المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
التربة المناسبة لزراعة الفجل
2024-11-24
مقبرة (انحور خعوي) مقدم رب الأرضين في مكان الصدق في جبانة في دير المدينة
2024-11-24
اقسام الأسارى
2024-11-24
الوزير نفررنبت في عهد رعمسيس الرابع
2024-11-24
أصناف الكفار وكيفية قتالهم
2024-11-24
الكاهن الأعظم «لآمون» (رعمسيس نخت) وأسرته
2024-11-24

حروب تحتمس الثالث ونتائجها.
2024-04-19
اخراج الصور الفوتوغرافية
5-8-2021
الجماع والوطء
23-9-2016
العلاقات العامة الدولية المعاصرة
18-7-2022
مبيد (د.د.ت)D.D.T
9-12-2020
آداب المصافحة
1/9/2022


مانديلا و28 عاما من الصبر حتى حقق ما تمنى  
  
1861   12:56 مساءاً   التاريخ: 1-12-2016
المؤلف : ايهاب كمال
الكتاب أو المصدر : ضع حلمك على منصة الاطلاق
الجزء والصفحة : ص210-214
القسم : الاسرة و المجتمع / التنمية البشرية /

ولد نيلسون مانديلا في 18 يوليو عام 1918م، في احد الاكواخ الطينية بمنطقة ترانسكاي في جنوب افريقيا، ومنذ ولادته بدأ يعاني من التمييز العنصري بين البيض والسود، الذي كان السمة الرئيسة لهذه البلد في تلك الايام، وكونك اسود في هذه البلاد يعني انك سوف تسكن في مناطق لا يسكن فيها سوى السود، وسوف تركب مواصلات لا يركبها سوى السود، وسوف تذهب الى مدرسة لا يذهب اليها سوى السود، واذا كبرت واصبحت رجلا سوف تقف في طابور الحصول على عمل لا يقف فيه ايضا سوى السود، واذا تجولت ليلا او نهارا، فستجد من يوقفك، ويأمرك بإخراج تصريح مرورك، والا تعرضت للاعتقال، وانك مواطن من الدرجة الثالثة او الرابعة في هذه البلد، التي تعيش فيها والتي هي بلدك اصلا، انها بلدك ولكنك لا تستطيع ان تتملك فيه، او تدخل برلمانه، او يكون لك دور في المشاركة في وزارته : لأنك اسود.

ولد نيلسون مانديلا في هذه الاجواء، وعندما بلغ سن السابعة، الحقه والده بإحدى المدارس، وبعد عامين مات ابوه، فأخذته امه الى احد اقارب الاب، الذي كان بمثابة نائب ملك شعب الثيميو، الزعيم جونجينتابا، وقد تربى مانديلا في رعايته.

وتبلورت رسالة ورؤية مانديلا في نفسه وعقله بعد حفل الختان الجماعي، الذي كان يتم وفق طقوس وعادات قبلية لجميع ذكور القبيلة، الذين اتموا السادسة عشرة، وفي هذه الحفلة وقف احد الزعماء المعروفين في القبيلة يتحدث الى رجال المستقبل، وقد تكلم بكلمات الهبت نار التحدي في نفس مانديلا بعد ذلك لأكثر من خمسين عاما ، حيث قال الرجل : (ها انتم تجلسون يا اولادنا الشباب الاصحاء، زهرة امتنا وفخرنا ورجاءها، ورغم الآمال الكبيرة التي تشعرون بها، وانتم على اعتاب الرجولة، فأنها امال خاوية وهمية، ولن تتحقق ابدا، حيث ان شعبنا وجميع الشعوب السوداء في جنوب افريقيا شعب مهزوم، اننا عبيد في اوطاننا، مستأجرون في املاكنا واراضينا، وليست لدينا القوة او السلطة، ولا نسيطر على اقدارنا في الارض التي انجبتنا، ان اجسادنا وارواحنا تضيع في المناجم والحقول : كي ينعم الرجل الابيض بالصحة والرخاء، ولذلك سوف تتلاشى امالكم وطموحاتكم؛ حيث اننا لا نستطيع منحكم افضل الهبات، وهي الحرية والاستقلال).

وبالرغم من الذهول الذي اصاب مانديلا من جراء هذه الكلمات، الا انها كانت كالبذرة التي سرعان ما اخذت تنمو في وجدانه، فلقد اصبحت رسالته في الحياة هي تحقيق الحرية، واوضحت رؤيته ان يرى بلده بلدا دون تمييز عنصري، يتمتع فيها الرجل الابيض والاسود بحقوقهما على السواء، وبدا يسير في خطة مرحلية؛ لتحقيق هذه الرؤية، على خطوات وهي :

الخطوة الاولى – الى جوهانسبرج :

وبدا السير الفعلي في خطته، حينما هاجر الى جوهانسبرج عاصمة جنوب افريقيا، وهناك بدأ الخطوة الاولى، وهي استكمال تعليمه الجامعي، وحتى يتمكن من ذلك، فقد عمل في وظيفة كتابية في احدى الشركات، وفي الوقت ذاته استكمل تعليمه الجامعي، فحصل على شهادة الليسانس في القانون 1942م.

الخطوة الثانية – مناهضة العنصرية :

وهي المرحلة التي انضم الى المؤتمر الوطني الافريقي، وهو اقدم تجمع وطني افريقي ينص دستوره على المعارضة العنصرية.

ثم بدا الممارسة الفعلية للمعارضة ضد العنصرية، وكانت بداية ذلك في اغسطس عام 1943م، حينما شارك لأول مرة في حياته في مسيرة ضمت عشرة الاف افريقي : احتجاجا على زيادة سعر ركوب السيارات العامة المخصصة للإفريقيين، وبعد مقاطعة هذه السيارات لتسعة ايام متواصلة، اضطرت الشركة المالكة الى خفض الاسعار : مما جعل مانديلا يتأثر تأثرا شديدا بهذه المسيرة.

الخطوة الثالثة – المشارك في العمل السياسي :

وهي مرحلة التهيؤ للتميز في العمل السياسي ،حيث التحق بجامعة ويتووتر سراند :للحصول على شهادة تؤهله للعمل في المحاماة ،وفي هذه المرحلة ايضا اصبح لمانديلا دورا بارزا في العمل السياسي، وصار له شأنا كبيرا في المؤتمر الوطني الافريقي، حيث اصبح احد اربعة نواب لرئيس الحزب، وبالإضافة لعمله السياسي كان يدافع عن قضايا الافريقيين امام محاكم البيض.

الخطوة الرابعة – المقاومة الايجابية ضد الاحتلال :

وبدأت عندما استولى البيض على مدينة صوفيا تاون احدى المدن المخصصة للسود طبقا لقوانين الفصل العنصري، حتى تم القبض عليه في ديسمبر 1956م، ثم اطلق سراحه نظرا لعدم توافر الادلة على ادانته، ثم خضع مانديلا لاتهامات عديدة، والتي انتهت الى الحكم عليه عام 1964م بالسجن مدى الحياة، هو وسبعة اخرين؛ ليبدأ مرحلة جديدة، وهي مرحلة الصمود، وفي جزيرة روبن البعيدة امضى مانديلا 18 سنة في تقطيع الاحجار، وفي عام 1982م تم نقله الى سجن بولز مور في مدينة كيب تاون.

وكانت الاغراءات قد بدأت تمارس دورها معه؛ للإفراج عنه مقابل اعلانه نبذ العنف وبراءته من اعمال المؤتمر الوطني الافريقي، وفي الوقت الذي انهار زملاء له امام هذه الاغراءات، رفض مانديلا التنازل عن مبادئه، وما اعلنه امام المحكمة من استعداده للموت في سبيل تحقيق هدفه، وهو ميلاد جنوب افريقيا حرة خالية من نظام الفصل العنصري.

وبدلا من ان يكون سجن مانديلا راحة للرجال البيض، فقد تحول الى كابوس بالنسبة لهم ففي 18 يوليو من كل عام في ذكرى مولده، يجتمع ملايين السود للتظاهر في انحاء البلاد في الوقت الذي يشاركهم كل السود في انحاء العالم، وهكذا اصبح مانديلا رمزا للحرية في جنوب افريقيا، وانتشر اسمه في انحاء العالم رغم ان صورته لم يعد يراها احد منذ عام 1964م.

الخطوة الاخيرة – الاصرار والصبر :

واحتاج الامر الى 28 عاما امضاها مانديلا وراء القضبان قبل ان يخرج ويرى نور الحياة، وفي عام 1990م تم الافراج عنه، وكان التصور انه سيخرج بقلب مليء بالكراهية والحقد، والتطلع للثأر، ولكن العالم فوجئ بوجهه الطيب وكلماته، حيث كان قد دخل في مرحلته الاخيرة؛ لتحقيق رؤيته الا وهي جمع الشعب على التوحيد، لقد كان البيض يراهنون على فشل السود الذين تعددت أحزابهم في التوحد، وعلى ان خلافاتهم ورغباتهم في التزعم سوف تمزقهم، ولكنهم فوجئوا باتفاق 26 رئيس حزب في جنوب افريقيا على اجراء الانتخابات يوم 27 أبريل 1994م،ولأول مرة في تاريخ جنوب افريقيا، يدخل رجل اسود في اللجنة الانتخابية؛ ليدلي  برأيه، وكان الفائز كما كان متوقعا هو نيلسون مانديلا، الذي اصبح رمزا واسطورة يعرفها

الملايين في انحاء الدنيا.




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.