أقرأ أيضاً
التاريخ: 29-1-2017
![]()
التاريخ: 2-2-2017
![]()
التاريخ: 25-7-2016
![]()
التاريخ: 2024-04-05
![]() |
ما هي العصمة وهل تنافي الاختيار؟
الجواب :
إن الحكمة الإلهية تقتضي وصول الرسالة الإلهية على يد الأنبياء (عليهم السلام) بصورة سليمة وصحيحة من دون ان تتعرض لأي تلاعب وتشويه ولو عن طريق السهو والنسيان والخطأ فضلا عن العمد ، وإلا لزم نقض الغرض من إنزال الوحي على الأنبياء (عليهم السلام) ؛ لأنه لو وجدت النقائص والعثرات في افعالهم واقوالهم ولو سهوًا او نسيانًا فان الناس سيفقدون التأثر المنشود بهم ، ولا يتحقق الهدف الإلهي من بعثتهم وتنصيبهم مربّين ومصلحين وقادة وواجبي طاعة.
فالعصمة هي توفر ملكة نفسانية قوية تمنع المعصوم من ارتكاب المعصية حتى في أشد الظروف وحتى في حالة السهو والنسيان ، وهي ملكة تحصل من وعيه التام والدائم بقبح المعصية ، ومن إرادة قوية على ضبط الميول النفسية ، فهي اختيارية من هذه الجهة ، ومن جهة اخرى لا تتحقق في هذه الملكة الا بعناية الله سبحانه الخاصة ولذلك تنسب فاعليتها إلى الله تعالى.
فالله لا يمنع الإنسان المعصوم من اقتراف المعصية جبرا ولا يسلب منه الاختيار ، ولذا يثاب على كل أعماله ، والثواب فرع الاختيار لا الجبر.
ان الشيعة الإمامية يعتقدون بأن الأنبياء – وكذلك الائمة (عليهم السلام) لنفس الدليل – معصومون من جميع المعاصي صغيرها وكبيرها من حين الولادة حتى الوفاة ، فلا تصدر منهم المعصية حتى سهوا ونسيانا ، ولما ذكرنا قَرَن الله سبحانه طاعتهم بطاعته ، وبصورة مطلقة ، كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء:59].
وفي مورد عصمة اهل البيت (عليهم السلام) قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ} [النساء: 64]. وقال تعالى في آية التطهير : {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب: 33].
والتطهير هنا مطلق فهو نفي لكل رجس وقبح وهو معنى المعصية ، والارادة الإلهية التي اخبرت عنها الآية المباركة هي إرادة خاصة ؛ لان الارادة الإلهية في مورد التطهير والتزكية على نحوين :
1ـ إرادة عامة بتطهير العباد بالمطلق وهذه قابلة للتخلّف ولذا أكثر الناس قد يكونون من أهل الفسق والانحراف.
2- إرادة خاصة وهي التي وردت في الآية بحق أهل البيت (عليهم السلام) وهي الارادة التكوينية الإلهية التي لا تتخلف بحقهم ولذا لا يمكن أن تصدر منهم المعصية ولو سهوا، وهذا معنى العصمة فيهم (عليهم السلام)(1).
تبقى نقطتان في المقام :
1ـ ما هي الحكمة من عصمة الزهراء (عليها السلام)؟
الجواب : ان سيدتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله عليهما افضل الصلاة والسلام هي سيدة نساء العالمين وهي المعصومة حصرا من بينهن ، وقد نص القرآن على عصمتها في آية التطهير المتقدمة.
والعصمة بكل ابعادها المتقدمة ، تارة تكون بهدف تبليغ الرسالة وحفظها كما هو شأن الأنبياء (عليهم السلام) والأئمة (عليهم السلام) ، واخرى تكون لمقام ذاتي عند الشخص ممن كرمهم الله سبحانه وهذا ما قد توفر لسيدتنا الزهراء (عليها السلام) فقط وان كان هناك ممن وصل إلى مقام العصمة من اولياء الله وأحبائه كالسيدة مريم (عليها السلام) إلا أنها ليست بمعصومة (2).
2- كيف نحمل الآيات الدالة على عدم العصمة في الأنبياء مثل قوله تعالى: {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى} [طه: 121] ؟
الجواب : إن الغيّ خلاف الرشد ، والمعصية الواردة في الآية القرآنية هي بلحاظ معناها اللغوي لأنها هي المخالفة للأمر الارشادي لا المولوي والذي هو بمثابة النصيحة غير الملزمة ، وهكذا كان بالنسبة لأبينا آدم (عليه السلام) حيث لم يكن في دار التكليف كدار الدنيا التي نعيشها ، بل كان في جنته الخاصة التي لا تكليف فيها (3).
_____________________
1ـ راجع دروس في العقيدة الإسلامية، ج2 ص227-228-230-231 وراجع الميزان في تفسير القرآن ج2 ص138
2ـ راجع دروس في العقيدة الإسلامية، ج2 ص228 و 326.
3ـ راجع الميزان في تفسير القرآن ج14 ص222.
|
|
التوتر والسرطان.. علماء يحذرون من "صلة خطيرة"
|
|
|
|
|
مرآة السيارة: مدى دقة عكسها للصورة الصحيحة
|
|
|
|
|
نحو شراكة وطنية متكاملة.. الأمين العام للعتبة الحسينية يبحث مع وكيل وزارة الخارجية آفاق التعاون المؤسسي
|
|
|