المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
القيمة الغذائية للثوم Garlic
2024-11-20
العيوب الفسيولوجية التي تصيب الثوم
2024-11-20
التربة المناسبة لزراعة الثوم
2024-11-20
البنجر (الشوندر) Garden Beet (من الزراعة الى الحصاد)
2024-11-20
الصحافة العسكرية ووظائفها
2024-11-19
الصحافة العسكرية
2024-11-19

wanna-contraction (n.)
2023-12-06
عبد الله بن عباس
10-10-2014
كلوبيولين مناعي M Immunoglobulin M
11-9-2018
عنصر الوقود fuel element
27-6-2019
غزوات المسلمين بعد معركة بدر
7-2-2017
وقت النية في الصوم المعيّن
17-12-2015


الكان وكان  
  
156   11:57 صباحاً   التاريخ: 9-9-2016
المؤلف : ناظم رشيد
الكتاب أو المصدر : في أدب العصور المتأخرة
الجزء والصفحة : ص62-64
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / الشعر / العصور المتأخرة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-9-2016 157
التاريخ: 9-9-2016 157
التاريخ: 9-9-2016 96
التاريخ: 9-9-2016 141

ظهر هذا الفن في القرن الخامس للهجرة، وشاع بعد ذلك. ونسب فضل اختراعه الى البغداديين، وقد سموه بهذا الاسم، لأنهم يقولون في حكاياتهم الخرافية (كان وكان) للدلالة على أنها روايات لا أصل لها ولا سند (1).

والكان وكان من الشعر الملحون (2)، ينظم بأربعة أقفال مختلفة، ويكون القفل الأخير منه – أي الرابع – مردوفاً بحرف علة، وتسمى الأقفال الأربعة بيتاً، ويمكن للشاعر نظم عدة أبيات على قافية القفل الرابع، ولهذا الفن وزن واحد هو:

مستفعلن فاعلاتن     مستفعلن مستفعلن

مستفعلن فاعلاتن     مستفعلن فعلان

وتكثر في الكان وكان المواعظ والزهد والحكم والأمثال، قال صفي الدين الحلي (3): (واتسع طريق النظم فيه، وظهر لهم مثل الشيخ العلامة قدوة الأفاضل جمال الدين بن الجوزي والشيخ الأفضل الأكمل شمس الدين ابن الكوفي الواعظ رحمهم الله تعالى، فنظموا فيه المواعظ والرقائق والزهديات والأمثال والحكم). وقال شمس الدين الكوفي (ت 675هـ) مخاطباً الغافلين عن عبادة الله (4):

إلى من غفل وتوانى      الركب فاتك صحبته

وفي الدجى حدا بيهم      الحادي وحث النوق

***

حث المطايا لعلك       بمن تقدم تلحق

من لا يحث المطايا       ما يبصر المعشوق

***

فناقتك تتضمخ      من شدة السير بالدما

تصل الى مواطنها      مضخمة بخلوق (5)

***

يا ذا مطلب قد بلغت      الأرب، وقد زال التعب

إلف ألف فالناقه       لها عليك حقوق

يا بدر تم تجلى      وتيم الخلق منظره

جميع من في العالم     الى لقاك مشوق

***

فبالنبي محمد     وحق مولانا علي

ما تيم القلب إلا     قوامك المشوق

وانتقل الكان وكان الى مصر، وسمي بالزكالش. قال لي بن ظافر الأزدي (6): (وأخبرني بعض أصحابنا المصريين أن بعض جلساء الصالح بن رزبك أنشد بمجلسه بيتاً من الأوزان يسميها المصريون الزكالش، ويسميها العراقيون (الكان وكان):

النار بين ضلوعي     ونا غريق في دموعي

كني فتيلة قنديل      أموت غريق وحريق

ومن أبرز الشعراء في نظم (الكان وكان) في القطر المصري: شرف الدين ابن أسد (ت 738هـ)، وبدر الدين الزيتوني (ت 910هـ). وابراهيم المعمار (ت 749هـ)، وله (7):

شكوت للحب دائي     وما ألاقي من الهوى

وقلت: يا نور عيني     قد شفني التبريح

***

قال: تدعي الحب تكذب    مارا عليك دلائله

قلت: أكتمو في فؤادي      فقال: هذا ريح

أما في الشام فلم يشع كثيراً. وقد أورد ابن شاكر الكتبي مقاطع منه للشاعر علي بن الحسن بن منصور الحريري (ت 645هـ) وهي في غاية الفحش والبذاءة (8).

 

ــــــــــــــــــــــــــ

(1)ينظر (العطل الحالي والمرخص الغالي) ص148 – 170.

(2)ينظر وجه الشبه بين الكان وكان وفن آخر شاع آنذاك يعرف بالسلسلة (الفلك المحملة بأصداف بحر السلسلة) للدكتور كامل مصطفى الشيبي ص33 – 35.

(3)العاطل الحالي والمرخص الغاني ص147.

(4)الكشكول للعاملي 1: 115.

(5)الخلوق: نوع من الطيب.

(6)بدائع البدائة ص 249.

(7)الفنون الشعرية غير المعربة، الكان وكان و القوما ص35.

(8)ينظر فوات الوفيات 3: 8.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.