أقرأ أيضاً
التاريخ: 6-4-2016
1678
التاريخ: 31-3-2016
1590
التاريخ: 25-1-2023
1143
التاريخ: 4-2-2016
2213
|
قال تعالى : { وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ } [ص : 41] .
لأيوب سفر خاص في العهد القديم ، وقد استغرق حوالي 40 صفحة ، وفي قاموس الكتاب المقدس : ان هذا السفر كتب شعرا في الأصل ، وان بعض الناس يظنون انه كتب في القرن الرابع قبل الميلاد ، وان من المحتمل أن يكون أيوب عاش في الألف الثانية قبل الميلاد . ثم قال المساهمون في وضع القاموس ، في مادة عوص بضم العين : ان أيوب أقام في أرض عوص ، ويعتقد ان هذه الأرض في الصحراء السورية ، وهناك من يعتقد انها حوران .
{ إِذْ نادى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطانُ بِنُصْبٍ وعَذابٍ } . مضت مئات القرون ، والناس تضرب الأمثال بمصائب أيوب ، وينسجون حولها الأساطير . . وتدل هذه الآية والآية 83 من سورة الأنبياء ان أيوب قد أصيب في نفسه وماله ، وانه نسب ما حل به إلى الشيطان ، وهذا ما دعا جماعة من المفسرين أن يؤلفوا رواية « أيوب والشيطان » . . ومن قارن بين روايتهم وبين ما جاء في سفر أيوب من التوراة يجد أنهم يفسرون القرآن الكريم بالإسرائيليات . . وتتلخص رواية العهد القديم والمفسرين أيضا بأن اللَّه سلط الشيطان على أيوب ليختبر إيمانه ، فأتلف أمواله وأهلك أسرته ، ولما فشل أصابه في جسده ، ففشل أيضا .
والآية صريحة في ان الشيطان قد مس أيوب بالأتعاب والصعاب ، ولكنها سكتت عن تحديدها وبيان نوعها ، ونحن نسكت عما سكت اللَّه عنه ، ولا نتكلف البحث والتنقيب ، ولو كلفنا اللَّه لبين، وحيث لا بيان منه فلا تكليف . وقد أشرنا إلى قصة أيوب في ج 5 ص 295 .
{ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذا مُغْتَسَلٌ بارِدٌ وشَرابٌ } . لجأ أيوب إلى اللَّه شاكيا إليه مما قاساه ، فاستجاب له ، وأمره أن يضرب الأرض برجله فيخرج ماء بارد ،
يغتسل به ويشرب منه ، فيبرأ بإذن اللَّه تعالى . وهكذا كان « ووَهَبْنا لَهُ أَهْلَهُ ومِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وذِكْرى لأُولِي الأَلْبابِ » . شفاه اللَّه ورزقه من الأولاد والأحفاد ضعف ما فقد منهم . وتقدم مثله في الآية 84 من سورة الأنبياء ج 5 ص 295 .
« وخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ ولا تَحْنَثْ إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ » . قال المفسرون : ان أيوب غضب على زوجته حين كان طريح الفراش ، غضب عليها لأمر يحدث بين المرء وزوجه . . فحلف ليضربنها كذا ضربة ان شفاه اللَّه ، وبعد ان كتب اللَّه له الشفاء أمره أن يضرب زوجته بمجموعة من الأغصان ونحوها دفعة واحدة ، وبذلك يتحلل من يمينه .
والآية لا تشير إلى امرأة أيوب ولا إلى غيرها من قريب أو بعيد ، ومع هذا فلا ننكر قول المفسرين ، حيث جاء في الآية ذكر الحنث والضرب ، وليس من شك ان الحنث فرع اليمين والضرب يستدعي وجود المضروب . . وطريح الفراش يضيق بأدنى الأمور ، وبالخصوص إذا حدث من أهله . . فمن الجائز - إذن - أن يحلف أيوب على ضرب زوجته لأدنى شيء يبدر منها . . وبالتالي فإن قول المفسرين غير بعيد .
وتسأل : ان قوله تعالى : (وخذ بيدك ضغثا) الخ يدل على ان الاحتيال على الدين جائز في شريعة القرآن مع انه أنكر على بني إسرائيل احتيالهم لصيد الحيتان ، كما صرحت الآية 163 من سورة الأعراف :( إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً ويَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذلِكَ نَبْلُوهُمْ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ) . أنظر ج 3 ص 410 .
الجواب أولا : ان الضرب على هذا النحو مختص بأيوب وحده ولا يعم جميع الحالفين ، والا صرحت السنّة النبوية بذلك ، وأفتى به جميع العلماء .
ثانيا : ان هذا احتيال من أجل الرحمة والإنسانية ، وليس احتيالا على الحق والإنسانية .
«واذْكُرْ عِبادَنا إِبْراهِيمَ وإِسْحاقَ ويَعْقُوبَ أُولِي الأَيْدِي والأَبْصارِ » . أولي الأيدي أصحاب القوة على الصالحات ، والأبصار كناية عن العلم باللَّه ودينه ،
والمعنى أذكر يا محمد هؤلاء الأنبياء الذين علموا دين اللَّه وعملوا به مخلصين ، وجاهدوا في سبيله صابرين ، أذكرهم واصبر على المكذبين من قومك كما صبر هؤلاء الرسل من قبلك .
« إِنَّا أَخْلَصْناهُمْ بِخالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ » أي دار الآخرة ، وخالصة صفة لا يشوبها شيء ، وهي انهم يعملون للآخرة ، ويؤثرونها على كل شيء « وإِنَّهُمْ عِنْدَنا لَمِنَ الْمُصْطَفَيْنَ الأَخْيارِ » . أخلصوا للَّه فاختصهم برسالته ، وجعلهم من خيرة خلقه « واذْكُرْ إِسْماعِيلَ والْيَسَعَ وذَا الْكِفْلِ وكُلٌّ مِنَ الأَخْيارِ » . لم أجد في فهرس الكتاب المقدس وقاموسه ذكرا لليسع وذي الكفل ، والذي وجدته يشوع ابن نون خليفة موسى ، ويقال : انه اليسع ، ومهما كان فإنه هو وذو الكفل تماما كإسماعيل وإسحاق ويعقوب من الأنبياء الأصفياء
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|