها بصبر واقتدار، فتمكنوا من ان يرتقوا في مدارج العظمة والشأن والكمال.

(قيل ان طالبا في الصين لم يرَ لنفسه توفيقاً في فرع دراسته ولذلك فقد خابت آماله، ولشدة يأسه وقنوطه جمع كتبه ليقذف بها في المزبلة، وصادف في تلك اللحظة ان رأى امرأة فقيرة اخذت قطعة من سلك حديدي وهي تُبرد رأسها بالمبرد لتصنع منه لنفسها ابرة خياطة.

مشاهدته لهذا المنظر احدثت فيه ثورة كبرى هزت روحه بشدة وعلمته درسا في التربية النفسية غنيا بالمعاني فصمم على ان يرجع إلى مكتب تعليمه فيستمر في دراسته بقاطعية وجدية ونفذ هذا التصميم، واخيراً وفي ظل ما ابداه من صبر وحلم اصبح في عداد اشهر رجال العلم في عهده)(7).

_____________

1ـ بحار الانوار: ج15، ص53.

2ـ انظر رسالة الاخلاق:ص146-147نقلاً عن أخلاق ساموئيل: ج2،ص204 بالفارسية؟

3ـ غرر الحكم:489.

4ـ نفس المصدر.

5ـ النباتات العذية: الزرع لا يسقيه الا ماء المطر .

6ـ نهج البلاغة:3/418.

7ـ انظر رسالة الاخلاق:ص214.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.